سواليف:
2025-02-03@12:45:59 GMT

هل تغير تركيا قواعد اللعبة الخطرة ازاء روسيا والغرب؟

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

هل تغير تركيا قواعد اللعبة الخطرة ازاء روسيا والغرب؟

هل تغير #تركيا #قواعد #اللعبة_الخطرة ازاء #روسيا و #الغرب؟

#مروان_سمور
لطالما كانت تركيا لاعبًا مهمًا في السياسة الدولية، بحكم موقعها الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا , الذي يؤهلها للعب ادوار مهمة على الصعيد الاقليمي والعالمي.
في السنوات الأخيرة، اتخذت تركيا سياسة توازن بين روسيا والغرب ، مما أثار بعض القلق لدى كل من الطرفين .


تتمتع تركيا بعلاقات اقتصادية قوية مع كل من روسيا والغرب. فروسيا هي أكبر مورد للغاز الطبيعي لتركيا، بينما تعتبر تركيا سوقًا مهمًا للصادرات الأوروبية.
خلفية السياسة التركية
تعود جذور السياسة التركية المتوازنة إلى عهد الرئيس رجب طيب أردوغان. منذ توليه السلطة في عام 2003، فقد سعى إلى توسيع دور تركيا في الساحة العالمية ، وتحقيق مزيد من الاستقلالية عن الغرب .
في عام 2016، اشترت تركيا نظام الدفاع الصاروخي إس-400 من روسيا، مما أثار غضب الولايات المتحدة الامريكية . حيث اعتبرت أن شراء إس-400 يتعارض مع أنظمة الدفاع الصاروخي في حلف الناتو ، وادى ذلك الى فرضهاعقوبات على تركيا.
على الرغم من هذه العقوبات، استمرت تركيا في تعزيز علاقاتها مع روسيا. وفي عام 2017، وقعت تركيا وروسيا اتفاقية لإنشاء ممر غاز عبر البحر الأسود. كما تعاون الطرفان في سوريا ، حيث دعمت تركيا المعارضة السورية، بينما دعمت روسيا الحكومة السورية.
في عام 2020، نظمت تركيا وروسيا عملية عسكرية مشتركة في سوريا، مما أدى إلى وقف إطلاق النار بين المعارضة السورية والحكومة السورية .
أهداف السياسة التركية
تهدف السياسة التركية المتوازنة بين روسيا والغرب إلى تحقيق مصالحها الوطنية، بما في ذلك تحقيق مزيد من الاستقلالية، وحماية أمنها القومي، وتعزيز علاقاتها التجارية مع كل من الطرفين .
وتهدف ايضا الى بناء شراكات متنوعة مع روسيا والغرب دون التخلي عن ارتباطها المؤسساتي بالغرب، سواء كعضو في حلف الناتو أو كشريك اقتصادي مهم للاتحاد الأوروبي.
في الوقت نفسه تعمل أنقرة على الاستفادة من الصراع الروسي الغربي لتعزيز تموضعها الجيوسياسي كقوة وازنة بين الشرق والغرب .
التحديات التي تواجه السياسة التركية
تواجه السياسة التركية المتأرجحة بعض التحديات. أحد هذه التحديات هو أن الولايات المتحدة قد تفرض مزيدًا من العقوبات على تركيا، مما قد يضر باقتصادها.
تحدي آخر هو أن روسيا قد تحاول الاستفادة من العلاقات القوية مع تركيا للضغط عليها في قضايا أخرى. وعلى سبيل المثال، قد تحاول روسيا الضغط على تركيا لتغيير موقفها من أوكرانيا او سوريا أو ليبيا .
الفرص التي تمنحها السياسة التركية
على الرغم من التحديات، فإن هذه اللعبة السياسبة لتركيا توفر لها بعض الفرص , حيث تمكنها من تحقيق مصالحها الوطنية دون أن تضطر إلى الاعتماد بشكل كبير على أي من الطرفين .
فرصة أخرى هي أن تتمكن تركيا من لعب دور الوساطة بين روسيا والغرب في القضايا الخلافية. على سبيل المثال، قد تتمكن من لعب دور في تسوية الصراع في أوكرانيا .
مستقبل السياسة التركية
من غير الواضح ما سيكون مستقبل سياسة “مسك العصا من المنتصف” بين روسيا والغرب. فمن الممكن أن تستمر تركيا في تعزيز علاقاتها مع كلا الطرفين ، أو أنها قد تضطر إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحًا في السنوات القادمة..
و إذا اضطرت الى اتخاذ هكذا موقف ، فقد تفقد فرصًا للتعاون مع احدى الطرفين .
وإذا استمرت في تعزيز علاقاتها مع روسيا، فقد يؤدي ذلك إلى تعميق الخلاف بين تركيا والغرب , والعكس صحيح .
في النهاية، سيعتمد مستقبل السياسة التركية على عوامل مختلفة، بما في ذلك التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
ومن الصعب التكهن بما ستكون عليه قواعد اللعبة التركية الخطرة في المستقبل. لكن من الواضح أن تركيا تسعى إلى تغيير دورها والتعبير عن نفسها في النظام الدولي الحالي والمستقبلي .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تركيا قواعد روسيا الغرب بین روسیا والغرب السیاسة الترکیة فی عام

إقرأ أيضاً:

السياسة الأمريكية الجديدة

تعتبر دراسة تاريخ الامبراطوريات أمرا هاما لاستنباط الجانب الأكبر من التوجهات المنتظرة للسياسة الأمريكية خاصة في عهد ترامب.
الرئيس ترامب أتى من خارج منظومة الدولة الأمريكية العميقة، متمردا على أسسها وأدبياتها، لا يتفق مع الإدارة الأمريكية السابقة سوى في التأييد الأعمى لإسرائيل وإن كان دعم الإدارة الأمريكية السابقة لإسرائيل غير مسبوق في التاريخ الأمريكي. 
ان دراسة التاريخ نستنبط منها أنه لا توجد دولة حاربت العالم وانتصرت حتى لو كانت حربا اقتصادية، فلا توجد دولة مهما أوتيت من القوة تستطيع أن تحارب العالم.
حاولت الدولة الرومانية في الأزمنة القديمة ورغم توسعاتها لم تنجح، حاول المغول ذلك في القرون الوسطى وفشلوا، حاول نابليون ذلك في القرن التاسع عشر وفشل، حاول الانجليز وبنوا امبراطورية لا تغرب عنها الشمس ولم يستطيعوا تجاوز روسيا في أوروبا والهند في آسيا شرقا.
تعتبر مراكز الدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية مصدرا هاما لتخطيط السياسات الأمريكية لعقود قادمة، وهي غالبا ما تكون تحت سيطرة اللوبي الصهيوني، تمرد الرئيس ترامب على دراساتها وتوصياتها الا فيما يخص مخططات إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
أعلن الرئيس الأمريكي عن اعتزامه ضم جزيرة جرينلاند وفرض عقوبات اقتصادية على كندا لضمها الى الولايات المتحدة الأمريكية وإلغاء المساعدات الخارجية والانسحاب من اتفاقية المناخ وإلزام أوروبا بزيادة انفاقها الدفاعي والضغط على المملكة العربية السعودية لخفض أسعار البترول وفي نفس الوقت استثمار مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية وزاد على ذلك بأن دخل المملكة من الحج له نسبة منه لأن الله رب الجميع ! ، وتغيير اسم خليج المكسيك الى خليج الولايات المتحدة الأمريكية وترحيل سكان قطاع غزة الى مصر والأردن!.
في هذه القرارات ازدراء بالمراكز البحثية التي تمد الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالخطط الواجب تنفيذها في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، لقد أطلق اسم (الإدارة الأمريكية) على مؤسسة الرئاسة نظرا لأنها عنصر تنفيذ للسياسات وليست أداة تخطيط ولأنها تبني خططها على معطيات معقدة تدرس بواسطة خبراء متخصصين في مراكز دراسات استراتيجية، لكن ما يصدر عن الرئيس ترامب لا يدل على أي دراسة مسبقة أو خطط وضعها خبراء متخصصين، زاد على ذلك باعتزامه فرض رسوم على الدول التي لها فائض تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية.
بالإضافة الى إغضاب أقرب حلفائه (إلون ماسك) عندما أعلن عن اعتزامه استثمار مئات المليارات من الدولارات في الذكاء الاصطناعي، مما جعل الأخير يرد عليه علنا وبشكل غير مرضي.
هذه السياسات بالتأكيد لن يكتب لها النجاح، الرئيس ترامب يغلب عليه طابع التاجر وهو أمر لا يتماشى مع استراتيجيات الدول الكبرى ، فقد تكون هناك مكاسب سياسية واستراتيجية تتجاوز بكثير المكاسب المالية ، فالمملكة العربية السعودية ودول الخليج التي طالما عايرها بأنه لولا الولايات المتحدة الأمريكية لكانت تتكلم الفارسية  ونسي أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون الخاسر الأول لو حدث ذلك لأن ايران ستتحول لدولة كبرى تنفذ مشروعا خاصا بها ومضادا للولايات المتحدة الأمريكية ، وأنه لولا دول الخليج لما كان الدولار هو العملة الرئيسية في العالم، فسياسة ربط بيع البترول بالدولار منذ خمسينات القرن الماضي والتي تعززت بمؤتمر جاميكا بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج عام 1976هي التي كرست تلك السياسة ونتج عن ذلك احتياج الدول الكبرى لتخزين الدولار حيث كان من الممكن أن تشتري البترول بعملاتها ( اليابان – فرنسا – ألمانيا ....) وأصبح الدولار هو العملة التي تتم بها المقاصة في المعاملات الدولية وأصبح الدولار الأمريكي مغطى بإنتاج الدول الأخرى.
الرئيس لا يدرك أن الصين التي تملك أكبر كم من السندات الأمريكية تستطيع اسقاط الدولار حتى لو تأثرت نسبيا وأن المصالح الاقتصادية أصبحت متشابكة بشكل معقد مع باقي دول العالم ومع دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص.  
بعد فترة وجيزة من الذهول الدولي من تصريحات الرئيس ترامب بدأت الدول تتجرأ بالرد العلني على الرئيس الأمريكي ، الأمر الذي كان خطا أحمر في الأزمنة السابقة ، وبدأت الهيبة الأمريكية تتآكل ، رد رئيس الوزراء الكندي على الرئيس ترامب بأنه اذا فرض على صادرات بلاده الى الولايات المتحدة الأمريكية رسوما فعليه أن يستورد البترول من فنزويلا و الصين ، حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2022 وصل الى 908.9 مليار دولار، بلغ العجز 53.5 مليار دولار لصالح كندا ، لكنه نسي أن معظم المنتجات الأمريكية خاصة الصناعية تدخل فيها مكونات كندية ( السيارات، الطائرات ، الأسلحة... ) الأمر الذي سيرفع بالتأكيد من تكلفة المنتج الأمريكي .
قام الرئيس الكولومبي بالرد على الرئيس الأمريكي بإعلانه فرض رسوم على المنتجات الأمريكية وأعلن أنه لا يخشى أن تدبر الولايات المتحدة الأمريكية انقلابا ضده أو أن تغتاله.
ردت رئيسه وزراء الدانمارك بأن جرينلاند جزءا لا يتجزأ من الدانمارك.
ردت مصر والأردن بشكل رسمي وعلني برفض توطين الفلسطينيين في أراضيها، لم يتنبه الرئيس الأمريكي بأن أهالي القطاع في ظل القصف والقتل وهدم المنازل وتدمير المستشفيات بقوا على أراضيهم، فكيف سيقبلون بالترحيل الآن؟.
أما بالنسبة لرفع موازنات الدفاع في الدول الأوروبية فحتى لو وافقت بعض الدول الأوروبية على ذلك فستكون موافقة شكلية، فالحكومات الأوروبية المنتخبة لو رفعت مخصصات الدفاع من 2% الى 5% ستتضرر خطط التنمية ومخصصات التعليم والصحة، الأمر الذي سيطيح بتلك الحكومات، لذلك فلا يمكن أن يتم ذلك بالشكل والنسبة التي يريدها الرئيس الأمريكي، علاوة على أن ذلك سيجعلها أكثر تحررا من الالتزام بالتوافق مع السياسات الأمريكية أو أن تتحالف مع قوى معادية للمصالح الأمريكية ، الأمر الذي لو حدث ستتضرر منه الولايات المتحدة الأمريكية. 
بالإضافة الى ما سبق ، فإن تدمير المنظومة الشكلية للقانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية تستخدمها عند الحاجة واستبدالها بشريعة الغاب سيحول العالم الى غابة كبيرة تسودها الفوضى ولن يصب ذلك في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية على المدى البعيد. 
 

 

 

مقالات مشابهة

  • ‏الرئاسة التركية: الرئيس السوري أحمد الشرع يزور تركيا غدا
  • الأنواء الجوية: أجواء صافية ودافئة في وسط العراق وأمطار في الشمال والغرب
  • القانون يضع ضوابط للتعامل مع المخلفات الخطرة.. تعرف عليها
  • واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة “أكويو” النووية التركية
  • خاص.. تشكيل لجان داخلية لرسم السياسة المالية باتحاد الكرة العراقي
  • السياسة الأمريكية الجديدة
  • ضوابط حيازة الحيوانات الخطرة بعد واقعة أسد الفيوم
  • 61 مليون جنيه تكلفة أكبر جهاز فرم وتعقيم للنفايات الخطرة بالإسماعيلية
  • سوريا بين الشرق والغرب
  • أمسية شعرية تجمع بين الشرق والغرب في معرض القاهرة الدولي للكتاب