لماذا يتأخر شفاء الجروح لدى مرضى السكري؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
توصل باحثون إلى تفسير سبب تأخر التئام الجروح لدى مرضى السكري، وأرجعوه إلى مشكلة في جزيئات صغيرة تنقل الإشارات بين الخلايا اسمها "الإكسوسومات" (exosomes).
وعندما تكون الإكسوسومات معيبة لدى مرضى السكري، فإنها قد تسبب الالتهاب وتضعف شفاء الجروح.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة بيتسبرغ بقيادة الدكتور سوبهاديب غاتاك، ونشرت في مجلة "نانو توداي"، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت".
في الجروح المزمنة لمرضى السكري، لا تستطيع هذه الإكسوسومات المعيبة توصيل معلومات حيوية إلى الخلايا التي تعزز التئام الجروح، حسب ما وجد الباحثون.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام علاجات جديدة تركز على الإكسوسومات لتعزيز شفاء الجروح المزمنة.
الالتهابمن ناحيته، يقول الدكتور تشاندان سين، المؤلف المشارك الرئيسي بالدراسة، ومدير معهد ماكجوان للطب التجديدي، وأستاذ الجراحة والجراحة التجميلية في جامعة بيتسبرغ، إنه لدى "المرضى الذين يعانون مرض السكري، يضعف التئام الجروح بسبب الالتهاب الزائد".
وأضاف "إذا تركت هذه الجروح غير المعالجة أو المزمنة من دون علاج، فيمكن أن تؤدي إلى بتر الأطراف. وكل عام، تحدث أكثر من 100 ألف حالة بتر مرتبطة بالسكري في الولايات المتحدة، ولكن من خلال فهم المزيد عن التئام الجروح وتطوير علاجات جديدة، فإن هدفنا هو خفض هذا العدد".
باستخدام ضمادات الضغط السلبي التي تعمل على تفريغ الجروح بلطف لتحفيز الشفاء، قام الدكتور سوبهاديب غاتاك وفريقه بجمع سوائل الجروح من الجروح المزمنة لـ22 مريضا بالسكري و15 مريضا غير مصاب بالسكري.
ولفت الدكتور سين إلى أنه "عادة ما يتم إلقاء هذه الضمادات في سلة المهملات، لكن سائل الجرح -في الواقع- عينة قيمة للغاية تعكس ما يحدث في جميع أنحاء الجرح. على سبيل المثال، إذا كان الجرح ملتهبا، فإن السائل سيحمل آثار تلك العدوى".
قام الباحثون بعزل وتحليل الإكسوسومات التي تنتجها خلايا الجلد، والتي تسمى الخلايا الكيراتينية.
يتم إطلاق الإكسوسومات من الخلية والتقاطها بواسطة الخلايا البلعمية، وهي الخلايا المناعية التي تنسق عملية التئام الجروح.
وأوضح سين "إذا كانت الإشارات الموجودة داخل الإكسوسومات صحيحة، فإن البلاعم تعرف كيفية علاج الالتهاب في الجرح.. في مرض السكري، يتعرض التداخل بين الخلايا الكيراتينية والبلاعم للخطر، لذلك تستمر البلاعم في إثارة الالتهاب ولا يمكن للجرح أن يلتئم".
ووجد غاتاك وفريقه أن مرض السكري يعوق أيضا إطلاق وامتصاص الإكسوسومات في الجروح.
البلاعمعندما قام الباحثون بحضانة البلاعم غير المصابة بالسكري مع الإكسوسومات، أنتجت البلاعم مركبات تشير إلى علاج الالتهاب، مما يشير إلى أنهم تلقوا رسالة الإكسوسومات واستجابوا بشكل صحيح لبدء التئام الجروح.
ولكن عندما كرروا هذه التجربة مع الدياكسوسومات، وهي الإكسوسومات لدى مرضى السكري، أنتجت الخلايا البلعمية مركبات مؤيدة للالتهابات شائعة لدى مرضى السكري الذين يعانون جروحا مزمنة.
وقال سين إن "هذا لا يقتصر على الجروح فقط. فنظرا إلى أن الإكسوسومات مسؤولة عن عديد من الوظائف في الجسم، قد تلعب الدياكسوسومات دورا في مضاعفات مرض السكري الأخرى. هذه الدراسة تفتح خطا جديدا للتفكير".
ويدرس الباحثون الآن كيف يمكنهم استهداف الدياكسوسومات لتحسين التئام الجروح لدى مرضى السكري.
وقال سين إن أحد السبل هو تطوير علاجات لإلغاء التعديلات الكيميائية التي تحدث في الدياكسوسومات. وبدل ذلك، يمكن عزل الإكسوسومات من مرضى السكري وتحميلها بالإشارات المفقودة قبل زرعها مرة أخرى في أنسجة الجرح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لدى مرضى السکری التئام الجروح مرض السکری
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس.. ماذا تعرف عن الالتهاب الرئوي المزدوج الذي توفي به بابا الفاتيكان؟
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.. أعلن الفاتيكان، عن وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، وذلك بعد صراع طويل مع التهاب رئوي مزدوج. ولكن ماذا يعني هذا المرض الذي تسبب في وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؟ وما هي مخاطره الصحية وكيف يؤثر على الجسم؟
الالتهاب الرئوي المزدوج: التعريف والأسبابالالتهاب الرئوي المزدوج الذي أصيب به البابا فرنسيس بابا الفاتيكان هو حالة طبية خطيرة تحدث عندما يصاب الشخص بالتهاب رئوي في كلتا الرئتين، حيث تُسبب هذه العدوى تورمًا في الأنسجة الرئوية وتجمع السوائل، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة ويؤدي إلى نقص في الأوكسجين في الدم. هذا المرض قد يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو حتى فطرية.
وتتمثل الأعراض الرئيسة لهذا المرض في السعال المستمر، الحمى، وضيق التنفس، وألم في الصدر، وقد يعاني المصابون أيضًا من التعب الشديد والضعف العام. ومع تقدم الحالة، قد يتسبب الالتهاب الرئوي المزدوج في فشل التنفس، وهو ما يهدد الحياة في حالات معينة.
المخاطر وعوامل الخطروتشير الدراسات إلى أن كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب أو السكري، هم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي المزدوج، حيث يزيد ضعف جهاز المناعة، سواء بسبب الشيخوخة أو جراء العلاج الكيميائي أو غيره من العوامل، من خطر الإصابة بهذا المرض.
علاج الالتهاب الرئوي المزدوجويُعتمد العلاج على نوع الالتهاب (بكتيري، فيروسي، أو فطري). في حال كانت العدوى بكتيرية، عادة ما يتم علاجها باستخدام المضادات الحيوية. أما في الحالات الفيروسية، فقد يقتصر العلاج على تخفيف الأعراض ودعم التنفس بواسطة الأوكسجين أو أجهزة التنفس الصناعي إذا تطلب الأمر.
يُذكر أن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان كان قد عانى لفترة طويلة من مشاكل صحية نتيجة تقدمه في السن، وسبق أن تعرض لعدة أزمات صحية تمثلت في إصابات في الركبة وعدد من المشاكل التنفسية. وكان الالتهاب الرئوي المزدوج آخر محطات معاناته الصحية التي أسفرت عن وفاته، مما ألقى بظلال من الحزن على العالم المسيحي.
التوعية بأهمية الوقايةوتتطلب الوقاية من الالتهاب الرئوي المزدوج الذي أصيب به البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اتباع إجراءات صحية بسيطة مثل أخذ اللقاحات المضادة للإنفلونزا والبكتيريا، والتأكد من التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة، إضافة إلى الحفاظ على نظام غذائي صحي والابتعاد عن التدخين.
اقرأ أيضاًبعد رحيله.. من هم المرشحون لخلافة البابا فرنسيس؟
الأمين العام لجامعة الدول العربية ينعي البابا فرنسيس: كان صوتًا فريدًا للإنسانية والضمير
تأجيل مباريات الدوري الإيطالي حدادا على وفاة البابا فرنسيس