سباق مع الوقت للعثور على ناجين إثر الزلزال المدمر
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
يسابق رجال الإنقاذ الزمن، الاثنين، بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر الذي خلف 2497 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان “في حصيلة محينة، إلى حدود الساعة العاشرة من يوم الإثنين، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2497 شخصا، وعدد الجرحى 2476”.
وأعلن المغرب مساء الأحد أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال.
ووصل رجال إنقاذ إسبان إلى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز الجبلي ذي التضاريس الوعرة الذي سجل فيه أكثر من نصف الضحايا حتى الآن (1452).
وانتشرت في تلات نيعقوب 12 سيارة إسعاف وعشرات من السيارات الرباعية الدفع التابعة للجيش والدرك وحوالى مائة من رجال الإنقاذ المغاربة يتابعون إرشادات رؤسائهم قبل بدء عمليات البحث في القرية.
وغير بعيد عنهم، يقوم فريق مكون من 30 رجل إطفاء إسبانيا وطبيب وممرضة وفنيين بالتنسيق مع السلطات المغربية لبدء أعمال البحث، بينما تحلق طائرة هليكوبتر في سماء المنطقة.
وتقول رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول “الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها كما هي الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة العمودية”.
وتضيف “من الصعب القول ما إذا كانت فرص العثور على ناجين تتضاءل لأنه على سبيل المثال، في تركيا (التي ضربها زلزال عنيف للغاية في فبراير) تمكننا من العثور على امرأة على قيد الحياة بعد ستة أيام ونصف اليوم. دائما يكون هناك أمل”.
وتتابع “من المهم أيضا العثور على الجثث لأن العائلات يجب أن تعرف”.
وعلى بعد 70 كيلومترا شمالا، أقام فريق آخر مكون من 48 رجلا من وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية معسكرا عند مدخل بلدة أمزميز الصغيرة منذ مساء الأحد.
ويقول ألبرت فاسكيز، مسؤول الاتصالات في الفريق، لوكالة فرانس برس “نحن في انتظار اجتماع مع الحماية المدنية المغربية لتحديد المكان الذي يمكننا الانتشار فيه تحديدا”.
ويرافق الفريق أربعة كلاب وكاميرات دقيقة لاختراق فجوات صغيرة بين الركام، وأجهزة لكشف أي تواجد لأشخاص أحياء.
وكان لحسن وحبيبة باروج ينتظران تحت أشعة الشمس الحصول على أخبار عن والدهما البالغ من العمر 81 عاما والذي تم نقله للتو بسيارة إسعاف إلى المستشفى المحلي الصغير. بعد أن دفنت والدتهما التي ماتت في الزلزال.
وتفصح حبيبة وملامح الحزن بادية عليها “ساقه مكسورة. منزلنا مدمر. لم نر أي مساعدة. واضطررنا إلى انتشال والدنا من تحت الأنقاض بأنفسنا، في بطانية وحملناه لأميال. وننام منذ ذلك الحين في حقل. لقد دمرنا”.
وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن “السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”.
وأكدت أن هذه الفرق بدأت التواصل مع نظيراتها المغربية لتنسيق جهودها.
وأشارت وزارة الداخلية إلى إمكان “اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة” إذا اقتضت الحاجة، مؤكدة ترحيب المملكة “بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم”.
وأعلنت دول عدة بينها فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب، وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الإثنين تقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حاليا في عمليات الإغاثة في المغرب بعد الزلزال.
ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز، مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.
وفي قرية تيخت الصغيرة القريبة من بلدة أداسيل، بقيت مئذنة وبعض المنازل من الحجارة صامدة وسط دمار شبه تام لحق بكل ما حولها، وفق ما شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس.
وقال أحد سكانها محسن أكسوم (33 عاما) “انتهت الحياة هنا… ماتت القرية”.
والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية)، هو الأقوى يتم قياسه في المغرب على الإطلاق.
وسجل أكثر من نصف القتلى في قرى إقليم الحوز الجبلية. ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
وصرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقره جنيف، مليون فرنك سويسري (1,1 مليون دولار) من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.
ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت إلى أهمية حاجات المغرب المستقبلية، مع “24 إلى 48 ساعة حرجة” وحاجات “لأشهر أو حتى سنوات”.
وتقرر تعليق الدراسة في 42 جماعة (دائرة) في الأقاليم التي ضربها الزلزال اعتبارا من الاثنين، وفق ما أعلنت وزارة التربية الوطنية الأحد.
وتبنت الحكومة مشروعا لإحداث “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية” سيفتح لتلقي التبرعات.
وإضافة إلى الحصيلة البشرية والدمار، أثار الزلزال خشية على مصير مواقع تاريخية خصوصا في مراكش، حيث تعرضت المدينة القديمة ومواقعها المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى أضرار بسبب الزلزال.
في المدينة القديمة، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن حيث دمرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام في الأزقة. وتهدم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالمدينة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070.
وقال المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو في المغرب العربي إريك فالت “يمكننا أن نقول بالفعل إن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا. لاحظنا تشققات كبيرة في مئذنة (جامع) الكتبية البناء الأكثر شهرة، ولكن أيضا التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش” في ساحة جامع الفنا.
وبثت القنوات التلفزية الأحد صورا من الجو تظهر قرى دمر بعضها تماما، من بينها قرية تفغاغت الواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.
كلمات دلالية إنقاذ المغرب كارثة مساعداتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إنقاذ المغرب كارثة مساعدات العثور على على ناجین
إقرأ أيضاً:
لبناني يعزف على آلة التشيلو وسط الدمار بالضاحية الجنوبية
لبنان – بثت صفحات محلية لبنانية، أول أمس الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر الشاب اللبناني مهدي الساحلي وهو يعزف على آلة "التشيلو" وسط الدمار في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وظهر العازف جالسًا وسط أحد الشوارع محاطًا بركام المباني المدمّرة بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عدة منازل على جانبي الطريق.
وفي تصريحات متلفزة لقناة محلية بعد انتشار المقطع، قال الساحلي "الضاحية للجميع، وأحببت إيصال رسالة لرفع الروح المعنوية لدى الشعب اللبناني".
وفي حديثه، أوضح الساحلي أنه لم يكن هدفه العزف قرب بيته المدمر، بل كانت رسالته للجميع أن الفن قادر على مساعدتنا في مواجهة الواقع الصعب مهما كان، ومحاربة كل شيء. مثلما يقاوم الجنود على الحدود، فيمكنه هو أن يوصل رسالة الفن وهي رسالة سلام.
ويصف مهدي الساحلي شعوره بهذا الموقف بأنه لم يهتم بالانتقادات التي وجهها البعض له، لأنه عبّر عن مشاعره تجاه ما يحدث بهذه الطريقة. فالعلاقة القوية التي تجمعه بآلة التشيللو تجعلها أداةً مثالية للتعبير عن مشاعره الداخلية.
ويقول الساحلي إن بعض الأشخاص قد انتقدوه لاختياره تلك الموسيقى خصوصا باعتبار أنها استخدمت سابقا في فيلم عن الحرب العالمية الأولى واليهود. لكن الساحلي اختارها ليعبر عن موقفه من أن المظلومين ليسوا فقط اليهود، الذين استغلوا معاناتهم لسنوات لابتزاز العالم، بل بالعكس هم من أصبحوا اليوم الجلادين، حسب تعبيره.
ويبدو أنها لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها عازف بتقديم هذا اللحن على أنقاض مدينته، ففي مشهد يذكر بأسطورة الإمبراطور الروماني نيرون وهو يعزف على أنقاض روما، ومع اختلاف التفاصيل تداولت مواقع التواصل الاجتماعي عام 2022 مقطعا مصورا لموسيقي يعزف على آلة التشيلو وسط الدمار والخراب في مدينة خاركيف الأوكرانية التي شهدت حينها قصفا جويا منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي مشهد آخر بالضاحية الجنوبية أيضا، تداول رواد مواقع التواصل فيديو للبناني يعزف على البيانو وسط الدمار بضاحية بيروت وبجواره منزله المدمر، في رسالة واضحة أنه من بين كل هذا الركام لا يزال هناك أمل في حياة أفضل.