الاحترام هنا مقصود بمعنيين، الأول الاحترام الواجب تقديمه لشخص ما، والمعنى الثانى هو الاحترام المقدم من الشخص للأخرين، وعندما نتكلم عن الفنان على الحجار فإننا نتكلم عن المعنيين فى آن واحد، فقد جمع بين احترامه للأموات قبل الأحياء بتخليد ذكراهم فى نفوس الجميع وتبسيط ما قدموه لجيل ربما لا يعرفون عن الأموات الخالدين شيئًا، وقدم الاحترام للأحياء سواء جمهوره أو المتعاونين معه فى رسالته.
بالأمس القريب كانت احتفالية مئوية فنان الشعب خالد الدكر سيد درويش، والتى قامت بإحيائها نقابة الصحفيين، فى رمزية لعودة النقابة الرائدة فى رسالتها للمجتمع سواء المحلى أو الخارجى، وكان نجم الحفل هو العبقرى الفنان على الحجار، وحدث أكثر من مشهد خلال الاحتفالية يؤكد أن ذلك الفنان استطاع خلال مشواره الفنى أن يحافظ على قمة تربعه على عرش قلوب الجميع، شباب وكبار، عامة الشعب وصفوته، بمبدأ بسيط للغاية وهو احترامه لذاته، فقد قدم الاحترام الواجب لفنان الشعب بل امتد احترامه لأحفاده سواء من الجسد أو أحفاده فى المهنة، سواء اللحن أو الأداء، قدم احترامه لمعاونيه فى رسالته، الفرقة الموسيقية التى شاركته الاحتفالية، وأيضا احترامه لجيل الشباب فقدم منهم نماذج لنا فى رائعة قليل من يفعلها، ولن يفعلها إلا من يعرف معنى الاحترام، سواء للجيل الذى سبقه أو الاحترام للجيل الذى سوف يتسلم منه الرسالة.
بدأ الحجار حفلته بكلمة بسيطة رائعة عن فنان الشعب سيد درويش، لافتًا إلى أن عبقرية فنان الشعب فى أنه استطاع أن يعيد الهوية المصرية للأغنية، فأخد على عاتقه أن يجعل اللحن بسيطا، يفهمه العامة والصفوة، يردده الجميع، أخذ كلمات بسيطة صعب التلحين ليجعل منها أنشودة يتغنى بها الشعب فى جميع المناسبات، بدأ حفلته برائعة أنا المصرى ثم تلاها بالعديد من تراث فنان الشعب، وكان دائما ما يقدم نبذة مختصرة عن ما سوف يشدو به، كمعلومة لمن لا يعرف طبيعة وعبقرية سيد درويش، وبين الحينة والأخرى كان يفسح المجال لأعضاء فرقته الرائعة ليقدموا لنا عزفًا منفردًا لبعض منهم، فقد أشجانا الناى، وأطربنا العود، ثم انضمت الدفوف والطبلة والرق لتكتمل طبيعة الآلات المصرية الموسيقية الأصيلة.
لم يأت الحجار بمفرده، بل جاء ليقدم لنا ثلاثة نماذج شبابية تحاول أن تجد من يسمعها، فقدمهم لنا فى لفتة رائعة منه: الفنان أحمد، ثم فنانة المستقبل شيماء التى مازالت طالبة لتشاركه أنشودة أعظم الجيوش جيش بلادى، ثم يترك المسرح ويجلس فى الخلف مقدمًا شاب أخر اسمه أدهم ليقدم دويتو مدهشا ورائعا لنا مع المطربة شيماء، ثم يعود ويقدم التحية والتشجيع لكل منهم باسمه، لم ينس «الحجار» حتى مهندس الصوت الذى عليه عبء كبير فى احتفالية مثل تلك.
احترامه لجمهوره كان مفتاحه أنه يستمع دائمًا لهم ويشاركهم أغانيه واختياراته، فعندما طلبنا أغنية ما، رأيناه يتحدث مع مايسترو الحفل ليعجل بطلب جمهوره، ثم أبهرنا ببعض من أغانيه «عارفة» و»زى الهوا» و»بوابة الحلواني» وغيرها، ثم ختم حفلته برائعة أخرى لفنان الشعب العبقرى الراحل خالد الذكر سيد درويش.
شكرا «الحجار» شكرا «البلشي» شكرا «كامل» لقد كانت احتفالية نقابة الصحفيين بمئوية خالد الذكر سيد دوريش والتى نقلتها قناة الحياة أمسية ثقافية غنائية تغلفت بروح الأخلاق والمحبة وجيل يسلم جيلا، وكما وعدنا الفنان على الحجار بأنه سوف يأتى فى حفل آخر فإننا فى انتظاره، وشكرا نقابة الصحفيين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فنان الشعب سيد درويش فنان الشعب سید درویش
إقرأ أيضاً:
قانون البحار.. تفاصيل مباحثات أحمد الشرع مع وزير الخارجية القبرصي
عقد الرئيس السوري أحمد الشرع، يوم الخميس مباحثات مع وزير الخارجية القبرص كونستاندينوس كومبوس، في العاصمة دمشق حول مستقبل سوريا، واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية خاصة قانون البحار.
وأفادت وسائل إعلام محلية، أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، شارك في اجتماع أحمد الشرع ووزير الخارجية القبرصي الذي جرى في قصر الشعب بدمشق.
وناقش الطرفان عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك من بينها موقف قبرص من رفع العقوبات عن سوريا، والتزامها بالمواثيق والقوانين الدولية، والتي على رأسها قانون البحار في إشارة إلى جوار سوريا وقبرص في منطقة البحر المتوسط.
وقال وزير الخارجية القبرصي إن اللقاء مع أحمد الشرع مثل خطوة أولى "مشجعة" نحو تطبيع العلاقات مع سوريا، موضحا أن الغرض من هذه الزيارة كان التعبير عن رغبة قبرص في المساعدة في وضع أجندة إيجابية، في منظور إيجابي لسوريا بعد سقوط نظام الأسد، سواء على المستوى الثنائي أو داخل الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أوردته صحيفة “سايبر ميل” القبرصية.
وأضاف كومبوس أن "العلاقات عميقة وتاريخية، وهدفنا هو معرفة كيف يمكننا المساعدة في انتقال سوريا مرة أخرى إلى المجتمع الدولي، كعضو كامل، بالشرعية المتوقعة والمطلوبة.
وأشار الوزير القبرصي إلى أنه يفترض وجود المبادئ الأساسية لحسن الجوار، واحترام سلامة الأراضي، وسيادة الدول، مؤكدا أن نتائج لقاءاته "إيجابية ومشجعة، لكنها خطوة أولى سنحاول من خلالها مواصلة العمل لتحقيق الهدف الذي ذكرته".
وأضاف أنه أجرى "نقاشاً موسعاً" مع القادة السوريين، وأن النقاش تناول مسائل تشمل الاستثمار والقضايا المتعلقة بالمساعدات داخل الاتحاد الأوروبي، سواء على المستوى التكنوقراطي أو السياسي.