"قانون المسؤلية الطبية"، واحدًا من أهم القوانين التي تنتظر أولويات الأجندة البرلمانية لمجلس النواب خلال دور الانعقاد الرابع، حيث يُحقق القانون توفير الحماية لكل من الطبيب والمريض بما يضمن وقوع أي ضرر لكل منهما.


وبالرغم من أهمية مشروع قانون "المسؤولية الطبية"، والذي يستهدف حماية المريض من أي أضرار يتعرض لها خلال تلقيه الخدمة الطبية أو الصحية، وكذلك حماية الطبيب الذى يؤدي دوره المهني، إلا أنه لم يتم إقرار هذا القانون حتى الآن وتأخر إصداره لأكثر من 8 سنوات دون معرفة الأسباب.

 

النائب مكرم رضوان

 

قانون المسئولية الطبية 


وفي هذا السياق، قال الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن قانون "المسؤلية الطبية" تم الانتهاء من مناقشته داخل اللجنة خلال دور الانعقاد الثالث المُنقضي، لكنه كان متوققًا على موافقة وزارة العدل بأن يكون هناك لجان متخصصة على مستوى عالي تقوم ببحث الأمر فيما يتعلق بالخطأ الطبي، وتحديد ما إذا كان الخطأ نتيجة مضاعفات مقبولة أو متوقعة، أم أنه خطأ بسيط، أم خطأ فج يستحق تحويل الطبيب للنيابة للبت في الأمر.

 

أسباب تأخر إصدار القانون


وكشف "رضوان" في تصريح خاص لـ "الفجر"، عن أسباب اعتراض وزارة العدل على تشكيل هذه اللجان، قائلًا: الوزارة عللت ذلك الاعتراض بأنها لديها لجان الطب الشرعي المسئولة عن هذا الأمر، ولا تقبل أن يكون هناك ازدواجية في القرار.

 

وأوضح: لجنة الصحة اقترحت بأن يكون متواجد عضو من الطب الشرعي التابع لوزارة العدل داخل اللجنة المُشكلة بالقانون، ومن الممكن أن يكون رئيسًا للجنة وليس مجرد عضو فقط، ولكن بشرط أن يستمع قبل أن يتخذ القرار للجان المتخصصة من الأطباء كي يستطيعوا مساعدته وتحديد ما إذا كانت المضاعفات متوقعة من الممكن أن تحدث، أم أنها حدثت لخطأ طبي ومخالفة، وبناءا عليه يتم حماية الطبيب من وقوع الظلم عليه وحماية المريض من إهدار حقه.

 

مازال لم يُحسم بعد


وأكد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه مازال الأمر عند وزير العدل ولم يُحسم بعد، ونتوقع أن يتم الرد خلال بدء دور الانعقاد الرابع للبرلمان والمقرر له أكتوبر المقبل، أو عمل زيارة للجنة للصحة بمجلس النواب بمقر وزارة العدل.

 

 

النائبة إيناس عبدالحليم
حماية حقوق الطبيب والمريض

 

وفي السياق نفسه، أكدت الدكتورة إيناس عبدالحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه تم الانتهاء من مناقشة كافة التعديلات الخاصة بقانون المسئولية الطبية خلال دور الانعقاد الثالث للبرلمان، مشيرة إلى أن كافة المناقشات داخل اللجنة تمت بحضور نقابة الأطباء، وهناك توافق من الجميع حول القانون والذي يستهدف حماية حقوق المريض قبل الطبيب في حال ثبوت التقصير بشأنه، مؤكدة أن مواد القانون استهدفت حماية حقوق المريض والطبيب معًا وليس هناك تحيز لأحد الطرفين.

 

وعن كيفية حماية حقوق الأطباء، أوضحت "عبدالحليم" في تصريح خاص لـ "الفجر"، قائلة: القانون يستهدف حماية الأطباء من الاعتداءات المتكررة عليهم من قِبل بعض أهالي المرضى، والتي تصل في بعض الأحيان إلى إصابتهم بجروح بالغة قد تؤدي إلى الوفاة، مؤكدة ضرورة إصدار القانون لحماية الأطباء وتهئية الظروف لهم كي يستطيعوا أداء واجبهم على أكمل وجه، مؤكدة أن الطبيب المصري من أكفء الأطباء، ومن غير الطبيعي ألا يكون هناك تشريع يحكم طبيعة عملهم.

 

وتابعت: يستهدف القانون أيضًا حماية المريض والحرص على سلامته من خلال آليات يستخدمها المريض في حال تقصير الطبيب، وتتمثل في "اللجنة الفنية الصحية المتخصصة" التي يتم اللجوء إليها في حال حدوث أيا من المضاعفات الجانبية للعمليات التي يتم إجراؤها، وكذلك الأدوية التي يتم صرفها، لافتة إلى أن هذه اللجنة هي المعنية بالتحقيق في الأمر ومعرفة ماإذا كانت المضاعفات محتملة أم أنها أمر بالغ الضرر، وفي حال وجود التقصير يتم تقديم شكوى للجنة الفنية التابعة للمحافظة التي ينتمي إليها الشاكي، ويتم إخطار الطبيب بالشكوى المعروضة ومتى سيتم مناقشتها بحضور نقابة المحاميين ووزارة العدل والطب الشرعي وكافة الجهات المعنية، مشيرة إلى أن اللجنة تُشكل من مسئول من نقابة الأطباء، ومندوب عن وزارة الصحة، لتوضيح ماإذا كان الضرر الواقع على المريض نتيجة الإهمال أو مضاعفات واردة الحدوث.



عقوبات مواجهة الأخطاء الطبية


ولفتت عضو صحة النواب، إلى أن قانون المسؤولية الطبية، به عددا من العقوبات لمواجهة الأخطاء الطبية، والتي من بينها عقوبة الحبس والغرامة لكل من أخل بمخالفة الالتزامات أو ارتكاب المحظورات المنصوص عليها في القانون، وكذلك عقوبات رادعة لكل من تعدى على مقدمي الخدمة الطبية أثناء تأدية عملهم وإتلاف الأجهزة والمنشآت الطبية.

 

ولفتت النائبة إيناس عبدالحليم، إلى أن أنه يتم محاكمة الطبيب في الوقت الحالي طبقًا لقانون العقوبات والنصوص الواردة حول القتل الخطأ، أو القتل مع سبق الإصرار والترصد، وهذا غير مُنصف وبه ظلم للطبيب، مؤكدة ضرورة إصدار القانون الذي يُعد هو الفيصل بين الطبيب والمريض والذي تأخر صدوره لأكثر من ٨ سنوات.

 

أهداف قانون المسئولية الطبية


1- وجود تشريع جديد يُنظم تحديد المسئولية الطبية، وحماية المريض من أي أضرار يتعرض لها، خلال تلقيه الخدمة الطبية أو الصحية.

 

2- حماية الطبيب الذي يؤدي دوره المهني على أكمل وجه، ولا سيما في ظلّ عدم وجود تشريعات تواكب ذلك التطور التكنولوجي في مجال الطب، حيث مازال قانون مزاولة المهن الطبية الصادر عام ١٩٥٥ هو المنظم للعمل في ذلك المجال الطبي.

 

3- نظرا لما شهده المجتمع المصري خلال الفترة الماضية، من وقائع وأضرار نتيجة أخطاء طبية، كان من الضروري الإسراع بإعداد تشريع جديد ينظم ذلك التداخل في المسئولية الطبية ويحقق الحماية لكل من المريض والطبيب، بحيث يحدد المسؤولية الطبية في تلك الوقائع.

 

4- حرص مشروع القانون على تنظيم تحريك الدعوى الجنائية ضد الأطباء، حيث منع تحريكها إلا بموجب قرار من النائب العام.

 

5- منع مشروع القانون حبس الأطباء احتياطيا إلا في حالات الجناية.


6- تنظيم مسألة التأمين والتعويض، خاصةً أن مصلحة المُتضرر تقتضى أن يكون هناك شخص مليء الذمة يستطيع الرجوع عليه بقيمة التعويض في حالة تعثر أو إفلاس مؤدى الخدمة الطبية.

 

7- تحقيق عنصر الأمان لمؤدى الخدمة الطبية فيجعله أكثر جراءة في التعامل واتخاذ القرار الطبي المناسب دون الخوف من الوقوع في أخطاء يترتب عليها تعويض.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مشروع قانون المسؤولية الطبية قانون المسؤولية الطبية المسئولية الطبية صحة النواب الخدمة الطبیة بمجلس النواب دور الانعقاد وزارة العدل لجنة الصحة حمایة حقوق یکون هناک أن یکون فی حال إلى أن لکل من

إقرأ أيضاً:

نقيب الأطباء يسلم رئيس مجلس النواب مطالب مشروع قانون المسؤولية الطبية

التقى نقيب الأطباء د. أسامة عبد الحي، رئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي، لاستعراض ما انتهت إليه لجنة الشئون الصحية بشأن مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض. 

تفاصيل اجتماع رؤساء وممثلي الجمعيات الطبية بنقابة الأطباء لمناقشة مشروع قانون المسؤولية رئيس البرلمان يستعرض مع نقيب الأطباء ما انتهت إليه لجنة الصحة بشأن "المسئولية الطبية"

وسلم نقيب الأطباء مطالب النقابة التي ترى أهمية تضمينها في مشروع قانون المسؤولية الطبية، لضمان الخروج بقانون عادل ومنصف يحمي الطبيب ويراعي طبيعة المهنة، ويحافظ على حقوق الطبيب.

وخلال اللقاء أشاد نقيب الأطباء، باستجابة لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب برئاسة الدكتور أشرف حاتم لعدد من طلبات نقابة الأطباء، متطلعاً أن تتم الاستجابة لباقي مطالب النقابة أثناء نظر مشروع القانون بالجلسة العامة للمجلس.

وتضمنت أبرز مطالب نقابة الأطباء ثلاث مطالب رئيسية وهم:- 

- ضرورة التمييز بوضوح بين المسؤولية المدنية والجنائية في مشروع القانون، وتعريف الإهمال الطبي الجسيم بشكل واضح ودقيق وحصري لا يقبل التأويل، لأن عقوبة الحبس ستترتب عليه، وإلغاء عقوبة الغرامة في حالات الخطأ الفني الوارد حدوثه والاكتفاء بـ«التعويضات» لجبر الضرر، أما الإهمال الجسيم فتكون عقوبته جنائية بالحبس أو الغرامة وتعويض المريض.

- أن تكون اللجنة العليا للمسؤولية الطبية هي الخبير الفني الوحيد لدى جهات التحقيق والتقاضي، وأن يتم النص على عدم جواز التحقيق مع الطبيب أو اتخاذ أي إجراء من إجراءات التحقيق أو المحاكمة إلا بعد صدور تقرير اللجنة العليا للمسؤولية الطبية، بالإضافة إلى ضرورة إحالة الشكاوى المتعلقة بالمسؤولية الطبية من المرضى وجميع جهات التحقيق إلى اللجنة العليا للمسؤولية الطبية.

- أن يتحمل صندوق التأمين كامل التعويضات وليس المساهمة فيها فقط، مؤكدين ضرورة تغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت الصحية والعاملين فيها.

 

مقالات مشابهة

  • تفاصيل لقاء رئيس النواب بنقيب الأطباء لمناقشة مستجدات مشروع قانون المسئولية الطبية
  • قانون المسئولية الطبية.. نقابة الأطباء تسلم النواب 3 تعديلات عاجلة
  • نقيب الأطباء يسلم رئيس مجلس النواب مطالب مشروع قانون المسؤولية الطبية
  • رئيس «النواب» يلتقي نقيب الأطباء لاستعراض مشروع قانون المسؤولية الطبية
  • رئيس البرلمان يستعرض مع نقيب الأطباء ما انتهت إليه لجنة الصحة بشأن "المسئولية الطبية"
  • رئيس مجلس النواب يلتقي نقيب الأطباء.. ماذا دار بشأن المسئولية الطبية؟
  • رئيس مجلس النواب يلتقي نقيب الأطباء لاستعراض مشروع قانون المسئولية الطبية
  • "جبالي" يلتقي نقيب الأطباء لاستعراض مستجدات مشروع قانون المسئولية الطبية
  • رئيس النواب يلتقي بنقيب الأطباء لاستعراض مستجدات مشروع قانون المسئولية الطبية
  • حزب الوعي يناقش أزمة المسئولية الطبية