بوابة الوفد:
2024-09-19@04:04:59 GMT

حِنة شيماء

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

في قاموس مفردات حياتنا اليومية، عبارات وتشبيهات غريبة متدَاوَلة، نالت شُهْرَةً واسعةً، لا يُعرف سبب إطلاقها أو مَن يقف خلفها، حتى أصبحت نموذجًا ساخرًا، وأحيانًا لاذعًا، لتوصيف بعض حالات «الانحطاط»!

إحدى تلك العبارات ترتبط في أذهاننا بـ«يوم الحِنَّة»، المعروف في التقاليد المصرية القديمة والمعاصرة، بأنه اليوم الذي يسبق «ليلة الدُّخْلة»، وتحتفل به العروس مع أهلها وصديقاتها، ويكون مقتصِرًا فقط عليهن، دون الرجال!

في «يوم الحِنَّة» ـ خصوصًا في الريف ـ مازالت أجواء الفرح والسعادة، المصحوبة بالأغاني الشعبية، محفورة في أذهاننا، والتي لم تخلُ من السَّجع والفكاهة، مع تصفيقٍ، وترديدٍ «وقور» للسيدات على كلمات تلك الأغاني.

هذا الأمر ظل سائدًا لعقود طويلة، ليرتبط بمقولة «حِنَّة شيماء»، التي لا نعرف مَن هي، ولماذا هذا الاسم دون غيره؟.. لكن هذا المصطلح، أصبح «أيقونة» تُطلق على حالات أخرى مشابهة، في الأفراح والليالي المِلاح، والمناسبات المختلفة.

في تلك المناسبات، وعلى مدى نصف قرن ـ خصوصًا في «حِنَّة شيماء» ـ كان اللافت وجود أغانٍ كثيرة يحفظها الناس عن ظهر قلب.. وبعد أن كنا نعيش عصر «كايدة العُزَّال أنا من يومي.. أيوه آه»، أصبحنا الآن على نظام «مخاصماك، إبعد عنِّي أنا مش طايقاك»، تلك «الأغنية الراقصة»، التي ازدادت شهرة وانتشارًا، وباتت «أيقونة» لـ«موسم» حفلات التخرج بالجامعات والمدارس.

وبعيدًا عن كلمات «الأغنية» أو مستواها الفني، إلا أنها باتت مؤخرًا «الأغنية الرسمية»، لحفلات التخرج الراقصة، حيث شاهدنا فيديوهات منتشرة، تُوَثِّق ذلك، وما يصاحبها من خروج عن الوقار، جعل كثيرًا من تعليقات المتابعين، يغلب عليها الشتائم الوقحة، التي يُعَاقِب عليها القانون!

بالطبع لا نتحدث عن طلبة بعينهم، أو اسم جامعة أو كلية أو مدرسة، كما أننا لسنا في طرف المؤيِّد أو الرافض، خصوصًا أن من حق كل إنسان أن يسلك ما يراه صحيحًا، في ظل قِيَم المجتمع وسلوكياته ومعتقداته، التي بالطبع لا تقبل بأن تتحول تلك المناسبات إلى «حِنَّة شيماء»، بما تحمله من ممارسات خاطئة، وسلوكيات غير مقبولة، لا تتسق مع قداسة العلم.

نتصور أنه إذا كان من حق الطلبة تنظيم حفلاتٍ، ابتهاجًا بالتخرج، فمن الواجب أيضًا أن يكون الحفل معلوم التوقيت والضوابط، وفقَ المسموح والممنوع.. أما ترك الأمور على هذا النحو من الانفلات، فهذا أمر معيب، ولا يليق!

أخيرًا.. بما أننا لا نَدَّعي فرض الوصاية على أحد، ولا نزعم المثالية حتى نفرضها على الآخرين، فلا أقل من قيام مؤسساتنا التعليمية بمعالجة الانحرافات والانجرافات تحت دعاوى «التحضر»، كما ندعو الجميع إلى مراعاة الذوق العام، بما يحفظ للعلم قَدْره وهيْبَته.

فصل الخطاب:

يقول «جُبران خليل جُبران»: «مأساتنا أننا نتزوج ولا نُحب، نتكاثر ولا نُربي، نبني ولا نتعلم، نُصلي ولا نتقي، نعمل ولا نُتقن.. نقول ولا نَصدق».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حفلات التخرج مخاصماك أغاني المهرجانات محمود زاهر الذوق العام ليلة الدخلة الأغاني الشعبية ة شیماء

إقرأ أيضاً:

المالية تعلن سياسات محفزة للتدفقات الاستثمارية والإنتاجية والتصديرية

أكد ياسر صبحي نائب وزير المالية، أننا نعمل على سياسات مالية محفزة للتدفقات الاستثمارية والإنتاجية والتصديرية فى بيئة اقتصادية مستقرة، يُعد أحد مرتكزاتها تحقيق الضبط المالي لمؤشرات الموازنة العامة للدولة، بوصفه أساسًا قويًا لنمو الاقتصاد والقدرة على التخطيط والدراسة المستقبلية، لافتًا إلى أننا سندعم مجتمع الأعمال لتنمية أنشطته من أجل زيادة كبيرة وسريعة في معدلات الإنتاجية والقدرات التنافسية للمنتجات المصرية فى الأسواق العالمية؛ بما يتسق مع ما نتطلع إليه من تطور حقيقى في صادراتنا غير البترولية لتنويع مصادر الدخل، وتعزيز الإنفاق التنموى والاجتماعى على المدى المتوسط والطويل.

المؤتمر السنوي الأول للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات


قال، فى كلمة ألقاها نيابة عن أحمد كجوك وزير المالية خلال المؤتمر السنوي الأول للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، الذى ينعقد بعنوان: «تطوير المفاهيم للانطلاق بالتصدير»، إننا نعمل على سرعة رد ضريبة القيمة المضافة بكل المأموريات فى إطار حزمة التسهيلات الضريبية، موضحًا أننا نتعاون مع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية لتطوير برنامج دعم الصادرات؛ بهدف سرعة وانتظام رد أعباء الصادرات، أخذًا فى الاعتبار أن ميكنة صندوق تنمية الصادرات تُعزز حوكمة منظومة «رد الأعباء التصديرية» فى إطار هذا البرنامج الجديد، والعمل أيضًا على نظام متطور للمقاصة بين مستحقات المستثمرين وما عليهم من التزامات حكومية؛ بما يسهم فى توفير السيولة النقدية اللازمة لدفع حركة الاستثمار والإنتاج المحلي والتصدير.
أضاف أنه تم بالفعل صرف ما يزيد على ٦٧ مليار جنيه لنحو ٣ آلاف شركة مصدرة بمختلف القطاعات التصديرية، من خلال العديد من المبادرات المتعاقبة، والمتنوعة في تسهيلاتها وإمكاناتها، بدءًا من عام ٢٠١٩ وحتى الآن، فى إطار حرص الدولة على سداد الأعباء التصديرية.
أوضح أننا مستمرون فى تطوير وميكنة المنظومة الجمركية وإدارة المخاطر لتيسير حركة التجارة الدولية، على نحو يساعد فى تقليل زمن الإفراج الجمركي، وخفض تكاليف عملية الإنتاج، ودفع تنافسية بيئة الأعمال فى مصر، لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.

مقالات مشابهة

  • بيرم : تفجير البيجر عمل ارهابي و سنرد الصاع صاعين
  • «البوابة نيوز» تفتح الملف..هل اختفى الفن الجميل بفعل فاعل ؟.. صناع الأغنية: مؤدو المهرجانات مثل الجراد يأكل الأخضر واليابس.. كلماتهم وألحانهم عقيمة وأصواتهم بشعة ودمروا كل شيء..الذوق العام لم يعد بخير
  • إبراهيم عيسى: اختراق إسرائيل لحزب الله مشهد هوليودي وخيال علمي
  • إبراهيم عيسى: اختراق إسرائيل حزب الله أمنيًا "مشهد هوليودي وخيال علمي"
  • حزمة حوافز لتنشيط الاستثمار
  • المالية تعلن سياسات محفزة للتدفقات الاستثمارية والإنتاجية والتصديرية
  • الرئيس الإيراني: لم نرسل صواريخ فرط لليمن
  • انطلاق مؤتمر سيتي سكيب.. فتح الله فوزي: التمويل العقاري ضرورة لضمان التنمية العقارية
  • وزير المالية: فرص كبيرة لتعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي
  • وزير المالية: نتطلع إلى زيادة استثمارات دول الاتحاد الأوروبي في مصر