عبدالرحمن الأهنومي
فيما تستعد صنعاء وسائر محافظات اليمن للاحتفال بأقدس مناسبة ترتبط بأعظم أنبياء ورسل الله، الرسول المصطفى محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، تستعر حملات التشويه والتحريض، باستدعاء كل الأكاذيب التي قيلت في حق اليمنيين خلال أعوام الحرب دفعة واحدة، وباستجرار سرديات القدح والتشويه التاريخية التي طالت هذه المناسبة العظيمة، إنها الحرب المزدوجة التي يحتشد فيها الأعداء جميعا على الشعب اليمني، وعلى هويته وإيمانه ومعتقده.
منذ القدم يحتفل اليمنيون بمناسبة المولد النبوي الشريف، وليس الاحتفال
بهذه المناسبة شيئا طارئا ومستجدا، ولو عدنا إلى تاريخ اليمن قبل مائة عام بل وقبل 500 عام، لوجدناه يسجل احتفالات اليمنيين بهذه المناسبة، وحتى قبل خمسين عاما كان اليمنيون يحتفلون بهذه المناسبة، ولو سألنا الأجداد لحدثونا عن احتفالاتهم واحتفالات أجدادهم بهذه المناسبة، ولقالوا لنا إن 12 ربيع الأول يوم المولد النبوي الشريف، يوم معظم ومقدس، كانوا يحتفلون به جيلا بعد جيل. ولو سألنا عن المسلمين خارج اليمن، لوجدنا أنهم كانوا يحتفلون بهذه المناسبة العظيمة وجيلا بعد جيل، ووجدنا التاريخ في هذه البلدان يدون الاحتفالات بهذه المناسبة، ويسرد عادات كل بلد في الاحتفال بها، تضاء المدن وتتلألأ بالأنوار، وتقام المجالس وتلحن المدائح ويكتب الشعراء ويحتشد العلماء ويحضر العامة ويستمعون، وهكذا في كل بلاد الإسلام يحتفلون بمولد رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم. واستمر المسلمون يحتفلون حتى مع تعرض بعض البلدان الإسلامية للحملات الصليبية، والحق هو أن الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف كانت على الدوام في كل بلاد المسلمين، وقد صارت عادة اجتماعية وتقليداً سنوياً رغم كونها مناسبة دينية. كل المسلمين يحتفلون بهذه المناسبة، ويعتقدون أنها من أعظم المناسبات الدينية، ما عدا الوهابية التي اعتبرتها شركا وشنت حربا شعواء على هذه المناسبة وعلى كل ما يظهر التعظيم والتوقير لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، بما في ذلك الزيارة لمقامه النبوي في المدينة المنورة. فقط في عهد الوهابية السعودية أصبح الاحتفال بالمولد النبوي الشريف محرما، وقد أرادت الوهابية النجدية أن تقتل هذه المناسبة في كل بلاد المسلمين، وإذا كانت سهام الوهابية – التي قدمت من صحراء نجد – قد أخافت بعض المسلمين في أكثر من بلد، فإن أموال الوهابية قد اشترت دين آخرين في أكثر من بلد أيضا، وبفعل ذلك ربما تراجعت الموالد النبوية في بلدان عديدة. تتفق الأمة جمعاء على مشروعية الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف، بل وتعتبرها مناسبة مقدسة لابد من الاحتفال بها، إلا الوهابية العمياء فإنها ترى في الاحتفال بالمولد النبوي، بدعة محرّمة، لهذا كان يخطب حفيد ابن عبدالوهاب سنويا في السعودية بحرمتها ويخطب أمثاله في مصر وفي بلدان أخرى، وحتى في اليمن بالفتوى نفسها. الحرب التي كانت تشنها السعودية على الموالد النبوية في العالم الإسلامي وفي اليمن بشكل أخص، كانت سابقا بالوهابية وفتاوى ابن تيمية بتحريم وتجريم وتكفير الاحتفال بمولد رسول الله، وحتى زيارته صلوات ربي عليه وعلى آله شركا، تشنها السعودية اليوم بعد انقلابها عن الوهابية إلى الانحلال، بالأكاذيب والزيف والدجل وحملات التشويه الإعلامية، إنها الحرب على رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى كل ما يرتبط بالنبي شخصاً ومنهجاً. ومنذ أن اقترب موعد مناسبة المولد النبوي الشريف، وبدأت بعض الأنشطة التحضيرية، حّركت السعودية حملات دعائية هستيرية ضد المناسبة النبوية تحريضا وكذبا واتهاما، واستنفرت في معركتها المسعورة كل أدواتها وبيادقها وأبواقها، ورمت بكل الدعايات والأكاذيب والزيف للتحريض على المناسبة، وتصدرت عناوين مثل «موسم الجبايا الحوثية»، والحوثيون ينهبون المليارات لأجل المولد النبوي الشريف، وغيرها من الدعايات الكاذبة والزائفة، التي تسعى من ورائها إلى الحد من الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة. وبالإضافة حركت خلاياها ومرتزقتها ولجانها الإلكترونية لشن حملات دعائية في مواقع التواصل الاجتماعي، تارة باستثارة المعاناة التي تسببت بها بالعدوان على اليمن والحصار الظالم على اليمنيين وتحميل مناسبة المولد النبوي الشريف المأساة التي يعيشها اليمنيون بسبب السعودية وبأفعالها الإجرامية، وتارة أخرى بإطلاق آلاف الأكاذيب الدعائية التحريضية التشويهية للمناسبة ولشيطنة الاحتفال بها. إنها حرب مزدوجة، تلك التي تشنها مملكة الشر السعودية على اليمن، تقتل وتدمر وتحاصر وتجوع اليمنيين، وتشن حربا على هويتهم وعلى إسلامهم وحتى على ارتباطهم برسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم. إنها استماتة سعودية أمريكية في الحرب ليس على اليمنيين فحسب، بل وعلى انتمائهم وارتباطهم برسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، بأسلوب مغلف بالدجل والزيف، والحق أن حرب الوهابية وإن كانت السعودية قد تحولت إلى الانحلال- ما انقطعت يوما على اليمنيين وعلى هويتهم وإيمانهم، بل وعلى الإسلام برمته. في كل عام يحتفل اليمنيون بهذه المناسبة، وفي كل عام تستميت السعودية وتستنفر بيادقها في حملات تحريض وتشويه واستعداء ضد المناسبة العظيمة، الأمر وما فيه أن هؤلاء يخاصمون اليمنيين على إيمانهم وارتباطهم برسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، هذه المعركة بيننا وبين السعودية لن تتوقف بهدنة ولا باتفاق سلام ووقف إطلاق نار، فهم يحملون راية النفاق، واليمنيون يحملون راية الإيمان والإسلام المحمدي الأصيل، وبيننا وبينهم معترك لا نهاية له. في كل عام تجدد هذه الحملات، لكنها لم تُضعف الاحتفالات اليمانية بمولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وأله وسلم التي زادت اتساعاً وعظمة وبهاء وتتطور كل عام عما سبقه، ورغم ذلك فإن المهزومين لم ييأسوا، فقد تضاعف الحقد على هذه المناسبة، ولو توقفت حرب الصواريخ والطائرات والتجويع، ستبقى مشكلتنا كيمنيين مع آل سعود، ومشكلتنا معهم أنهم يحملون راية النفاق ويصطفون مع أعداء الإسلام، ضد الرسول المصطفى، وضد القرآن وضد المقدسات، هم لم يفصحوا عن ذلك، لكنها الحقيقة، وهم حينما يشنون حرباً شعواء على مناسبة المولد النبوي الشريف، فيما يطلقون مواسم حفلات المجون عاماً بعد آخر، إنما يظهرون المشكلة بين شعب الإيمان والحكمة، وبين قرن الشيطان.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية:
مناسبة المولد النبوی الشریف
بهذه المناسبة
هذه المناسبة
على الیمن
کل عام
إقرأ أيضاً:
“الإعلامي الحكومي” يحذر من صفحات مشبوهة تنشر الأكاذيب في غزة
#سواليف
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع #غزة، من ” #صفحات_مشبوهة تنشر #الأكاذيب و #الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يديرها #الاحتلال وأجهزته”.
وقال المكتب في بيان، إنه “تابع في الآونة الأخيرة حملة مُنظمة ومُنسّقة عبر شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي، تقودها صفحات مجهولة الهوية والمصدر، تهدف إلى نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والروايات الملفقة، سعياً لتشويه الحقائق وزرع الإحباط في نفوس شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة”.
وأضاف أن “هذه الصفحات ليست إلا جزءاً من الدَّعاية السوداء التي تنتهجها الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، في محاولة يائسة وفاشلة لتدمير الروح المعنوية لشعبنا الفلسطيني، وتفكيك تماسك المجتمع الفلسطيني”.
مقالات ذات صلة

محامية أسير أردني تبكي ألما على وضعه في سجون
الاحتلال 2025/04/26
وأكد أن “هذه المجموعات والحسابات المجهولة، التي تقف خلفها أجهزة الاحتلال ومساعديها، تسعى إلى ترويج أكاذيب وافتراءات مغرضة، هدفها الأساسي هو النيل من عزيمة شعبنا الفلسطيني، ودفعهم إلى القنوط. هذه الحملات لا تستند إلى أي حقائق أو مصادر موثوقة، وإنما تستخدم أساليب التضليل والتشويش، لمحاولة التأثير على الرأي العام الفلسطيني من خلال نشر الشائعات والأخبار المفبركة”.
وشدد المكتب الإعلامي، على “ضرورة توخي الحذر الشديد وعدم تصديق هذه الروايات الملفقة التي يتم ترويجها عبر هذه الصفحات وأتباعها”.
وأوضح أن “نشر الأكاذيب والشائعات ليس إلا أداة من أدوات الحرب النفسية التي يحاول الاحتلال وأتباعه من خلالها إضعاف صمود شعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة. وتؤكد جميع المعلومات المتوفرة أن وراء هذه الصفحات هدف واحد وهو إشاعة الفوضى وتشجيع الفلتان وزرع الفتنة والإحباط في صفوف شعبنا البطل”.
واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.