التزوير الإخواني لرسائل المرشد العام.. .كلاكيت رابع مرة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أمام جمع من قيادات جماعة "الإخوان" القاطنين في الملاذ الآمن، أقسم القيادي الكبير بأغلظ الأيمان أن المحامي الإخواني عبد المنعم عبد المقصود نقل له ولآخرين من القيادات رسالة مفادها "أن المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع أعلن أمام المحكمة في أولى جلسات المرافعة في إحدى قضايا التخابر، أنه ما يزال في منصب المرشد العام وأن إبراهيم منير استمر في منصب القائم بأعمال المرشد إلى يوم وفاته في الرابع من نوفمبر 2022، ثم تولى منصب القائم بالأعمال الدكتور صلاح عبد الحق"، وهذا يعني أن المرشد العام حسم الصراع بين محمود حسين وصلاح عبد الحق على المنصب الذي يمنح صاحبه سلطة الهيمنة على خزائن وثروات الجماعة.
وبعد دقائق من انتهاء اللقاء الساخن الذي حضره القيادي صلاح عبد الحق، بدأ قيادي إخواني آخر في إجراء الاتصالات العاجلة مع عدد من المحامين الذين حضروا أولى جلسات المرافعة في قضية التخابر، للاستدلال بأقوالهم والاعتماد عليها في توثيق كلمات المرشد العام والتعامل معها باعتبارها قرارًا نهائيًا حاسمًا، وكانت المفاجأة أن جميعهم أكدوا أن المحامي عبد المنعم عبد المقصود لم يكن حاضرًا في تلك الجلسة!!
بدأت أزمة تحريف أقوال المرشد العام لجماعة "الإخوان" الإرهابية في التاسع والعشرين من أغسطس 2023، برسالة احتجاج أرسلها طلعت فهمي المتحدث باسم "جبهة محمود حسين" إلى موقع إخباري داعم للجماعة، يطالب فيها بتصحيح التصريحات المنسوبة للمرشد العام فيما تتضمنه من الادعاء بأنه قال على غير الحقيقة: إن "إبراهيم منير استمر في منصب القائم بالأعمال حتى تاريخ وفاته، وأن القائم بالأعمال بعده هو صلاح عبد الحق"، واستجابت إدارة الموقع للرسالة ونشرت التقرير بعد ثلاث مرات من الحذف والتعديل، ثم تمسكت إدارة الموقع بأن "بديع" قال بالفعل في الجلسة الأولى من جلسات المرافعة في إحدى قضايا التخابر التي نظرتها الدائرة الأولى جنايات إرهاب داخل مجمع محاكم بدر، في الحادي والثلاثين من يوليو 2023 إن "إبراهيم منير استمر في منصب القائم بالأعمال حتى تاريخ وفاته"، وقال محرر التقرير: إن "تصريحات بديع جاءت في معرض إجابته عن سؤال رئيس المحكمة عما إذا كان لا يزال يشغل منصب المرشد العام لجماعة "الإخوان"، حيث أقرّ بديع بذلك، موضحًا أن نائب المرشد، محمود عزت، كان هو القائم بأعمال المرشد العام للجماعة حتى تاريخ القبض عليه وتقديمه للمحاكمة"، وأشار الموقع إلى أن كلمات المرشد العام كانت في حضور كل من "خيرت الشاطر ومحمود عزت وعبد الرحمن البر" وآخرين من قيادات الجماعة المتهمين في قضية التخابر.
واعترف القيادي الإخواني أشرف أبو خبر بأنه تم تحريف رسالة المرشد العام ثلاث مرات قبل تحريف أقواله أمام المحكمة للمرة الرابعة، وكان عدد كبير يعلمون بما دار في جلسة المحاكمة، ولكنهم لم ينشروا أقوال المرشد العام المحرفة إلا بعد نحو شهر، وقال: "مرة كانت على لسان الدكتور جمال حشمت الذي قال: "عندي رسالة من فضيلة المرشد تؤيد الأستاذ إبراهيم"، وثبت عكس ذلك، وفي المرة الثانية نشروا رسالة منسوبة للمهندس خيرت الشاطر والدكتور محمود عزت، وأخيرًا الرسالة المحرفة المنشورة في الموقع الإخباري".
وفي رد عاجل على كلمات أشرف أبو خبر، قال القيادي الإخواني الهارب جمال حشمت: "كلما عاهدت نفسي على ألا أخوض فيما يخوض فيه من يثير الفتنة، أجد أحدهم يذكر اسمي، وعندها يكون الصمت خيانة ويؤكد الكذب والتدليس الذي ما زال للأسف مستمرًا". وأضاف: "عندما قلت إن رسالة وصلتني بالصوت والصورة من داخل السجن تؤكد شرعية ما اتخذه الأستاذ إبراهيم، فأنا صادق ولم يثبت عكس ذلك، كما ادعى الأخ الكريم، وإلا فليقل كيف تم تكذيبي وما زال التسجيل عندي، لولا الحرص على المتحدث الذي تواصلت معه وقد أسمعته لعدد من الأحباب في (الشورى) مع الأستاذ إبراهيم وقتها".
وفي تعليق على كلمات القيادي أشرف أبو خبر، قال إخواني هارب: "حتى لو صرح الدكتور بديع بأنه قرر فصل الدكتور محمود حسين وإبعاده من كافة المناصب، فلن تعترفوا بقراره وسوف تُشهرون في وجوه الجميع فتوى (لا ولاية لأسير)" ولن تعترفوا بأي رأي وقرار يقال إنه جاء من داخل السجون".
ولا يزال الصراع الإخواني قائمًا بين أصحاب شعارات "هي لله.. .هي لله.. .لا للمنصب ولا للجاه"، والذين يصرخون بهتافات: "لا دنيا قد عملنا.. .نحن للدين فداء"، وجميعهم يتبادلون الاتهامات بالتزوير والتزييف والتخوين والتربح من التمويل المشبوه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القائم بالأعمال عبد الحق فی منصب
إقرأ أيضاً:
مشاهير وقعوا ضحية التزوير.. أعمال فنية بمبالغ خيالية تكشف جانبًا مظلمًا من الشهرة (تقرير)
تعد الأعمال الفنية والمقتنيات الخاصة بالمشاهير رمزًا للقيمة الفنية والثقافية، ولكنها أحيانًا تصبح هدفًا لعمليات التزوير والاحتيال. هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها أخذت منحى أكثر خطورة في عصرنا الحالي، حيث أضحت الأسماء الشهيرة مغناطيسًا للمكاسب السريعة، سواء في الفن التشكيلي، الأدب، أو حتى مقتنيات شخصية. ويسلط جريدة وموقع الفجر الضوء على أشهر القضايا التي تعرض فيها مشاهير للتزوير، ونتناول كيف خدع المزورون العالم وحققوا أرباحًا طائلة.
ليوناردو دي كابريو وفناني الاحتيال
في واحدة من أشهر قضايا التزوير الفني، تم خداع الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو بشراء لوحات تحمل توقيع أسماء كبيرة مثل جاكسون بولوك ومارك روثكو، والتي تبين لاحقًا أنها مزورة. تم بيع هذه اللوحات بأرقام فلكية تجاوزت ملايين الدولارات من قبل شبكة احتيال عالمية. كشفت التحقيقات أن اللوحات أنتجها فنان مغمور وبيعت عبر وسطاء محترفين، مما أثار تساؤلات حول ضعف آليات التحقق في سوق الفن.
بوب ديلان وأزمة توقيعات النسخ المحدودة
المغني وكاتب الأغاني الشهير بوب ديلان واجه فضيحة عندما اكتشف معجبوه أن "التوقيعات اليدوية" التي بيعت ضمن نسخ محدودة من كتبه وألبوماته لم تكن حقيقية. الشركة المسؤولة اعترفت بأن التوقيعات تم إنشاؤها باستخدام تقنية "التوقيع الآلي"، ما أدى إلى موجة غضب واسترداد أموال الجماهير. هذه الحادثة أثارت نقاشًا حادًا حول أخلاقيات بيع المقتنيات الخاصة بالمشاهير وقيمة "الأصالة" في هذا السوق.
سلفادور دالي: من عبقرية الفن إلى هدف سهام التزوير
رغم أن سلفادور دالي توفي منذ عقود، إلا أن أعماله لا تزال تمثل هدفًا رئيسيًا للمزورين. تزوير توقيعاته على لوحات ورسومات مقلدة انتشر بشكل كبير، وأحيانًا تم بيعها بأسعار تضاهي اللوحات الأصلية. المشكلة تفاقمت لأن دالي، في سنواته الأخيرة، وقع آلاف الأوراق البيضاء التي استخدمت لاحقًا كقاعدة لتزوير لوحات جديدة، مما جعل سوق أعماله عرضة للفوضى.
مايكل جاكسون وبيع ممتلكات شخصية مزيفة
حتى في عالم المقتنيات الشخصية، لم يسلم مايكل جاكسون من الاحتيال. بعد وفاته، بدأت تظهر في المزادات العالمية مقتنيات يزعم أنها تعود للنجم، مثل ملابسه الشهيرة أو حتى مخطوطات مكتوبة بخط يده. العديد من هذه المقتنيات تم التحقق منها ووجد أنها مزيفة، ما أدى إلى خسائر مالية كبيرة للمشترين وإحراج لدور المزادات التي لم تقم بتدقيق كافٍ.
القانون في مواجهة المزورين
تتعدد الأسباب وراء سهولة انتشار التزوير في عالم مشاهير الفن. ضعف الرقابة، الثقة الزائدة في أسماء معينة، واستعداد المشترين لدفع مبالغ طائلة دون التحقق الدقيق. في السنوات الأخيرة، بدأت الحكومات والمؤسسات الفنية تطوير تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين للتحقق من أصالة الأعمال، ولكن هذا لم يمنع ظهور المزيد من القضايا.
شهرة باهظة الثمن: هل سيستمر التزوير؟
التزوير في عالم المشاهير ليس مجرد جريمة مالية، بل هو انعكاس لجشع يطارد أسماء كبيرة بحثًا عن أرباح غير مشروعة. رغم الجهود المبذولة للحد من هذه الظاهرة، يبقى السؤال: هل الشهرة نفسها تُعد سيفًا ذا حدين؟ وما هي مسؤولية المشاهير ودور المزادات في حماية إرثهم وقيمتهم الفنية؟
في النهاية، بينما تتواصل الجهود لمكافحة هذا النوع من الاحتيال، يبقى وعي المشترين وفهمهم لقيمة الأصالة هو الخط الأول للدفاع ضد المزورين.