الأسبوع:
2025-03-12@16:19:12 GMT

تداعيات حظر ارتداء العباءة بالمدارس الفرنسية

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

تداعيات حظر ارتداء العباءة بالمدارس الفرنسية

بعد منع ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الفرنسية باعتباره من الرموز الدينية التي تثير التعصب، جاء الآن القرار الجديد الذي أصدره وزير التعليم الفرنسي غابرييل آتال والذي يمنع بموجبه ارتداء العباءة بالمدارس الفرنسية، باعتبارها من وجهة نظر حكومته تعد رمزاً دينياً إسلاميًا، وبما يتنافى مع قوانين العلمانية بالجمهورية الفرنسية، وكانت السلطات الفرنسية قد أصدرت في 15 مارس عام 2004 قانوناً يحظر ارتداء الرموز الدينية بالمدارس، إلا أن ارتداء العباءة والزي الطويل لم يكن مدرجًا ضمن هذا القانون، ومع احتدام الجدل بين الحكومة الفرنسية، وقرار وزيرها من جهة، وبين أحزاب المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني والمدافعين عن الحريات الخاصة من جهة أخرى كان هناك اعتراض وشجب بين الجاليات الإسلامية، وعلى رأسها مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا، والذي اعتبر أن حظر العباءة بالمدارس يعتبر أمرًا تعسفيًا، ويخلق حالة من التمييز تجاه المسلمين بفرنسا، ومع بدء العلم الدراسي يوم الإثنين الماضي الموافق 4 من سبتمبر الجاري ذهبت الطالبات إلى المدارس، وفوجئنا بمنع عدد كبير ممن يرتدين العباءة من الدخول إلى المدرسة، ومع التشدد استجابت بعض الطالبات بمصاحبة أهاليهم لقرار الحظر، إلا أنه وبالمقابل كان هناك عدد كبير من الطالبات قد رفضن الدخول إلى المدارس وعدن إلى بيوتهن احتجاجًا على هذا القرار باعتباره منافيًا لقانون الجمهورية الفرنسية، لينضم إلى تأييدهم الكثير من المعلمين الذين يرون في قرار الحظر تجاوزًا، وانتهاكًا لحقوق الفرد باعتباره أحد أشكال العنصرية والتمييز بين الطلاب.

إن هذا القرار قد لاقى ترحيبًا من جانب أحزاب اليمين الفرنسي، وأيده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد خلال الإعلام أن هذا القانون يدافع، ويحافظ على العلمانية ومبادئ الجمهورية الفرنسية، ودعا للتعامل بحزم لتنفيذ قرار منع ارتداء العباءة، وبالمقابل فإن أحزاب المعارضة وعلى رأسها أحزاب اليسار اعتبروا أن حظر ارتداء العباءة يمس بالحريات الدينية بالأفراد، ويؤدي إلى الشقاق داخل المجتمع الفرنسي انطلاقاً من المدرسة، ما أدى إلى جدل، وانقسامات حادة بشأن هذا القرار داخل الطبقة السياسية ما بين مؤيد ومعارض، فعلى سبيل المثال: اعتبر جان لوك ميلونشون رئيس حزب أقصى اليسار أن هذا القانون يمهد لظهور حرب دينية جديدة مفتعلة وسخيفة، وقال "من المؤسف أن نشهد عودة مدرسية مسيسة، ورفض مهووس للمسلمين، بدلاً من علمانية فرنسية توحد، ولا تعصب"، وأكد أنه سيتم اللجوء لمجلس الدولة لإلغاء هذا القرار، وعلى الجانب الآخر فقد اعتبر المجلس الإسلامي يوم الثلاثاء الماضي أن حظر العباءة يعد أمراً تعسفيًا، ويخلق مخاطر كبيرة عالية للتمييز، والتصعيد ضد المسلمين بفرنسا، ومعتبرًا أن العباءة أصبحت "موضة" ولم تكن يوماً زيًا أو رمزًا دينيًا، وقد تقدمت إحدى الجمعيات الإسلامية بشكوى لأعلى محكمة قضائية فرنسية للشكاوى من أجل رفع الحظر الذي يعتبرونه حربًا جديدة مفتعلة داخل المدارس الفرنسية، ولا يرونه مخالفاً لقانون العلمانية بالجمهورية الفرنسية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ارتداء العباءة هذا القرار

إقرأ أيضاً:

معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟

عندما تولى الجنرال كليبر ، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، قيادة الحملة الفرنسية في مصر بعد رحيل نابليون بونابرت عام 1799، وجد نفسه في موقف صعب، حيث كانت القوات الفرنسية تعاني من العزلة، وتهددها الأخطار من جميع الجهات. 

ولم تكن ثورات المصريين وحدها هي التي تقلقه، بل ايضا الحصار البريطاني وقوات الدولة العثمانية التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مصر، في ظل هذا الوضع، لجأ كليبر إلى التفاوض للخروج من المأزق، وكانت معاهدة العريش هي المحاولة الكبرى لإنهاء التواجد الفرنسي في مصر.
 

معاهدة العريش

بدأت المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين بوساطة بريطانية في أواخر عام 1799، حيث أدرك كليبر أن القوات الفرنسية غير قادرة على الاستمرار في مواجهة التمردات الشعبية من ناحية، والضغوط العسكرية الخارجية من ناحية أخرى.

نصت المعاهدة التي وُقعت في يناير 1800، على السماح للقوات الفرنسية بالخروج الآمن من مصر على متن سفن عثمانية، مع الاحتفاظ بأسلحتهم ومعداتهم العسكرية. 

كان الهدف الرئيسي لكليبر هو إنقاذ ما تبقى من قواته والحفاظ على كرامة الجيش الفرنسي بدلاً من تكبد خسائر فادحة في حرب غير متكافئة.

لكن سرعان ما انهارت المعاهدة بسبب رفض بريطانيا الالتزام بها، فبينما وافق العثمانيون على شروطها، رفضت بريطانيا السماح للقوات الفرنسية بالمغادرة بسلام، وأصرت على استسلامهم دون قيد أو شرط، هذا الموقف أغضب كليبر، الذي شعر بالخداع والخيانة، ودفعه إلى التراجع عن الاتفاقية واتخاذ قرار بمواصلة القتال.

بعد فشل المعاهدة، شن كليبر هجومًا عنيفًا على القوات العثمانية التي كانت قد دخلت مصر بالفعل، وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة هليوبوليس في مارس 1800، أعاد الفرنسيون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من البلاد، لكن هذا النصر لم يكن كافيًا لضمان استقرارهم، حيث استمرت المقاومة الشعبية ضدهم، خاصة بعد أن زاد قمع كليبر للمصريين، وهو ما جعله هدفًا لاحقًا لعملية اغتيال على يد سليمان الحلبي.

لم تكن معاهدة العريش مجرد اتفاقية فاشلة، بل كانت مؤشرًا على المأزق الذي وصلت إليه الحملة الفرنسية، حيث أدركت فرنسا أن بقاءها في مصر لن يستمر طويلًا في ظل الرفض الشعبي والضغوط الخارجية. 

ورغم انتصارات كليبر العسكرية، فإن موته بعد أشهر قليلة من فشل المعاهدة، ساهم في تسريع انهيار الاحتلال الفرنسي لمصر، الذي انتهى رسميًا عام 1801

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم يفتش على كراسات الحصة والواجب وسجلات التقييمات خلال جولته بالمدارس
  • هل تأخذ المرأة أجرًا على ارتداء الطرحة؟.. علي جمعة يحدد 3 شروط
  • ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟
  • الزراعة: غرس 20 ألف شجرة مثمرة بالمدارس والميادين بكفر الشيخ
  • تكتل أحزاب يمني يدعو لاستثمار العقوبات الأمريكية ضد الحوثيين
  • أحزاب اللقاء المشترك تدين الجرائم المروعة للتكفيريين في الساحل السوري
  • العباءة في رمضان.. من زيّ تقليدي إلى هوية رمضانية
  • محافظ الجيزة يتابع انتظام العملية التعليمية بالمدارس خلال شهر رمضان
  • مديريات التعليم في الشمال تعلق الدراسة بسبب الإضطراب الجوي
  • معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟