أصدت الولايات المتحدة الأمريكية، نهاية الأسبوع الماضي، قرارًا بفرض عقوبات على كل من الفريق أول عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وهو يشغل أيضًا الموقع الأهم بعد شقيقه "حميدتي"، في إدارة العمليات ميدانيًا وعسكريًا، وعبد الرحمن جمعة، قائد قوات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور.
واستند قرار العقوبات إلى مسئولية القائدين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات ضد حقوق الإنسان في مناطق النزاع المختلفة، وخاصة ضد قبيلة المساليت، ذات الأصول الإفريقية في ولاية غرب دارفور. إضافة إلى توجيه اتهام مباشر لعبد الرحمن جمعة بالقبض على والي دارفور، خميس أبكر، وقتله بعد نصف ساعة فقط من حديثه لقناة الحدث، والذي أعلن فيه ارتكاب قوات الدعم السريع لعمليات إبادة جماعية في ولايته ضد قبيلة المساليت.
وجاء هذا التحرك الأمريكي بعد خمسة أشهر من تمرد قوات الدعم السريع على الجيش السوداني، واحتلال العاصمة الخرطوم، ومحاولة السيطرة على البلاد مع ارتكاب جرائم موسعة ضد المدنيين، واحتلال بيوتهم، وأموالهم، وكل ممتلكاتهم، وتحويل المنازل والمؤسسات المدنية في العاصمة إلى مقار عسكرية يحتمون خلفها ضد ضربات الجيش العسكرية.
وفيما اعتبر بعض المراقبين أن الإدارة الأمريكية قد غيّرت من موقفها الداعم بشكل كامل للدعم السريع، والذي غضت به النظر عن تلقيه لأسلحة فتاكة من مرتزقة فاجنر الروسية، إلا أن فريقًا آخر يرى أن هذا القرار قد اقتصر على شخصين اثنين من الدعم السريع، ولم يصدر ضد قوات الدعم باعتبارها منظمة إرهابية، أو منظمة قامت بشكل جماعي بارتكاب جرائم حرب، وهو انتقاء مقصود بعدم تحميل قوات الدعم المسئولية الكاملة، وإبقائها كقوات يمكن التعامل معها في وقت مناسب.
كما أن توجيه العقوبات إلى الشخص الثاني في الدعم السريع، بدلًا من قائده حميدتي يؤكد أن الإدارة الأمريكية تبقي على العلاقة مع حميدتي مستمرة، وتستبعده من موجة الاتهامات التي باتت تحاصر الإدارة الأمريكية من الداخل، خاصة بعد سلسلة تحقيقات صحفية قامت بها قنوات الـ cnn والحرة، وصحف ويل استريت جورنال، وغيرها من الصحف الأمريكية التي أجمعت على تلقي قوات الدعم السريع لمساعدات عسكرية ولوجيستية من مرتزقة فاجنر، بل وثبت أن قناصة فاجنر يقاتلون جنبًا إلى جنب مع قوات الدعم في الخرطوم، إضافة إلى قيامهم بتسيير الطائرات المسيرة، وتقديم منظومات دفاع جوي متقدمة، تمكنت بها قوات الدعم السريع من إسقاط عدد من طائرات الجيش السوداني، وهو ما ممكن هذه القوات المتمردة من قتل المدنيين، وطردهم، واغتصاب النساء، وتجنيد الأطفال في الخرطوم، وارتكاب عمليات إبادة جماعية، بقتل أكثر من 3 آلاف مواطن من قبلية المساليت وحدها في ولاية غرب دارفور، وتطهير الولاية ممن تبقى من أفراد هذه القبيلة وطردهم إلى دولة تشاد المجاورة.
العقوبات الأمريكية، إذا، تمهيد لتقديم قائمة موسعة تشمل جميع قادة الجيش السوداني، وليس المقصود منها على الإطلاق عقاب الدعم السريع، لأنها توقفت فقط عند فردين، ولم توجه إلى القوات المتمردة، أو إلى قائدها، وإن كان البعض يعتقد أن عدم توجيه الاتهام إلى حميدتي لعلم الإدارة الأمريكية بمقتله في الحرب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات المشتركة تدحر عصابات حميدتي من منطقة الزُرق معقل آل دقلو
■ ضربة موجعة لمليشيا التمرد بشمال دارفور ..
■ قوات المشتركة تدحر عصابات حميدتي من منطقة الزُرق معقل آل دقلو ومعسكرهم الحصين بشمال دارفور ..
■ المشتركة تستولي علي آليات وعربات ومعدات قتالية كانت المليشيا تعدها للهجوم علي مدينة الفاشر ..
■ سقوط عاصمة آل دقلو تربك حسابات مليشيا التمرد وتضعها تحت الضغط بعد إغلاق الطريق من وإلي ليبيا ..
عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب