الأسبوع:
2024-07-06@11:45:10 GMT

قلعة الناصر تنتصر

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

قلعة الناصر تنتصر

٨٥٠ عامًا تقريبًا هي عمر قلعة صلاح الدين الأيوبي التي أمر ببنائها تحت إشراف الأمير بهاء الدين قراقوش لتكون حصنًا مكينًا لتأمين الفسطاط عاصمة مصر الإسلامية (القاهرة حاليًّا) ضد الغزاة والأعداء، والتي صارت مقرًّا للحكم حتى منتصف القرن التاسع عشر، شهدت خلالها القلعة العديدَ من الأحداث التاريخية البارزة، وتعاقب عليها عشرات السلاطين والحكام الذين تنافسوا في تطويرها واستكمال بناياتها ومعالمها عبر عقود من الزمن، حتى صارت من أهم معالم القاهرة التاريخية ومزارًا سياحيًّا حيويًّا.

ورغم ذلك وفي غفلة من الزمن -كغيرها من معالم القاهرة التاريخية- زحفت مظاهر الإهمال والعشوائية لتحاصر القلعة من كل الاتجاهات، وأوشكت تلك المظاهر أن تُفقد القلعة هيبتها ورمزيتها. ولكن ما يُجرى الآن من أعمال تطوير بمنطقة القاهرة التاريخية عمومًا ومحيط القلعة على وجه الخصوص يُعَد ملحمةً ومعركةً لتحرير ذلك الحصن التاريخي من براثن الإهمال والعشوائية، ومن أجل إحياء وبث الروح من جديد لهذه البقعة التي تحوي كنوزًا لا تُقدَّر بثمن، وهى بمثابة ذاكرة مصر لمئات السنين. فكل مَن يمر الآن بهذه المنطقة سيجد حالة من الاستتفار والثورة وأعمالًا تُجرى في كل الاتجاهات، والتي من المنتظر أن تنتهي بتغيير كلي في ملامح هذه المنطقة التى طالتها يد الإهمال ولتصبح متحفًا مفتوحًا يليق بتاريخ المنطقة. وسيعزز ذلك المخطط الجديد للمنطقة لا شك من جذب مزيد من أعداد السائحين، خاصة أن مخطط التطوير يتضمن إقامة أنشطة تجارية حِرفية تراثية، وهى من أنشطة التسوق السياحية التي اشتُهرت بها القاهرة التاريخية مثل مناطق الحسين والأزهر والموسكي وخان الخليلي. ومن بين أعمال التطوير يُجرى تطوير سور مجرى العيون الذي يبلغ طوله حوالي ٣كم، والذي يُعَد أيضًا من أبرز معالم منطقة القلعة والقاهرة التاريخية، وهو المَعْلَم الذي نرى أنه يجب إعادة إحيائه من جديد بإعادة جريان مياه النيل من فوقه كما كان الغرض من بنائه سابقًا، وهو تغذية القلعة بالمياه وبنفس الآلية التي كان يعمل بها قديمًا من نقطة «المأخذ» بفُم الخليج ولكي يشعر أيضًا الزائر بمعايشة التاريخ وإضفاء روح جديدة على هذا الأثر. كما أنه من الأهمية أن تتم عملية التطوير بالقلعة ومحيطها في إطار الحفاظ على هويتها التاريخية في كافة وأدق التفاصيل. واستكمالًا لثورة التطوير بالقاهرة التاريخية، لابد من التخطيط لتسويق وترويج هذه الجهود عالميًّا باحترافية دقيقة، على غرار ما جرى في افتتاح طريق الكباش ونقل المومياوات. وتكليلًا لتلك الجهود، لا أستبعد أن تعود القلعة بعد ثورة التطوير الحالية مقرًّا للحكم واستضافة اللقاءات والاجتماعات الرسمية للدولة كما كانت في السابق، وهو الأمر الذي يسهم في الترويج للقاهرة التاريخية سياحيًّا، وللتأكيد على أن مصر تمتلك تاريخًا يحيا ويتجدد عبر العصور.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القاهرة التاریخیة

إقرأ أيضاً:

توجيهات عاجلة من رئيس الوزراء بشأن تشغيل مشروع تلال الفسطاط

كتب- محمد سامي:


بدأ اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولة تفقدية في عدد من المشروعات التي يتم تنفيذها في منطقة القاهرة التاريخية، استهلها بتفقد مشروع حدائق تلال الفسطاط؛ وذلك في إطار متابعة الموقف التنفيذي الحالي لمكونات المشروع.


رافق رئيس الوزراء، الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وأشرف منصور، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، واللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير، والمهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، والدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية.


واستهل رئيس مجلس الوزراء الجولة بالتأكيد أنه حرص على تفقد عدد من مشروعات القاهرة التاريخية في أول جولة عقب إعلان التشكيل الوزاري الجديد، وذلك في إطار متابعة الموقف التنفيذي الحالي لتلك المشروعات؛ سعيا لدفع العمل بها باعتبارها من المشروعات المهمة، لافتا إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة لمشروع تطوير حديقة تلال الفسطاط، والذي يتضمن تطوير مسطحات خضراء شاسعة وإقامة حدائق عامة، فضلًا عن أنه يشتمل على تطوير الكثير من المزارات السياحية وهو ما يتماشى مع توجه الحكومة لزيادة أعداد السائحين إلى مصر.


وفي هذا الإطار، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أهمية تكثيف الجهود المبذولة في هذا المشروع، والإسراع في معدلات تنفيذه ودراسة طرح بعض مرافقه ومكوناته للتشغيل في أقرب فرصة ممكنة، بما يسهم في دخول المشروع حيز التشغيل بشكل تدريجي.


بدوره، أشار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إلى أن مشروع حديقة تلال الفسطاط يعد من المشروعات الكبرى التي تقوم الوزارة بتنفيذها، وتقع في قلب منطقة القاهرة التاريخية، ويتولى تنفيذ المشروع الجهاز المركزي للتعمير، من خلال جهاز تعمير القاهرة الكبرى بتمويل من صندوق التنمية الحضرية.


وفي هذا السياق، أوضح وزير الإسكان، أن حديقة تلال الفسطاط تُعد من أكبر الحدائق في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث يتم تنفيذها على مساحة نحو 500 فدان، في موقع مركزي بقلب القاهرة التاريخية (كان يستخدم سابقاً مقلباً للمخلفات)، مشيرا إلى أن تنفيذ الحديقة يأتي في إطار جهود الدولة لتطوير القاهرة التاريخية، وتوفير المتنزهات للمواطنين، وزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والفراغات العامة.

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة: تحسين مستوى معيشة المواطن على رأس أولويات المرحلة المقبلة
  • مدبولي يتفقد عددًا من مشروعات القاهرة التاريخية.. صور
  • توجيهات عاجلة من رئيس الوزراء بشأن تشغيل مشروع تلال الفسطاط
  • رئيس الوزراء يتفقد حديقة تلال الفسطاط.. صور
  • مدبولي يوجه بالإسراع في معدلات تنفيذ مشروع حدائق تلال الفسطاط
  • بدأها بحديقة تلال الفسطاط.. رئيس الوزراء يتفقد عددا من مشروعات القاهرة التاريخية
  • افتتاح 5 حدائق الأسبوع الجاري تزامنا مع العيد القومي لمحافظة القاهرة
  • معسكر عائشة.. قلعة داعش التي يتمنى استعادتها وبوابة جحيم 3 محافظات
  • معسكر عائشة.. قلعة داعش التي يتمنى استعادتها وبوابة جحيم 3 محافظات - عاجل
  • ننشر السيرة الذاتية للدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة الجديد