«العشق الممنوع»، المسلسل التركي الأشهر في العالم العربي، عُرض منذ سنوات وتابعه ملايين المشاهدين في تركيا وخارجها، حيث وفّر صُنّاع العمل نسخًا مترجمة وأخرى مدبلچة باللغة العربية، ودارت أحداثه حول قصة حب (بهيتار- سمر) و(بهلول- مهند)، وخيانتهما لزوجها وعمِّه في الوقت ذاته (عدنان بك)، بلا أي مبرر درامي لتعاطف المُشاهِد معهما، فالزوج الغنى يحب زوجته، ويرعاها، ويُغدق عليها مشاعره وأمواله، ويساند أسرتها، وهو ذاته الذى ضمَّ (مهند) لأسرته، وتولى رعايته وتربيته بعد وفاة والديه، ومنحه الحب والحنان بلا حدود، ولم يفرِّق بينه وبين أولاده، وبالرغم من ذلك استجاب المُشاهِد لعلاقة العشق المحرَّم بين سمر ومهند!! وحينما استيقظ ضمير مهند، وقرر مقاومة مشاعره، والابتعاد عن حبيبته زوجة عمه، تعاطف المُشاهِد معه، وفرح بتوبته، وتجاوب مع محاولاته للهروب من محاصرتها له، وكره سمر الخائنة لرفضها هذه التوبة، متناسيًا أنهما شريكان منذ البداية في جريمة الخيانة (التي استمتع المتفرج بها ولم يستنكرها طوال الحلقات)، لكن مع مشهد انتحارها، عاد المُشاهِد إلى جانبها، وحزن من أجلها!!
هذا هو ما يسمى تأثير الدراما، فالمُشاهِد يقبل بعضَ الأمور الدرامية التي لا يمكنه القبول بها في الواقع، ويغفرها لصُنّاع العمل، ويصدقها من أجل تحقيق متعة المُشاهَدة، حسب القاعدة المتفق عليها ضمنيًّا المسماة (الحائط الرابع) الذى يقف حائلًا بين المتفرج والممثل ليتناسى المتفرج أنها مَشاهِد تمثيلية لم تحدث في الواقع، فيتوهم أنه يرى أحداثًا حقيقية ليندمج ويتفاعل معها، وهي القاعدة نفسها التي أسماها أحمد خالد توفيق (دعني أخدعك، دعني أنخدع) المتفَق عليها بين الكاتب وقرائه لكي تدور عجلة الخيال ويتحقق الاندماج والاستمتاع بالرواية، فيمكن للفن أن يجعل المُشاهِد مستمتعًا بما يشاهده من مواقف وأفعال قد تكون غير مبرَّرة دراميًّا، أو متناقضة مع قناعاته.
سأظل أكرر مرارًا أن تأثير القوى الناعمة في الجماهير ومنظومة القيم السائدة لا حدود له، وعلى المعنيين بثقافة هذا الشعب إدراك هذا التأثير، والتخطيط لاستغلاله من أجل مجتمع أفضل.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
التقدم والاشتراكية يطلق نداء لصد "ممارسات مُــضِرَّة بالفضاء الديمقراطي"
أطلق حزب التقدم والاشتراكية، نداءً إلى كافة القوى الوطنية الديمقراطية والفعاليات المدنية، من أجل النهوض بالتنسيق والعمل المشترك، لمواجهة ما أسماه الممارسات الحكومية المتغولة والمضرة بمسارنا الديمقراطي الوطني.
وحذر الحزب، من خطورةً ما وصفه « إمعانُ » الحكومة في تكريسِ ممارساتٍ مُضِرَّةٍ بسلامة ومتانةِ الحياة السياسية والمؤسساتية الوطنية، من خلال تحقير أدوار وآراء الهيئات الوطنية للحكامة والتهجُّمِ عليها؛ والسعي، بأشكال غير سليمة، نحو التأثير سلباً على وسائل الإعلام التي من أدوارها الأساسية المجتمعية إبرازُ التفاعلاتِ الطبيعية للرأي العام مع تدبير الشأن العمومي.
في ظل هذا الوضع، وفي سياق مخرجات جامعته السنوية، حول موضوع « السياسة أولاً… لإنجاح المشروع الديمقراطي التنموي »، أعلن حزبُ التقدم والاشتراكية، على هامش اجتماع مكتبه السياسي، الثلاثاء، أنه سيتحمل كاملَ مسؤوليته في التصدي لتوجُّهات هذه الحكومة ومقارباتها السلبية، من خلال اتخاذ كل ما يلزم من خطوات ومبادرات، لأجل تجميع وتوسيع جهود القوى السياسية والفعاليات المجتمعية، الحية والجادة، على اختلاف مجالاتِ فِعلِها وحُــقولِ اشتغالها، بغاية دفع هذه الحكومة نحو الإنصاتِ إلى نبض المجتمع، ونحو تغيير سياساتها إيجاباً على كافة المستويات.
كلمات دلالية الحكومة الفضاء الديمقراطي حزب التقدم والاشتراكية ممارسات