الغلاء الفاحش.. المصريون يئنون بصمت وتحذير من انفجار شعبي
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
"الأسعار ترتفع مرة أو مرتين في اليوم، وأحيانا يصلنا تحديث كل ساعة"، هكذا وصف الشاب، أحمد عبد الغفار، الذي يعمل في متجر بقالة (سوبر ماركت) بالعاصمة المصرية القاهرة، موجة الغلاء التي تجتاح البلاد بلا هوادة.
وقال الرجل البالغ من العمر 35 عاما، إن "كثيرا من الناس يعزفون عن الشراء، عندما يدركون أن الأسعار ارتفعت"، مردفا: "ومع ذلك، هناك آخرون يشترون".
في مصر، وصل معدل التضخم السنوي إلى 39,7 بالمئة في أغسطس، وفق ما أظهرت أرقام رسمية، الأحد، وهو مستوى قياسي جديد، وسط معاناة البلد من أزمة اقتصادية خانقة.
وأفاد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، بارتفاع سنوي بنسبة 71,9 بالمئة في أسعار المواد الغذائية، و15,2 بالمئة بالنسبة لأسعار النقل، و23,6 بالمئة لأسعار الملابس.
"أعلى من قدرة الناس على الشراء"
وقال الخبير الاقتصادي المصري، ممدوح الولي، إن "الأسعار أعلى من القدرة الشرائية للناس"، لا سيما "المواد الغذائية الأساسية، التي ارتفعت بشكل غير مسبوق"، على حد وصفه.
وتعيش مصر أزمة اقتصادية تفاقمت منذ العام الماضي، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وسط نقص في احتياطي العملة الصعبة، وارتفاع التضخم، وفقدان الجنيه لأكثر من نصف قيمته مقابل الدولار الأمريكي خلال عام واحد.
وكان معدل التضخم السنوي في مصر قد سجل مستوى قياسيا في يونيو، حين بلغ 36,8 بالمئة، مدفوعا بغلاء أسعار المواد الغذائية.
وقال عبد الغفار، إن "كل السلع تقريبا تشهد ارتفاعا في الأسعار، وفي المقابل تبقى الأجور على ما هي عليه"، مضيفا: "ما كنا نشتريه بـ 10 أو 12 جنيها، أصبحت قيمته 25 و30 جنيها (1 دولار يساوي 30 جنيهاً)".
وأضاف: "أصبحنا نوازن بين الكمية والسعر، بحيث نقلل من الكميات حتى نستطيع الشراء".
وتذهب، رندا البنا، وهي شابة مصرية من محافظة بور سعيد، في الاتجاه ذاته، بقولها إن "الناس أصبحت تشتري كميات أقل من المواد الغذائية الأساسية".
وأضافت "الزيادات كانت مفاجأة.. كل شيء ارتفع.. من الأكل إلى الدواء ومصاريف المدارس. بعض الزيادات تصل إلى 50 بالمئة".
وضربت مثالا بـ "كيلو الطماطم الذي كنا نشتريه الشهر الماضي بـ 10 جنيهات، وصل الآن إلى 20 جنيها".
ورأت البنا أن غلاء الأسعار "يؤثر بشكل كبير على المجتمع المصري، حيث كثير من الناس لا يجدون أعمالا". وتابعت: "هناك مرضى لا يجدون أدويتهم، وإن كانت متوفرة فإن أسعارها ارتفعت إلى حد كبير".
"مسؤولية تائهة"ومنذ عام 2017، حصلت مصر على 4 قروض من صندوق النقد الدولي لمواجهة النقص في الدولار ودعم الموازنة، لكن ما زالت مؤشرات التعافي من الأزمة الاقتصادية سلبية.
وكان آخر هذه القروض العام الماضي، حين وافق الصندوق على قرض بقيمة 3 مليارات دولار، حتى يتاح للحكومة المصرية تأمين مصادر تمويل أخرى، أبرزها من البلدان الخليجية، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
ويفتح ارتفاع الأسعار على المواطن المصري باب التساؤلات بشأن إمكانية حدوث رد فعل شعبي، أو اضطرابات اجتماعية، كان الرئيس، عبد الفتاح السيسي، قد لمح إليها خلال وقت سابق من العام الجاري.
وفي يونيو الماضي، وبينما لا يزال صندوق النقد الدولي ينتظر من مصر أن تسمح بسعر صرف مرن للجنيه مقابل الدولار الأمريكي لتمرير قرضه الجديد، قال السيسي إنه "لا يمكن تحرير سعر صرف العملة المحلية، إذا كان نتيجة مثل هذه الخطوة تعريض الأمن القومي وحياة المواطنين في البلاد للخطر".
وأضاف السيسي آنذاك: "نحن مرنون فيما يخص سعر الصرف، لكن حينما يتعرض الموضوع لأمن مصر القومي، وأن الشعب المصري يضيع.. لا لا لا"، في إشارة إلى مطالب صندوق النقد التي من بينها أيضا خصخصة العديد من الشركات العامة.
وفي هذ السياق، قال الولي إن الأزمة "المستمرة منذ سنوات"، لها "آثار متعددة، والحلول الجزئية لم تعد تجدي نفعا مع تفاقم المشكلة الاقتصادية".
وانتقد الحكومة في التعامل مع الأزمة، قائلا: "لا يوجد قيادات اقتصادية تقود ملف الأزمة منذ تولي السيسي للسلطة"، مشيرا إلى أن "المسؤولية تائهة" فيما يتعلق بهذا الملف.
"تداعيات خطيرة"عضو مجلس النواب المصري السابق، عماد جاد، يشير الى تأثير الأزمة الاقتصادية على المجتمع المصري، ورسم "سيناريو متشائما" إلى حد بعيد.
ووصف جاد تداعيات الأزمة الاقتصادية بـ "الخطيرة" على مصر، لا سيما وأنه "لا حلول تلوح في الأفق" لهذه المشكلات التي يعاني منها المواطن البسيط.
واعتبر أن الأزمة الاقتصادية "تتفاقم بازدياد، وهذا من شأنه أن يذهب بنا لمشاكل أبعد"، مردفا: "الانفجار الاجتماعي وارد، ما لم يحدث تدخل سريع يخفض من التضخم لتهدأ الأسعار".
لكن الولي يستبعد هذا السيناريو، بسبب ما وصفه بـ "القبضة الأمنية الشديدة للدولة، على أي صوت معارض".
ولم يحدث حراك شعبي في الشارع، والنقابات لم تتحرك ولا أعضاء المجتمع المدني، لأن القبضة الأمنية شديدة"، حسبما ذكر الولي، الذي أشار إلى أن "خوف الناس يمنعهم من الاحتجاج".
وقال: "لا أتصور هناك رد فعل شعبي.. الناس تئن بصمت".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الأزمة الاقتصادیة المواد الغذائیة
إقرأ أيضاً:
سفير زامبيا بالقاهرة: المصريون يستطيعون دائما إدارة كل شيئ
عبر ماج جين توبلى، سفير دولة زامبيا لدى القاهرة عن سعادته بزيارة معرض زهور الربيع 2025.
وأوضح توبلى خلال حواره مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع عبر قناة “الحياة”، أنه ليست المرة الأولى التى يزور فيها معرض زهور الربيع حيث سبق ان زاره قبل 4 سنوات.
وأكد سفير دولة زامبيا لدى القاهرة، أن معجب ومندهش للغاية مما رأه داخل المعرض، لافتا إلى أنه يتم إيضا تنظيم معرض زراعى فى زامبيا ويكون لمدة 3 أيام.
وأوضح سفير دولة زامبيا لدى القاهرة، أنه مندهش للغاية مما تفعله مصر بشكل عام ودائما يقول:" المصريون يستطيعون دائما إدارة كل شئ".
التظاهرات الزراعيةويُعد المعرض، الذي تنظمه الوزارة سنويًا، أحد أقدم وأكبر التظاهرات الزراعية والفنية في الوطن العربي، ويُقام هذا العام بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بما يعكس الشراكة الفاعلة بين المؤسسات الوطنية والدولية في دعم قضايا التنمية الزراعية والبيئية
تتواصل فعاليات معرض زهور الربيع 2025 داخل المتحف الزراعي بالدقي، تحت رعاية علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في أجواء مبهجة تزدهر فيها ألوان الزهور والنباتات، ويأتي ذلك في إطار جهود الوزارة لنشر ثقافة التشجير والتجميل البيئي، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المساحات الخضراء ودورها في تحسين جودة الحياة.