نائب زعيم ميليشيا مقرب من الأسد في زيارة رسمية لباريس: أمر بإلقاء الطالبات من النافذة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
إعداد: محمود نفاخ إعلان اقرأ المزيد
نشر عمر العاروب، وهو مقرب من عائلة الأسد، في 31 آب / أغسطس 2023، صورة على حسابه في موقع فيسبوك تظهره أمام برج إيفل.
والعاروب هو نائب قائد ميليشيا "كتائب البعث" الموالية للنظام التي تم إنشاؤها عام 2012، لكنه أيضا رئيس اللجنة الوطنية السورية للألعاب البارالمبية. ومع ذلك، في الفترة من 24 إلى 29 أغسطس 2023، دُعي العاروب لحضور ندوة لرؤساء بعثات اللجان البارالمبية الوطنية (NPC) في العاصمة باريس.
ويؤكد الموقع الرسمي للألعاب الأولمبية أن لدى سوريا وفدا يمثلها خلال الحدث العالمي المقرر في باريس خلال شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2024.
وردا على سؤال لقناة TF1، أكدت باريس 2024 حضور عمر العاروب في هذا الاجتماع الباريسي، كما أكدت اطلاعها لأول مرة "على الاتهامات الموجهة ضده".
"كتائب البعث"، الذراع العسكري لحزب البعث
العديد من وسائل الإعلام والمعارضين السوريين المنفيين في أوروبا -الذين عبروا عن صدمتهم حيال رؤية العاروب وهو يتجول طليقا في شوارع باريس- شاركوا صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر هذا الأخير بزي عسكري يحمل شعار كتائب البعث. أي من هذه الصور لم يقم مشاركتها عمر العاروب على حساباته الشخصية.
وتمكن فريق تحرير مراقبون في فرانس24 من العثور على الصور الأصلية التي نشرها مقاتلون من "كتائب البعث" أنفسهم عام 2018 على فيسبوك. وتظهر هذه الصور بالفعل العاروب مرتديا لزي "كتائب البعث".
صور ملتطقة من الشاشة لمنشورات على موقع فيسبوك شاركها مقاتلون من "كتائب البعث" أنفسهم في عام 2018، تُظهر نائب قائد ميليشيا "كتائب البعث" بصحبة عدد من عناصره. © مراقبو فرانس24
بالإضافة إلى صور العائلة الحاكمة التي ينشرها عمر العاروب على حسابه على فيسبوك، فإن صورة رسمية التقطت عام 2019 تظهره جنبا إلى جنب بصحبة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
"كتائب البعث" هي ميليشيا شبه عسكرية سورية تشكلت في أعقاب أولى المظاهرات المناهضة للنظام في عام 2011. وتتكون من 10000 مقاتل مسلم من الطائفة السنية، وتعتبر الجناح المسلح لحزب البعث المنفرد بالسلطة منذ عام 1963 وتتواجد بشكل رئيسي في محافظة حلب.
وقاد هذه الكتائب أولا هلال الهلال (2012-2015)، ثم عمار ساعاتي (منذ 2015)، وهما ذوو نفوذ كبير في أوساط الحزب الحاكم وكلاهما يخضع لعقوبات أوروبية وأمريكية. أي من لوائح العقوبات هذه لم تحتو على اسم عمر العاروب.
ويشارك العاروب للمرة الثانية في دورة الألعاب الأولمبية، حيث مثل سوريا في أولمبياد طوكيو عام 2021.
"في جامعة حلب، أمر برمي الطالبات من الطابق الرابع"
قام المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وهو منظمة سورية غير حكومية تدافع عن الحريات مقرها باريس، بجمع شهادات -تمكن فريق تحرير مراقبون من الاطلاع عليها- لمقربين سابقين لعمر العاروب. ومن بين هؤلاء أحمد منصور، يقيم في المنفى وكان تعرف على عمر العاروب عام 2008 في جامعة حلب.
في عام 2008، كان عمر العاروب مسؤولا في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، وهي منظمة تابعة للحكومة السورية. وكنت حينها رئيسا للهيئة الإدارية لكلية طب الأسنان في جامعة حلب.
وبعد انعقاد المؤتمر العام للاتحاد الوطني لطلبة دمشق عام 2010، تم انتخاب العاروب عضوا في الهيئة التنفيذية للاتحاد، التي كان يرأسها عمار ساعاتي. ومن هذا الرابط ولدت روابط أخرى حافظ عليها العاروب مع الحكومة وأجهزة المخابرات وقادة الحزب. وبحسب قوله، فهو يعرف ماهر الأسد شخصيا [غرفة التحرير: شقيق بشار الأسد].
في عام 2011، عندما بدأت الثورات في تونس وأماكن أخرى، قام العاروب بتعيين طلاب متطوعين لقمع الاحتجاجات. غالبا ما كانوا يحملون الهراوات. وفي مارس/آذار 2011، قام عمر بتوزيع الأسلحة الفردية (المسدسات) على الطلاب والهيئات الإدارية عندما ذهبوا إلى المساجد [غرفة التحرير: أماكن التجمعات المناهضة للنظام].
وفي اجتماع لقيادة الجامعة عقد في الشهر نفسه، طلب عمر العاروب من المشاركين إبلاغه بكل ما يحدث في الحرم الجامعي وقمع أي تجمعات. حتى أنه طلب من المسؤولين عن سكن الطلاب رمي جميع الطالبات المعارضات للنظام من نوافذ الطابق الرابع.
ورُمي عدد من الطلاب السوريين من النوافذ أثناء قمع المظاهرات عام 2011.
موقع اللجنة الأولمبية السورية يؤكد عضوية العاروب في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا و"كتائب البعث".
صورة أخرى، حجبت عن العامة على موقع فيسبوك وأرسلت إلى هيئة تحرير مراقبين فرانس24، تظهر العاروب مع مجموعة من عناصر "كتائب البعث" في ريف حماة، في نيسان/أبريل 2017.
لقطة شاشة أرسلت إلى هيئة التحرير تظهر صورة نشرها صديق مقرب لعمر العاروب في أبريل/نيسان 2017. ونشاهد الأخير مسلحا ومرتديا لزي "كتائب البعث" في ريف مدينة حماة. © مراقبو فرانس24وبحسب المعارض السوري المنفي في فرنسا فراس القنطار، فإن تعيين العاروب في اللجنة الوطنية السورية للألعاب البارالمبية يعد "مكافأة" بسبب قربه من بشار الأسد.
في عام 2011، تم قمع المتظاهرين في جامعة حلب بعنف خوفا من انتشار الاحتجاج إلى جميع أنحاء المحافظة التي تعد ثاني أكبر مدينة في البلاد وعاصمتها الاقتصادية.
وأكدت اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية ومدينة باريس أنهم تلقوا أسئلتنا، وسننشر ردها في حال وصوله إلينا.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب الشرق الأوسط سوريا فرنسا بيئة فی عام عام 2011
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس النظام السوري المخلوع يصدر أول بيان عقب سقوط الأسد.. ماذا قال؟
أصدر فيصل المقداد، النائب السابق لبشار الأسد قبل سقوط نظامه، الأحد بيانا بشأن التطورات الأخيرة في سوريا.
وفي بيان نشرته صحيفة "الوطن" السورية، قال فيصل المقداد: "شهدت سوريا خلال الأسبوعين الماضيين أحداثا وتطورات أثارت اهتمام شعوب المنطقة والعالم، وتوقع الكثير أن تترافق هذه التحولات مع الكثير من الدماء والدمار، إلا أننا رأينا أن الشعب السوري، وخاصة فئاته الشابة ممن قادوا هذا الحراك، قد وعوا جيدا أن العنف لا يبني أوطاناً ولا يزرع أملا بمستقبل واعد".
وأضاف المقداد: "من هنا نؤكد على حتمية الحفاظ على وحدة أرض وشعب سوريا واستقلالها وسيادتها، وذلك من خلال تكاتف أبنائها جميعاً مهما تعددت انتماءاتهم وثقافاتهم، وأنه لا يمكن لسوريا أن تبني حاضرها ومستقبلها إلا من خلال الحفاظ على دورها الحضاري والإنساني في المنطقة والعالم".
وتابع: "نتمنى لجميع الجهود المبذولة الآن من قبل الشباب السوري، بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني المقترح، التوصل إلى ما يلبي تطلعات الشعب السوري، وإبراز الوجه الحضاري لبلدهم من خلال التوافق على رسم الخطوط الأساسية بوعي بحيث تصل بنا جميعاً إلى المستقبل المنشود".
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبعد ذلك، تم تعيين محمد البشير رئيسا للحكومة الانتقالية في البلاد، فيما يتولى أحمد الشرع، القيادة العامة للإدارة السورية الجديدة.
وشغل المقداد منصب نائب رئيس الجمهورية العربية السورية منذ 23 أيلول/ سبتمبر 2024 حتى سقوط النظام في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
كما شغل قبل ذلك منصب وزير الخارجية والمغتربين في حكومتي حسين عرنوس الأولى والثانية من 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 إلى 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ومنصب نائب وزير الخارجية والمغتربين من 1 آب/ أغسطس 2006 إلى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، ومنصب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة من 18 أيلول/ سبتمبر 2003 إلى 31 تموز/ حزيران 2006.
وظل المقداد، الذي ينحدر من محافظة درعا مهد الثورة، ينفي الاتهامات المتعلقة بقمع النظام المخلوع للمحتجين بعد اندلاع الثورة السورية. وفي مقابلات مع وسائل إعلام غربية وعربية حول الثورة، تحدث داعمًا لبشار الأسد.
كما أيد المقداد المزاعم الحكومية بأن حكومته كانت تُقاتل ضد متمردين مسلحين إرهابيين.
في كانون الثاني/ يناير 2021، أضاف الاتحاد الأوروبي المقداد إلى قائمة العقوبات بسبب دوره خلال الثورة السورية. وتبعته بريطانيا بعد شهرين، قائلة إنه "إنه يتحمل مسؤولية مشتركة عن القمع العنيف الذي يمارسه النظام السوري ضد السكان المدنيين".