جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@11:04:48 GMT

انتخبوا الوطن

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

انتخبوا الوطن

مرفت بنت عبدالعزيز العريمية

حديث المجالس هذه الأيام يدور حول انتخابات مجلس الشورى، وما هي إلا أسابيع تفصلنا عن اختيار مرشحين عن المجتمع في هذا المجلس المهم، والذي يُجسّد أهمية مُشاركة المجتمع في اختيار ممثليه الذين ينقلون قضاياهم وهمومهم إلى المؤسسات الرسمية للدفع بعجلة التنمية والتطور.

سؤال يتكرر كل عام عن كيفية اختيار الممثل الأفضل، وهو: هل يتحمل المجتمع اختيارته إن أخفق؟ ولماذا يستسلم البعض عاطفيًا ويختار ممثلًا عنه لا يعلم عن أدائه شيئًا قط؟!

هذا التساؤول يقودنا إلى موضوع الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية وهل نحن مدركون تمامًا ماذا يعني أن أمنح صوتي لمرشح ما، وهل نحن معزولون عن المشاركة بإرادتنا أم بالتنشئة أم لأننا نشعر بالمسؤولية باتجاه المجتمع فنحجم عن المشاركة؟

تُعد المشاركة المجتمعية من أهم أدوات التي تدفع المجتمعات إلى النهوض وتساهم في تحسين مستوى حياة الأفراد الاجتماعية والاقتصادية، فمن خلال المشاركة الطوعية ندعم جهود التنمية بالآراء والأعمال، وبإزاحة العراقيل التي قد تعيق جهود التنمية.

المشاركة المجتمعية لا تأتي من فراغ؛ فالانخراط في العمل المجتمعي والإحساس بالمسؤولية الجماعية جزء من المواطنة الصالحة وهي تكتسب من خلال التشئة الأسرية والتعلم من خلال المؤسسات التعليمية. ومثلما هناك أسر تحرص على تعليم أبنائها المشاركة مع تعلمه المشي آخرون يرون أن المشاركة ليست إلا جزءا من وظيفة شخص ما في البيت أو خارجه؛ لذلك لا تجدهم متفاعلين مع أي عمل، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه وينمو معهم فنراهم غير متفاعلين في بيئة العمل ويفتقرون للكثير من مهارات التي كان يمكن أن يكتسبوها من خلال المشاركة في وقت مبكر من حياتهم.

أعتقد أنه في العقد الأخير قلَّ الاهتمام بتنمية المشاركة المجتمعية لدى الناشئة ودعم المجتمع المحيط، وأذكرُ في طفولتي أن المدرسة كان لها أدوار كثيرة غير التدريس؛ فوظيفة الطلبة والطاقم التدريسي تتجاوز الأسوار إلى تنظيم حملات وفعاليات لتوعية المجتمع المحيط بمشاركة فعّالة من الأسر والمراكز الصحية لم يقتصر دورها على توعية المرضى بل كانوا ينظمون حملات توعية للمجتمع المحيط ويذهبون إلى المنازل حتى مع وجود الحملات التوعوية الإعلامية.

وقد كان للوزارات والشركات دور في المجتمع المحيط يتفاعلون ويشاركون، متجردين من مسمياتهم الوظيفة مما ساهم بشكل أو آخر في تعزيز العلاقة بين المؤسسات والمجتمع. اليوم نرى الفعاليات المجتمعية أغلبها تدار من خلال المؤسسات والفرق التطوعية، وحملات التوعية عادة ما تكون في الفنادق والمولات، وعلى شكل محاضرات جامدة ولغة تسويقية للحدث، لا تُحدث الأثر الكبير الذي نرجوه. فلماذا اخترنا لغة التعقيد في ترجمة مناشط تحتاج إلى الكثير من البساطة والسلاسة يستوعبها الطفل قبل الإنسان البالغ.

ماذا لو اخترنا التحرر من الرسميات والإنفاق على الديكورات وخلق فعاليات بفعل تشارك الجميع بحيث يساهم كل مشارك بمهاراته في انجاز الفعالية، ألن تكون المشاركات المجتمعية بالفعل مشاركة بين أبناء المجتمع الواحد ينمي المهارات ويحقق الهدف من الحملات المجتمعية على سبيل المثال.

يقيس البعض مستوى تحضُّر المجتمع وتطوره بمستوى مشاركة الأفراد في المحافظة على مكتسبات المجتمع، والسعي الدائم لبثّ روح المشاركة والتعاون لتنمية المجتمع المحيط وعدم الانعزال عن قضاياه. في مقابل ذلك البعض يفضل أن يكون متفرجا دون مشاركة على اعتبار أن الشأن العام له ناسه ومريدوه.

هناك من يحب أن يقارن بمستوى المشاركة في المجتمعات الأخرى وينادي بالمشاركة دون أن يشارك!

فهل نحن بحاجة إلى تعليم المجتمع كيف يكون متفاعلًا ويكون جزءًا من عملية التنمية يشارك ويساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي؟ هل نحن نواجه أزمة مشاركة أم أن القوالب التي وضعت فيها الحملات بحاجة إلى مراجعة؟

اليوم ومع اقتراب وقت اختيار المرشحين، ألا نحتاج إلى خطة لتوعية المجتمع كيف يختار المرشح عبر الوسائل المختلفة خطة لا تكتفي بمحلات تبث عبر الوسائل الإعلامية؛ بل تبدأ من المدارس نُعلِّم فيها الأجيال القادمة كيف يتحملون مسؤولية المشاركة وكيف يتخذون قرار الاختيار وفق أسس واضحة تعود بالنفع إلى المجتمع.

المشاركة المجتمعية تُساعد على المدى البعيد في اختيار الأفضل للاحتياجات والمطالب المجتمعية، وتُعزّز من الحلول المبتكرة والانسجام المجتمعي، وتسد الفجوات بالمجتمع؛ فباجتماع السواعد نبني الوطن وبالمشاركة نتجاوز المحن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المشارکة المجتمعیة من خلال

إقرأ أيضاً:

أبناء النوبة ينظمون لقاءً حاشداً لجمع الصف ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد منطقة جبال النوبة

نظم أبناء النوبة بولاية الخرطوم لقاءًا حاشداً لجمع الصف ومواجهة المؤامرات التي تُحاك ضد منطقة جبال النوبة وتحويلها إلى ملآذ للمليشيا آل دقلو الإرهابية وتهجير السكان الأصليين واستبدالهم بعرب الشتات وفق مخطط يتم تمريره عبر عبد العزيز الحلو.والي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة والمدير العام لوزارة التنمية الاجتماعية الأستاذ صديق حسن فريني ونائب رئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية اللواء معاش أحمد محمد عوض الكريم ورئيس لجنة المرأة أمينة عبدالله وممثل قائد منطقة وادي سيدنا العسكرية اللواء مهندس دكتور أمير سليمان شاركوا في اللقاء الذي نظمه اتحاد أبناء جبال النوبة بقيادة مك عموم جبال النوبة بحضور قيادات الإدارة الأهلية تحت شعار (معاً ننشد الاستقرار).وأكد ممثل أبناء النوبة بولاية الخرطوم تماسكهم ووقوفهم سداً منيعاً خلف قواتهم المسلحة وقيادتها لدحر المليشيا المتمردة، مؤكداً انضمامهم المبكر لصفوف المقاومة الشعبية التي تنادى لها الشعب السوداني ليكون سنداً للقوات المسلحة للدفاع عن العقيدة والوطن.مك عموم النوبة بولاية الخرطوم حسن موسى فضل أكد صمودهم وتوحدهم لمجابهة اتفاق الحلو مع آل دقلو لتنفيذ أجندة خارجية وإحداث حرب وفوضى وسط الجبال بغرض نهب ثرواتها ودعا لتجاوز كل المؤامرات التي تُحيكها دول البغي والمتربصين بالسودان وشعبه، وقال إنهم ماضون كمجتمع مترابط ومتماسك في الدفاع عن وحدة وبقاء الدولة السودانية. وقال إن الإدارة الأهلية صامدة ولها أدوار ومواقف راسخة تعزز الانتماء الوطني وأن أولوياتها هي تحرير كل شبر دنسه التمرد وتفويت الفرصة على أعداء الوطن الذين يتربصون به لتقسيمه ونهب ثرواته.من جانبه أكد اللواء ركن أمير سليمان ممثل قائد منطقة وادي سيدنا العسكرية مواقف أبناء النوبة وثباتهم في الدفاع عن الوطن وتضحياتهم واصطفافهم في خندق واحد مع القوات المسلحة لدحر العدو إضافة للاستنفار والتنادي لمعسكرات التدريب ومشاركتهم في كل المتحركات كبقية التكوينات المجتمعية في معركة الكرامة.من جانبه قال المدير العام لوزارة التنمية الاجتماعية صديق فريني إن قبيلة النوبة بتاريخها التليد شكلت مواقف بطولية منذ القدم وقدمت الشهداء والجرحى وما زالت تتقدم صفوف المعركة تأكيداً على أن الشعب السوداني يمثل وحدة متكاملة وذلك ما جسدته المواقف البطولية في معركة الكرامة بأن تقدم الشباب وكل فئات المجتمع للدفاع عن العقيدة والوطن.والي ولاية الخرطوم شكر اتحاد أبناء جبال النوبة الذي ظل يجسد معاني الترابط والوحدة إضافة للأدوار التي قدمتها الرموز الوطنية من أبناء النوبة والتي أسهمت إسهاماً بارزاً وعلى امتداد البلاد في تفانيهم في بناء الوطن والدفاع عنه.وقال إن المرحلة القادمة تحتاج تكاتف الجميع في تعمير ما دمرته الحرب وتهيئة بيئة العودة للديار بتوفير كل معينات الحياة الكريمة. وقال إن الحرب المفروضة على السودان هي حرب وجودية وتتطلب من الجميع أن يعوا حجم التآمر الذي قصد به محو دولة السودان من الوجود ونهب ثرواته، شاكراً اتحاد أبناء جبال النوبة، داعياً للالتفاف حول القيم والموروثات الوطنية التي تحتاج من الجميع الحفاظ عليها.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مكتب فخر الوطن يحتفي بيوم الطبيب الإماراتي
  • أبناء النوبة ينظمون لقاءً حاشداً لجمع الصف ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد منطقة جبال النوبة
  • وزارة التنمية الإدارية تنظم محاضرة بحماة حول دور المؤسسات في التغيير الثقافي في المجتمع
  • محافظ الإسماعيلية: المسئول التنفيذي لا يحمل عصا سحرية والمشاركة المجتمعية أساس الإنجاز
  • منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب
  • مي عمر: الرقص والبدل معمولة باحترام وأرفض المشاركة في عمل يسيء للمجتمع |فيديو
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت في الساحل السوري
  • جامعة المنصورة تحصل على شهادة الأيزو 26000 للمسؤولية المجتمعية
  • محمد رمضان: تنازلت عن اختيار الكمبيوتر في لعبة الأرقام وتحملت المسؤولية بنفسي
  • الأولي فى مصر.. جامعة المنصورة تحصل على شهادة الأيزو 26000 للمسؤولية المجتمعية