جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-26@04:38:57 GMT

انتخبوا الوطن

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

انتخبوا الوطن

مرفت بنت عبدالعزيز العريمية

حديث المجالس هذه الأيام يدور حول انتخابات مجلس الشورى، وما هي إلا أسابيع تفصلنا عن اختيار مرشحين عن المجتمع في هذا المجلس المهم، والذي يُجسّد أهمية مُشاركة المجتمع في اختيار ممثليه الذين ينقلون قضاياهم وهمومهم إلى المؤسسات الرسمية للدفع بعجلة التنمية والتطور.

سؤال يتكرر كل عام عن كيفية اختيار الممثل الأفضل، وهو: هل يتحمل المجتمع اختيارته إن أخفق؟ ولماذا يستسلم البعض عاطفيًا ويختار ممثلًا عنه لا يعلم عن أدائه شيئًا قط؟!

هذا التساؤول يقودنا إلى موضوع الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية وهل نحن مدركون تمامًا ماذا يعني أن أمنح صوتي لمرشح ما، وهل نحن معزولون عن المشاركة بإرادتنا أم بالتنشئة أم لأننا نشعر بالمسؤولية باتجاه المجتمع فنحجم عن المشاركة؟

تُعد المشاركة المجتمعية من أهم أدوات التي تدفع المجتمعات إلى النهوض وتساهم في تحسين مستوى حياة الأفراد الاجتماعية والاقتصادية، فمن خلال المشاركة الطوعية ندعم جهود التنمية بالآراء والأعمال، وبإزاحة العراقيل التي قد تعيق جهود التنمية.

المشاركة المجتمعية لا تأتي من فراغ؛ فالانخراط في العمل المجتمعي والإحساس بالمسؤولية الجماعية جزء من المواطنة الصالحة وهي تكتسب من خلال التشئة الأسرية والتعلم من خلال المؤسسات التعليمية. ومثلما هناك أسر تحرص على تعليم أبنائها المشاركة مع تعلمه المشي آخرون يرون أن المشاركة ليست إلا جزءا من وظيفة شخص ما في البيت أو خارجه؛ لذلك لا تجدهم متفاعلين مع أي عمل، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه وينمو معهم فنراهم غير متفاعلين في بيئة العمل ويفتقرون للكثير من مهارات التي كان يمكن أن يكتسبوها من خلال المشاركة في وقت مبكر من حياتهم.

أعتقد أنه في العقد الأخير قلَّ الاهتمام بتنمية المشاركة المجتمعية لدى الناشئة ودعم المجتمع المحيط، وأذكرُ في طفولتي أن المدرسة كان لها أدوار كثيرة غير التدريس؛ فوظيفة الطلبة والطاقم التدريسي تتجاوز الأسوار إلى تنظيم حملات وفعاليات لتوعية المجتمع المحيط بمشاركة فعّالة من الأسر والمراكز الصحية لم يقتصر دورها على توعية المرضى بل كانوا ينظمون حملات توعية للمجتمع المحيط ويذهبون إلى المنازل حتى مع وجود الحملات التوعوية الإعلامية.

وقد كان للوزارات والشركات دور في المجتمع المحيط يتفاعلون ويشاركون، متجردين من مسمياتهم الوظيفة مما ساهم بشكل أو آخر في تعزيز العلاقة بين المؤسسات والمجتمع. اليوم نرى الفعاليات المجتمعية أغلبها تدار من خلال المؤسسات والفرق التطوعية، وحملات التوعية عادة ما تكون في الفنادق والمولات، وعلى شكل محاضرات جامدة ولغة تسويقية للحدث، لا تُحدث الأثر الكبير الذي نرجوه. فلماذا اخترنا لغة التعقيد في ترجمة مناشط تحتاج إلى الكثير من البساطة والسلاسة يستوعبها الطفل قبل الإنسان البالغ.

ماذا لو اخترنا التحرر من الرسميات والإنفاق على الديكورات وخلق فعاليات بفعل تشارك الجميع بحيث يساهم كل مشارك بمهاراته في انجاز الفعالية، ألن تكون المشاركات المجتمعية بالفعل مشاركة بين أبناء المجتمع الواحد ينمي المهارات ويحقق الهدف من الحملات المجتمعية على سبيل المثال.

يقيس البعض مستوى تحضُّر المجتمع وتطوره بمستوى مشاركة الأفراد في المحافظة على مكتسبات المجتمع، والسعي الدائم لبثّ روح المشاركة والتعاون لتنمية المجتمع المحيط وعدم الانعزال عن قضاياه. في مقابل ذلك البعض يفضل أن يكون متفرجا دون مشاركة على اعتبار أن الشأن العام له ناسه ومريدوه.

هناك من يحب أن يقارن بمستوى المشاركة في المجتمعات الأخرى وينادي بالمشاركة دون أن يشارك!

فهل نحن بحاجة إلى تعليم المجتمع كيف يكون متفاعلًا ويكون جزءًا من عملية التنمية يشارك ويساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي؟ هل نحن نواجه أزمة مشاركة أم أن القوالب التي وضعت فيها الحملات بحاجة إلى مراجعة؟

اليوم ومع اقتراب وقت اختيار المرشحين، ألا نحتاج إلى خطة لتوعية المجتمع كيف يختار المرشح عبر الوسائل المختلفة خطة لا تكتفي بمحلات تبث عبر الوسائل الإعلامية؛ بل تبدأ من المدارس نُعلِّم فيها الأجيال القادمة كيف يتحملون مسؤولية المشاركة وكيف يتخذون قرار الاختيار وفق أسس واضحة تعود بالنفع إلى المجتمع.

المشاركة المجتمعية تُساعد على المدى البعيد في اختيار الأفضل للاحتياجات والمطالب المجتمعية، وتُعزّز من الحلول المبتكرة والانسجام المجتمعي، وتسد الفجوات بالمجتمع؛ فباجتماع السواعد نبني الوطن وبالمشاركة نتجاوز المحن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المشارکة المجتمعیة من خلال

إقرأ أيضاً:

حماة الوطن: الرئيس السيسي وضع ذوي الهمم في قلب أولويات الدولة

أكد اللواء سامح لطفي عضو هيئة المكتب بحزب حماة الوطن، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يضع ذوي الهمم في قلب أولويات الدولة، حيث يولي اهتمامًا كبيرًا بتحسين جودة حياتهم وتمكينهم في مختلف المجالات، ويكون تجسد هذا الاهتمام من خلال إطلاق مبادرات وبرامج تهدف إلى تعزيز حقوقهم وتوفير فرص متساوية لهم في التعليم والعمل والخدمات الصحية، والاهتمام بذوي الهمم يأتي ضمن رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، في خطوة تعكس تقدير المجتمع لدورهم وقدراتهم في بناء الوطن.

وأضاف “لطفي” خلال كلمته، أن المؤتمر العربي الدولي للعلوم الانسانية وبناء الانسان يستهدف تعزيز مفهوم العلوم الإنسانية ودورها في بناء الإنساء والمجتمع فضلا عن تأمين دعم الحكومة والمجتمع لتحقيق الأهداف المحددة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة وتفعيل دورهم في المجتمع، بالاضافة الي زيادة الوعي المجتمعي والهوية الوطنية وإستكشاف دور المؤسسات والمجتمع في تعزيز التماسك الإجتماعي وتسليط الضوء علي الموسيقي وتأثيرها علي الحالة النفسية.

وكانت مؤسسة المنجزين العرب برئاسة اللواء سامح لطفي عضو هيئة مكتب حزب حماة الوطن،  المؤتمر العربي الدولي للعلوم الانسانية وبناء الانسان بمركز التعليم المدنى بالجزيرة والتابع لوزارة الشباب والرياضة لمناقشة تعزيز مفهوم العلوم الإنسانية ودورها في بناء الإنسان والمجتمع.

وحضر المؤتمر الدكتورة جهاد ابراهيم عضو مجلس النواب السابق عن ذوي الهمم واللواء اركان حرب حافظ حسن نائب وزير التجارة والصناعة الاسبق و حاتم الروبي رئيس مجلس امناء مؤسسة سفراء  العمل التطوعي وشخصيات متميزة من الوطن العربي من البحرين وسوريا والكويت وسلطنة عمان والمغرب وفلسطين.

وشهدت الجلسة الأولي في المؤتمر  تسليط الضوء علي دعم ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق عرض السياسات الحكومية الحالية لدعم ذوي الهمم من جانب الدكتورة جهاد إبراهيم عضو مجلس النواب الأسبق عن ذوي الهمم، بمشاركة بسام الخوري الخبير في تطوير الوعي الذاتي.

وناقشت الجلسة الثانية بالمؤتمر موضوع بناء الهوية الوطنية التي سلط الضوء علي الفكر المتطرف وأثره علي الوطن من جانب اللواء المهندس حافظ محمود حسن، وشهدت الجلسة الثالثة تسليط الضوء علي الموسيقي وتأثيرها علي الحالة النفسية من جانب المايسترو إيمان جنيدي، لاسيما أن الجلسة الرابعة ناقشت دور المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في التوعية من جانب الدكتورة سميرة عبد العزيز المتخصصة في التنمية المستدامة.

وتطرقت الجلسة الخامسة لمناقشة طرق نشر الوعي في المجتمع لذوي الهمم وأليات لدعم ولي الأمر لمواجهة مشكلات الأطفال فضلا عن أهمية الحدود الإجتماعية بين ولي الأمر والطفل ودور التربية الإيجابية وأهمية التنشئة ومواجهة سلوكيات الأطفال، وتم تقديم نموذج وقصة واقعية لأحد الأبطال من ذوي الهمم من جانب محمد سيد عبد القادر المدرب والمحاضر والمتخصص في دعم ذوي القدرات الخاصة.

مقالات مشابهة

  • مركز شرطة المنامة الشامل يعزز مسؤوليته المجتمعية بالمشاركة في مهرجان ربيع المنامة بدورته السابعة
  • «تعليم مطروح»: تنظيم ورش عمل لتفعيل المشاركة المجتمعية في المدارس
  • ورش عمل لتفعيل المشاركة المجتمعية بالمدارس بمطروح
  • حزب العدل ينظم مائدة مستديرة عن تعزيز المشاركة المجتمعية
  • تتويج "أكاديمية ماليات" من بنك مسقط بجائزة "أفضل مبادرات المسؤولية الاجتماعية"
  • انعقاد ورشة متخصصة لمناقشة استثمار المؤسسات والشركات في تنمية المجتمع
  • "أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
  • هيئة المتاحف تنظم لقاءً مفتوحًا عن المتاحف والمشاركة المجتمعية
  • كنموذج للشراكة الفعالة: وحدة التدخلات المركزية.. ركيزة لتعزيز التنمية المستدامة وداعم رئيسي للمشاركة المجتمعية
  • حماة الوطن: الرئيس السيسي وضع ذوي الهمم في قلب أولويات الدولة