انحسار الخدمات وارتفاع الأسعار يضاعف معاناة المقيمين والنازحين بالجزيرة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بعد تطاول أمد الحرب انحسرت الخدمات في ولاية الجزيرة وساءت الاوضاع على النازحين والمقيمين على حد سواء.
التغيير: ود مدني: عبد الله برير
تشهد ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان والتي تضم غالبية النازحين من الحرب ندرة في الوقود مع إرتفاع أسعار السلع وتكرار قطوعات الماء والكهرباء.
وشهدت غالبية مدن ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، منذ أكثر من اسبوعين توقف محطات الوقود على العمل بسبب عدم تغذيتها إلا مطلع الأسبوع الحالي.
وتراصت السيارات أمام المحطات طيلة اسبوعين بلا جدوى في انتظار وصول الوقود في جو سرت فيه شائعات بزيادة تعرفة جالون البنزين.
وتسبب انقطاع الوقود في توقف المواصلات سعة 7 راكب ( أمجاد) والركشات مع التوفر الجزئي للجازولين لتعمل الحافلات كبديل لها.
وارتفعت تعرفة المواصلات على الرغم من عدم زيادة أسعار الجازولين، ووجد المواطنون انفسهم مضطرين لدفعها لعدم توفر البديل.
قطوعات طويلةويعاني سكان ود مدني من قطوعات طويله للتيار الكهربائي تصل لأيام وسط حرارة الاجواء.
وترتبط معظم محطات المياه بالتيار الكهربائي ويعمل عدد قليل منها بالطاقة الشمسية مما تسبب في قطوعات للماء دفعت الكثير من السكان والنازحين للبحث عن المياه في الأحياء المجاورة وشرائه احيانا.
ومع وجود العديد من النازحين في ود مدني تشكو الأسواق لا سيما في فصل الخريف من رداءة التصريف مما خلق ازدحاما كبيرا.
ويشكو سكان ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة من تراكم الأوساخ المتراكمة الأسواق والاحياء بسبب عدم إلتزام الجهات الصحية بالتخلص منها مما ينذر بالأمراض مع وجود الذباب والبعوض.
وتستضيف الكثير من البيوت في ولاية الجزيرة عددا من الأسر النازحة من الخرطوم بسبب الحرب مما ضاعف معاناة المقيمين.
كما يشكو القادمون من الخرطوم من ارتفاع اسعار المواد الغذائية والصابون والمنظفات وغيرها.
توقف الرواتبوتصادفت الظروف الحالية مع توقف رواتب الموظفين الذين لم يستلم بعضهم رواتبهم منذ 15 من ابريل الماضي.
و في السياق ارتفعت أسعار الايجارات وضاعفت المعاناة للنازحين الذين بدأوا في البحث عن السكن في القرى خارج المدينة والتي لم تكن اسعارها أقل كثيرا من الايجارات داخل مدينة ود مدني.
وفكر كثير من النازحين في العودة إلى الخرطوم ومواجهة الحرب بدلا من المعاناة التي يعيشونها حاليا.
وبخلاف إرتفاع الأسعار وسوء الخدمات يعاني المقيمون والنازحون بالجزيره من انتشار الشائعات ويعيشون في حاله هلا وتنتشر الاقاويل في مجالس المدينة والاسافير بقرب اقتحام قوات الدعم السريع لمدينة ود مدني.
وتساهم بعض الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما (فيسبوك) في نشر المعلومات المغلوطة أو تضخيم الأحداث مما جعل مواطن الجزيره بين سندان غلاء الأسعار وسوء الخدمات ومطرقة الشائعات.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين مدينة ود مدني ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين ولاية الجزيرة ولایة الجزیرة ود مدنی
إقرأ أيضاً:
فيديوهات جديدة توثق انتهاكات الجيش السوداني ضد مدنيين في ولاية الجزيرة
تبرز في هذه المقاطع مظاهر احتفال وسخرية من الجنود، تصاحب عمليات الاعتداء أو الاعتقال، وأحيانًا يشارك فيها مدنيون آخرون ممن كانوا متواجدين أثناء وقوع الانتهاكات.
الخرطوم: التغيير
تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو جديدة تُظهر استمرار الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني والمجموعات المتعاونة معه بحق مدنيين في ولاية الجزيرة، بزعم تعاونهم مع قوات الدعم السريع.
أحد الفيديوهات أظهر جنودًا وهم يعتدون بالضرب على أحد سكان الكنابي من العمال الزراعيين، متهمين إياه بالتعاون مع قوات الدعم السريع.
حصاد اليوم من الكنابي
لسا مليشيات كيكل شغالة تنكيل بالمواطنين pic.twitter.com/Z81NoxbnPf
— Bushra Ali (@Bushara_A_Ali) January 16, 2025
وفي مقطع آخر، ظهر جنود يجبرون عددًا من المدنيين على الصعود إلى مركبة عسكرية، بينما يصفونهم بـ”المتعاونين”.
وتبرز في هذه المقاطع مظاهر احتفال وسخرية من الجنود، تصاحب عمليات الاعتداء أو الاعتقال، وأحيانًا يشارك فيها مدنيون آخرون ممن كانوا متواجدين أثناء وقوع الانتهاكات.
الخمش المبارك ماشاءالله اهل قرية درويش جنوب الجزيرة لمو المتعاونين مع المليشيا بنفسهم
لا للتستر علي المتعاونين pic.twitter.com/OXLNjN0IeE
— Nore???????????????? (@A7udhiE6rn9kTbK) January 15, 2025
ومع استمرار النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في أبريل 2023، انتشرت تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق عديدة من السودان، بما في ذلك ولاية الجزيرة.
وشهدت ولاية الجزيرة مؤخرًا تصاعدًا في الانتهاكات بواسطة الجيش مع انسحاب قوات الدعم السريع إلى أطرافها وازدياد التوترات بين الأطراف المتصارعة.
سكان الكنابي، وهم عمال زراعيون من مجتمعات فقيرة، غالبًا ما يتعرضون للتمييز والتهميش، وأصبحوا هدفًا للاعتداءات من أطراف الصراع بحجة تعاونهم مع أحد الجانبين.
وتثير هذه الانتهاكات مخاوف متزايدة من استمرار استغلال الصراع لتصفية حسابات سياسية واجتماعية على حساب المدنيين.
وتُطالب منظمات حقوقية ودعاة السلام بفتح تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، بالإضافة إلى توفير حماية فورية للمدنيين المتضررين من النزاع.
الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الجيش السوداني انتهاكات الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة