أثار المغاربة إعجاب مغردين بهبتهم العفوية والسريعة لدعم ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد وخلف أكثر من 2600 قتيل ونحو 2500 مصاب.

وعند الكوارث الطبيعية لا يمكن للحكومات وحدها تلبية احتياجات المنكوبين دون دعم المبادرات الأهلية، وتظهر حينها مشاعر الوحدة والأخوة والانتماء.

وضرب المغاربة نموذجا مبهرا بتحركهم العفوي، الذي سبق حتى المؤسسات الخيرية والإغاثية، حيث توافد المئات إلى المحلات التجارية لشراء المواد الغذائية والأساسية بمختلف أنواعها، والتبرع بها للمتضررين من الزلزال.

واختلفت أشكال الدعم والمساعدة، كل حسب طاقته وقدرته، فإضافة لما قام به قطاع كبير من الشعب بشراء المواد الغذائية والأساسية والتبرع بها، شارك كثيرون في حملات التبرع بالدم، بينما سخر آخرون سياراتهم لإيصال المساعدات.

وتجاوز إبداع المغاربة في التضامن حد الدعم بالأغذية، من ذلك ما قام به الشاب المغربي علي الكراكبي، وهو مختص بالسيارات الكهربائية ومحطات الشحن، حيث اختار طريقة ذكية لمساعدة المتضررين.

فقد قام مع أصدقائه بإيصال الإنترنت إلى إحدى المناطق المتضررة من الزلزال عبر أقمار "سبيس إكس" وشبكة "ستارلينك"، وأكد في حديثه لبرنامج شبكات أن ذلك ساعد متضررين بالتواصل مع عائلتهم، كما وفر مصدرا للإنارة في تلك المنطقة.

إعجاب وتأثر

ورصد برنامج شبكات في حلقته بتاريخ (2023/9/11) جانبا من تعليقات مغردين على هذه الهبة الشعبية، ومن ذلك ما كتبته أرجوان "حبيت كيف متعاونين مع بعض ومتصبرين وأقوياء، الله يرحم اللي توفوا ويعوضهم خير يا رب".

في حين كتبت مريومة "والله إن المتاجر الكبرى بمراكش فارغة أدراجها لأن الناس اشتروا كل شيء وقدموه للجمعيات من أجل إيصالها للمتضررين نحمد الله ونشكره إنه بالمغرب يوجد تكافل اجتماعي وتضامن قوي بين مختلف الشرائح الاجتماعية".

وأبدت ليندا إعجابها بما اكتنف الجو العام من تآخ وتآزر عم ربوع المملكة من طنجة إلى الكويرة، واصفة إياه بأنه "نفير شعبي لمساعدة المنكوبين وتلبية لنداء الوطن".

أما محمد، فوجه رسالته للمغاربة وكتب "زلزال المغرب ليس فقط كارثة عظيمة ألمت بأمتنا بل هو أيضا فرصة لتقوية المغرب عن طريق معرفة الخلل في دواليب الدولة والبنيات التحتية وإصلاحه وزيادة التلاحم والتآزر بين المغاربة".

بينما غرد طارق متسائلا "علاش هاد (لماذا هذه) المحلات ميديرو (لا ينظمون) تخفيضات لمساعدة هذه الحملات الإنسانية وزيد (إضافة لـ) باقي الشركات كالاتصالات والمازوط وغيرهم.. المواطنة حتى على الشركات وليس فقط المواطنين".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"

شهد مركز مؤتمرات الأزهر الشريف انطلاق الندوة الدولية الأولى التي تنظمها الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، بعنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، تُعقد الندوة على مدار يومين، في الفترة من 15 إلى 16 ديسمبر الجاري، بمشاركة واسعة من العلماء والمفتين من مختلف دول العالم، إلى جانب نخبة من الوزراء وكبار رجال الدولة، بالإضافة إلى عدد من علماء الأزهر الشريف.

وتأتي هذه الندوة في وقت بالغ الأهمية، حيث تسعى دار الإفتاء المصرية من خلال هذا الحدث الدولي إلى تسليط الضوء على دَور الفتوى في تعزيز الأمن الفكري، ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. كما تهدُف الندوة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإفتائية والعلمية على مستوى العالم، وصياغة رؤى ومقترحات لتطوير منهجية الإفتاء بما يتلاءم مع التحديات المعاصرة.

ويشارك في الندوة مجموعة من العلماء البارزين من مختلف دول العالم الإسلامي، فضلًا عن حضور مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين من الدولة المصرية، مما يعكس أهمية الحدث في تعزيز الدور المحوري الذي تلعبه الفتوى في بناء المجتمعات المستقرة والمزدهرة.
يشار إلى أن الندوة تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها دار الإفتاء المصرية لنشر الفكر الوسطي، وتعزيز قيم الاعتدال والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان، بما يساهم في مكافحة الفكر المتطرف ويعزز من دور المؤسسات الدينية في نشر الأمن الفكري على مستوى العالم.

الإفتاء: الإسلام يدعوا لإسباغ الوضوء بلا إسراف

 وتهدُف الندوة إلى إبراز الدَّور المحوري للفتوى في تعزيز الأمن الفكري ومواجهة التحديات الفكرية الراهنة، بما يحقق الاستقرار المجتمعي والتنمية المستدامة. وسوف تشهد الندوة العديدَ من الفعاليات البارزة، التي تشمل ورش عمل نقاشية وجلستين عِلميتين بهدف معالجة أبرز القضايا الفكرية المعاصرة.

ويتصدَّر جدول الفعاليات كذلك ورشة عمل بعنوان: "التصدي للفتاوى العشوائية: نحو تفعيل دَور المؤسسات الإفتائية في مواجهة الفوضى المعاصرة"، التي ستناقش آليات التصدي للفتاوى غير المنضبطة وآثارها السلبية على استقرار المجتمعات. كما تتناول ورشة أخرى منهجية الرد الرشيد على الأسئلة الشائكة، مع التركيز على قضية الإلحاد كنموذج للتحديات الفكرية الراهنة.

كما ستشهد الندوة الدولية أيضًا إطلاق مركز الإمام الليث بن سعد لفتاوى التعايش، الذي يُعدُّ مبادرةً نوعيةً لتعزيز قِيَم التعايش السِّلمي بين مختلف الثقافات والأديان. وعلى هامش الندوة، سيتم عرض فيلم تسجيلي يوثق جهود المؤسسات الإفتائية في نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف، احتفاءً باليوم العالمي للإفتاء.

وفي تصريحاته بمناسبة انعقاد الندوة، قال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذه الندوة الدولية تؤكد اهتمام الدولة المصرية بتعزيز الفكر الوسطي ودعم المؤسسات الإفتائية في مواجهة التحديات الفكرية الراهنة. اليوم العالمي للإفتاء يُمثل فرصة حقيقية لتسليط الضوء على الدَّور الحيوي للفتوى في تحقيق الأمن الفكري والاجتماعي، خاصةً في ظلِّ انتشار الفتاوى العشوائية التي تُهدِّد استقرار المجتمعات".

وأضاف نجم: "اختيار موضوع الأمن الفكري كعنوان لهذه الندوة يعكس إدراكنا العميق لحجم التحديات الفكرية التي تواجه العالم اليوم. ونسعى من خلال هذه الفعالية إلى تفعيل دَور المؤسسات الإفتائية في نشر قِيَم الاعتدال والوسطية، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وهو ما يتجلَّى في إطلاق مركز الإمام الليث بن سعد لفتاوى التعايش خلال فعاليات الندوة".

واختتم تصريحاته قائلًا: "نأمل أن تُسهم هذه الندوة، التي تأتي بمناسبة اليوم العالم للإفتاء، في تقديم رؤًى علمية وعملية تدعم المؤسسات الإفتائية في أداء رسالتها، وتُرسخ قيم السلام والتعايش السلمي على المستويين المحلي والدولي."

تعكس هذه الندوة الدولية، التي تُقام تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدَّور الرياديَّ لمصر في تجديد الخطاب الديني وحماية الأمن الفكري، بما يُعزز قيم السلام والاعتدال عالميًّا، ويُرسخ رسالة الأزهر الشريف ودار الإفتاء في نشر قيم الوسطية والتعايش المشترك.

مقالات مشابهة

  • المفتي: وضع توصيات الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء حيِّز التنفيذ
  • المغرب يمدد استيراد القمح حتى نهاية أبريل 2025
  • خبير : تصريحات غالي منفصلة عن الواقع والتاريخ
  • الجيش السوداني: ارتفاع ضحايا الهجوم على الفاشر وتدمير مركبات عسكرية للدعم السريع
  • انطلاق دروس الدعم في عطلة الشتاء لهذه الفئة من التلاميذ
  • مؤسسة سلام وبناء تدشن دورة تدريبية لتحسين تعامل الطاقم الأمني مع ضحايا الابتزاز الإلكتروني
  • بيت الشعر في المغرب يسلم البحريني قاسم حداد جائزة الأركانة
  • شيخ الإسلام بتايلاند: الأمن الفكري حجر الأساس للوقاية من الأفكار المنحرفة
  • عرض فيلم تسجيلي عن إنجازات الدار وأمانة الإفتاء العالمية.. فيديو
  • انطلاق فعاليات الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"