جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@14:15:54 GMT

الركود التجاري في أسواقنا

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

الركود التجاري في أسواقنا

 

خالد بن سعد الشنفري

 

مُنذ بداية نهضتنا المُباركة الحديثة وسريان أنشطتنا التجارية والمالية المُواكبة لها وصدور القوانين المُنظِّمة لها، ونحن نسمع مبدأ "التجارة حُرّة في عُمان"، وتحت هذا المبدأ مورست التجارة المُستترة من وافدين وأخذت تنمو وتتغلغل وتتغول حتى باتت تتصدر مشهدنا التجاري.

ولذلك لا يستفيد من التجارة إلّا التاجر الحقيقي وهو الوافد الأجنبي، بينما الكفيل العُماني بمثابة الواجهة لهذا التاجر والذي يقتات عليه.

كلنا يعلم أنها بدأت بدكاكين صغيرة وما زالت تتنامى ومستمرة بيننا على ما يبدو إلى يوم الدين إذا لم نتعظ ونعمل من أجل الوطن، أو لو أبقينا على المصلحة الشخصية المتواضعة التي نحصل عليها، غير مُدركين أننا بمسلكنا هذا أصبحنا كالسوس ينخر في جسد الاقتصاد، خصوصا وأنَّ انعكاسات التجارة المستترة أخذت تظهر على أجيالنا المصطفة في طابور الباحثين عن عمل، والمليارات من أموالنا تُحوَّل شهريًا إلى الخارج من أناس يعيشون بين ظهرانينا دون أن نشعر بثرائهم من هذه التجارة.

أما عن جور الوكالات التجارية الحصرية التي حصرت بقوانين وضعناها بيد أشخاص من جلدتنا وعدم فتح باب المنافسة معهم، فإن أي استغراب منا يردون بالقول إنَّ التجارة في عُمان حرة!

من المعلوم أنه حتى في الحرية الشخصية للفرد هناك ضوابط وحدود؛ سواءً كانت وضعية أو عرفية أو أخلاقية على شاكلة أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، لكن في تجارتنا فلامناص لك إلّا الانصياع، وكأن تجارتنا حُرة بلا حدود. ألا يُفترض بنا بعد مضي نصف قرن من نهضتنا أن نُعيد التفكير في هذه المُسلّمات التي أصبحت تشكل سدودًا منيعة في هذا الجانب! ألا يتطلب الأمر من الجهات المعنية والمسؤولين مراجعة هذا الأمر بهدف إعادة تنظيم هذه التجارة واستحداث أُطر وتنظيمات وقوانين تتناسب مع المرحلة الجديدة، على أن نُراعي فيها التطورات الطبيعية لأي نشاط بشري وللحد من هذا التغول، وكل ذلك بطبيعة الحال لن يفسد مبدأ حرية التجارة.

لنكن أكثر وضوحًا وتحديدًا ونتساءل عن المستفيد من السماح بممارسة الأجنبي لنشاط تجاري مُعين مقابل 600 ريال فقط، كي يحصل على لقب "مستثمر أجنبي" وإقامة بل ومنحه القدرة على إصدار مأذونيات، بينما كان هذا الأمر في السابق مقتصرًا على المستثمر الذي يملك نشاطًا اقتصاديًا برأس مال 150 ألف ريال عُماني ثم جرى تخفيضه إلى 3000 ريال وأخيرًا كما ذكرنا 600 ريال!

كنتيجة حتمية لكل ما ذكرناه أعلاه، بدأنا نلحظ نوعًا معينًا من الأنشطة التجارية لكل هذه الفئات تنتشر في كل شارع أو زاوية في مدننا كالنباتات العشوائية؛ مثل: محلات حلاقة وخياطة ومقاهٍ ومطاعم (نصف كم) أو بقالات، لمجرد التحايل للسماح له ببائع غير عُماني فيها، وكل ذلك في شارع واحد محدود وفي منطقة محدودة حتى وسط تجمعاتنا السكنية، بينما هذه التصاريح والتراخيص حسبما نعرفه في معظم مدن العالم تُقنن ولا تتم الموافقة عليها إلّا مع وجود مسافات بينها، ولا تُترك على علاتها وعلى كيف أصحابها!

ماذا نتوقع من هذه العشوائية بعد كل ذلك سوى تعثر هذه الأنشطة والمحلات أو المؤسسات لزيادة العرض غير المقنن على الطلب، وأن يشتكي الجميع بعد ذلك من الكساد التجاري وضعفه، بينما نحن أنفسنا تسببنا في ذلك وتركناه يحدث أمام سمع وبصر مؤسساتنا المعنية بالتراخيص والتصاريح لكل هؤلاء، ويفقد بالتالي المستثمر العُماني الحقيقي نشاطه التجاري في كل هذه المعمعة التي لارقيب عليها ينظم أنشطتها والمنافسة بينها. وللأسف الشديد انتشرت هذه العدوى حتى إلى المراكز التجارية الكبرى.

ألا يُفترض أن تكون هناك جهات رسمية مسؤولة عن ذلك وتراعي هذه الضوابط التنظيمية البسيطة لتجنيب الجميع مساوئ التخبط.

أين نحن من كل ذلك لتكون لدينا تجارة ومحلات مرنة في أدائها ومُربحة ولو بأقل تقدير، عوضًا عن الكساد الحالي وما نتج أو سينتج عنه لا محالة ليس خسارة للمشروع وحسب لكن أيضًا عدم قدرة صاحب المحل على دفع إيجار المحل وأحيانا إيجار سكن صاحب المحل، وهكذا ستكون هناك بالتبعية سلسلة من الإخفاقات والديون على كل حلقات هذه السلسة.

ألا يستدعي كل ذلك وقفة وتدخل الجهات المسؤولة عن كل هذه العملية التي لها علاقة مباشرة بالتصاريح والتراخيص، أم نترك الحبل على الغارب من منطلق التجارة الحرة؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

توسّع للعلامة التجاريّة اليابانية الفاخرة “ياتسودوكي” في دبي

في إطار تعزيز توسّع المنتجات اليابانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، افتتحت اليوم شركة شاتوريز بريميوم فرعاً جديداً لعلامتها التجارية الشهيرة المتخصصة في صناعة الحلويات اليابانية الراقية “ياتسودوكي” في مردف سيتي سنتر في إمارة دبي، وهو الفرع الثالث في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحضر الافتتاح كلاً من سعادة جون إيمانيشي، قنصل عام اليابان في دبي والإمارات الشمالية و سعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي ورئيس اندكس القابضة، والسيد نوبويوكي ناكاجيما، مديرعام منظمة التجارة الخارجية اليابانية والمهندس أنس المدني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لاندكس القابضة، والسيدة مايا توكوه، نائب القنصل والمستشار الزراعي في القنصلية العامة لليابان في دبي؛ والسيد تاكاشي موجي، ممثل منظمة التجارة الخارجية اليابانية؛ والسيد شوتارو واتانابي، المدير العام لشركة تشاتريز؛ والسيد توني الزغبي، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربيّة؛ والدكتور مجد ناجي، مؤسس عيادات ليبرتي لطب الأسنان؛ والسيدة أياكو أوجينو، رئيسة الشؤون الثقافية والعلاقات العامة في سفارة اليابان في الإمارات؛ والسيد هشام معروف، مدير قسم التأجير في مجموعة ماجد الفطيم العقارية تأكيداً على عمق العلاقة الإماراتية واليابانية وخاصّة في مجال الاستثمار.
وتعتبر دولة الإمارات الشريك الاستراتيجي الأبرز لليابان، حيث يوجد العديد من المشاريع اليابانية البارزة في دولة الإمارات، و يقيم فيها أكثر من 4000 مواطن ياباني، مما يجعلها أكبر جالية يابانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. علاوةً على ذلك، تُسهم أكثر من 400 شركة يابانية في تعزيز النشاط الاقتصادي في الإمارات، مما يعكس التزام كلا البلدين بتطوير شراكة مستدامة ومثمرة.
ويشار إلى أنّ دولة الإمارات تستورد الحصّة الأعلى من الواردات من اليابان، والتي تتركز في السيارات والأجهزة الإلكترونية والآلات والنسيج، وتتركز صادراتها إلى اليابان في البترول الخام والغاز الطبيعي، إضافة إلى الألمنيوم بمختلف أشكاله، وتشكل المنتجات البترولية النسبة الأعلى من صادرات الإمارات إلى اليابان، كما تعد الإمارات ثاني أكبر مورد للبترول الخام من حيث الكمية لليابان.
وقال يوجي فورويا الرئيس التنفيذي لشاتوريز بريميوم ياتسودوكي- اليابان:” إنه لمن دواعي سرورنا أن نعلن عن الافتتاح الكبير لمتجرنا رقم 1030 على مستوى العالم، والذي يشكل إنجازاً جديداً يضاف إلى مسيرتنا الحافلة بالتميز. هذا الموقع الجديد هو المتجر رقم 180 دولياً، ويتميز بكونه الثالث في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
إلى ذلك، تشتهر الحلويات اليابانية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمطبخ الياباني بجودتها العالية وطعمها الفريد. وتتميز منتجات “ياتسودوكي” بلذّتها بفضل استخدام أفضل المكونات الطبيعية المستوردة من اليابان. حيث يُستخدم الحليب الطازج يومياً مباشرة من المزارع، ويتم استخدامه فوراً في إنتاج الحلويات.
ويضمن هذا الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة تقديم أفضل نكهات الحليب الطبيعية ومكونات فريدة في كل قطعة من حلويات “ياتسودوكي”.
ومن جانبه، أكد المهندس أنس المدني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لاندكس القابضة، على أهمية تطوير الشراكة الاقتصادية قائلاً: “يأتي هذا الافتتاح كتتويج للنجاحات المتواصلة التي حققتها فروعنا السابقة في دبي والشارقة، والتي شهدت إقبالاً استثنائياً، مما يؤكد على الشعبية المتزايدة للمنتجات اليابانية الفريدة من نوعها في المنطقة لذا نستمر بتوفير منتجات غذائيّة مبتكرة ولذيذة ومستمدة من مصادر طبيعية نادرة لا تُوجد إلا في اليابان لأن الجودة العالية التي نلتزم بها تشكل جزءاً لا يتجزأ من هويتنا.”
وأضاف: “لقد اخترنا الشراكة مع اليابان لأنها تعد رمزاً للإبداع والتفرد في عالم المنتجات، حيث تجمعنا علاقة استراتيجية قوية مبنية على الثقة والابتكار المشترك، إن التعاون الوثيق بيننا وبين الشركاء اليابانيين يعزز رؤيتنا في تقديم منتجات تتماشى مع أعلى المعايير العالمية من حيث الجودة والابتكار، ويمثل افتتاح هذا الفرع الجديد خطوة هامة نحو تحقيق المزيد من النجاحات.”
وبلغ حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 2024، نحو 75.8 مليار درهم (20.65 مليار دولار)، مقارنة مع 71.9 مليار درهم (19.6 مليار دولار) للفترة ذاتها من العام 2023، وبنمو نسبته 5.4%، وفقاً لإحصاءات هيئة التجارة الخارجية اليابانية “جيترو”
وأظهرت إحصاءات الهيئة ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين خلال شهر مايو الماضي بنسبة 22%، لتصل إلى 14.75 مليار درهم (4.02 مليار دولار)، مقارنة مع 11.8 مليار درهم (3.29 مليار دولار) للشهر ذاته من 2023.
علاوة على ذلك، يعكس تزايد الطلب على الحلويات اليابانية في دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمام المستهلكين المتزايد بهذه المنتجات المتميزة وتسعى “ياتسودوكي” إلى تقديم فن صناعة الحلويات اليابانية الراقية، مما يبرز عمق الروابط الثقافية بين اليابان والإمارات وهذا التوسع يعكس الشهرة الواسعة التي حققتها المأكولات اليابانية، التي أصبحت جزءاً من تجربة النكهات المتنوعة التي تميز السوق الإماراتي.
قال السيد نوبويوكي ناكاجيما، المدير الإداري لشركة جيترو (دبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا): “نحن في شركة شاتوريز بريميوم ياتسودوكي في اليابان فخورون لأننا استطعنا افتتاح متجرنا الجديد في سيتي سنتر مردف، وهو موقع مألوف لدى زبائننا المحليين، مما يعد فرصة مميزة لتعزيز وجودنا وحضورنا في هذا المجتمع”.


مقالات مشابهة

  • الزيودي: الإمارات حريصة على تعزيز التعاون التجاري الإقليمي والدولي
  • العرابي : تشكيل مركز التحكيم التجاري في دمياط
  • الزيودي: الإمارات حريصة على توسيع الشراكات والتعاون التجاري إقليمياً ودولياً
  • سوريا تستضيف المعرض التجاري للمنطقة الحرة  لتحفيز الاقتصاد العربي
  • توسّع للعلامة التجاريّة اليابانية الفاخرة “ياتسودوكي” في دبي
  • مصر وسوريا تستضيفان النسختين الأولى والثانية للمعرض التجاري العربي لدول منطقة التجارة الحرة
  • قطارات الاتحاد” تكشف هويتها المؤسسية الجديدة التي تشمل تحديث اسمها وشعارها التجاري ورؤيتها الإستراتيجية
  • البنوك الوطنية تضخ 30 مليار درهم تمويلات للقطاعين التجاري والصناعي خلال النصف الأول
  • الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد
  • «إمباور» تتسلّم «غينيس» لتبريد مشروع الخليج التجاري