الركود التجاري في أسواقنا
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
خالد بن سعد الشنفري
مُنذ بداية نهضتنا المُباركة الحديثة وسريان أنشطتنا التجارية والمالية المُواكبة لها وصدور القوانين المُنظِّمة لها، ونحن نسمع مبدأ "التجارة حُرّة في عُمان"، وتحت هذا المبدأ مورست التجارة المُستترة من وافدين وأخذت تنمو وتتغلغل وتتغول حتى باتت تتصدر مشهدنا التجاري.
ولذلك لا يستفيد من التجارة إلّا التاجر الحقيقي وهو الوافد الأجنبي، بينما الكفيل العُماني بمثابة الواجهة لهذا التاجر والذي يقتات عليه.
أما عن جور الوكالات التجارية الحصرية التي حصرت بقوانين وضعناها بيد أشخاص من جلدتنا وعدم فتح باب المنافسة معهم، فإن أي استغراب منا يردون بالقول إنَّ التجارة في عُمان حرة!
من المعلوم أنه حتى في الحرية الشخصية للفرد هناك ضوابط وحدود؛ سواءً كانت وضعية أو عرفية أو أخلاقية على شاكلة أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، لكن في تجارتنا فلامناص لك إلّا الانصياع، وكأن تجارتنا حُرة بلا حدود. ألا يُفترض بنا بعد مضي نصف قرن من نهضتنا أن نُعيد التفكير في هذه المُسلّمات التي أصبحت تشكل سدودًا منيعة في هذا الجانب! ألا يتطلب الأمر من الجهات المعنية والمسؤولين مراجعة هذا الأمر بهدف إعادة تنظيم هذه التجارة واستحداث أُطر وتنظيمات وقوانين تتناسب مع المرحلة الجديدة، على أن نُراعي فيها التطورات الطبيعية لأي نشاط بشري وللحد من هذا التغول، وكل ذلك بطبيعة الحال لن يفسد مبدأ حرية التجارة.
لنكن أكثر وضوحًا وتحديدًا ونتساءل عن المستفيد من السماح بممارسة الأجنبي لنشاط تجاري مُعين مقابل 600 ريال فقط، كي يحصل على لقب "مستثمر أجنبي" وإقامة بل ومنحه القدرة على إصدار مأذونيات، بينما كان هذا الأمر في السابق مقتصرًا على المستثمر الذي يملك نشاطًا اقتصاديًا برأس مال 150 ألف ريال عُماني ثم جرى تخفيضه إلى 3000 ريال وأخيرًا كما ذكرنا 600 ريال!
كنتيجة حتمية لكل ما ذكرناه أعلاه، بدأنا نلحظ نوعًا معينًا من الأنشطة التجارية لكل هذه الفئات تنتشر في كل شارع أو زاوية في مدننا كالنباتات العشوائية؛ مثل: محلات حلاقة وخياطة ومقاهٍ ومطاعم (نصف كم) أو بقالات، لمجرد التحايل للسماح له ببائع غير عُماني فيها، وكل ذلك في شارع واحد محدود وفي منطقة محدودة حتى وسط تجمعاتنا السكنية، بينما هذه التصاريح والتراخيص حسبما نعرفه في معظم مدن العالم تُقنن ولا تتم الموافقة عليها إلّا مع وجود مسافات بينها، ولا تُترك على علاتها وعلى كيف أصحابها!
ماذا نتوقع من هذه العشوائية بعد كل ذلك سوى تعثر هذه الأنشطة والمحلات أو المؤسسات لزيادة العرض غير المقنن على الطلب، وأن يشتكي الجميع بعد ذلك من الكساد التجاري وضعفه، بينما نحن أنفسنا تسببنا في ذلك وتركناه يحدث أمام سمع وبصر مؤسساتنا المعنية بالتراخيص والتصاريح لكل هؤلاء، ويفقد بالتالي المستثمر العُماني الحقيقي نشاطه التجاري في كل هذه المعمعة التي لارقيب عليها ينظم أنشطتها والمنافسة بينها. وللأسف الشديد انتشرت هذه العدوى حتى إلى المراكز التجارية الكبرى.
ألا يُفترض أن تكون هناك جهات رسمية مسؤولة عن ذلك وتراعي هذه الضوابط التنظيمية البسيطة لتجنيب الجميع مساوئ التخبط.
أين نحن من كل ذلك لتكون لدينا تجارة ومحلات مرنة في أدائها ومُربحة ولو بأقل تقدير، عوضًا عن الكساد الحالي وما نتج أو سينتج عنه لا محالة ليس خسارة للمشروع وحسب لكن أيضًا عدم قدرة صاحب المحل على دفع إيجار المحل وأحيانا إيجار سكن صاحب المحل، وهكذا ستكون هناك بالتبعية سلسلة من الإخفاقات والديون على كل حلقات هذه السلسة.
ألا يستدعي كل ذلك وقفة وتدخل الجهات المسؤولة عن كل هذه العملية التي لها علاقة مباشرة بالتصاريح والتراخيص، أم نترك الحبل على الغارب من منطلق التجارة الحرة؟!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعاون جديد بين مصر وباكستان لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري
بحث أيمن العشري رئيس الغرفة التجارية للقاهرة مع عامر شوكت سفير باكستان بالقاهرة سبل تعاون جديدة لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري المشترك.
جاء ذلك اليوم الأحد خلال زيارة السفير الباكستاني وأسد خان، الملحق التجاري والاستثماري و ديانا الشعار، سكرتيرة السفير لغرفة القاهرة.
وأكد أيمن العشري إن العلاقات المصرية الباكستانية قوية وهناك فرصة كبيرة أمام الجانبين لتنمية هذه العلاقات في ظل الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في مصر والتي يمكن للجانب الباكستاني الاستفادة منها .
واستعرض رئيس غرفة القاهرة الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة السياسية المصرية علي رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمستثمرين والاستثمار وتوطين الصناعات المختلفة وهو ما يتيح فرص تجارية واستثمارية كبيرة ومتنوعة بالسوق المصري، وهذا ما يجب أن يتم التعاون من خلاله بين مجتمع الأعمال المصري والباكستاني بالشراكات الاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خاصة إن غرفة القاهرة تمثل أكثر من 630 ألف في القطاعات المختلفة " الاستثمارية والصناعية والتجارية والخدمية".
وتابع "العشري": الحكومة المصرية تقوم بجهود كبيرة لدعم الاستثمار والصناعة وهناك توسع كبير وغير مسبوق في البنية التحتية المصرية وحوافز كبيرة للصُناع والمستثمرين من أجل التوسع في الاستثمارات والصناعة وضخ استثمارات جديدة بهما للاستفادة من السوق المصري الكبير، كما إن مصر هي بوابة مهمة لأسواق كثيرة عربيًا وإفريقيًا وعالميًا.
وشدد "العشري" علي إن القيادة السياسية المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لملف التصدير في مصر، وهو ما يجعلنا نعمل بقوة من أجل تحقيق توجهات الدولة في هذا الملف الهام؛ ولذلك هناك دعم كبير من الدولة للصناعات المختلفة لتوطينها ورفع معدلات الإنتاج والتوسع بها من خلال إجراءات وحوافز غير مسبوقة، ومن هنا تعاون مجتمع الأعمال في البلدين لزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري والصناعي خطوة مهمة لدعم اقتصاد البلدين.
ودعا رئيس غرفة القاهرة الشركات الباكستانية من خلال السفارة الباكستانية إلى أهمية الاستفادة من الفرص الاستثمارية في السوق المصري وتوسيع استثماراتها وضخ استثمارات جديدة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات وأهمية وجود بيانات حقيقية عن الفرص الاستثمارية والسلع المتاحة في سوقي البلدين.
وأكد "العشري" علي أهمية تعميم أي لقاءات تنظمها السفارة علي الشُعب التجارية المختلفة في الغرفة لبحث زيادة التعاون مع الجانب الباكستاني بشكل موسع.
من جانبه أعرب السفير الباكستاني عن سعادته بهذه الزيارة وأنها تعد أول زيارة بعد توليه مهمة السفارة منذ ثلاثة أسابيع فقط، موجهًا شكره لرئيس غرفة القاهرة علي هذا اللقاء الذي يرغب من خلاله التوسع في العلاقات التجارية والاستثمارية المصرية الباكستانية؛ حيث إن هناك فرص كبيرة بين البلدين لتنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وقال السفير الباكستاني إن مصر تقوم بدور هام جدًا في المنطقة ونحن حريصون علي التواجد في مصر وتوطيد العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة، مؤكدًا علي أهمية زيادة التواصل بين السفارة وغرفة القاهرة في الفترة القادمة لبحث سبل التعاون التجاري والاستثماري المشترك وهو ما اتفق عليه الطرفين خلال اللقاء.
عقد لقاءات ثنائية بين شركات باكستانية ومصرية يوم 16 أبريل
وقال أسد خان، الملحق التجاري والاستثماري إن السفارة تقوم بالترتيب حاليًا لتنظيم لقاء بالقاهرة والمقرر له يوم 16 من إبريل الجاري بين الشركات الباكستانية والمصرية وعقد لقاءات ثنائية لبحث سبل التعاون في الفترة القادمة، وسيتم دعوة غرفة القاهرة للمشاركة به حيث سيتم مد الغرفة بكافة التفاصيل للمشاركة من خلال أنشطتها المختلفة .
وقال الملحق التجاري إن باكستان أنشأت هيئة خاصة هدفها الاهتمام وتنمية ملف الاستثمار والتجارة، وتسعي هذه الهيئة لتقديم تسهيلات استثمارية وتجارية عن طريق الحكومة الباكستانية