ندوة تسلط الضوء على مكانة ولاية إزكي التاريخية والعلمية والأدبية وسبر أغوارها المتجذرة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
ضمن سلسلة ندوات المدن العمانية التي يقيمها المنتدى الأدبي -يدرس الباحثون من خلالها جغرافية الولاية وتاريخها وأعلامها وتسليط الضوء على ملامح النهضة العمانية المتجددة وموضوعات ثقافية تتصل بمفردات الثقافة العمانية، ويهدف من خلالها إلى إبراز الهُوية وتعريف المجتمع المحلي والخارجي- تأتي ندوة إزكي عبر التاريخ لما تتمتع به من مقومات طبيعية وتاريخية وحضارية وبشرية، حيث تجمع بين جنباتها السهل والجبل وتحتضن مواقع أثرية عريقة وتزخر بكفاءات أدبية وعلمية ذاع صيتها داخليا وخارجيا.
تقام الندوة التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة في المنتدى الأدبي وبالتعاون مع مكتب والي إزكي ومركز إزكي الثقافي ونادي إزكي على مدى يومين متتاليين بقاعة إزكي العامة، تضم أربع جلسات استعراضية، وقد رعى افتتاحها معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية صباح اليوم.
وفي كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب التي ألقاها خميس بن راشد العدوي (مستشار الدراسات الحضارية) تحدث عن أهمية مثل هذه الندوات بصفة عامة وأهمية ولاية إزكي بصفة خاصة، كما ألقى سعادة الشيخ سلطان بن هلال العلوي والي إزكي رئيس اللجنة الرئيسية للندوة كلمة استعرض فيها الجهود الكبيرة التي بذلت في الإعداد والتحضير لندوة ازكي عبر التاريخ.
وقُدم خلال الحفل عرض مرئي عن ولاية إزكي وأهميتها ومكانتها التاريخية ومسمياتها قديما وحديثا وأهم القرى والمعالم الأثرية والتاريخية إضافة إلى أبرز علمائها وأدبائها وقادتها على مر العصور، وما حظيت به من منجزات ومشاريع تنموية. كما ألقى الشاعر هشام بن ناصر الصقري قصيدة شعرية عن ولاية إزكي وأهميتها وتاريخها العريق والمنجزات التي تحققت فيها خلال العصر الحديث. وإلى جانبهم قدم عضو مجلس الشورى ممثل ولاية إزكي سعادة يونس بن علي المنذري «إضاءات أزكوية» استعرض من خلالها أهمية ولاية إزكي قديما وحديثا، متطرقا إلى مكانتها وتاريخها العريق وأهم علمائها وأدبائها وآثارها وأفلاجها، وغيرها من الجوانب المتعلقة بالولاية.
وضمت الندوة في اليوم الأول 6 أوراق عمل بحثية توزعت على جلستين قدمها عدد من الباحثين المعاصرين لتاريخ ولاية إزكي، حيث تضمنت الجلسة الأولى 3 أوراق عمل أدارها الدكتور أحمد بن عبدالله العزيزي، حيث قدمت الورقة الأولى الباحثة بدرية بنت حمود العامرية بعنوان (جغرافية ولاية إزكي..عبق المكان) والورقة الثانية بعنوان (إزكي في العصور القديمة) قدمها الدكتور نائل حنون عليوي، أما الورقة الثالثة فهي بعنوان (مكانة إزكي التاريخية والسياسية) قدمها الدكتور إسماعيل بن صالح الأغبري. فيما أدار الجلسة الثانية الدكتور ماجد بن سالم الرقيشي، وقد تضمنت ثلاث أوراق، جاءت الأولى بعنوان (إزكي في الفترة من 1624م وحتى 1749م) قدمها الدكتور أحمد بن حميد التوبي، فيما قدم الدكتور محمد بن حمد الشعيلي الورقة الثانية بعنوان (إزكي في المصادر البريطانية )، أما الورقة الثالثة فقدمها الدكتور سالم بن حمد النبهاني بعنوان (الأوضاع السياسية بإزكي في الفترة من 1920م وحتى 1960م). وأقيمت اليوم -اليوم الثاني للندوة- الجلسة الثالثة التي أدارها يوسف بن ياسر العزري وكانت الورقة الأولى للباحثة رحمة بنت سيف العزرية بعنوان (مقومات ولاية إزكي في تحقيق رؤية 2040م)، فيما قدم الورقة الثانية الدكتور حميد بن سيف النوفلي بعنوان (الأوضاع الاقتصادية لولاية إزكي عبر التاريخ) وقدم الورقة الثالثة التي تحمل عنوان (المعالم السياحية والآثار التاريخية بولاية إزكي) الدكتور مسعود بن سعيد الحضرمي، واختتمت أوراق الندوة بالجلسة الرابعة التي أدارها بدر بن سعد العامري، وقدم الورقة الأولى الدكتور يوسف بن إبراهيم السرحني بعنوان (المدرسة الأزكوية تاريخ ورسالة) وقدم الورقة الثانية الدكتور زاهر بن مرهون الداودي بعنوان (الموروث الثقافي في ولاية إزكي)، أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان (الحياة العلمية والأدبية) قدمها الباحث الشيخ سعيد بن ناصر الناعبي.
وعلى هامش الندوة أقيم معرض مصاحب ضم وثائق ومخطوطات قديمة عن ولاية إزكي بمشاركة عدد من المؤسسات والأفراد.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حتى لا تموت الأحلام.. هاك القلم وإليك الورقة.. اكتب "إبداعك"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عاودتني حكاية ذكرى قصيدتي الأولى، ونحن نتناقش في إعداد عددًا خاصًا عن المبدعين من الشباب من خلال فتح الصفحات لهم لعرض أعمالهم وتقييمها من جانب النقاد.. وهذه فرصة لو تعلمون عظيمة.. فلسنوات بحثت عنها وحينما وجدتها كانت "مشطورة".. وإليكم الحكاية:
امتهنت العديد من الوظائف قبل التحاقي بالصحافة، لأنه لم يكن لدي رفاهية "التدريب دون مقابل" فكنت أبحث عن عمل يدر دخلًا لي ومعه لا أتخل عن حلمي.
في آخر كل يوم، كنت أجلس على مقهى "صديقي إيهاب" أنثر أوراقي وأمارس هوايتي في الكتابة، وتعاطف معي "صديقي" فأخبرني أن هناك صحفي كبير يأت ليلًا إلى المقهى وطلب مني بعض الأعمال لعرضها عليه.
في اليوم التالي انتظرت أنا وإيهاب، الصحفي الكبير الذي كان يجلس دون أن ينبس ببنت شفاه، يحتسي قهوته ويعانق أرجيلته ثم ينصرف.
أعطيت "إيهاب" قصيدة كنت كتبتها عن منتظر الزيدي في واقعة "الحذاء التاريخي" وكانت بعنوان "سقط الطاغية"..
سار "إيهاب" على أصابعه لكيلا يُحدث ضجيجًا حتى وصل إلى هذا الصحفي الكبير، لم أسمع ما قاله "إيهاب" له، إلا أنه استدعاني بلهفة، فذهبت مسرعًا وإذ به يمسك "قصيدتي" بإصبعيه من أعلاها كمن يمسك "منديلًا أفرغ فيه مخاط أنفه"، ثم تكلم دون أن أرى شفتيه تتحرك "قصيدة معقولة هنشر لك نصها"، ومزق الورقة شطرين،.. بانفعال قلت له: ما ينفعش يا أستاذ ولا ينفع تقطع الورق.. يبقى حضرتك ما قريتهاش.. " أومأ لي إيهاب بعينه وشفتيه.. لكني جذبت منه الورق وانصرفت.. وقررت من لحظتها أن أوزع حرفي على المارة مجانًا وألا أعطيه لمن لا يقرأ ولا يحترم الحرف ولا هؤلاء" المنتفخون" زيفًا.
في كل حياتي وببركة رضا أبي وأمي يحدث لي مواقف لا يمكن لعقلي استيعابها بعضها أٌفصح عنه وبعضها أخشى فيه الإفصاح، فتزول عني البركة.
بعد سنوات دخلت مجال الصحافة وتباريت مع من أغلقوا في وجهي الأبواب، ودخلت معهم في سباقات كثيرة فزت فيها بحرفي، وكنت أطأطأ رأسي شكرا وأمنع نفسي من الغرور، كلما جمعني لقاء بمن قالوا لي إن الحلم بعيد المنال.. وها أنا ذا من كان بلا حيلة.. جعله الله "واسع الحيلة".. يعجز لسانه عن شكر الله.. ويدس في أوراقه الكثير من الخبايا والعطايا التي كانت في الروح والمداد والمدد.. يترك الدنيا ويطوف حول أمه فما أقسمت على الله في شئ إلا وأبره".
أعود إليكم إلى إحدى الوقائع التي كان بطلها" الصدفة"إذ جاءتني عدة مقالات لمراجعتها لبعض أقطاب المهنة، لم يكن من طبعي استبعاد شئ حتى حينما كنت في الديسك، لم أكن استبعد موضوع لزميل بل كنت أعيد صياغة موضوعات برمتها واختيار عنوان مناسب لها وأبتهج لفرحة زملائي بصدى موضوعاتهم، من بين تلك المقالات كان إحداها مكتوبًا بلغة ركيكة، وبه أخطاء كثيرة وحينما وقعت عيني على كاتبه.. اندهشت.. فقد كان كاتب المقال هو نفسه "صحفي المقهى والقصيدة"، فحضرني الغضب وهممت باستبعاد المقال انتقامًا لإفساده "أولويات العسل"، لكني تراجعت وحمدت الله الذي منحني الحرف دون حول لي ولا قوة، وراجعت المقال بل صغته كأفضل ما يكون وأرسلته للنشر.
لأجل ما ذكرت وغيره، مثلي يُقدر تلك الفرصة التي تمنحها "البوابة نيوز" للمبدعين لنشر أعمالهم على صفحاتها وعرضها على "النقاد"، فتلك ما يُقال عنها: الصدفة المُقدَّسة التي تأتيك بأحلام، تظنها عصيَّة على التحقيق، لكن للأقدار حكايات..
أظن أن ما كان أعلاه يوضح أنني حينما أكتب لا أكتب إلا عن حب وبحب.. فما كان لي من حرف ليس عن علم وإنما هو هبة ومنحة من الله.. وجب معها الشكر لله ولمن يسر لي السطر دون قيد.. وربما يفسر للبعض سر حبي وتقديري وكتابتي الدائمة عن "عبد الرحيم علي"، لأن أحدهم مزق لي أوراقي، ومنحني هو صفحات.. ليس هذا فحسب لكنه جذب من لا وسطة له من آخر الصف ليجلسه بجواره "في وسط صحفي وإعلامي أنتم أدرى به من غيركم".