في أول زيارة علنية للسعودية.. وفد إسرائيلي يحضر مؤتمرا دوليا بالرياض
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
وتأتي الزيارة على وقع تقارير تفيد عن مباحثات تجريها الولايات المتحدة بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين
شارك وفد إسرائيلي اليوم الإثنين (11 سبتمبر/ أيلول) في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) يُعقد في الرياض، في أول زيارة علنية إلى المملكة التي لا تربطها بالدولة العبرية علاقات دبلوماسية.
ووصل الوفد المكوّن من خمسة أفراد الأحد إلى الرياض عبر دبي، على ما أفاد مسؤول إسرائيلي وكالة فرانس برس، للمشاركة في اجتماعات اليونسكو لتحديث قائمتها للتراث العالمي للمواقع الثقافية والتاريخية. وشاهد مراسل فرانس برس أعضاء الوفد يجلسون في قاعة الاجتماع في برج الفيصلية، وعلى الطاولة أمامهم لوحة كُتب عليها "إسرائيل" بالانكليزية.
وأثارت اللوحة فضول وأنظار الشباب السعوديين المشاركين في تنظيم المؤتمر الذي يتوقع أن يقرّ إدراج أكثر من خمسين موقعاً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
كما قال شاهد عيان لرويترز إن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين شوهدوا وهم يجلسون على المقاعد المخصصة لإسرائيل في الدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو. وأحجم المسؤولون عن التعليق عندما اتصلت بهم رويترز.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن الوفد يضم نائب مدير عام وزارة الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ومندوب إسرائيل لدى المنظمات الدولية في باريس.
وقال مسؤول إسرائيلي في الرياض طلب عدم الكشف عن اسمه "نحن مسرورون بوجودنا في الرياض. إنها خطوة أولى جيدة"، مضيفًا "نشكر اليونسكو والسلطات السعودية". وقال المسؤول الإسرائيلي إنّ الزيارة "جيدة للغاية ... لقد عاملَنا (السعوديون) بشكل جيد جدا".
وأكد المسؤول أن أعضاء الوفد الخمسة حصلوا على تأشيرات دخول المملكة عبر المنظمة الدولية، وقد وصلوا الأحد في رحلة من مطار دبي في الإمارات المجاورة، علمًا أنه لا توجد رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل والسعودية. وأوضح أن الوفد سيبقى في السعودية "طوال فترة انعقاد المؤتمر" الذي يستمرّ حتى 25 أيلول/سبتمبر.
وتأتي الزيارة على وقع تقارير تفيد عن مباحثات تجريها الولايات المتحدة بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين.
وصل الوفد الإسرائيلي المكوّن من خمسة أفراد الأحد إلى الرياض عبر دبي
وتؤكد السعودية منذ أعوام طويلة أن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل واعترافها بها يتوقف على تطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين. ولم تنضم المملكة إلى اتفاقيات أبراهام المبرمة عام 2020 والتي توسطت فيها الولايات المتحدة وأقامت بموجبها إسرائيل علاقات مع جارتي المملكة، الإمارات والبحرين. ولحق بهما السودان والمغرب.
تطبيع مرتقب؟
وأكّد دبلوماسي في يونسكو أنّ المديرة العامة للوكالة أودري أزولاي كان لها دور فاعل في تأمين مشاركة إسرائيل في اجتماعات الرياض.
وعلى رغم أن الوفد ليس سياسيا، الا أن الزيارة تغذّي التقارير المتزايدة عن تحركات للتقريب بين البلدين.
وبحسب تقارير صحافية، زار وفد فلسطيني الرياض الأسبوع الماضي لمناقشة سبل المضي قدمًا إذا قامت السعودية وإسرائيل بتطبيع علاقاتهما.
كما زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان السعودية ثلاث مرات خلال بضعة أشهر آخرها في مطلع آب/أغسطس.
وإلى جانب مواضيع عدّة حساسة من بينها الإرهاب والحرب في اليمن، كان تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيليةبندًا أساسيًا على جدول الأعمال.
ولا تعترف المملكة التي تتمتع برمزية كبيرة في العالم الاسلامي لضمّها الحرمين الشريفين، بإسرائيل.
لكن خلال جولة الرئيس الأأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، ما مهد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي.
وقد أقلّت الطائرة الرئاسية بايدن إلى جدة من مطار بن غوريون الإسرائيلي لإجراء محادثات مع القادة السعوديين.
لكنّ المملكة نفت حينها أن تكون الخطوة تمهّد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
واتخذت السعودية، التي تحاول إعادة تشكيل وتنشيط اقتصادها المرتكز على النفط، عددًا من الخطوات الدبلوماسية التاريخية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إعادة العلاقات مع إيران بعد أكثر من سبع سنوات من قطع العلاقات بين القوتين الإقليميتين البارزتين.
وأوضح المحلل السعودي عزيز الغشيان إن حقيقة أن الزيارة تم تنسيقها من قبل اليونسكو تشير إلى وجود "عقبات" أمام التطبيع السعودي الإسرائيلي.
ع.أ.ج/ ع ج م (أ ف ب، رويترز)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: وفد اسرائيلي في الرياض الفلسطينيون اتفاقات إبراهام وفد اسرائيلي في الرياض الفلسطينيون اتفاقات إبراهام تطبیع العلاقات
إقرأ أيضاً:
الشرع يصل إلى السعودية في أول زيارة له الى الخارج منذ تسلمه الرئاسة السورية
وصل الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع الى السعودية الأحد، بحسب ما ذكرت قناة « الإخبارية » السعودية، في أول زيارة خارجية له تسميته رئيسا ومنذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر.
وأوردت القناة الحكومية أن « الرئيس السوري أحمد الشرع وصل إلى الرياض في أول زيارة رسمية له »، مشيرة إلى أنه سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من دون أن تحد د موعدا لذلك.
وذكرت القناة أن المباحثات ستتناول « القضايا السياسية والاقتصادية وتمه د لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ».
ونشرت الرئاسة السورية على حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي صورة للشرع ووزير خارجيته اسعد الشيباني جالسين في ما يبدو أنها طائرة خاصة.
ثم أظهرت مقاطع مصو رة بثتها « الإخبارية » الشرع وهو ينزل من الطائرة في مطار الرياض حيث كان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، وسارا معا على مدرج المطار حيث سلم على شخصيات أخرى كانت في استقباله.
وتقول الخبيرة في مركز « الأهرام » للدراسات السياسية في القاهرة رابحة سيف علام أن « السعودية تلعب دورا مهما في إعادة دمج سوريا الجديدة في الصف العربي وعلى الساحة الدولية أيضا ».
وتتابع « تستفيد السعودية بشكل مباشر من إرساء الاستقرار في سوريا الجديدة »، موضحة أن « إيران أصبحت خارج المشهد في سوريا، ما أضعف نفوذها العام في المنطقة ».
وتشير الى أن « تجارة المخدرات القادمة من سوريا إلى دول الخليج والتي كانت عنصرا مزعزعا للأمن الإقليمي أصبحت من الماضي ».
وتخلص الى أنه « من الطبيعي جدا لهذا السبب أن تكون زيارة الشرع الأولى إلي الرياض، فهو أسدى لها خدمة استراتيجية بطرد طهران من سوريا ».
وعلى الرغم من تحسن العلاقات في الفترة الأخيرة بين الرياض وطهران، إلا أن بينهما خلافات عميقة على قضايا استراتيجية، بينها الحرب في اليمن حيث تدعم إيران المتمردين الحوثيين، بينما تقود الرياض تحالفا يساند القوات الحكومية في حربها ضد الحوثيين. كما تتهم السعودية ودول خليجية أخرى إيران بالتدخ ل في شؤون دول خليجية وعربية.
وسمى قادة الفصائل المسلحة المشاركة في الهجوم الذي أطاح بالأسد في الثامن من ديسمبر، الأربعاء الشرع، رئيسا للمرحلة الانتقالية.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد، من أوائل القادة الذين هنأوا الشرع الذي ولد في السعودية وعاش فيها السنوات الأولى من طفولته.
وتعمل دمشق والرياض على تعزيز العلاقات بينهما في مرحلة ما بعد الأسد، مع إعراب السلطات الجديدة عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع المملكة.
وتعول السلطات في دمشق على دعم الدول العربية لا سيما الخليجية منها، لإعادة إعمار البلاد ومعالجة تداعيات النزاع المدم ر الذي امتد 13 عاما.
(وكالات)
كلمات دلالية السعودية الشرع الفترة الانتقالية سوريا