بوصوف يدعو مغاربة العالم للمساهمة بكثافة في صندوق مساعدة ضحايا الزلزال
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
زنقة 20 ا الرباط
دعا عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مغاربة العالم للمساهمة في صندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية، مهيبا بمؤسسات القطاع البنكي و مؤسسات تحويل الأموال بتعليق تكلفة التحويلات المالية مؤقتا أو التخفيض منها حتى تصل مساهمات مغاربة العالم كاملة إلى أصحابها
وقال بوصوف في تدوينة على صفحته الرسمية بالفايسبوك “أهيب بمغاربة العالم من أجل المساهمة في هذا الصندوق كعادتهم عند كل أزمة تعترض المغرب.
وذكّر بوصوف مغاربة العالم جمعيات و وأفراد بـالاستعمال الحصري للحساب البنكي الخاص بالصندوق و تجنب استعمال بعض الحسابات الشخصية للأفراد..حرصا على التنظيم السليم لهذه المساهمات”، مؤكدا أن “مغاربة العالم هم فخر لنا أينما كانوا يحملون وطنهم في قلوبهم”.
وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج “لقد أثلج صدري تواصل مغاربة العالم معي من مختلف بلدان المعمور : أوروبا و أمريكا و كندا و آسيا و إفريقيا…و التعبير عن مدى تأثرهم من تداعيات الزلزال و استعدادهم للاخراط في العمل التضامني.. فتحية خالصة و صادقة من أعماق القلب لكُن أيتها البطلات ، و لكم ايها الأبطال أينما وجدتهم”.
وختم بوصوف كلامه بالقول “فتحية فخر و اعتزاز للمغاربة بالداخل و الخارج، فروح ” تمغرابيت ” تسري في عروقنا و هي الضامنة لاستمرار وطننا مرفوع الرأس بين بلدان العالم أجمع”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: مغاربة العالم
إقرأ أيضاً:
الاتجاهات الأدبية والمدرسة المغربية
مصطفى لغتيري
آمنت دوما بالكلام المأثور الذي مفاده أن عقلا منظما خير بكثير من عقل محشو بكم لا حصرر له من المعلومات، لذا أحرص دوما على أن تكون أفكاري منظمة بتأصيل كل مصطلح أو فكرة من خلال تصنيفها ضمن الاتجاه الفكري أو الأدبي أو الفني الذي تنتمي إليه، وقد أفادني ذلك كثيرا في تحديد مرجعية أي فكرة أو مقال أو كتاب، بل سرعان ما أجد عقلي يشتغل عند كل حديث ثقافي مع أي شخص لمعرفة منطلقاته الفكرية، إن كان بالطبع يتوفر عليها وينطلق منها في حديثه أو انه فقط يطلق الكلام على عواهنه، وقد افادني في ذلك بشكل حاسم تعرفي على الاتجاهات الأدبية و مرجعياتها الفلسفة. وفي رأيي المتواضع إن المدرسة المغربية ملزمة بسلك هذا التوجه وأقصد تحديد تعريف التلاميذ على شتى الاتجاهات الفلسفية والفكرية والأدبية، حتى نبني تلميذا منظما، يمتلك قدرة على إرجاع كل فكرة إلى مصدرها، وقد تمتد منافع هذا التنظيم إلى خارج المدرسة ليوظفه في حياته اليومية وخاصة إزاء المشاكل التي تواجهه في مساره الحياتي والوظيفي.
وبما أن دم الأدب يتوزع على مدارس واتجاهات عدة ، فلا مناص للتلميذ من معرفة ذلك واستيعابه، لأن له فائدة كبرى آنية ومستقبلية ، ويجب أن لا يتملكنا الخوف من فعل ذلك، بحجة الصعوبة أو التعقيد.. فقط يتعين إيصال هذه الرزمانة من الأفكار إلى التلميذ بأسلوب بسيط وسلس، و حين يتمكن منها ستصبح -حتما-دراسة النصوص الأدبية وتحليلها نتيجة لذلك غاية في البساطة وفي متناول المتعلم.
ويسعدني في هذا الصدد أن أقدم تعاريف مبسطة لبعض الاتجاهات الأدبية، التي لا مناص للتلميذ من معرفتها:
المدرسة الكلاسيكية: يمكن اختزال تعريف هذا الاتجاه الأدبي في كونه اتباعيا أي أنه يقلد النصوص القديمة المكرسة خاصة على مستوى أسلوب الكتابة، أما على مستوى المضامين فينتصر لثنائية الخير و الشر و ما يتناسل عنها من ثنائيات ، وإذا كانت الآداب الغربية قد احتذت بالنصوص اليونانية و الرومانية فإن الكلاسيكية العربية ولت وجهها قبل الشعر الجاهلي بالخصوص لتنسج على منواله ، ومن أهم ما يميز الكلاسكية الانتصار إلى العقل كمرجع أساس ومحدد أسمى للقيم.ومن أبرز ممثليها في الآداب الغربية وليام شيكسبير و ت .س .إليوت وفي الأدب العربي فأبرز من مثلها كل من محمود سامي البارودي وأحمد شوقي.وقد سميت عند العرب بالمدرسة الإحيائية ويقول عنها س. سوميخ”الاتجاه الرئيسي لهذه المدرسة “ان كان هناك من مدرسة” كان العودة إلى نموذج قديم يحظى بالاحترام، وأن يعيش الشاعر ثانية التجربة المجيدة للشعراء القدماء. والنموذج هو ،طبعا، الشعر العربي القديم في أوج قوته، كما يمثله الشعراء المفعمون بالحيوية في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام، وبشكل أكثر تأكيدا، شعراء ذروة الإبداع العباسي المصقولين: المتنبي، والبحتري، وأبوتمام، وأبو العلاء المعري، والشريف الرضي”.1
المدرسة الرومانسية: وهي اتجاه أدبي جاء كرد فعل على الاتجاه الكلاسيكي ، ويتميز هذا الاتجاه بالانتصار للعاطفة عكس العقل الذي استندت إليه الكلاسكية ، وتؤمن بحرية الفرد في التعبير عما يخالجه من أحاسيس وعواطف جياشة بحرية مطلقة، لذلك تأنف من الأسلوب المنمق والألفاظ الجزلة عكس الاتجاه الكلاسيكي الذي يهتم بالسبك اللغوي و لا يتسامح في اي خرق للقواعد المرسخة في هذا المجال. وقد هيمن الحقل الدلالي للذات و الطبيعة على الإنتاجات الإبداعية للكتاب الرومانسيين كما أن المغالاة في الخيال كانت سمة مميزة لهم، ومن أبرز ممثلي هذا الاتجاه في الآداب الغربية فيكتور هيكو وفي الأدب العربي جبران خليل جبران ومطران خليل مطران إيليا أبوماضي و إلياس أبو شبكة ويلخص ر.أوستل حكمه على هذه المدرسة في الأدب العربي بقوله:” ففي الوقت الذي كان فيه الكلاسيكيون الجدد في الغالب محافظين في علاقتهم بالتراث العربي الأدبي، دعا الرومانسيون إلى التغيير والتجديد، وفي بعض الأحيان، إلى الخروج عليه كلية”.2
المدرسة الواقعية: إذا كانت الرومانسية ظهرت إلى الوجود كرد فعل على الاتجاه الكلاسيكي، الذي غالى في التقيد بقواعد الكتابة الأدبية كما ترسخت في النصوص القديمة، فإن المدرسة الواقعية جاءت كرد فعل على الاتجاه الرومانسي الذي بالغ في الخيال، فطالب روادها بالالتصاق بالواقع متأثرين في ذلك بالنجاح الذي حققته العلوم الطبيعية والفزيائية في القرن التاسع عشر، وكأنها تدعو إلى تشريح الواقع كما يشرح علماء الفزياء و الطبيعة الظواهر الطبيعية، فدعوا إلى الاقتداء بهما لكشف الواقع و فهمه و تقديمه للقارئ كما يقدم لهم نفسه، ولعل خير من مثل هذا الاتجاه في الأداب الغربية إميل زولا وغوستون فلوبير، و في الأدب العربي تعد روايات نجيب محفوظ و قصص يحيى حقي والمغربي محمد زفزاف ممثلة بقوة لهذا الاتجاه الأدبي. يقول صبري حافظ عن هذا الاتجاه: “يعرف هذا النوع في الأدب العربي الحديث ب “الواقعية الاشتراكية” ولقد ظهر من داخل سياق المزج المتفرد بين الحماسة الثورية والتفاؤل الصريح، خلال نهاية الأربعينات و بداية الخمسينات، مع تحقيق الاستقلال، الذي طال زمن المطالبة به، و تغير الأنظمة السياسية. إن نشوء مفهوم الواقعية الاشتراكية يعود الفضل فيه إى نشر الأفكار الثورية، وإلى ارتباطها الوثيق بالإيديولوجية الماركسية، التي وصلت إلى الذروة في العالم العربي خلال الخمسينات”.3
مذهب الفن للفن: على إثر مغالاة المدرسة الواقعية في تمثل الواقع ونقله ، وخاصة مع دخول الماركسية على الخط، فأصبح النقد إيديولوجيا في أغلبه، يحاصر الأدب ويطلب منه الالتزام بقضايا خارجة عن الأدب كنقل الصراع الطبقي مثلا وعكس الظواهر السلبية التي يعرفها المجتمع، هكذا ظهر مذهب الفن للفن الذي يعتبر رواده أن الأدب غاية في حد ذاته، هدفه إمتاع القارئ فقط وهو قادر على تحقيق سعادة الإنسان بعيدا عن العقائد والأخلاق وأن اهتمام الأديب يجب أن ينصب على الشكل و الأسلوب أكثر من اهتمام بالمضامين وقد ساهمت الحروب، التي عرفها العالم في القرن العشرين في فقدان الثقة في كل الإيديولوجيات السيارة و في جدوى الالتزام بأي قضية من أي نوع. “فمهمة الأدب-كما يقول وليد القصاب متحدثا عن هذا الاتجاه- نحت الجمال، ورسم الصور والأخيلة الباهرة، من أجل بعث المتعة والسرور في النفس، فليست مهمة الأدب أن يخدم الأخلاق، ولا أن يُسخَّر لقيم الخير أو المجتمع، إنه هدف في حد ذاته، ولا يُبحث له بالتالي عن أي هدف خُلقي أو غير خلقي، فحسبه بناء الجمال ليكون بمثابة واحة خضراء يُستظلُّ بها من عناء الحياة”4
المدرسة الوجودية:
انبثقت المدرسة الوجودية عن الفلسفة الظاهراتية أو الفنومينولوجيا، و تؤمن بأسبقية الوجود عن الماهية، وتصرف أفكارها من خلال الإيمان بحرية الفرد في الاختيار، وضرورة تحمل مسؤولية نفسه و مصيره و اختياراته، وتؤكد أن ألإنسان قادر على بناء عقائده بنفسه ، وقد وصلت هذه المدرسة إلى نوع من العبث نظرا لفقدان المعنى في كثير مما يقوم به ،وقد أصبح الإنسان في ظل هذا الاتجاه الأدبي الفلسفي سيد نفسه يتخذ من الوجود الإنسان المبتدأ والمنتهى، ومن أبرز ممثليه في المجال الأدبي كل من جان بول سارتر وألبير كامي.وهذا المقطع من رواية الغثيان لجان بول سارتر يعبر عن معنى الوجودية أدبيا”إذن، كنت جالساً في تلك الساعة، على مقعد من مقاعد الحديقة العامة. وكانت جذور شجرة الكستناء تغوص في الأرض، تماماً تحت مقعدي، وكنت قد نسيت أن تلك جذور. وتلاشت الكلمات ومعها معاني الأشياء ووجوه استخدامها، والمرتكزات الضعيفة التي خطها الناس على سطحها. إذن كنت أجلس، منحني الظهر قليلاً منكس الرأس، وحيداً في مواجهة هذه الكتلة السوداء المعقدة، وهي جامدة تماماً تبث الذعر في قلبي ثم ألّم بي فجأةً هذا الإلهام: وكأن هذه الرؤيا قطعت أنفاسي. وقبل هذه الأيام الأخيرة، لم أحس قط بما تعني كلمة وجود، إحساسي بها الآن. إذ كنت كالآخرين، الذين يتنزهون على شاطئ البحر في ثيابهم الربيعية، وكنت أقول مثلهم : البحر لونه أزرق، وهذه النقطة هي بيضاء وهذه هي قبرة تحلق في الفضاء، ولكنني ما كنت أحس بأن هذه الأشياء توجد، بأن القبرة هي قبرة موجودة. أن الوجود يتخفى عادةً ويخبئ نفسه، فهو هنا حولنا وفينا، وهو نحن، ولا نستطيع لفظ كلمتين دون أن نتحدث عنه، وفي النهاية لا نستطيع لمسه، وإذا كنت أظن أنني أفكر فيه، تبين لي أنني لم أكن أفكر في شيء فقد كان رأسي خالياً، أو كان فيه واحدة هي كلمة الكينونة، أو كنت أفكر… ماذا أقول؟ وحتى حين كنت أنظر إلى الأشياء كنت بعيداً جداً عن التفكير في أنها موجودة : إذ كانت تلوح لي وكأنها إطار أو زينة فآخذها في يدي وأستعملها أدوات. وقد أتصور مقاومتها، ولكن هذا كله كان يحدث على سطح الأشياء وفي قشرتها الخارجية دون أن يغير شيئاً من طبيعتها، ثم إليك ما حدث : رأيت فجأةً كل شيء. وكان ذلك جلياً كالنهار. لقد كشف الوجود النقاب عن وجهه فجأة وتخلى عن صيرورته اللامبالية. بوصفه صنفاً أو نوعاً مجرداً. وأضحى لحمة الأشياء نفسها، وهذه الجذور أضحت مغرقة بالوجود.”.
مدرسة العبث: وهي اتجاه أدبي يعتبر الإنسان ضائعا وفاقدا للمعنى و إنه عبثا يسعى لفهم وجود فاقد أصلا للمعنى ، وقد تأثر هذا الاتجاه بسيطرة الآلة على حياة الإنسان ، وبعدم حل العقل للمشاكل الملحة التي يعاني منها الإنسان بل ساهم فيها و في تعقيدها، وقد ارتبطت في جاب منها بالمدرسة الوجودية، وانتشرت بعيد الحرب العالمية الثانية التي كانت نتائجها كارثية على أوربا وجزء كبير من العالم ، وقد نشطت هذه المدرسة في المسرح ثم بعد ذلك في مجال الأدب ، ومن أهم روادها صمويل بكيت ومن أهم آثاره العبثية مسرحيته “في انتظار غودو” ويوجين يونسكو بمسرحيته “مبكت”.
أما من ممثلي هذا الاتجاه عند العرب فنذكر الشاعر صلاح عبد الصبور وخاصة في مسرحيته الشعرية العبثية “مسافر ليل” و توفيق الحكيم وخاصة في مسرحيته الشهيرة ” يا طالع الشجرة”.
1- س. سوميخ الشعراء الحيائيون العرب _ترجمة أحمد الطامي- الأدب العربي الحديث- تاريخ كيمبريدج للأدب العربيالنادي الأدبي الثقافي جدة الطبعة الأولى 2002. ص 69.
2- ر. أوستل -الشعراء الرومانسيون- ترجمة محمد العبداللطيف- الأدب العربي الحديث- تاريخ كيمبريدج للأدب العربي النادي الأدبي الثقافي جدة الطبعة الأولى 2002- ص135.
3- صبري حافظ- القصة القصيرة –ترجمة عبدالعزيز السبيل– الأدب العربي الحديث- تاريخ كيمبريدج للأدب العربيالنادي الأدبي الثقافي جدة الطبعة الأولى 2002- ص 424-425.
المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك