جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-17@05:31:29 GMT

الإعانة الطلابية.. هل من إعادة نظر؟!

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

الإعانة الطلابية.. هل من إعادة نظر؟!

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

بدأ العام الدراسي وبدأ معه النشاط الطلابي؛ سواءً لطلبة المدارس أو الجامعات والكليات، وكما يعلم الجميع أن مساحة السلطنة مترامية الأطراف تتوزع فيها الكليات والجامعات في جميع المحافظات من الشمال إلى الجنوب، باختلاف المسميات والتخصصات، وما دعاني لكتابة هذا المقال هو الحالة المادية للطلاب المقبولين في البعثات الداخلية بعيدًا عن مناطق سكناهم؛ إذ إنهم ليسوا سواءً من ناحية القدرة المالية على تحمل تكاليف إضافية من مأكل ومشرب ومسكن ومصروف شخصي، وهو ما يمثل عبئًا إضافيًا على ذويهم.

الكثير من الأسر باتت تُعاني من تكاليف سكن الطلاب ونقلهم ومصاريفهم، فهناك طلاب من أبناء الضمان الاجتماعي والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود، أسرهم غير قادرة على توفير نفقات رسوم سكنهم وتنقلهم، والبعض ربما يجد صعوبة في توفير التغذية، حتى لاحتياجات المنزل، فما بالك بنفقات تغذية أحد أبنائه وهو بعيدًا عنه؟!

الأمثلة على ذلك كثيرة والشواهد عديدة؛ فمنهم من ابتُعث أحد أبنائه لمحافظة ظفار، والآخر ابتُعثت ابنته لمحافظة الظاهرة، وثالث من سكان صلالة ابتُعث ولده لمحافظة الشرقية؛ المقتدر وميسور الحال يوازن نفقاته ويمكن أن يتدبر الأمر على مضض، فما بالكم بالفئات الأخرى المعوزة والمحتاجة، فمن أين لهم المال لتوفير نفقات لأبنائهم الدارسين؟!

والخوف كل الخوف أن تضطر الظروف الصعبة التي تمر بها بعض فئات المجتمع، أبناءَهم لترك مقاعدهم الدراسية في مؤسسات التعليم العالي، تلكم المقاعد التي تعبوا وكافحوا من أجلها، ولكن ما باليد حيلة، فماذا عساها أن تعمل تلك المرأة التي تستلم راتب ضمان اجتماعي بالكاد يُغطّي مصاريفها الحياتية في مواجهة النفقات المصاحبة لدراسة ابنتها البعيدة عن ناظريها، أو كيف سوف يغطي ذلك المتقاعد مصاريف ابنه الدراسية في إحدى الجامعات بمحافظة بعيدة عن منزله وراتبه لا حول له ولا قوة، فقد تراجع داخله لأكثر من النصف بعد التقاعد، ولديه من الالتزامات ما يُثقل كاهله. وماذا عن المُسرَّح من العمل- وما أكثرهم- والذي لم يعد يملك من راتبه شيئًا، فماذا تراه سيعمل في مواجهة تكاليف النقل والسكن لأحد أبنائه؟ وذاك الموظف المسكين الذي تأخرت ترقيته لأكثر من عشر سنوات وهو ينتظرها على أحر من الجمر، وارتفعت عليه نسبة الاستقطاعات؛ مما ولّد الضغط على راتبه، فكيف له أن يتحمل نفقات إضافية متمثلة في توفير المصاريف المترتبة على السكن والتغذية لأبنائه المقبولين للدراسة الجامعية في محافظات بعيدة والراتب محدد سلفًا ومقسّم حتى قبل أن يستلمه؟

لا أعلم حقيقية هنا المعيار المستند عليه في إعطاء المعونة الطلابية بين طالب وآخر، فنجد مثلًا فيما يتعلق بجامعة السلطان قابوس أن طلاب ولاية العامرات وهي من ولايات محافظة مسقط لا يحق لهم المعونة الطلابية، على الرغم من أن المسافة بين الولاية والجامعة تتخطى الخمسين كيلومترًا، وذلك بحجة أنها تتبع لنفس محافظة الجامعة! في المقابل نجد أن طلاب ولاية بدبد يستلمون المعونة الطلابية على الرغم أنها تبعد عن الجامعة قرابة عشرين كيلومترًا، وتزيد بقليل بحجة أنهم من محافظة أخرى؟!

أين العدالة هنا؟ المنطق يقول إن المتكلِّف أكثر هو من يستلم أكثر، في المقابل تجد المعادلة تختلف في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية والتي لها فروع في المحافظات؛ فالكل يستلم المعونة الطلابية حتى وإن كان من نفس المحافظة الواقعة بها الجامعة، لكن البعض يتسلم أكثر من زميله بحجة أن مقر سكنه قريب من الجامعة، وهذا هو المنطق الذي من المفترض الاستناد عليه في جامعة السلطان قابوس.

ومن هنا أعتقد أن الأمر بحاجة لإعادة نظر ومراجعة من قبل جهات الاختصاص واستحداث لائحة موحدة ومنظمة لقطاع المعونات الطلابية تُطبَّق على جميع مؤسسات التعليم العالي، بدلًا من أن تعمل كل جامعة بنظامها الخاص، وعسى أن نرى تحركًا من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة السلطان قابوس من أجل صرف معونات طلابية تخفف عن ذوي الطالب المعاناة، وتحمُّل تكاليف إضافية، ومساواة هؤلاء بمن تُصرف لهم إعانات في كليات أخرى.

إنَّ التزامات الحياة أصبحت صعبة للغاية، والأسعار في ارتفاع مستمر؛ بل حتى التحكم فيها ومراقبتها من جانب الجهات ذات العلاقة أصبح شبه مستحيل؛ نظرًا لما يشهده العالم من متغيرات مُتسارعة، لذا نرجو بشدة النظر في أحوال أبنائنا الطلاب، رأفة بهم وبحال أسرهم الذين يكابدون مُرَّ الحياة وقسوتها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انطلاق انتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة كفر الشيخ بمشاركة أسرة طلاب من أجل مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ اليوم الخميس الموافق 14/11/2024، انطلاق فعاليات ماراثون انتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة كفر الشيخ، وذلك على مستوى الجامعة، حيث بدأ الماراثون بمشاركة أسرة طلاب "من أجل مصر" وتزامنًا مع هذه الفعالية تم التقاط صورة تذكارية مع قيادات الجامعة أمام مبنى قاعة المؤتمرات بمقر الجامعة، في لفتة تعبيرية عن وحدة وتعاون أفراد الجامعة في هذا الحدث الهام.

جاء ذلك بحضور الدكتور محمد عبد العال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور اسماعيل القن نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور اماني شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور علي صبري امين عام الجامعة، والدكتور رشدي العدوي منسق عام الانشطة الطلابية بالجامعة، والدكتور احمد دراج المنسق العام لأسرة طلاب من اجل مصر، والدكتور مروة غلاب نائب المنسق العام لأسرة طلاب من اجل مصر، وبحضور السادة عمداء ووكلاء الكليات، والسادة اعضاء هيئة التدريس منسقي اسرة طلاب من اجل مصر بكليات الجامعة، والقيادات الإدارية وأمناء الكليات.

وخلال اللقاء، أعرب الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، عن فخره واعتزازه بتنظيم هذه الفعالية الهامة، مؤكداً أن الجامعة تسعى دائماً إلى تعزيز المشاركة الفعالة للطلبة في جميع الأنشطة الجامعية، وأن انتخابات الاتحادات الطلابية ليست مجرد حدث انتخابي، بل هي فرصة لبناء شخصية الطلاب، وتنمية مهاراتهم القيادية، وتعزيز روح العمل الجماعي بينهم.

وأشار رئيس جامعة كفر الشيخ، إلى أن الجامعة تقدم كافة سبل الدعم الممكن للاتحادات الطلابية، كونها جزءاً أساسياً من المنظومة التعليمية، والتي تهدف إلى إعداد الطلاب ليس فقط أكاديمياً، ولكن أيضاً اجتماعياً ووطنياً، مؤكداً أن الجامعة ستواصل تعزيز هذه الأنشطة الطلابية في تطوير شخصية الطالب وإعداده للمساهمة الفعالة في المجتمع ، موضحاً أن الانتخابات الطلابية تأتي في إطار دعم الجامعة لتعزيز دور الطلبة في صنع القرار والمشاركة الفعالة في الحياة الجامعية، بما يساهم في تكوين جيل من الشباب القادر على تحمل المسؤولية والمساهمة الفعالة في المجتمع المصري.

ومن جانبه أشار الدكتور محمد عبد العال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إلى أن الاتحادات الطلابية تعمل على تعميق أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة لدى طلبة الجامعة، فضلاً عن تشجيع روح التعاون والعمل الجماعي مع ضمان كفالة حرية التعبير عن الآراء في إطار التقاليد والأعراف الجامعية.

وفي سياق متصل، صرح الدكتور احمد دراج المنسق العام لأسرة "طلاب من أجل مصر"، بأن الاتحادات الطلابية تعد من التنظيمات الشرعية التي تمثل طلبة الكليات والمعاهد في مختلف الجامعات المصرية، وأن الهدف من الاتحادات هو تنمية القيم الروحية والأخلاقية لدى الطلبة، وترسيخ الوعي الوطني والقومي، وكذلك تعزيز قيمة الانتماء والولاء للوطن.

وعلى هامش أنطلاق انتخابات الإتحادات الطلابية تم عرض فيلم تسجيلي تناول الأنشطة المختلفة التي ينفذها الاتحاد الطلابي، بالإضافة إلى عرض فيلم آخر عن أنشطة أسرة "طلاب من أجل مصر"، الذي يعكس الدور الحيوي والفعال الذي تقوم به في تنمية القيم الوطنية والروحية بين طلبة الجامعة.

جدير بالذكر، أن اليوم الخميس 14 نوفمبر الجاري، سيتم فتح باب الترشح وسحب وتقديم الاستمارات، كما سيتم إعلان الكشوف المبدئية يوم 17 نوفمبر، وتلقي طلبات الطعون يوم 18 نوفمبر، وفحص الطعون يوم 19 نوفمبر، على أن يتم إعلان الكشوف النهائية يوم 20 من نفس الشهر، وتبدأ الدعاية الانتخابية يوم 21 نوفمبر، وتجرى انتخابات الجولة الأولى بالكليات والفرز وإعلان النتائج يوم 24 نوفمبر، وتقام جولة الإعادة يوم 25 نوفمبر، ثم تقام انتخابات أمناء اللجان ومساعديهم على مستوى الكليات يوم 26 نوفمبر، وتقام انتخابات رئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الكليات يوم 27 من الشهر نفسه، على أن تنتهي الانتخابات الطلابية بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم ورئيس ونائب رئيس اتحاد الجامعة يوم 28 نوفمبر 2024.

مقالات مشابهة

  • استعدادات للانتخابات الطلابية بجامعة الوادى الجديد
  • اعتماد الجدول الزمني لانتخابات الاتحادات الطلابية.. حصاد التعليم العالي في 7 أيام
  • تعيينات وزارة التعليم العالي.. آخر موعد لتلقي طلبات الوظائف
  • مشاركة كبيرة بانتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة بورسعيد
  • انطلاق ماراثون انتخابات الاتحادات الطلابية في جامعة بورسعيد
  • موعد انتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة عين شمس
  • انطلاق انتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة عين شمس
  • انطلاق انتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة كفر الشيخ بمشاركة أسرة طلاب من أجل مصر
  • سحب استمارات الترشح للاتحادات الطلابية في جامعة القاهرة
  • انطلاق ماراثون انتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة أسوان