قراءة في جديد القاصّ حسن عبادي “على شرفة حيفا”
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري
تفاصيل كثيرة يطرحها علينا القاصّ في هذا المتن السردي الصادر حديثا، نقاط متداخلة عن أسر وسفر وزيجات وعمّال كرّسوا حياتهم لإعالة عائلات، المهمّ أنّك حين تقرأ “على شرفة حيفا” لحسن عبادي تجد نفسك داخل الحوض الفلسطيني، تلقى ذاتك وجها لوجه مع المتطّوعين لإقامة فطور جماعي في رمضان، ووجها لوجه مع الدمية المتنقلة من شغل إلى بلد، تحاول أن تفرض نفسها على العالم، قصص غارقة في الخصوصية ينقلها الكاتب للقارئ العربي الشغوف بكلّ حكاية فيها حضور فلسطين، يا لفلسطين، يا لجرحنا الدامي الذي يعيش معنا ويكبر، يزداد اتساعا وعمقا وألما رهيبا، وأعتذر للكاتب حين خرجت عن الموضوع، وأعتذر لأجدادنا حين أقول:
إنّا لمنتصرون ولو بعد دهر، سيثأر جيل لنا من القتلة والعنصريين
في كلّ مجتمع إنساني يكون الهمز واللمز مكانة ولو في الهامش، ففي قصة “من دار مين العروس” يكون الجوّ ملائما للزفاف والفرح، فجأة يُطرح سؤال مربك، فالمغنّي يتساءل عن أهل العروس في حين أنّهم غائبون، وما زاد الطين بلّة تواجد بنت الزوجين على المنصة المخصصة لهما، خلاصة القول: شاب وشابة تعارفا وتبادلا حبّا بحبّ في الولايات المتحدة وتزوّجا ورُزقا بنتا، وقرّرا أن يشرّكا أهل العريس فرحتهم، ولكن هنا يصدع السؤال المحرج .
“شارك المئات في العرس، احتفاء بعودة ماجد المغترب ومجاملة لأهله، وقف ماجد برفقة زوجته وابنتهما سالي في مدخل الصالة لاستقبال المعازيم، ممّا أثار فضول الحضور وبدؤوا بالهمس واللمز حول علاقة ماجد بعروسه والأمورة سالي، وبدأ المطرب بالغناء والترحاب بالحضور باسم العريس وعائلته وفجأة توجّه لماجد سائلا: (من دار مين العروس)”.
ثمّة قصّة أثارتني لخوضها في موضوع لطالما شغلني ودمّر أعصابي، القصة “الطمبورية” أمّا المضمون فتلاعب دمية محشوة بالهواء، تحاول جاهدة أن تفتكّ مكانها ومكانتها وسط النخبة الأدبية، فتفشل ثمّ تحاول عديد المهن الأخرى فتفشل مرّات كثيرة، ما همّني في هذه القصة أنّ هذا النموذج من المتطفلات موجود في كلّ مكان وفي كلّ زمان والحمد لله على كلّ حال، فلي قصص سأرويها للقاصّ يوما ما، عن هذه الدمى المتحركة المكتسحة لكلّ المنابر، وفي هذا المقطع الساخر لقطة من مسيرة إحداهنّ، ولكنّه ضحك كالبكاء كما يقول المتنبي:
“…رضخ منظّم إحدى الأمسيات الشعرية في البلدة المجاورة ودعاها للمشاركة، فرتّبت حضور باص من أهلها وزملائها ومعارفها، ويرافقها إعلاميون وطاقم تلفزيوني، لتغطية الحدث التاريخي وما إن جاء دورها فإذ عريف الأمسية يدعوها: (والآن مع الشاعرة الطمبورية التي قدمت إلينا من بعيد) فأجهشت بالبكاء وأغمي عليها..”
قصص كثيرة تعالج مواضيع اجتماعية ومنها القصة التي عنوانها “لولا الحكّي والمكّي” التي تحكي عن فتاتان انقطعتا عن التعليم واشتغلتا عملتيْ نظافة، ولكن إحداهنّ استدرجت الثانية إلى طريق الحرام، ولكن تربية الفتاة الصغيرة كانت أكبر درع لها، ومثل هذه القصص موجودة في كلّ مكان، على كلّ أحيلكم على مقطع من هذه القصة المعبّرة:
“..رجفت وارتعشت وانقضت عليها صارخة في وجهها: (لولا الحكّي والمكّي كان حالتك بتبكّي) خلعت مريول الشغل الذي يحمل شعار المقاول وولّت هاربة”.
نقتطع في الخاتمة مقطعا ممّا حبّرتَه الفاضلة زوجته، السيد سميرة عبادي يشرح للقرّاء حكاية هذه القصص وملابساتها ودواعيها، وهذا المقطع موجود في آخر صفحة من الكتاب، ويبدو أنّ القاصّ أراده مسك ختام، وكان له ذلك:
“..من على هذه الشرفة أطلقنا العنان لأفكار كانت حبيسة الموقف فصارت قصصا، منها ما أضحكنا ومنها ما أحزننا وأوجعنا، هذه القصص القصيرة تحكي عصارة مرارة هذا الشعب الشقيّ”.
أرجو أن تفهم بعمق بقدر ما هي عميقة.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو.. بقيادة الحسناء “لوشي”.. فتيات سودانيات بالإمارات يتحدثن اللهجة الخليجية ويثرن سخرية المتابعين: (الأموال التي دفعنها للميك آب وتعديل الصورة الأصلية كفيلة بإعانة مئات الأسر)
أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة سخرية الجمهور والمتابعين.
وبحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, فقد أظهر المقطع فتيات سودانيات مقيمات بدولة الإمارات, وهن يتحدثن اللهجة الخليجية.
الفتيات بقيادة الإعلامية ونجمة السوشيال ميديا الشهيرة آلاء المبارك “لوشي”, تبادلن الأحاسيس الجميلة باللهجة الخليجية.
ووفقاً لمتابعات محرر موقع النيلين, لتعليقات المتابعين, فإن السخرية كانت حاضرة, حيث كتب أحدهم ساخراً: (الأموال التي دفعنها للميك آب وتعديل الصورة الأصلية كفيلة بإعانة مئات الأسر).
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب