صحيفة أثير:
2025-03-06@12:37:20 GMT

قراءة في جديد القاصّ حسن عبادي “على شرفة حيفا”

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

قراءة في جديد القاصّ حسن عبادي “على شرفة حيفا”

أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري

تفاصيل كثيرة يطرحها علينا القاصّ في هذا المتن السردي الصادر حديثا، نقاط متداخلة عن أسر وسفر وزيجات وعمّال كرّسوا حياتهم لإعالة عائلات، المهمّ أنّك حين تقرأ “على شرفة حيفا” لحسن عبادي تجد نفسك داخل الحوض الفلسطيني، تلقى ذاتك وجها لوجه مع المتطّوعين لإقامة فطور جماعي في رمضان، ووجها لوجه مع الدمية المتنقلة من شغل إلى بلد، تحاول أن تفرض نفسها على العالم، قصص غارقة في الخصوصية ينقلها الكاتب للقارئ العربي الشغوف بكلّ حكاية فيها حضور فلسطين، يا لفلسطين، يا لجرحنا الدامي الذي يعيش معنا ويكبر، يزداد اتساعا وعمقا وألما رهيبا، وأعتذر للكاتب حين خرجت عن الموضوع، وأعتذر لأجدادنا حين أقول:

إنّا لمنتصرون ولو بعد دهر، سيثأر جيل لنا من القتلة والعنصريين

في كلّ مجتمع إنساني يكون الهمز واللمز مكانة ولو في الهامش، ففي قصة “من دار مين العروس” يكون الجوّ ملائما للزفاف والفرح، فجأة يُطرح سؤال مربك، فالمغنّي يتساءل عن أهل العروس في حين أنّهم غائبون، وما زاد الطين بلّة تواجد بنت الزوجين على المنصة المخصصة لهما، خلاصة القول: شاب وشابة تعارفا وتبادلا حبّا بحبّ في الولايات المتحدة وتزوّجا ورُزقا بنتا، وقرّرا أن يشرّكا أهل العريس فرحتهم، ولكن هنا يصدع السؤال المحرج .

.ويتركنا القاص مفتوحين على نهايات محتملة:

“شارك المئات في العرس، احتفاء بعودة ماجد المغترب ومجاملة لأهله، وقف ماجد برفقة زوجته وابنتهما سالي في مدخل الصالة لاستقبال المعازيم، ممّا أثار فضول الحضور وبدؤوا بالهمس واللمز حول علاقة ماجد بعروسه والأمورة سالي، وبدأ المطرب بالغناء والترحاب بالحضور باسم العريس وعائلته وفجأة توجّه لماجد سائلا: (من دار مين العروس)”.

ثمّة قصّة أثارتني لخوضها في موضوع لطالما شغلني ودمّر أعصابي، القصة “الطمبورية” أمّا المضمون فتلاعب دمية محشوة بالهواء، تحاول جاهدة أن تفتكّ مكانها ومكانتها وسط النخبة الأدبية، فتفشل ثمّ تحاول عديد المهن الأخرى فتفشل مرّات كثيرة، ما همّني في هذه القصة أنّ هذا النموذج من المتطفلات موجود في كلّ مكان وفي كلّ زمان والحمد لله على كلّ حال، فلي قصص سأرويها للقاصّ يوما ما، عن هذه الدمى المتحركة المكتسحة لكلّ المنابر، وفي هذا المقطع الساخر لقطة من مسيرة إحداهنّ، ولكنّه ضحك كالبكاء كما يقول المتنبي:

“…رضخ منظّم إحدى الأمسيات الشعرية في البلدة المجاورة ودعاها للمشاركة، فرتّبت حضور باص من أهلها وزملائها ومعارفها، ويرافقها إعلاميون وطاقم تلفزيوني، لتغطية الحدث التاريخي وما إن جاء دورها فإذ عريف الأمسية يدعوها: (والآن مع الشاعرة الطمبورية التي قدمت إلينا من بعيد) فأجهشت بالبكاء وأغمي عليها..”

قصص كثيرة تعالج مواضيع اجتماعية ومنها القصة التي عنوانها “لولا الحكّي والمكّي” التي تحكي عن فتاتان انقطعتا عن التعليم واشتغلتا عملتيْ نظافة، ولكن إحداهنّ استدرجت الثانية إلى طريق الحرام، ولكن تربية الفتاة الصغيرة كانت أكبر درع لها، ومثل هذه القصص موجودة في كلّ مكان، على كلّ أحيلكم على مقطع من هذه القصة المعبّرة:

“..رجفت وارتعشت وانقضت عليها صارخة في وجهها: (لولا الحكّي والمكّي كان حالتك بتبكّي) خلعت مريول الشغل الذي يحمل شعار المقاول وولّت هاربة”.

نقتطع في الخاتمة مقطعا ممّا حبّرتَه الفاضلة زوجته، السيد سميرة عبادي يشرح للقرّاء حكاية هذه القصص وملابساتها ودواعيها، وهذا المقطع موجود في آخر صفحة من الكتاب، ويبدو أنّ القاصّ أراده مسك ختام، وكان له ذلك:
“..من على هذه الشرفة أطلقنا العنان لأفكار كانت حبيسة الموقف فصارت قصصا، منها ما أضحكنا ومنها ما أحزننا وأوجعنا، هذه القصص القصيرة تحكي عصارة مرارة هذا الشعب الشقيّ”.

أرجو أن تفهم بعمق بقدر ما هي عميقة.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

لغز بلا أدلة - الليثى ناصف.. السقوط الغامض من شرفة لندن

بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التى وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أى دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفى لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟

ولماذا تظل بعض القضايا غارقة فى الغموض رغم مرور العقود؟
فى هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التى هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!.

الحلقة الرابعة

فى 24 أغسطس 1973، استيقظت لندن على حادثة غامضة، مقتل اللواء الليثى ناصف، مؤسس وقائد الحرس الجمهورى المصرى، بعد سقوطه من شرفة شقته.

كان الليثى ناصف واحدًا من أقوى رجال الجيش، خدم فى عهد عبد الناصر، ثم استمر مع السادات رغم الخلافات السياسية.

لكنه وجد نفسه فى موقف حساس بعد أن كُلف باعتقال قيادات ناصرية كانوا بالأمس أصدقاءه، وهو القرار الذى بدأ معه توتر علاقته بالرئيس السادات، لينتهى الأمر باستقالته وسفره إلى إنجلترا.

هل كانت مجرد حادثة؟ أم اغتيالًا متعمدًا؟

فى صباح ذلك اليوم، طرق ضابط بريطانى باب زوجته، ليبلغها أن زوجها ألقى بنفسه من الشرفة، وسقط جثة هامدة على الرصيف.


التحقيقات البريطانية خلصت إلى أنه تعرض لدوار أدى إلى سقوطه، لكن أصدقاءه وعائلته رفضوا هذه الرواية تمامًا، مشيرين إلى أن الرجل لم يكن يعانى من أى أمراض، وكان مستهدفًا بسبب أسراره السياسية والعسكرية.

52 عامًا.. ولا إجابة

رغم مرور عقود على الحادث، ظل الغموض يحيط به، لتظل القضية مسجلة ضد مجهول، ويبقى السؤال مطروحًا:
هل سقط الليثى ناصف.. أم أُسقط عمدًا؟







مشاركة

مقالات مشابهة

  • التهديدات التي تقلق “الكيان الصهيوني”
  • مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!
  • عملية حيفا تثبت أن الدروز لن يكونوا “عملاء” لـ”إسرائيل”
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية
  • لغز بلا أدلة - الليثى ناصف.. السقوط الغامض من شرفة لندن
  • الحكومة لم تُقصِّر.. ولكن!
  • ترامب يوقف التمويل الاتحادي عن الكليات والمدارس التي تسمح باحتجاجات “غير قانونية”
  • هالة صدقي: أتعرض عليا دور إنتصار في "إش إش" ولكن رفضته
  • ردود فعل واسعة على “بيت حمولة”.. ماذا قال الجمهور عن إلهام الفضالة؟
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة