3 عوائق تبقي أوكرانيا غارقة في الحرب
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بعد 18 شهراً من الحرب الشاملة مع روسيا، تواجه أوكرانيا مشكلة ثلاثية الأبعاد يجب التغلب عليها إذا ما أرادت الخروج من مستنقع الحرب التي تخوضها ضد جيش يفوقها عدد وعدة ولديه من التجهيزات ما يمنحه القدرة على شن حرب عالمية ثالثة.
الدراسات الاستقصائية أظهرت باستمرار أن الأوكرانيين يرفضون بأغلبية ساحقة التنازل عن الأراضي لروسيا
وبحسب ما نقلت "واشنطن ستريت جورنال" يتقدم الجيش الأوكراني ببطء في ساحة المعركة ولكنه يفتقر إلى القوة النارية، بما في ذلك القوة الجوية، والقوة البشرية المدربة تدريباً جيداً لطرد جيش الاحتلال (الجيش الروسي) من شرق البلاد وجنوبها.
في المقابل الغرب متمسك بنهجه التدريجي في تسليح كييف، إلا أنه بات راغباً أو (يود) أن يتفاوض على وقف إطلاق النار في نهاية المطاف ولكن حتى لو كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتحاً على التوصل إلى اتفاق، فإنه يتمتع بسجل طويل من التراجع عن الاتفاقيات وتجديد سعيه لإعادة أوكرانيا إلى سيطرة موسكو مستقبلاً ويبدو أن المأزق العسكري والسياسي الحالي سيستمر حتى يتغير أحد هذه العناصر الثلاثة.
After 18 months of full-scale war with Russia, Ukraine faces a threefold problem https://t.co/xSNPUlRvi5
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 11, 2023 الآفاق العسكرية لأوكرانيايخشى الأوكرانيون أن يصب الجمود في مصلحة روسيا، خاصة إذا ظهر "الإرهاق السياسي" في الغرب وقال وزير الخارجية الأوكراني السابق بافلو كليمكين، : "الوضع غير مستدام".
اخترقت القوات الأوكرانية الخط الأول من التحصينات الروسية الثقيلة بالقرب من روبوتاين في جنوب شرق البلاد، لكنها لا تزال على بعد 55 ميلاً من البحر، وهو هدف هجومها المضاد (المتوقع) والمفترض خلال الصيف.
لكن هذا الهجوم المستمر منذ 4 أشهر، "خيب" الآمال الأوكرانية والغربية في تحقيق انفراجة كبيرة حتى الآن ولكن تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة لا يزال ممكناً إذا وصلت دفاعات روسيا الممتدة على الجبهة الجنوبية إلى نقطة الانهيار قبل فصل الشتاء أو الإرهاق الذي يجبرها على وقف التقدم الأوكراني.
Andy Vermaut shares:Ukraine Loses U.K.-Supplied Tank in Push for Counteroffensive Breakthrough: The loss of the Challenger 2 comes as Kyiv pushes some of its best equipment into a salient in the southeast. Thank you! https://t.co/Y6LIVunhnb pic.twitter.com/MKygX9AX5a
— Andy Vermaut (@AndyVermaut) September 7, 2023وبحسب الصحيفة تحدى مسار الحرب توقعات الجنرالات وأجهزة الاستخبارات والنقاد العسكريين، من فشل الهجوم الروسي الأولي على كييف إلى الانتصارات المفاجئة التي حققتها أوكرانيا في منطقتي خاركيف وخيرسون في العام الماضي، لكن لا يُعرف كيف ستتطور الحرب، لكن القوات الأوكرانية التي تتقدم ببطء في زابوريزهيا ودونيتسك كانت صريحة بشأن الصعوبات التي تواجهها طوال هذا الصيف.
أدت حقول الألغام الكثيفة، والافتقار إلى القوة الجوية والدفاعات الجوية، وأوجه القصور في تدريب الوحدات الجديدة، والأداء الروسي الأكثر كفاءة في الدفاع، إلى خسائر فادحة في كل ميل يتم قطعه وقلصت القوات الأوكرانية خسائرها من القوات والمركبات المدرعة من خلال تكييف تكتيكاتها. لكن نهجهم الجديد الحذر يمنح الجيش الروسي مزيداً من الوقت لإعادة ضبط خطوطه بعد التراجعات ويجعل من الصعب على أوكرانيا بناء الزخم في العمليات العسكرية.
وأشارت الصحفية في تقريرها إلى أن أوكرانيا تتمتع بالقوة البشرية والتصميم الجماعي لمواصلة القتال لفترة طويلة، شريطة أن تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في تقديم مساعداتهم العسكرية والاقتصادية. لكن هزيمة روسيا المعبأة بالكامل من المرجح أن تتطلب جهداً أكثر تصميماً من جانب الغرب لنشر موارده الصناعية الضخمة وتسهيل انتصار أوكرانيا.
Himars Transform the #Battle for Ukraine—and Modern #Warfare
The mobile, high-precision #US. rocket system is thwarting #Russia’s invasion as it revolutionizes #military #strategy#Himar #UkraineRussianWar #Ukrainian #Ukraine #RussiaIsLosing https://t.co/adszUP7zzK pic.twitter.com/wbQLPBW1AR
حتى الآن، اتبعت الدول الغربية الرئيسية بقيادة الولايات المتحدة وألمانيا نهجاً مدروساً يسعى إلى منع روسيا من هزيمة أوكرانيا مع الحد من خطر التصعيد إلى صراع مباشر مع موسكو.
وقد حدد الرئيس بايدن هدف الولايات المتحدة بأنه مساعدة أوكرانيا على الوصول إلى أقوى موقع عسكري ممكن للمفاوضات لإنهاء الحرب، دون أن يوضح مدى قوة الموقف الذي ينبغي أن يكون ولم تزود الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة أسلحة قوية إلا بعد أشهر من النقاش والضغط من جانب كييف والحلفاء الأوروبيين الذين يريدون تسريع الجهود لهزيمة روسيا.
وتتلخص أولويات الغرب في إضعاف قدرة الكرملين العسكرية والاقتصادية على ملاحقة طموحاته التوسعية، والحفاظ على وحدة دول حلف شمال الأطلسي، وتجنب الحرب العالمية الثالثة. والمأزق الحالي يحدد هذه المربعات وأشار إلى ذلك بايدن صراحة بعد قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس بليتوانيا في يوليو(تموز) الماضي بقوله: "لقد خسر بوتين الحرب بالفعل". ومع ذلك، لا يشاركه بوتين هذا التقييم، ولا أوكرانيا الحليف.
لماذا يعتبر #بوتين القرم "خطاً أحمر"؟ https://t.co/Eh9nxGD5Bx
— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023 التفاوضفي واشنطن والعواصم الأوروبية الرئيسية، يشكك العديد من المسؤولين في قدرة أوكرانيا على استعادة كل أراضيها بالقوة، دون زيادة هائلة في المساعدات العسكرية الغربية التي يعتبرونها محفوفة بالمخاطر للغاية.
ويتردد الزعماء الغربيون في الضغط على كييف لحملها على إجراء محادثات، لأن ذلك قد يؤدي إلى تقسيم حلف شمال الأطلسي (الناتو) في حين يشجع روسيا على المراهنة على أن الغرب سوف يتخلى عن كييف. لكن البعض يفضلون المفاوضات على تكاليف حرب طويلة.
لقد زعم بعض المعلقين الغربيين منذ فترة طويلة أنه من مصلحة أوكرانيا أن تجمد الصراع وتتقبل خسارة الأراضي، بدلاً من تكبد خسائر فادحة في الأرواح في حرب استنزاف ضد دولة أكثر سكاناً.
لكن الدراسات الاستقصائية أظهرت باستمرار أن الأوكرانيين يرفضون بأغلبية ساحقة التنازل عن الأراضي لروسيا وأدى الكشف عن عمليات قتل للمدنيين وغرف التعذيب ومعسكرات التصفية وترحيل الأطفال من المناطق المحتلة إلى تعزيز إصرار الدولة على استعادة السيطرة الكاملة على أراضيها رغم الخسائر الفادحة.
علاوة على ذلك، يعتقد الكثيرون أن أوكرانيا ليس لديها خيار، لأنه حتى لو كان بوتين منفتحاً على التوصل إلى اتفاق، فإنه لن يلتزم به. لأنه عندما أصبح بوتين رئيساً، وقعت روسيا على العديد من المعاهدات التي ضمنت سلامة أراضي أوكرانيا وفي عام 2003، ووقع شخصياً على معاهدة مع أوكرانيا لترسيم الحدود البرية بين البلدين واليوم يجتاحها.
تقلابات بوتينفي عام 2008، شعر بوتين بالغضب عندما سُئل على شاشة التلفزيون الألماني عما إذا كانت روسيا قد تطالب بشبه جزيرة القرم، فقال: "لقد اعترفت روسيا منذ فترة طويلة بحدود أوكرانيا الحديثة... وأعتقد أن التساؤلات حول مثل هذه الأهداف تحمل مسحة استفزازية" وضمت روسيا شبه جزيرة القرم وغزت سراً منطقة دونباس الشرقية في 2014 وكان من المفترض أن تؤدي اتفاقيات وقف إطلاق النار المعروفة باسم "اتفاقيات مينسك" إلى استعادة سيطرة أوكرانيا على حدودها مقابل الحكم الذاتي للجيوب المدعومة من روسيا، لكنها لم توقف القتال ولم ينفذ أي من الجانبين اتفاق مينسك. شعرت أوكرانيا أنها وقعت اتفاقاً سيئاً "تحت الإكراه" فيما يسعى الكرملين إلى استخدام دويلاته في دونباس لإضعاف الدولة الأوكرانية، مطالباً بسلطات بعيدة المدى.
ويتذكر الأوكرانيون أيضاً المذبحة الروسية التي تعرض لها الجنود المنسحبون في إيلوفيسك في عام 2014 بعد أن عرض عليهم بوتين ممراً آمناً.
كما أن اتفاق بوتين مع حليفه السابق يفغيني بريغوزين، مؤسس مجموعة فاغنر شبه العسكرية، لم يدم طويلاً أيضاً وعلى الرغم من الاتفاق الذي أنهى تمرد فاغنر ضد السلطات الروسية في يونيو(حزيران)، قُتل بريغوجين وغيره من قادة فاغنر عندما انفجرت طائرتهم وتحطمت بالقرب من موسكو في أواخر أغسطس(آب) قليل من الناس صدقوا نفي الكرملين تورطه في تدبير الأمر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً: