ريبورتاج: حملات تبرع وموجة تضامن في فرنسا مع ضحايا زلزال المغرب
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
إعداد: أمين زرواطي تابِع | غريغوار سوفاج إعلان اقرأ المزيد
في قاعة أتاحتها بلدية شاتيون بجنوب العاصمة الفرنسية باريس، تواصل عشرات النسوة منذ صبيحة الأحد أي غداة الزلزال العنيف الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مدينة مراكش وسط المغرب، فرز التبرعات التي لا تتوقف عن التدفق. حيث تتراكم الملابس والخيام والألحفة والأدوية وكذلك المواد الغذائية في أكياس بلاستيكية كبيرة، بغرض إرسالها إلى المنكوبين.
وفي فرنسا، يقدر عدد أفراد الجالية المغربية بحوالي 1,5 مليون شخص، منهم 670 ألف مواطن مزدوج الجنسية، ما يعني أن صدمة الزلزال الذي ضرب المملكة، كان لها وقعها وأثرها على من يتواجدون بالضفة الأخرى من المتوسط.
تقول فدوى بصوت خافت وهي تحمل أكياس تسوق مليئة بالملابس: "إنه بلدي الذي ولدت وكبرت فيه، لهذا فإنني متأثرة طبعا".
قاعة أتاحتها بلدية شاتيون بإقليم أوت دو سين في ضواحي باريس، يتم فيها جمع وفرز التبرعات لضحايا زلزال المغرب. © غريغوار سوفاج.بدورها، تقول لطيفة البالغة من العمر ثلاثين عاما وهي تنحدر من شمال المغرب، وقد جاءت برفقة أفراد عائلتها للتبرع: "لقد صدمني هذا فعلا. أعتقد أن الأمر تطلب مني 24 ساعة لأدرك حقيقة ما جرى". تضيف هذه الشابة التي بقيت هنا لساعات لمساندة المتطوعات اللواتي انهالت عليهن المساعدات: "هذا يدفئ قلبي حقا، تحرك الجميع من أجل قضية سامية".
"مع اقتراب البرد... ما نحتاجه هو مستلزمات الشتاء"وإلى جانب أبناء الجالية المغربية، تحرك العديد من الفرنسيين أيضا للمساهمة في هذه الهبّة الشعبية لدعم ضحايا الزلزال. منهم بوبو، الذي جاء من بلدة مودون المجاورة محملا بملابس رجالية وأدوية. يقول هذا الشاب البالغ 31 عاما من العمر: "كان مهما بالنسبة لي أن أدعم الأشخاص الذي هم في حاجة. ليست لدي روابط مع المغرب، لكني أعتقد أننا في مثل هذه اللحظات نكون جميعا مترابطين".
اقرأ أيضاريبورتاج - زلزال المغرب: حالة من اليأس الجماعي وسط سكان قرية مولاي إبراهيم المنكوبة
يقف وراء حملة جمع التبرعات هذه والتي تم تنظيمها بسرعة عقب الكارثة، دنيا حناش. أسست هذه الناشطة عام 2018 جمعية أبجد، التي ترافق السكان غير الناطقين بالفرنسية في بحثهم عن وظيفة من خلال تلقينهم اللغة الفرنسية.
وبفضل فرع جمعيتها بالمغرب، تأمل حناش في أن تتمكن من إرسال التبرعات التي تم جمعها في فرنسا بأقرب وقت ممكن.
دنيا حناش، مؤسسة جمعية أبجد، خلال حملة جمع الملابس التي نظمت في قاعة بلدية شاتيون. © غريغوار سوفاج.وهي توضح في هذا السياق: "ما نحتاجه هو ملابس الشتاء، الأغطية، والخيام، لأن سكان المناطق الجبلية تأثروا بشكل رئيسي، ولأن الطقس سيصبح باردا قريبا، نحاول استباق كل ذلك وتوفير احتياجاتهم لفصل الشتاء".
تضيف الشابة التي ستنظم حملة ثانية لجمع التبرعات خلال الأيام المقبلة: "يسألني المزيد من الأشخاص أيضا عما إذا كان بإمكانهم تقديم تبرعات مالية لأنهم لا يستطيعون التنقل. لهذا فقد قمت للتو بإنشاء صندوق طوارئ لجمع التبرعات".
مساعدات مالية بملايين اليوروهاتمنذ الإعلان عن الحصيلة المأساوية للزلزال الذي شهده المغرب التي لا تزال في ارتفاع مع مرور الوقت، انتشرت مبادرات مثل تلك التي أطلقتها دنيا حناش في ربوع فرنسا كحملة جمع التبرعات في البلديات أو في مقار الجمعيات، وكذلك أسواق السلع القديمة للتضامن مع المنكوبين، وأيضا صناديق تبرعات على الإنترنت يتم ترويجها على منصات التواصل.
Effroi ce matin suite au puissant séisme qui a frappé le #Maroc et notre ville-sœur Marrakech cette nuit.
Marseille et ses @marinspompiers participeront à l’effort de la communauté internationale afin de venir en aide aux populations sinistrées ???????? pic.twitter.com/PCx5TvYf5S
كذلك، أطلقت منظمات خيرية عدة السبت نداء لجمع التبرعات، منها "منظمة الإغاثة الشعبية" الفرنسية، و"مؤسسة فرنسا" التي أعلنت عن جمع ما لا يقل عن 250 ألف يورو من المساعدات للمنكوبين، فور إطلاق الحملة.
كما وعدت العديد من مدن وأقاليم فرنسا بتقديم الدعم اللوجستي أو المالي للمغرب. حيث عرض عمدة مرسيليا مثلا إرسال رجال الإطفاء البحريون (وحدة نخبة من رجال الإطفاء العسكريين التابعين للبحرية الوطنية). بدورها، وعدت فاليري بيكريس رئيسة منطقة إيل دو فرانس، باريس والضواحي، بتقديم مساعدة مالية مقدرة بـ500 ألف يورو.
La Région @iledefrance se tient aux côtés du #Maroc endeuillé par ce terrible séisme. En solidarité, nous voterons 500 000 euros pour soutenir les forces de secours et les associations humanitaires afin de venir en aide aux victimes. https://t.co/iIIeNh5R1a
— Valérie Pécresse (@vpecresse) September 9, 2023من جانبها، قامت وزارة الخارجية الفرنسية السبت بتفعيل "صندوق العمل الخارجي للسلطات المحلية" لدعم المبادرات التضامنية مع المغرب. وأوضحت نفس الجهة بأن عدة سلطات محلية اتصلت بها لعرض مساعدتها بمبلغ ناهز مليوني يورو.
اقرأ أيضاما الذي نعرفه عن زلزال المغرب وتداعياته؟
والإثنين، أعلنت وزيرة الخارجية كاترين كولونا عن رصد مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية التي تشارك حاليا في عمليات الإغاثة بالمغرب. وقالت كولونا إن هذه المساعدة مخصصة للمنظمات الإنسانية التي تنشط "على الأرض" في المملكة، وسيتم تخصيصها من احتياطي وزارتها.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: زلزال المغرب كاس العالم للروغبي مجموعة العشرين ريبورتاج فرنسا المغرب زلزال المغرب كوارث طبيعية تبرعات منظمات غير حكومية للمزيد مراكش جمع التبرعات زلزال المغرب
إقرأ أيضاً:
الحل فى الصندوق «2»
مكافحة الجوع والفقر بالتكاتف الإجتماعى لا يعنى إعفاء الحكومة من مسئوليتها تجاه الشعب، بل أقصد به سرعة علاج أكثر مواضع الضعف فى مجتمعنا بصورة شعبية يتحملها الأثرياء والقادرون، حتى تخف وطأة تلك الأزمات الطاحنة التى يعانى منها أغلب الشعب بسبب سياسات إقتصادية جوانب منها خاطئة والاتجاه لمشروعات طويلة الأجل فقط لا تعود بالفائدة السريعة أو المباشرة على المواطن، بجانب أن أغلب المشروعات الإستثمارية الخاصة هى مشروعات إستهلاكية وترفيهية تخدم شرائح بعينها ولا تعود بالنفع على الفئات المتوسطة ولا الفقيرة اللهم باستثناء تشغيل مئات من الأفراد فى تلك المشروعات.
لذا يأتى الحل الاجتماعى الأهلى كعلاج سريع لما يعانى منه الأغلبية، وأكمل ما بدأته الأسبوع الماضى من إنشاء الجمعيات الأهلية بكل حى، وتقوم على تبرعات من الأثرياء، وبموجب بطاقة عضوية فى الجمعية تمنح للمستفيد «على غرار بطاقة التموين مع الإختلاف»، يمكن الحصول بها على دعم مالى أو عينى، بصورة شهرية أو أسبوعية وفقا لقدرات أموال الجمعية نوعية التبرعات التى تصلها، حيث تتلقى الجمعية تبرعات من الملابس والمتعلقات والمستلزمات الحياتية والمدرسية، ويتم إعدادها بصورة جيدة ونظيفة لتسليمها للمستحقين، بجانب تلقى تبرعات من سلع غذائية معلبة وخضروات وفاكهة توزع أيضا بموجب هذه البطاقات، على أن يتم تسجيل ما يحصل عليه الشخص إلكترونيا مما يحقق العدالة فى التوزيع.
ويتم أيضا التعامل إلكترونيا مع أعضاء الجمعية ممن لديهم هواتف، بأن يتم إرسال رسائل لهم حول الأشياء المتاحة بالجمعية والتى يمكنه الحصول عليها، فإذا تلقت مثلا الجمعية تبرعات من تجار أغذية، يتم إرسال رسائل لأعضاء الجمعية بوصول هذه التبرعات والكمية التى من حقه الحصول عليها، وكذلك الملابس، الادوات الكهربائية، وهكذا ويمكن للعضو ان يتقدم بطلب بما يحتاج إليه بالضرورة من متطلبات حياتية، على يتواصل القائمون على الجمعية مع المتبرعين لتوفير هذا المطلب، بل يمكن من خلال الجمعية مساعدة الأسر الغير قادرة بتقديم مبلغ مالى أو بعض الأجهزة والمتعلقات لبناتهم المقبلات على الزواج.
أموال الجمعية يمكن استثمارها كما أشرت من قبل بنكيا أو بشكل استثمارى آخر، فى تصورى لو أقيم فى كل حى جمعية على هذا النحو وتولى الأثرياء بالحى وكذلك أعضاء البرلمان ممن ينفقون الملايين للحصول على مقعد بالبرلمان، بجانب أصحاب المحلات الكبرى والسوبر ماركت وغيرهم المساهمة فى هذه الجمعية، وأن تقوم الفنادق والمطاعم بإرسال وجبات لهذه الجمعية ليتم تقديمها للأسر الأكثر إحتياجا، ويمكن أن تستقبل الجمعية أموال الزكاة، لو تم هذا لتحسنت أوضاع أهل الحى وبصورة عملية ملموسة تدريجيا، ولتراجعت معدلات الجريمة فى الأحياء الفقيرة وحتى المتوسطة، ولشعر الأثرياء أنفسهم بالأمان لتراجع الحقد عليهم ممن لا يملكون شيئا وهم يرون غيرهم يبعثرون الملايين فى الهواء.
وسيقول قائل أن الأموال الداخلة بلا حساب ستفتح المجال أمام السرقة بما يسيل له لعاب اللصوص عديموا الشرف، الذين لن يتوانوا عن سرقة أموال موجهة للفقراء، أقول لهؤلاء إن الجمعية عليها ألا تتسلم تبرعات مالية يدويا بل من خلال حساب بنكى، وإذا استوجب الأمر يتم إستلام الأموال بموجب إيصالات مختومة، يقوم مجلس ادارة الجمعية القائمين على الجمعية من الأثرياء بطباعة دفاتر الإيصالات وتوقيعها بأنفسهم مسبقا بحيث لا يمكن تزوير هذه الإيصالات، وكل إيصال استلام نقدية يكون من أصل وصورة كربونية، أما عملية تسليم المحتاج لمبلغ مالى فيتم بموجب بطاقة بنكية، وبهذا يكون الصادر والوارد للجمعية مسجل بما لا يدع مجالا للسرقة والتلاعب، بجانب اختيار أشخاص أفاضل من الحى للإشراف على عمل الجمعية والرقابة بصورة تحاصر أى تلاعب فى التبرعات المالية أو العينية.
أما الجمعية «الأسرية» فهى معمول بها أيضا فى بعض الدول الأوربية ومنها هولندا، يقوم أفراد العائلة بعمل صندوق مالى وفتح حساب له فى البنك، يتبرع أثرياء العائلة والقادرين منها كل وفقا لقدراته، قد يتبرع أحدهم بعقار يبيعه أو تحف، أو سيارة أو أى شىء ثمين، ويتم توجيه هذه التبرعات للمحتاجين من أفراد العائلة، الجميل لدى هؤلاء أن المحتاج لا يأخذ أكثر من حاجته ليرفه عن نفسه مثلا أو يدخر، بل يأخذ الضرورى ليعيش حياة كريمة من حيث المأكل والملبس، وقد يتبرع أحد افراد العائلة من الأثرياء بشقة أو مكتب ليستقبل تبرعات أفراد العائلة العينية من ملابس وأغذية وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية وهكذا، وهى صورة رائعة من صور التكافل العائلى، الجميل فى الأمر أن من يعطى ويتبرع لا يمن، ومن يأخذ لا يتردد ولا يشعر بالخجل من باقى أفراد عائلته الأثرياء، بل ويتحول مقر الجمعية الأسرية إلى ملتقى عائلى.. وللحديث بقية.
[email protected]