إعداد: أمين زرواطي تابِع | غريغوار سوفاج إعلان اقرأ المزيد

في قاعة أتاحتها بلدية شاتيون بجنوب العاصمة الفرنسية باريس، تواصل عشرات النسوة منذ صبيحة الأحد أي غداة الزلزال العنيف الذي ضرب إقليم الحوز جنوب مدينة مراكش وسط المغرب، فرز التبرعات التي لا تتوقف عن التدفق. حيث تتراكم الملابس والخيام والألحفة والأدوية وكذلك المواد الغذائية في أكياس بلاستيكية كبيرة، بغرض إرسالها إلى المنكوبين.

وفي فرنسا، يقدر عدد أفراد الجالية المغربية بحوالي 1,5 مليون شخص، منهم 670 ألف مواطن مزدوج الجنسية، ما يعني أن صدمة الزلزال الذي ضرب المملكة، كان لها وقعها وأثرها على من يتواجدون بالضفة الأخرى من المتوسط.

تقول فدوى بصوت خافت وهي تحمل أكياس تسوق مليئة بالملابس: "إنه بلدي الذي ولدت وكبرت فيه، لهذا فإنني متأثرة طبعا".

قاعة أتاحتها بلدية شاتيون بإقليم أوت دو سين في ضواحي باريس، يتم فيها جمع وفرز التبرعات لضحايا زلزال المغرب. © غريغوار سوفاج.

بدورها، تقول لطيفة البالغة من العمر ثلاثين عاما وهي تنحدر من شمال المغرب، وقد جاءت برفقة أفراد عائلتها للتبرع: "لقد صدمني هذا فعلا. أعتقد أن الأمر تطلب مني 24 ساعة لأدرك حقيقة ما جرى". تضيف هذه الشابة التي بقيت هنا لساعات لمساندة المتطوعات اللواتي انهالت عليهن المساعدات: "هذا يدفئ قلبي حقا، تحرك الجميع من أجل قضية سامية".

"مع اقتراب البرد... ما نحتاجه هو مستلزمات الشتاء"

وإلى جانب أبناء الجالية المغربية، تحرك العديد من الفرنسيين أيضا للمساهمة في هذه الهبّة الشعبية لدعم ضحايا الزلزال. منهم بوبو، الذي جاء من بلدة مودون المجاورة محملا بملابس رجالية وأدوية. يقول هذا الشاب البالغ 31 عاما من العمر: "كان مهما بالنسبة لي أن أدعم الأشخاص الذي هم في حاجة. ليست لدي روابط مع المغرب، لكني أعتقد أننا في مثل هذه اللحظات نكون جميعا مترابطين".

اقرأ أيضاريبورتاج - زلزال المغرب: حالة من اليأس الجماعي وسط سكان قرية مولاي إبراهيم المنكوبة

يقف وراء حملة جمع التبرعات هذه والتي تم تنظيمها بسرعة عقب الكارثة، دنيا حناش. أسست هذه الناشطة عام 2018 جمعية أبجد، التي ترافق السكان غير الناطقين بالفرنسية في بحثهم عن وظيفة من خلال تلقينهم اللغة الفرنسية.

وبفضل فرع جمعيتها بالمغرب، تأمل حناش في أن تتمكن من إرسال التبرعات التي تم جمعها في فرنسا بأقرب وقت ممكن.

دنيا حناش، مؤسسة جمعية أبجد، خلال حملة جمع الملابس التي نظمت في قاعة بلدية شاتيون. © غريغوار سوفاج.

وهي توضح في هذا السياق: "ما نحتاجه هو ملابس الشتاء، الأغطية، والخيام، لأن سكان المناطق الجبلية تأثروا بشكل رئيسي، ولأن الطقس سيصبح باردا قريبا، نحاول استباق كل ذلك وتوفير احتياجاتهم لفصل الشتاء".

تضيف الشابة التي ستنظم حملة ثانية لجمع التبرعات خلال الأيام المقبلة: "يسألني المزيد من الأشخاص أيضا عما إذا كان بإمكانهم تقديم تبرعات مالية لأنهم لا يستطيعون التنقل. لهذا فقد قمت للتو بإنشاء صندوق طوارئ لجمع التبرعات".

مساعدات مالية بملايين اليوروهات

منذ الإعلان عن الحصيلة المأساوية للزلزال الذي شهده المغرب التي لا تزال في ارتفاع مع مرور الوقت، انتشرت مبادرات مثل تلك التي أطلقتها دنيا حناش في ربوع فرنسا كحملة جمع التبرعات في البلديات أو في مقار الجمعيات، وكذلك أسواق السلع القديمة للتضامن مع المنكوبين، وأيضا صناديق تبرعات على الإنترنت يتم ترويجها على منصات التواصل.

Effroi ce matin suite au puissant séisme qui a frappé le #Maroc et notre ville-sœur Marrakech cette nuit.
Marseille et ses @marinspompiers participeront à l’effort de la communauté internationale afin de venir en aide aux populations sinistrées ???????? pic.twitter.com/PCx5TvYf5S

— Benoît Payan (@BenoitPayan) September 9, 2023

كذلك، أطلقت منظمات خيرية عدة السبت نداء لجمع التبرعات، منها "منظمة الإغاثة الشعبية" الفرنسية، و"مؤسسة فرنسا" التي أعلنت عن جمع ما لا يقل عن 250 ألف يورو من المساعدات للمنكوبين، فور إطلاق الحملة.

كما وعدت العديد من مدن وأقاليم فرنسا بتقديم الدعم اللوجستي أو المالي للمغرب. حيث عرض عمدة مرسيليا مثلا إرسال رجال الإطفاء البحريون (وحدة نخبة من رجال الإطفاء العسكريين التابعين للبحرية الوطنية). بدورها، وعدت فاليري بيكريس رئيسة منطقة إيل دو فرانس، باريس والضواحي، بتقديم مساعدة مالية مقدرة بـ500 ألف يورو.

La Région @iledefrance se tient aux côtés du #Maroc endeuillé par ce terrible séisme. En solidarité, nous voterons 500 000 euros pour soutenir les forces de secours et les associations humanitaires afin de venir en aide aux victimes. https://t.co/iIIeNh5R1a

— Valérie Pécresse (@vpecresse) September 9, 2023

من جانبها، قامت وزارة الخارجية الفرنسية السبت بتفعيل "صندوق العمل الخارجي للسلطات المحلية" لدعم المبادرات التضامنية مع المغرب. وأوضحت نفس الجهة بأن عدة سلطات محلية اتصلت بها لعرض مساعدتها بمبلغ ناهز مليوني يورو.

اقرأ أيضاما الذي نعرفه عن زلزال المغرب وتداعياته؟

والإثنين، أعلنت وزيرة الخارجية كاترين كولونا عن رصد مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية التي تشارك حاليا في عمليات الإغاثة بالمغرب. وقالت كولونا إن هذه المساعدة مخصصة للمنظمات الإنسانية التي تنشط "على الأرض" في المملكة، وسيتم تخصيصها من احتياطي وزارتها.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: زلزال المغرب كاس العالم للروغبي مجموعة العشرين ريبورتاج فرنسا المغرب زلزال المغرب كوارث طبيعية تبرعات منظمات غير حكومية للمزيد مراكش جمع التبرعات زلزال المغرب

إقرأ أيضاً:

9 اتفاقيات بين مصر وفرنسا بقيمة 262.3 مليون يورو في مجالات عدة| وعمال مصر: خطوات إيجابية وملموسة

بمناسبة الزيارة الرسمية رفيعة المستوى لرئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، إلى مصر، تم توقيع 9 اتفاقيات بين الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) والحكومة المصرية، بحضور الوزراء كامل الوزير، خالد عبد الغفار، رانيا المشاط، بالإضافة إلى عدد من الوزراء الفرنسيين.

 الاتفاقيات الموقعة بين البلدين

وتبلغ قيمة المشروعات التي تم الاتفاق عليها 262.3 مليون يورو، من قروض ومنح، وهي تعكس عمق وتنوع الشراكة الثنائية المنظمة والطويلة الأمد بين مصر وفرنسا، وتتنوع الاتفاقيات والعقود الموقعة بين البلدين، عبر الوكالة الفرنسية للتنمية، لتشمل ثلاثة قطاعات رئيسية ذات أولوية: النقل، المياه والطاقة.

وفي هذا الصدد، يقول  مجدي البدوي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تجسد عمق الروابط التاريخية والاستراتيجية المتينة بين مصر وفرنسا، وتعكس التوافق الكبير في وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدا على الأهمية القصوى لهذا التقارب المتزايد.

وأضاف البدوي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العلاقات المصرية الفرنسية شهدت خطوات إيجابية وملموسة خلال الزيارة الأخيرة، مما يعود بالنفع على كلا البلدين، ونوه إلى أن هذا التقارب تجاوز الإطار السياسي ليشمل آفاقا واعدة للشراكة الاقتصادية المثمرة.

وثمن البدوي إعلان الرئيس ماكرون عن دعم فرنسا لأجندة مصر 2030 وتكثيف التعاون المالي لتنفيذ المشروعات الاستراتيجية، وأوضح أن هذا الدعم يعكس ثقة فرنسا في إمكانات مصر وقدرتها على تحقيق التنمية المستدامة، ويؤكد قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة وأن فرنسا تعتبر أول مستثمر أوروبي في مصر خارج قطاعي النفط والغاز. 

سر زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لخان الخليلي في مصر«مسافرون»: جولات ماكرون السياحية داخل مصر تمهد لموسم سياحي غير مسبوق

واختتم: "علاوة على ذلك، فإن دعم فرنسا لحوار مصر مع صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية لتنفيذ الإصلاحات ينم عن فهم عميق للتحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر واستعداد للمساهمة في تجاوزها".

دعم مئات الآلاف من العمال

وفي مجال النقل، تم توقيع اتفاقية لربط الميناء الجاف العاشر من رمضان، حيث سيعمل هذا المشروع على ربط الميناء الجاف والمناطق الصناعية في روبيكي، العاشر من رمضان، وبلبيس بالموانئ البحرية الرئيسية في مصر.

 يهدف المشروع إلى تبسيط الخدمات اللوجستية للتصدير، وتعزيز سلاسل القيمة الصناعية، وتقليل ازدحام الطرق، وتعزيز التحول نحو النقل السككي. يشارك البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير في تمويل هذا المشروع، الذي سيدعم النشاط الاقتصادي لمئات الآلاف من العمال في المناطق الصناعية المتصلة.

أما في مجال المياه والصرف الصحي، تم توقيع اتفاقية لتوسيع محطة جبل الأصفر لمعالجة مياه الصرف الصحي، وهو التوسع الذي سيضيف قدرة معالجة تصل إلى مليون متر مكعب في اليوم، مما يساهم في خدمة 5.5 مليون شخص إضافي. 

ويعد جبل الأصفر واحدا من أكبر محطات معالجة مياه الصرف الصحي في إفريقيا، ويجمع المشروع بين كفاءة الطاقة (استهداف الاكتفاء الذاتي بنسبة 70%)، واستعادة الحمأة، وتقليل 900.000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، بالإضافة إلى خلق أكثر من 2.000 وظيفة جديدة.

كما تم توقيع اتفاقية لبناء محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي في شرق الإسكندرية، بسعة 300,000 متر مكعب في اليوم، وسيوفر هذا المشروع خدمات الصرف الصحي لـ 1.5 مليون شخص في ثاني أكبر مدينة في مصر.

ويهدف المشروع أيضا إلى تعزيز إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري، والمساهمة في إزالة التلوث البيئي البحري، وخلق فرص عمل مستدامة، كما سيتضمن النظام معالجة الحمأة إلى طاقة، مما سيسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 30.000 طن سنويا.

وفي مجال الطاقة،  تدعم الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي مشروع تحديث مركز الرقابة الإقليمي في الإسكندرية والساحل الشمالي لتعزيز جودة واستقرار إمدادات الكهرباء لحوالي 9 ملايين شخص، تدعم الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي مشروع تحديث مركز الرقابة الإقليمي في الإسكندرية والساحل الشمالي. 

التعاون بين القطاعين العام والخاص

ويهدف المشروع إلى تقليل الخسائر التقنية بنسبة 10%، وتسريع اكتشاف الأخطاء، وتحسين دمج الطاقات المتجددة في الشبكة الوطنية، بالإضافة إلى تحديث الأنظمة بما يتيح الربط المستقبلي مع الأسواق الأوروبية.

من خلال هذه الاستثمارات في البنية التحتية الاستراتيجية، التي تتماشى مع الأولويات الوطنية، تُسهم هذه المشاريع في تعزيز الثقة بين فرنسا ومصر. كما تساهم في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، مع دعم أوروبي قوي كما يتضح من المشروعين المدعومين من الاتحاد الأوروبي ضمن مبادرة البوابة العالمية.

وفي بيان لها، أكدت الوكالة الفرنسية للتنمية أن هذه المشروعات تعكس الطموح المشترك لتعميق وتعزيز التعاون المالي الفرنسي المصري، وهو ما تم التأكيد عليه خلال الزيارة الثنائية الرفيعة المستوى. ومنذ عام 2006، لعبت الوكالة الفرنسية دورا محوريا في دعم التحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مصر، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية الحكومة المصرية لعام 2030.

«مسافرون»: جولات ماكرون السياحية داخل مصر تمهد لموسم سياحي غير مسبوقماهر نقولا: زيارة ماكرون للعريش رسالة جغرافية إلى إسرائيل وأمريكا

مقالات مشابهة

  • 9 اتفاقيات بين مصر وفرنسا بقيمة 262.3 مليون يورو في مجالات عدة| وعمال مصر: خطوات إيجابية وملموسة
  • مصر توقع اتفاقية مع فرنسا بـ7 مليارات يورو
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 3600 قتيل
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى ثلاثة آلاف و564 قتيل
  • ماكرون: فرنسا أكبر مستثمر أوروبي في مصر بأكثر من 7 مليارات يورو
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 3471 قتيلا
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 3471 قتيلاً
  • ارتفاع عدد ضحايا زلزال ميانمار إلى 3471 قتيلا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 3471 قتيلًا وآلاف الإصابات