عواصم " وكالات":حذر الاتحاد الأوروبي روسيا اليوم الاثنين من أنه ستكون هناك "عواقب" على كل الذين شاركوا في تنظيم الانتخابات التي يعتبرها غير قانونية في الأراضي الأوكرانية التي ضمتها موسكو.

أعلنت موسكو امس فوز حزب "روسيا الموحدة" الذي يتزعمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هذه المناطق الواقعة في شرق وجنوب أوكرانيا.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان "نرفض بشدة محاولات روسيا العقيمة لإضفاء الشرعية أو تطبيع سيطرتها العسكرية غير القانونية وضم جزء من الأراضي الأوكرانية".

واضاف "على القيادة السياسية الروسية وجميع المشاركين في تنظيم (هذه الانتخابات) مواجهة عواقب هذه الأعمال غير القانونية".

وفرضت الدول الـ 27 الاعضاء في الاتحاد 11 حزمة من العقوبات على روسيا منذ بداية حربها في أوكرانيا في فبراير 2022.

ورغم الإدانات القوية من الغرب، أعلنت روسيا في سبتمبر 2022 ضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئيًا - زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك - بعد "استفتاءات" لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ولا تزال المعارك محتدمة في هذه المناطق وشن الجيش الأوكراني هجوما مضادا.

وجرت هذه الانتخابات أيضا في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

ورفضت أوكرانيا وحلفاؤها هذه الانتخابات معتبرين أنها لاغية وباطلة.

كما صوت الروس امس في هذه الانتخابات الإقليمية، مع إسكات المعارضة وقمع الأصوات المنتقدة للنزاع الأوكراني بشدة.

ويأتي الاقتراع قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية مطلع عام 2024، والتي قد تؤدي الى التجديد لفلاديمير بوتين ليبقى في السلطة حتى عام 2036.

برلين لا تستبعد فرض عقوبات بسبب الانتخابات "الصورية"

وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الألمانية أنها لا تستبعد فرض عقوبات على منظمي ومرشحي الانتخابات "الصورية" في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين اليوم الاثنين إن مثل هذه التدابير العقابية "واردة تماما"، لكنه أشار إلى أن هذه العقوبات سيجري التشاور حولها بصفة عامة "على المستوى الأوروبي".

كانت أوكرانيا طالبت المجتمع الدولي بالفعل بعدم الاعتراف بهذه الانتخابات وبفرض عقوبات على المسؤولين عنها.

وأكد المتحدث باسم الخارجية:" لن نعترف بنتائج مثل هذه الانتخابات الصورية بنفس القدر الذي لم نعترف به بضم روسيا غير الشرعي لهذه الأراضي".

ووجه المتحدث انتقادات أيضا إلى الانتخابات البلدية والإقليمية الجارية في نفس الوقت في الأراضي الروسية لافتا إلى أن حرية الرأي وحرية الصحافة وحرية التجمع تم إلغاؤها في روسيا بشكل منهجي خلال السنوات الماضية لافتا إلى أنه بناء على هذه الخلفية " فإن من غير الممكن الحديث عن انتخابات حرة ونزيهة".

من جهة اخرى، رفضت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارتها الحالية للعاصمة الأوكرانية كييف تقديم وعد بسرعة بت حكومة بلادها في توريد صورايخ جوالة طراز "تاوروس" لأوكرانيا.

وفي أعقاب محادثات مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر في كييف اليوم الاثنين:" الموقف بالنسبة لنا أكثر من معروف. في الوقت نفسه لا يكفي مجرد تقديم وعود".

وأضافت بيربوك أنه يجب أولا قبل التوريد "توضيح كل الأسئلة" كما حدث قبل توريد نظام الدفاع الجوي إيريس-تي وتوريدات الأسلحة الألمانية الأخرى.

في الوقت نفسه، أكدت الوزيرة الألمانية أنه لا يمكن التعود على الفظائع الروسية مشيرة إلى أن هذا هو السبب في وقوف ألمانيا إلى جانب أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا، وقالت:" نحن في أوروبا نعرف أنكم تدافعون هنا عن حريتنا الأوروبية أيضا. لهذا فإننا ممتنون إلى الأبد للأوكرانيين".

من جانبه، رد كوليبا بكلمات واضحة على استمرار تردد الحكومة الألمانية في الاستجابة لطلب بلاده بالحصول على الصواريخ الجوالة بعيدة المدى التي يمكن عن طريقها الوصول إلى أهداف وراء حقول الألغام الروسية الكبيرة حيث قال:" لا أفهم لماذا نضيع الوقت"، ولفت إلى أن مدنيين وجنودا أوكرانيين يلقون حتفهم بسبب هذا التردد، وأردف:" لا توجد حجة موضوعية واحدة تعارض هذا".

وتابع الوزير الأوكراني قائلا إنه إذا كانت لدى برلين أسئلة تتعلق باستخدام الصواريخ، فإن كييف على استعداد للرد على هذه الأسئلة " لنقم بالأمر. كلما حدث هذا مبكرا، كان تقديرنا لهذا أكبر".

في الوقت نفسه، وجه كوليبا الشكر إلى ألمانيا على الأسلحة الألمانية التي تم توريدها إلى بلاده وأشاد على نحو خاص بفعالية دبابات جيبارد المضادة للطائرات.

يذكر أن أوكرانيا تطالب ألمانيا منذ فترة طويلة بالحصول على صواريخ تاوروس، غير أن رد فعل المستشار الألماني أولاف شولتس لا يزال يتسم بالتحفظ على هذا المطلب.

ويرجع سبب تحفظ برلين في الاستجابة لمطلب كييف إلى تخوف الحكومة الألمانية من إمكانية انتقام روسيا في حال استخدمت أوكرانيا هذه الصواريخ في قصف أهداف داخل الأراضي الروسية.

وفي الشان الالماني ايضا أعلنت شركة راينمتال الألمانية لصناعة الأسلحة اليوم الاثنين أنها تلقت طلبا أوكرانيا بالحصول على مزيد من الدبابات.

وقالت الشركة إنها سوف تقوم بإصلاح وتحديث 40 مركبة قتالية لقوات المشاة من طراز ماردر. وسوف يتم تسليمهم بحلول نهاية العام.

وسوف تتحمل الحكومة الألمانية، التي تدعم أوكرانيا في دفاعها ضد التدخل الروسي ثمن الشحنة.

وكانت راينمتال قد قامت بتزويد أوكرانيا بـ 40 مركبة ماردر في السابق، كما أرسلت القوات المسلحة الألمانية 20 مركبة من نفس الطراز من مخزونها الخاص إلى الشرق.

مفوض حقوق الإنسان ينتقد روسيا

وعلى صعيد مختلف، ألقى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الاثنين باللوم على انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وكذلك هجومها على المنشآت الزراعية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في القرن الأفريقي على وجه الخصوص.

وقال تورك في افتتاح جلسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف "إن انسحاب روسيا الاتحادية من مبادرة حبوب البحر الأسود في يوليو والهجوم على منشآت الحبوب في أوديسا وأماكن أخرى تسببا مرة أخرى في ارتفاع الأسعار بشكل صاروخي في العديد من البلدان النامية مما جعل الحق في الحصول على الغذاء بعيد المنال بالنسبة لكثيرين"، مشيرا على وجه التحديد إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية في الصومال.

وانسحبت روسيا في يوليو تموز من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بهدف تخفيف وطأة أزمة غذاء عالمية. وتتهم أوكرانيا روسيا بقصف موانئ التصدير والبنية التحتية الخاصة بمنشآت الحبوب في ميناء أوديسا على البحر الأسود وفي مناطق أخرى.

أوكرانيا: استعدنا السيطرة على منصات تنقيب بحرية

وعلى الارض، قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية اليوم الاثنين إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على منصات بحرية للتنقيب عن الغاز والنفط قرب شبه جزيرة القرم.

وذكرت عبر تطبيق تيليجرام أن قوات كييف استعادت السيطرة على منصات تنقيب تعرف باسم أبراج بويكو من روسيا في "مهمة فريدة من نوعها".

وأشارت إلى أن روسيا، التي احتلت شبه الجزيرة وضمتها لأراضيها في 2014، استولت على المنصات في 2015. وتستخدمها موسكو لأغراض عسكرية منذ بدأت تدخلها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022. ولم ترد روسيا على طلب للتعليق على التقرير بعد.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من معلومات المخابرات العسكرية الأوكرانية.

وقالت المخابرات في مقطع فيديو نشر على تيليجرام "بالنسبة لأوكرانيا، فإن استعادة السيطرة على أبراج بويكو له أهمية استراتيجية، ونتيجة له، فقدت روسيا القدرة على استخدامها لأغراض عسكرية".

وأضافت "روسيا سُلبت قدرة السيطرة الكاملة على مياه البحر الأسود وهو ما يجعل أوكرانيا أقرب لاستعادة القرم".

وذكرت أن اشتباكا اندلع خلال العملية بين قوات أوكرانية خاصة على قوارب وطائرة مقاتلة روسية، وأن المقاتلة تعرضت لأضرار وأُجبرت على التراجع.

وأضافت أنها حققت "مكاسب قيمة" مثل ذخائر هليكوبتر ونظام رادار قادر على تتبع ملاحة السفن في البحر الأسود.

كما أعلنت كييف اليوم الاثنين أن قواتها استعادت السيطرة على مساحات من الأراضي في جنوب وشرق أوكرانيا وشقت طريقها الأسبوع الماضي إلى قرية في منطقة دونيتسك.

وبدأت القوات الأوكرانية مطلع يونيو هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا، إلا أن ما أحرزته من تقدم كان محدودا ما أثار جدلا سياسيا في الغرب بشأن دعم كييف.

وأفادت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار بأن القوات الأوكرانية تقدمت نحو مدينة باخموت (شرق) التي عانت من دمار واسع بسبب الحرب.

واستولت القوات الروسية في مايو على باخموت، المدينة الصناعيّة التي كانت تعدّ 70 ألف نسمة قبل الحرب، بعد أشهر من المعارك الشرسة والقصف.

وتشنّ القوّات الأوكرانيّة هجوما على أطراف المدينة التي أضحت أنقاضًا.

وأضافت ماليار أنه "تم تحرير حوالي كيلومترين مربعين في هذا القطاع على مدار الأسبوع. واجمالا تم بالفعل السيطرة على 49 كيلومترًا مربعًا بالقرب من باخموت" منذ بدء الهجوم المضاد.

وأكدت المسؤولة الأوكرانية في تصريحات لوسائل إعلام رسمية أن قوات بلادها شقت طريقها إلى الجنوب باتجاه الجزء القروي من أوبيتني بالقرب من بلدة أفدييفكا التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وخصصت أوكرانيا حصة كبرى من مواردها للقتال على طول جبهتها الجنوبية، حيث اخترق الجيش خط دفاع روسيا الأول وبسط سيطرته على عدة قرى.

وقالت ماليار "خلال الأسبوع الماضي، تم تحرير 1,5 كيلومتر مربع من أراضينا"، لافتة إلى أنه "خلال الهجوم حققنا نجاحات جنوب روبوتين وغرب فيربوف"، في إشارة إلى قريتين في منطقة زابوريجيا.

ورغم تنديد الدول الغربيّة، أعلنت روسيا في سبتمبر 2022 ضمّ أربع مناطق أوكرانيّة تُسيطر عليها جزئيًّا، هي زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك، إثر "استفتاءات" لم يعترف بها المجتمع الدولي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحکومة الألمانیة هذه الانتخابات الیوم الاثنین البحر الأسود تسیطر علیها السیطرة على روسیا فی ة التی على من إلى أن

إقرأ أيضاً:

“المركزي الأوروبي” يحذر من استدامة أزمة الديون في منطقة اليورو بسبب النمو الاقتصادي الضعيف

حذر البنك المركزي الأوروبي من أن توقعات النمو الضعيفة والتعريفات الجمركية الأمريكية الوشيكة على الواردات الأوروبية تهدد بعودة المخاوف بشأن استدامة الديون في منطقة اليورو.

وقال البنك في تقريره نصف السنوي عن الاستقرار المالي إن مستويات الديون المرتفعة والعجز الكبير في الميزانية، إلى جانب ضعف إمكانات النمو في الأمد البعيد وعدم اليقين السياسي تزيد من خطر إعادة إشعال الانزلاق المالي مخاوف السوق بشأن استدامة الديون السيادية.

ويعد النمو المنخفض قضية شائكة بشكل خاص بالنسبة لدول مثل فرنسا وإيطاليا والتي تعاني المالية العامة بها من ضغوط.

ومع استقرار أسعار الفائدة في السوق عند نطاق أعلى مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، ترتفع تكاليف خدمة الديون الإجمالية ما يعني أن الحكومات إما أن ترفع الضرائب أو تجد اقتصادات في أماكن أخرى لدفع فاتورة الفائدة المتزايدة.

ونوه البنك المركزي الأوروبي إلى أن الجمع بين النمو المنخفض وأسعار الفائدة المرتفعة يعد أيضا مشكلة على مستوى الشركات، مع ارتفاع عدد الشركات المفلسة في مختلف القطاعات والبلدان وإن كان بمستويات متواضعة.

وقال لويس دي جيندوس نائب رئيس البنك في تقرير الاستقرار المالي إن آفاق الاستقرار المالي مشوبة بعدم اليقين المالي الكلي والجيوسياسي المتزايد إلى جانب عدم اليقين المتزايد بشأن السياسة التجارية.وام


مقالات مشابهة

  • قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها في كورسك
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • ‏مصدر عسكري أوكراني: أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية
  • بوعرابة يحذر: قرار ضم تاورغاء قد يُفسد المصالحة مع مصراتة
  • بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
  • «البيت الأبيض»: روسيا ترفع حدة التصعيد بعدوانها على الأراضي الأوكرانية
  • المركزي الأوروبي يحذر: ضعف النمو الاقتصادي يعمق أزمة الديون
  • بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرانية الخميس
  • “المركزي الأوروبي” يحذر من استدامة أزمة الديون في منطقة اليورو بسبب النمو الاقتصادي الضعيف