شعبان بدير لـ24: مجامع اللغة العربية عليها مسؤولية ضخمة في ظل الثورة الرقمية
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أكد الناقد والأكاديمي في اللغة العربية الدكتور شعبان بدير على وجود مسؤولية ضخمة تقع على عاتق مجامع اللغة العربية في ظل الثورة الرقمية والتقدم التكنولوجي، من حيث مواكبتها للتطورات اللغوية والمفردات الجديدة التي تتردد يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتساءل: "هل هذه المجامع المنتشرة في ربوع العالم العربي قادرة على توفير الألفاظ الملائمة عن المنتج الرقمي، وكذلك توفير البدائل العربية للمفردات الأجنبية المستخدمة على الفضاء الرقمي، مثل: (هاشتاغ – شير – لينك – فولو - ترند.
وكان مجمع اللغة العربية في القاهرة، قد اعتمد استخدام كلمة "ترند" بعد مناقشة طويلة بين أعضاء لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع وكذلك بين أعضاء مجلس المجمع، ما بين موافق ومعارض، ثم كان رأي الأغلبية بالموافقة على تقبلّها، موضحين أنه لا توجد كلمة في اللغة العربية تعبر عن مضمون هذه الظاهرة التي انبثقت مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، واشتهرت وتم تداولها كثيرا.
وقال لـ24 معلقاً على ذلك: "ينبغي التفريق بين الترجمة والتعريب، فالترجمة هي عملية تحويل النصوص أو الكلمات من لغة إلى أخرى بحيث يبقى المعنى الأساسي للنص محتفظًا به، وتهدف إلى توفير الوصول إلى المحتوى بلغة مختلفة دون تغيير كبير في معناه، أما التعريب فهو عملية نقل أو صبغ كلمة أجنبية بصبغة عربية بحيث تحتفظ الكلمة بلفظها الأجنبي ولكن تأخذ الطابع العربي في ترددها واستخدامها، وقد تضطر المجامع اللغوية إلى تعريب بعض الألفاظ والمصطلحات في المجالات العلمية والتكنولوجية، بدعوى عدم القدرة على توفير الألفاظ العربية المعبرة عن معنى المصطلحات المعربة؛ ولضمان استمرار التفاعل مع الإبداعات الثقافية العالمية وترجمتها بشكل دقيق، وهذا نفسه ينسحب على الكلمات الأكثر شيوعا في الفضاء الرقمي مثل مصطلح (ترند) وهو المصطلح الأكثر شيوعا في ظل ثورة التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة".
خطر على اللغة العربيةورأى الدكتور بدير: "أن قبول التعريب بصور مطلقة، وعدم كبح جماحه بالترجمة وتوفير البدائل من المصطلحات العربية التي تحتوي على 6 ملايين جذر لغوي، و20 مليون مفردة، ولم تعجز يوما عن مواكبة كل جديد في العلوم بكافة أنواعها، يمثل خطراً على بقاء اللغة العربية، نتيجة التآكل التدريجي لوظائفها في المجتمع لمصلحة اللغات الأجنبية التي صارت اللغة العربية مروجة لها ولألفاظها حتى ولو بحروف عربية، حتى صرنا لا نملك -بعد- مصطلحات واضحة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتخصصات ومصطلحات التكنولوجيا الجديدة، وهذا لا يعني أن المجامع العربية الرسمية لا تقوم بدورها كما ينبغي في مواجهة هذه الظاهرة، ولكنها تحتاج إلى التكاتف فيما بينها لتعزيز الجهود في توفير المعاجم والمسارب اللغوية العصرية التي تتيح للغة العربية اللحاق بالإنترنت والمصطلحات التقنية، وتضع بين يدي الشباب العربي المستخدم للتكنولوجيا وكذلك شباب الباحثين العرب قوائم لبدائل عربية مقبولة للمصطلحات الأجنبية التي يستخدمونها يوميا على تلك المنصات الرقمية، وأن تتواصل مع المؤسسات العالمية التي صارت تهتم باللغة العربية ومعالجة الكلام العربي على مواقع الشبكة العنكبوتية، محاولة منها ومن قوى السوق الاقتصادي العالمي التأثير على المستهلك العربي بلغته وثقافته وفكره".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مجمع اللغة العربية اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
انطلاق الأسبوع العربي للتنمية المستدامة غدًا بالجامعة العربية
تنطلق غدًا بمقر جامعة الدول العربية فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الخامسة الذي يعقد بعنوان “حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل : المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور”.
وأفادت مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بالجامعة العربية الوزير مفوض الدكتورة ندى العجيزي، في تصريح اليوم، بأن الفعاليات التي تستمر أربعة أيام، ستناقش أهمية إيجاد الحلول العملية التي من شأنها تسريع وتيرة التنفيذ عن طريق تعزيز الشراكات الفاعلة التي تدفع نحو تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
وسيشهد الأسبوع العربي للتنمية المستدامة مشاركة من الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والشباب الفاعلين في المجالات التنموية.