سبتمبر 11, 2023آخر تحديث: سبتمبر 11, 2023

د. محمد وليد صالح

باحث وكاتب عراقي

 

يولدون جميع البشر أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق ولديهم القدرة على المساهمة البناءة في تنمية مجتمعاتهم، وأن أي مبدأ للتفوق العنصري هو زائف علمياً ومدان أخلاقياً وظالم اجتماعياً وخطير ومرفوض، وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بحظر التمييز العنصري ليتضمن جميع الصكوك الدولية الأساسية لحقوق الإنسان والتزام الدول بالقضاء على التمييز في المجالين العام والخاص، ويتطلب مبدأ المساواة اتخاذ الدول تدابير خاصة للقضاء على الظروف التي تسبب في التمييز العنصري.

وفيما يتعلق بأهداف خطة التنمية المستدامة 2030 يجري التركيز على حقوق المنحدرين من أصل أفريقي في يومهم الدولي الثالث، وازالة العقبات التي تحول دون تمتعهم على قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية، من خلال ارتباط ثلاث ركائز وهي الاعتراف والعدالة والتنمية للعقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي 2015/ 2024، بهدف الوصول إلى التعليم والسكن والصحة والعمل والدخل والحصول على الموارد والمنافع العامة، فضلاً عن تأكيدها على حظر التمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو غيره، أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو على أساس الملكية أو الميلاد أو الإعاقة، في حين ينسجم معها الدستور العراقي لعام 2005 في مادته (14) التي تشير إلى المساواة بين العراقيين في الحقوق والواجبات ومنع أشكال التمييز كافة.. فالعراق من المجتمعات المتنوعة عرقياً واثنياً ودينياً ولكل منها تراث ثقافي وإنساني وحضاري.

إذ يتطلب اقامة عالم يتصف بالاحترام العام لحقوق الإنسان وكرامته وسيادة القانون والعدالة والمساواة وعدم التمييز العنصري واحترام الأصل العرقي والتنوع الثقافي، تجسيد وضمان اتاحة فرص متكافئة للجميع للوصول إلى التعليم الجيد وتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة صناعة فرص النجاح ودعمها لهؤلاء، ودعا إعلان وبرنامج عمل ديربان الدول لتعزيز الإدراج الكامل والدقيق لتأريخ وإسهام المنحدرين من أصل أفريقي في المناهج التعليمية، وكذلك إرساء قواعد النمو الاقتصادي الشامل وتهيئة بيئة عالمية مواتية لتوفير ظروف مأمونة وصحية لعمل مستدام وكامل ومنتج للشباب بواسطة المشاركة في التدريب المهني والنشاط النقابي، وفي ميادين ريادة الأعمال والإبداع وبناء القدرات والحصول على الخدمات المالية والمصرفية، واضفاء الطابع الرسمي على المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.

ان الحد من عدم المساواة داخل البلدان ابرز المشكلات التأريخية وآثار التمييز الهيكلي المعاصر عميق الجذور من الرق والاستعمار، وقلة الفرص المتاحة للوصول إلى العدالة وتراجع مشاركتهم السياسية وتأثيرهم على التشريعات والسياسات العامة لتصحيح حالات التفاوت، فضلاً عن اتخاذ تدابير تنموية عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره في مناطق معرَّضة للمخاطر والكوارث الطبيعية والفيضانات ومراقبتها، يقطنها على هؤلاء الممثلون بشكل غير متناسب في بلدان عدة، مما يتطلب زجهم ومساواتهم في مبادرات بناء القدرة البشرية والمؤسسية للتخفيف من آثار التدهور البيئي والإنذار المبكر به والحصول على خدمات الطوارئ.

فالتشجيع على بناء مجتمعات مسالمة لا يهمش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة وامكانية وصول الجميع إلى العدالة وبناء مؤسسات فعّالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع، وضمان تكافؤ الفرص وتحسين سبل اللجوء إلى القضاء وتعزيز السياسات غير التمييزية والوعي القانوني والتصدي للإفلات من العقاب على الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد المنحدرين من أصل أفريقي، إذ يأتي تعزيز وسائل تنشيط الشراكة العالمية ووضع سياسات انمائية دولية والتكنولوجيا والتجارة والتنظيم المالي والاستثمار، واعطاء الأولوية للبرامج والمشاريع المصممة لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري.

فالاعتراف في الدساتير الوطنية والاحصاءات والتشريعات والسياسات على الصعيدين الوطني والدولي لكفالة المساواة التامة في القانون والممارسة، والتعريف بثقافاتهم وتأريخهم وإدماجهم على قدم المساواة في المبادرات العالمية من أجل التنمية ومشاركتهم بالحياة العامة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: التمییز العنصری

إقرأ أيضاً:

جنوب أفريقيا: تأبين 42 مناضلا ضد نظام الفصل العنصري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أقامت جنوب إفريقيا حفل تأبين للمناضلين ضد نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" الذين لقوا حتفهم في المنفى، حيث تمت إعادة رفات 42 منهم يوم 25 سبتمبر من زامبيا وزيمبابوي بعد مرور أكثر من 30 عامًا على وفاتهم. 
وأشار "راديو فرنسا الدولي" - في نشرته الإفريقية، اليوم /السبت/ - إلى أن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الذي حضر حفل التأبين، أعلن إضافة أسماء هؤلاء المناضلين على النصب التذكاري في تل فريدوم بارك الذي يضم أسماء جميع الأبطال الوطنيين. 
يذكر أن ما لا يقل عن 1000 مناضل ضد نظام الفصل العنصري قد توفي في المنفى. 
وجاء قرار الحكومة بإعادة رفات هؤلاء المناضلين بمناسبة مرور ثلاثين عاما على انتهاء نظام الفصل العنصري، وهي خطوة أولى في برنامج كبير لإعادة رفات المناضلين إلى الوطن، والذي سيتعلق أيضًا بإعادة رفاتهم من أنجولا.

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد يُشارك في حوار برلين العالمي لمناقشة السياسات التي تدعم النمو الاقتصادي العالمي
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع استعدادات استضافة مصر للمنتدي الحضري العالمي
  • كم بلغ عدد شهداء وجرحى الغارة التي شنّها العدو على الهرمل؟
  • مصر أول بلد أفريقي تستضيف المنتدى الحضري العالمي.. تفاصيل دورة الانعقاد واستعدادت الحكومة
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع مع المدير الإقليمي لـ"الهابيتات" استعدادات استضافة مصر للمنتدي الحضري العالمي
  • الغذاء العالمي: زيادة في عدد الأسر اليمنية التي تعاني من نقص التغذية
  • 12 طعناً بنتائج الانتخابات النيابية أمام محكمة التمييز
  • انخفاض واضح على الحرارة الأيام المقبلة وتنبيه من الاختلاف الحراري الكبير
  • جنوب أفريقيا: تأبين 42 مناضلا ضد نظام الفصل العنصري