الجزيرة:
2025-04-23@16:18:20 GMT

عودة التوتر للقوقاز.. ما الخيارات أمام طهران؟

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

عودة التوتر للقوقاز.. ما الخيارات أمام طهران؟

طهران- على وقع التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا وتبادلهما الاتهامات بدفع منطقة القوقاز إلى الحرب، رفعت إيران شعار رفض أي تغيير "جيوسياسي في المنطقة" بسبب ما تعده "تحركات تطعن بالسلم والاستقرار الإقليميين" على حدودها الشمالية الغربية.

وبعد أيام من عقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة طهران، أكد الوزير الإيراني أن بلاده "لا تتحمل أي تغيير جيوسياسي في المنطقة".

الرئيس يحذر

وحذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من مغبة أي تحركات ترمي إلى تغيير الحدود التاريخية في المنطقة، ووصف في اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان المساعي الرامية إلی تغيير في الحدود بأنها "خط أحمر لإيران"، وجدد استعداد بلاده "للعب دور مؤثر للحيلولة دون اندلاع مواجهات جديدة وإحداث أي تغيير جيوسياسي في المنطقة".

وأعادت وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية نشر موقف المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي بشأن النزاع على منطقة ناغورني قره باغ.

عزيزي: طهران تعارض أي حضور أجنبي في القوقاز وأي تغيير جيوسياسي في المنطقة (وكالة الأنباء الإيرانية)

 

سياسة تغيير الحدود

وللوقوف على التقديرات الإيرانية حيال تطورات القوقاز، يعتقد إبراهيم عزيزي، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، أن الأيادي الخارجية تصب الزيت على نار الخلافات بين باكو ويريفان، وأن طهران تعارض أي حضور أجنبي في القوقاز وأي تغيير في الحدود السياسية.

ويشدد عزيزي على أن طهران تعارض أي حضور أجنبي في القوقاز وأي تغيير في الجغرافيا السياسية بالمنطقة.

وردا على سؤال الجزيرة نت، قال عزيزي إن موقف إيران من أي تغيير في الحدود القائمة بالمنطقة ثابت، وإنه لا يقتصر على معارضة طهران مع التحركات الرامية إلى شق ممر زنغزور، وإغلاق الحدود القائمة بين إيران وأرمينيا.

وكان خامنئي قد قال عقب انتهاء حرب قره باغ الثانية بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020 "إننا فرحون بعودة قره باغ إلى أذربيجان، لكن إذا كانت هناك سياسة لإغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا، فإن الجمهورية الإسلامية ستعارض تلك السياسة، لأن تلك الحدود كانت طريقا للتواصل منذ آلاف السنوات".

وفقا للخارجية الإيرانية، فإن البند الـ78 من الدستور الإيراني "يحظر إدخال أي تغيير فـي الخطوط الحدودية، سوى التغييرات الجزئية، مع مراعاة مصالح البلاد، وبشرط أن تتم التغييرات بصورة متقابلة، وألا تضر باستقلال البلاد ووحدة أراضيها، وأن يصادق عليها 4 أخماس عدد النواب فـي مجلس الشورى الإسلامي".

خطر محدق

ويرى البرلماني الإيراني في ما وصفه "خطط القوى الأجنبية الرامية إلى إيجاد تغيير جيوسياسي بمنطقة القوقاز" خطرا محدقا بالأمن القومي الإيراني، يتمثل في سعي بعض الأطراف لإلغاء الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا، إلى جانب بحث القوى الأجنبية عن إيجاد موطئ قدم لها قرب الحدود الإيرانية.

ويرى مراقبون إيرانيون في التصعيد العسكري بالقوقاز مؤشرا لسيطرة باكو بدعم من أطراف أجنبية على الشريط الحدودي، البالغ طوله نحو 44 كيلومترا بين إيران ومحافظة سيونيك الأرمينية، لربط إقليم نخجوان بالأراضي الأذربيجانية عبر ممر زنغزور.

وفي الوقت الذي يوفر فيه الممر لتركيا وصولا مباشرا إلى آسيا الوسطى، إلى جانب ربط بين مقاطعة نخجوان وبقية الأراضي الأذربيجانية، فإن طهران ترى الخطوة محاولة لتطويقها والإخلال بالتوازنات القائمة، فضلا عن خشيتها من عرقلة مشاريعها الرامية إلى تحويل إيران مركزا للممرات الدولية.


ضرر مضاعف

وإلى جانب تضرر إيران سياسيا وأمنيا من إغلاق حدودها مع أرمينيا، فإن الضرر الاقتصادي سيكون مضاعفا إذا قُطع الطريق الواصل بين الجمهورية الإسلامية ودول أوروبا الشرقية، وذلك وفق أستاذ القانون الدولي بجامعة طهران يوسف مولائي، الذي يرى أن المادة 78 في الدستور الإيراني تحظر على السلطات الرسمية في البلاد السماح بتغيير حدود الدولة، لكنها لا تشمل التطورات الإقليمية الخارجة عن إرادة البلاد، لا سيما إذا توصلت باكو ويريفان إلى اتفاق يسمح بمد ممر على أراضيهما.

وعن حظوظ كسب طهران إذا ما رفعت شكوى للمحاكم الدولية ضد الأطراف التي تعمل على تغيير الحدود الجغرافية، يؤكد مولائي للجزيرة نت أن القانون الدولي لن يتفاعل مع إيران إلا إذا تعرضت أراضيها لانتهاك من أطراف أجنبية.


خيارات دبلوماسية أم عسكرية؟

وعن الخيارات المتاحة أمام طهران لمنع أذربيجان من إغلاق حدودها المشتركة مع أرمينيا، باعتبارها بوابة طهران نحو روسيا وأوروبا الشرقية، تُجمع الأوساط الإيرانية على ضرورة تنشيط الدبلوماسية أكثر فأكثر، للمحافظة على الحدود القائمة بين كل من إيران وأذربيجان وأرمينيا منذ عقود.

من جانبه، يؤكد النائب إبراهيم عزيزي أن بلاده تنشط الدبلوماسية للتوسط بين باكو ويريفان، للتوصل إلی حل بشأن الخلافات القائمة بينهما، مستدركا أن طهران على أتم الاستعداد لاتخاذ ما يجب فعله لضمان مصالحها الوطنية.

من ناحيته، يستبعد السفير الإيراني الأسبق في الأردن ولبنان أحمد دستمالجيان أن تُقدم باكو على فعل عسكري لشق ممر زنغزور، مستدركا أن باكو وحليفتها تل أبيب تعانيان من أزمات داخلية جمة، وقد تقدمان على تصدير تلك المشكلات إلى الخارج عبر افتعال حرب في القوقاز.

وفي حديثه للجزيرة نت، يؤكد دستمالجيان أن القرار بعدم السماح لأي تغيير جيوسياسي اتُخذ على أعلى المستويات في إيران، وأنه يمثل "خطا أحمر" لطهران، موضحا أن قوات بلاده المسلحة على أتم الاستعداد للتدخل عسكريا لمنع إقامة أي ممر يهدف لتطويق إيران.

في المقابل، يرى مولائي أن أي تدخل عسكري إيراني من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه لتدخل قوى إقليمية أو دولية أخرى، وينصح بتفعيل الدبلوماسية لحصول بلاده على ضمانات بعدم قطع الطريق بوجهها نحو أوروبا الشرقية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی القوقاز بین إیران تغییر فی

إقرأ أيضاً:

تقرير: إيران تعمل على تحصين مواقع نووية تحت الأرض

ذكر تقرير اليوم الأربعاء، أن إيران تعزز التدابير الأمنية حول مجمعين من الأنفاق على عمق كبير يتصلان بمنشآتها النووية الرئيسية، وسط تهديدات أميركية وإسرائيلية بشن هجوم.

واستند التقرير الصادر عن معهد العلوم والأمن الدولي إلى صور حديثة التقطتها الأقمار الاصطناعية في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وإيران لعقد جولة ثالثة من المحادثات بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على البرنامج النووي لطهران.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن في ولايته الأولى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية، بقصف إيران ما لم يتم التوصل بسرعة إلى اتفاق يضمن الهدف نفسه.

ودفع انسحاب ترامب إيران إلى انتهاك الكثير من القيود التي فرضها عليها الاتفاق، وتشتبه القوى الغربية في أن إيران تسعى إلى امتلاك القدرة على تجميع سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.

وقال ديفيد أولبرايت رئيس المعهد إن الطوق الأمني الجديد يشير إلى أن مجمعي الأنفاق، وهي قيد الإنشاء منذ عدة سنوات تحت جبل كولانغ غاز، يمكن أن تصبح جاهزة للعمل قريبا نسبيا.

وأشار أولبرايت إلى أن طهران لم تسمح لمفتشي الأنشطة النووية التابعين للأمم المتحدة بالوصول إلى المجمعات النووية.

وأضاف أن ذلك أثار مخاوف من إمكانية استخدام تلك المجمعات لحفظ مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب أو مواد نووية غير معلنة، وأجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي يمكنها تنقية اليورانيوم بالدرجة الكافية لصنع قنبلة بسرعة.

ووفق أولبرايت فإن المجمعات يتم بناؤها على أعماق أكبر بكثير من منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض على عمق كبير في فوردو بالقرب من مدينة قم ذات الأهمية الدينية.

ولفت التقرير إلى أن صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية التجارية في مارس أظهرت مداخل محصنة للمجمعات، وألواحا جدارية عالية أقيمت على امتداد حواف طريق متدرج يحيط بقمة الجبل، وأعمال حفر لتثبيت مزيد من الألواح.

وأكد التقرير أن الجانب الشمالي من الطوق يتصل بحلقة أمنية حول منشأة نطنز.

ويبدو أن أعمال البناء الجارية في المجمعات تؤكد رفض طهران للمطالبات بأن تؤدي أي محادثات مع الولايات المتحدة إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل، قائلة إنها تملك الحق في الحصول على التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية.

ولم تستبعد إسرائيل توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، في حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أي محادثات يجب أن تؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

وألمح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي الثلاثاء على ما يبدو إلى مشروعات مثل بناء محيط أمني جديد حول مجمعات الأنفاق، مشيرا إلى المخاوف من تعرض البرنامج النووي الإيراني للخطر.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إسلامي قوله خلال فعالية أقيمت بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحرس الثوري الإيراني إن "الجهود مستمرة... لتوسيع نطاق الإجراءات الاحترازية" في المنشآت النووية.

مقالات مشابهة

  • الصين: ندعم المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة
  • تقرير: إيران تعمل على تحصين مواقع نووية تحت الأرض
  • إيران تحذر من ازدواجية أمريكا قبل مفاوضات مسقط
  • واشنطن تفرض عقوبات على قطب الغاز الطبيعي الإيراني إمام جمعة.. وطهران تدين
  • ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب
  • مختص بالشأن الإيراني يوضح ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟
  • إيران تحدد خطوطها الحمراء للاتفاق النووي
  • تخوفات إسرائيلية من حشد عسكري مصري في سيناء وقلق من انهيار الحدود مع غزة .. التوتر يتصاعد بين تل أبيب والقاهرة
  • أذرع إيران على طاولة مفاوضات مسقط.. إلا الحشد
  • عودة الحوار بين واشنطن وطهران| هل تنجح مفاوضات روما في كبح الطموح النووي الإيراني؟