الموساد الإسرائيلي يبدي قلقه من تطور العلاقات الروسية- الإيرانية
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
اكد مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، اليوم الاثنين، أن إسرائيل تعتقد أن روسيا قد تبيع أسلحة متطورة لإيران، في انتقاد علني نادر لموسكو. وأضاف ديفيد بارنيا من الموساد في كلمة، أن "إسرائيل قلقة من أن الروس سيستجيبون لمطالب إيران بتزويدها بالأسلحة والمواد الخام التي ستعرض إسرائيل للخطر".
وأوضح، أن "الموساد أحبط أكثر من عشرين هجوماً مخططاً له من قبل إيران، استهدفت مواقع يهودية وإسرائيلية حول العالم هذا العام، دون تقديم تفاصيل".
وهدد مدير الموساد "بضرب المسؤولين وصناع القرار الإيرانيين في حال أضرت أي مؤامرة هجومية مرتبطة بإيران باليهود أو الإسرائيليين".
كما حذر من أن الرد الإسرائيلي سيضرب "في عمق إيران، في قلب طهران".
وتسعى إيران للحصول على أنظمة دفاع جوي جديدة ومتطورة من روسيا، حسب ما صرح أشخاص مطلعون على الأمر لوكالة "بلومبرغ نيوز" في مارس/آذار الماضي.
فيما لم تقل روسيا ما إذا كانت ستزودها بأنظمة S-400، والتي يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنها ستعيق قدرتهم على ضرب برنامج طهران النووي.
وتعهدت إسرائيل مرارا وتكرارا بأنها لن تسمح لعدوها اللدود إيران بالحصول على أسلحة نووية، وكثيرا ما هددت باتخاذ إجراء عسكري.
وعززت روسيا وإيران علاقاتهما بشأن الحرب في أوكرانيا، في حين لم تصدر إسرائيل سوى انتقادات خفيفة لموسكو للحفاظ على علاقاتها دافئة مع الكرملين بشأن قضايا الشرق الأوسط.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
تصريحات لاريجانى تفتح باب الجدل النووى فى إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت تصريحات مستشار كبير للمرشد الأعلى في إيران، على لاريجاني، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، بعد أن ألمح إلى احتمال لجوء طهران إلى إنتاج أسلحة نووية في حال تعرضت لهجوم خارجي، أو إذا طالب الشعب بذلك، فى خطوة اعتُبرت من قبل البعض تجاوزًا لفتوى المرشد التى تحرم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ومن قبل آخرين "ورقة ضغط ذكية" ضمن مسار تفاوضى غير معلن.
وفى مقابلة تليفزيونية يوم الاثنين، قال لاريجاني:« إنه إذا تعرضت إيران لهجوم، وبرزت مطالب شعبية لتطوير أسلحة نووية، فيمكن إعادة النظر في الفتوى الدينية» التي أصدرها المرشد الأعلى على خامنئي عام ٢٠١٠، والتي تُحرم إنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل.
ومع ذلك، شدد لاريجاني على أن إيران لا تسعى حاليًا إلى امتلاك أسلحة نووية، وأنها ما تزال ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هذا التلميح قلب النقاشات داخل إيران رأسًا على عقب، حيث انقسم المعلقون والمحللون بين من رأى فى تصريحاته تهديدًا تكتيكيًا، ومن اعتبرها خطوة غير محسوبة تُضعف الموقف الإيرانى وتمنح خصوم البلاد ذريعة لتبرير ضربات وقائية.
من جهة أخرى، تلقى لاريجانى دعمًا نادرًا من التيار المتشدد الذى طالما هاجمه، حيث كتب المتشدد المعروف وحليف الحرس الثوري، وحيد يامينپور، عبر منصة "إكس": لو أن أى شخصية سياسية أخرى تحدثت عن إمكانية امتلاك الجمهورية الإسلامية لسلاح نووي، لتم اتهامها بالمغامرة.
ما فعله الدكتور لاريجانى خطوة حكيمة وتضحية فى وقتها المناسب، وذهب الناشط الأصولى كميل سادات إلى أبعد من ذلك قائلًا: "الشعب الإيرانى يريد أسلحة نووية".
كما كتب عبد الله گنجی، رئيس تحرير صحيفة "جوان" المرتبطة بالحرس الثورى سابقًا، أن المواقع النووية الإيرانية محصنة بشكل لا يمكن معه تدميرها، محذرًا من أن أى هجوم قد يدفع طهران إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى (NPT)، والرد عسكريًا على القواعد الأمريكية وإسرائيل.
إلا أن الحكومة الإيرانية سعت سريعًا إلى احتواء الجدل، حيث أكد وزير الخارجية عباس عراقجى فى منشور على "إكس" أن "إيران، وتحت أى ظرف، لن تسعى أو تطور أو تمتلك أسلحة نووية"، مشددًا على أن الدبلوماسية تبقى المسار المفضل لطهران.
كما نشرت منصة "نور نيوز"، المرتبطة بالمجلس الأعلى للأمن القومى الإيراني، تحذيرًا غير مباشر للولايات المتحدة من مغبة الاستمرار فى التصعيد، دون الإشارة المباشرة إلى تصريحات لاريجاني.
لكن الموقف لم يخلُ من انتقادات داخلية حادة، حيث وصف رجل الدين المتشدد سعيد إبراهيمى تصريحات لاريجانى بأنها "تتناقض مع فتوى المرشد القطعية"، مؤكدًا أن "مجرد التلويح بالأسلحة النووية يمنح الأعداء ذريعة للعدوان".
وأشار المحلل السياسى محمد رحبري، إلى أن التصريحات "تقدم ذريعة مثالية لإسرائيل للقيام بضربة وقائية، وهو ما كانت تنتظره طويلًا".
من جانبه، وصف الصحفى الإصلاحى البارز محمد صحفى تصريحات لاريجانى بأنها "قد تؤدى إلى عزلة إيران على الساحة الدولية، وتنفر الحلفاء المحتملين فى حال تصاعد التوتر مع الغرب".
وانتقد الباحث فى العلاقات الدولية، همت إمامي، بدوره موقف لاريجانى قائلًا: "تصريحاته كانت غير احترافية وتعكس موقع ضعف، إنها تمنح الطرف الآخر فرصة لتكوين إجماع دولى ضد إيران".
فى المقابل، فسر البعض تصريحات لاريجانى فى إطار التحركات الدبلوماسية غير المعلنة، حيث كتب الصحفى البيئى الإيرانى سينا جهانی: "تحذير لاريجانى يجب أن يُقرأ كمناورة تفاوضية محسوبة ضمن مفاوضات رفيعة المستوى مع واشنطن".
أما الناشط المعارض والأكاديمى المقيم فى النرويج، أروند أميرخسروی، فاعتبر ما قاله لاريجانى "ابتزازًا نوويًا اعتادت عليه الجمهورية الإسلامية"، واصفًا التهديد بأنه "مجرد أداة للدعاية والضغط لا أكثر، لن تؤدى سوى إلى رد عسكرى بدلًا من تعزيز الأمن القومي".
تقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكى الصادر فى نوفمبر ٢٠٢٤ أكد أن إيران، حتى ٢٦ سبتمبر من نفس العام، لم تكن تبنى سلاحًا نوويًا بشكل نشط، فيما وصف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الشهر الماضي، البرنامج النووى الإيرانى بأنه "واسع وطموح بشكل كبير"، محذرًا من أن نسبة تخصيب اليورانيوم وصلت لمستويات شبه عسكرية، وقريبة من العتبة النووية.
تصريحات لاريجانى قد تكون زلة لسان، أو قد تكون بالون اختبار سياسى فى خضم تصعيد متنامى بين طهران وواشنطن، لكنها بكل تأكيد أعادت فتح ملف "الفتوى النووية" من جديد، وطرحت سؤالًا شائكًا: هل ما زالت فتوى خامنئى تمثل سقفًا لا يمكن تجاوزه؟ أم أن متغيرات الزمان والمكان ستعيد صياغة المواقف الإيرانية فى قادم الأيام؟