استقال وزير البحرية التجارية اليوناني على خلفية وفاة راكب العبارة الذي زُعم أنه تم دفعه إلى البحر الأسبوع الماضي.

 

ووفقا لما نشرته الجارديان البريطانية، أثار الوزير اليوناني، ميلتياديس فارفيتسيوتيس غضبا عندما بدا وكأنه يعرب عن تعاطفه مع أفراد الطاقم المتهمين بدفعه، في تعليقات متلفزة وصفها حزب المعارضة الرئيسي بأنها "غير إنسانية".

 

أظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع أنتونيس كارجيوتيس البالغ من العمر 36 عامًا وهو يركض إلى منحدر التحميل بالعبارة في ميناء أثينا يوم الثلاثاء وأوقفه أفراد الطاقم ودفعوه للخلف ثلاث مرات.

 

سقط كارجيوتيس في البحر، وعلى الرغم من صراخ الركاب بأنه كان في الماء، غادرت العبارة كما كان مقررًا في البداية. وتم انتشال جثته في النهاية من الماء.

 

يواجه قبطان العبارة وثلاثة من أفراد الطاقم اتهامات جنائية بشأن وفاة كارجيوتيس.

 

وفي أول تصريح له على قناةأوبن التلفزيونية يوم الأربعاء، قال فارفيتسيوتيس: "هناك من يحزن على الضحية ومن يحزن على الأشخاص الذين يعملون مقابل أجر... وهم الآن متهمون بالقتل".

 

أدانت أحزاب المعارضة، بما في ذلك حزب سيريزا اليساري، هذه التصريحات.

 

تحت الضغط، سحب الوزير تعليقاته في وقت لاحق يوم الأربعاء، قائلاً: أعتذر إذا أخطأت في الكلام عن غير قصد. ثم كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن "أنطونيس وعائلته هم الضحايا الرئيسيون لهذه المأساة".

 

قال في خطاب استقالته، الذي نُشر على الإنترنت يوم الاثنين، إن "مقتل أنتونيس كارجيوتيس على يد أفراد طاقم العبارة بلو هورايزون صدمنا جميعًا".

 

قال متحدث باسم الحكومة إن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس قبل استقالة فارفيتسيوتيس (54 عاما)، وهو عضو برلماني عن حزب الديمقراطية الجديدة اليميني الحاكم. وقالت الحكومة إنه سيحل محله كريستوس ستيليانيديس، النائب والوزير السابق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحر مهاجرين

إقرأ أيضاً:

العالم عبارة عن مزيج من الثقافات الإنسانية

الكثير من المشاكل التي تشعل الحروب والفتن بالعالم تنشأ في الأساس نتيجة لغياب اللغة المشتركة. وحينما نقول اللغة المشتركة فإننا نعني الأساليب التي تناسب بها الأفكار بين الناس هي أساليب تختلف بدرجات متفاوتة نتيجة لاختلاف ثقافات البشر.

لقد شهدت تسعينات القرن الماضي زوال كتلة المعسكر الشرقي وعلى رأسها الإتحاد السوفيتي. وهي كتلة كانت تمثل قوة عظمى شكلت في مقابل المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية نوعاً من التوازن في السياسة الدولية، نتج عنه ما تمتعت به مجموعة من الشعوب والمجموعات والدول الصغيرة أو الضعيفة من قدر نسبي من الاستقلالية فيما يخص توجهاتها العامة واحتفاظها بهوياتها الثقافية والاجتماعية لفترة طويلة.

كانت أبرز ملامح العالم الجديد هو بزوغ المعسكر الغربي الرأسمالي على المستوي العسكري والسياسي أولاً ثم تبعت ذلك التجليات الثقافية والاجتماعية الرامية إلى نقض الأنماط الثقافية والاجتماعية الأخرى المخالفة لتوجهات ذلك المعسكر، والعمل على إشاعة نمط واحد وتصويره على أنه هو النموذج الأفضل للحياة الإنسانية.

ولا نستغرب كثيراً أن بعض المفكرين خصوصاً الذين ينطلقون من فرضية انتصار نمط بعينه التي أشاعها هذا الفهم والتي نجد أبرز أمثلته في الكتابات التي صدرت في تسعينيات القرن الماضي لعدد من المفكرين الغربيين وأبرز تلك الكتابات، أطروحة “نهاية التاريخ” والتي كتباها فرانسيس فوكوياما، وهو مفكر أمريكي وجد في نهاية الحرب الباردة وانتصار النموذج الغربي الليبرالي الأمريكي أنه الشكل الأخير للحياة الإنسانية على كوكب الأرض، ودافع عن فكرته من حيث هذا النمط والنموذج الثقافي، وهو خلاصة التطبيق الإنساني لفلسفة الحرية الفردية التي صارت حرية المجتمع.

ونظراً للحالة التي كان العالم يعيشها في ذاك الوقت، فقد وجدت هذه الأطروحة رواجاً كبيراً وتصدت لنشرها عدد من المنابر والصحف ودور النشر، واهتمت بها الدوائر الثقافية على مستوى العالم وعملت بها بحثاً ودراسة كل حسب زاوية نظره للأمور. لكن أبرز نقد وجه لهذه الأطروحة كان متمثلاً في أن الكاتب لم يستطع أن يبرر حالات الفقر المدقع والحروب المستمرة والنزاعات التي تنتشر وما إذا كانت هذه الصورة هي ما يبشر به النمط الثقافي الجديد المتمثل في ثقافة ذات بعد واحد.

غير بعيد عن هذا الأمر كانت مساهمة أخرى تمثلت في كتاب “صدام الحضارات” للمفكر صمويل هنتنغتون الذي قسم العالم إلى غرب وشرق وساق التباين الثقافي بين الاثنين بما خلص منه إلى حتمية أن يتم صدام شامل بين هاتين الحضارتين.

فالأساس الذي وضعه الكاتب هذه المرة لم يكن أساساً أو نظرية سياسية، وإنما انطلق من مفهوم مبنى عليه فكرة التباين الثقافي التي تقتضي أن ينقسم العالم في النهاية إلى جزئين كبيرين هما الشرق والغرب وأن الصدام بينهما هو نهاية الاستقطاب الثقافي الكبير بينهما.

أيضاً هذه الأطروحة تعاملت مع الشأن الثقافي ككل غير تاريخي وغير قابل للتحول والتنوع، فمفاهيم الثقافة مفاهيم جدلية وليست جامدة، وهي متغيرات في حالة تفاعل مستمر مع معطيات الواقع حولها. فليس هناك شرق محض أو غرب محض. العالم هو مزيج من الثقافات الإنسانية المتداخلة والمتعددة والمتنوعة.

وأختم حديثي عن قصة شهيرة عن النبي إبراهيم “علية السلام”: جاء رجل للنبي وطلب منه أنْ يبيت عنده، أو أنْ يضيفه، فسأله إبراهيم عليه السلام عن دينه فقال: إنه مجوسي، فردَّ الباب في وجهه، فعاتبه ربه في ذلك، وقال له: يا إبراهيم تريده أنْ يغير دينه لضيافة ليلة، وهو طول عمرة عايش تحت رحمتي؟؟ فقام النبي إبراهيم ولحق بالرجل: وقال الرجل فقد أتيت لك ورديتني …

فقال نبينا إبراهيم: لقد عاتبني ربي.

فرد الرجل المجوسي: نعم الرب، رباً يعاتب أحبابه في أعدائه، ثم دخل الإسلام وأمن بالله.

مقالات مشابهة

  • مصرع شاب وخطيبته سقطوا بسيارتهم فى ترعة بالدقهلية
  • مصرع شاب غرقا بمياه بحر أبو الأخضر في الشرقية
  • مصرع طفل غرقا بمياه ترعة فى الشرقية
  • “تراتيل غامضة وصراخ عن الشياطين”.. راكب يثير الذعر على متن طائرة أمريكية ويعتدي على الطاقم (فيديو)
  • مصرع 9 مدنيين وإصابة آخرين في الغارات الأمريكية على صنعاء
  • العالم عبارة عن مزيج من الثقافات الإنسانية
  • راكب يعتدي على مضيفات بالطائرة.. فيديو
  • مات صائما.. مصرع أحد أفراد الشرطة وإصابة أسرته إثر انقلاب سيارتهم في الوادي الجديد
  • الدويش: النصر ضحية عبارة ماهو وقته
  • مصرع ضابط شرطة وإصابة 5 من أفراد أسرته في انقلاب سيارة ملاكي على طريق الخارجة_ أسيوط