سواليف:
2025-03-06@21:10:33 GMT

هل نحتاج إلى إعادة غرس القيم لدى طلبتنا؟

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

هل نحتاج إلى إعادة غرس القيم لدى طلبتنا؟

هل نحتاج إلى إعادة #غرس_القيم لدى طلبتنا؟ وكيف يكون ذلك بشكل فعّال؟
وهل هناك ما يحول دون تشرّب أبنائنا القيم المرغوبة والمطلوبة مجتمعيّا؟
الدكتور: #محمود_المساد
إن الوصف الصادق للحالة التي وصلنا إليها هو أقرب ما يكون لتهميش #القيم، وضعف تأثيرها، وخاصة القيم المرغوبة والمطلوبة مجتمعيّا، وهنا لا نبالغ إذا قلنا بأن هذه القيم تآكلت، وباتت غير قادرة على توجيه #السلوك القويم.

من جانب آخر، دخلت عليها قيم غريبة غير مقبولة نافستها، وأضعفتها ببريقها الجاذب الكاذب، ودعم النماذج التافهة ذات التأثير الآني الخادع لها.
من هنا، جاءت الأسئلة أعلاه ضرورية ومسوّغة؛ لأسباب كثيرة منها سياسية واقتصادية وثقافية أثّرت على #الأردن، واستهدفته بالنيل من صلابة أبنائه، وتمسّكهم بموروثهم الثقافي، وانتمائهم للوطن والمنجزات. وعليه، فإن الأهم لنا في هذا الوقت العصيب من عمر #الوطن، وتسيّد غير المهتمين لمقدراته هو أن نركّز على الجانب التربوي المرتبط بأساليب #تعليم القيم، وأساليب تعلمها، إذ لا يعقل أن نتعامل مع تعليم القيم وتعلّمها، كما نتعامل مع تعليم الحقائق والأفكار الأكاديمية وتعلّمها.
وفي هذا الصدد ،نحتاج لبناء #منظومة القيم وترسيخها في أطر الطلبة الفكرية، إلى الحد الذي يتشربونها ويسلكون بوحي منها، مع لزوم إرساء القواعد التي من شأنها تهيئة المكان، والمتطلبات لحواضن القيم المناسبة، وأن تكون هذه القواعد صلبة تأخذ بأهمية تدخلات المستقبل وتوقعاته، والمتابعة المستمرة، والرعاية، والصيانة والترميم، والتطوير بحسب المستجدات. إذ كلما كانت المغريات للخروج عن خصائص هذا البناء القيمي أقوى، احتاج هذا البناء إلى الرعاية والصيانة بصورة أكثر.
إن تفاعلنا المستمر الإيجابي مع الأبناء في غاية الأهمية، فعن طريقه، وفي كل موقف نغرس قيمة، أو نؤكد على قيمة سبق غرسها، أو نرعى قيما نسعد لمحافظتهم عليها، ومن قُبلة الطفل قبل ذهابه للنوم، أو عند استيقاظه في الصباح نعلمه درسا، وهذا يؤكد مقولة: ” في البيت نبني منظومة القيم، وفي البيت ندفنها “، والمعلم هوالأب الثاني بحق من حيث التأثير والمدرسة، وخاصة الروضة، والصفوف الأولى منها البيت الثاني. وهذا يؤشر على تضمين الإطار العام للمناهج الأردنيه أهم تجديد حصل لها، وهوإدماج المفاهيم الحياتية بما فيها من قيم بمحتوى التعلم باشكال مختلفة، أبرزها المواقف العملية، والتجريبية؛ ليستمثرها المعلمون في تفاعلهم الصفي، والمدرسي بطرائق تغرس هذه القيم لدى الطلبة.
من هذا المنطلق، أعرض لبعض الكيفيات التي تساعد في عملية بناء القيم لدى أطفالنا على النحو الآتي:

يتعلم الأطفال حول قيمنا بالتفاعل الإيجابي اليومي معنا. نعلّم أطفالنا القيم باصطحابهم معنا إلى السوق، وإلى دور العبادة، وإلى المزرعة، وإلى الملعب … إلخ. أو عندما نعقب لهم بعد حادثة ما عن فائدة قول الصدق، وعواقب الكذب، ومعنى الفرح والسعادة، وعندما نشرح لهم فضائل المشاركة، وتقديم العون لمن هم معنا في رحلة الصيف، أو المخيم، أو الحافلة العامة.. إلخ من هذه المواقف. يتعلم أطفالنا قيمنا عن طريق الأمثلة المرتبطة بها، والدالة عليها. فعندما يرى أطفالنا أننا التقطنا القاذورات من الطريق، أو من ردهات البيت وساحاته، فإنهم بالتدريج يمتنعون ذاتيا عن رميها، وأن علينا أن نضعها في المكان المخصص لها. وعلى مدى الإقامة في البيت مع الأطفال، يتعلمون كيف يحترم الواحد منهم الآخر بالملاحظة والمحاكاة والتعزيز، وبمثل هذه المواقف نرسي ونجذر الكثير من القيم مثل: المرونة، وقبول الرأي الأخر، والكرم، والنفقة، والعون … إلخ. يتعلم أطفالنا قيمنا التي نكافح من أجلها، والحقيقة التي لا تقبل الشك أن أطفالنا يتعلمون ما نفعله الآباء والأمهات والمربين، ويصبح هذا الفعل لهم نموذجا يقتدى، كون أن الأب هو الذي قام به (ومثله الأم، والأخ الأكبر، أو الأخت الكبرى)، وليس من الحقيقة أن الأطفال بحاجة فقط إلى النموذج المتقن، أو النموذج المثالي لكي يعلّم الأب أطفاله القيمة .

وعليه، فإن تحرك أحد الوالدين، أو الكبار في الأسرة، أو المعلم، أو مدير المدرسة نحو قيمة ما بحماس أكبر من المعتاد، فإنه يكون قد غرس قيمة لدى الأطفال في الأسرة أو المدرسة. فالأطفال يلتقطون ما نتحمس إليه أو نناضل من أجله.

يتعلم أطفالنا قيمنا بالطريقة التي نفعل بها الأشياء داخل الأسرة. بمعنى عندما نجلس معاً ونتحدث، هل نتحاور؟ هل الكبير يتحدث والصغير يستمع فقط ؟ هل نتحدث مع الابتسامة والتواصل الإيجابي ؟ هل نلعب معاً ونغني معاً ؟ هل نتمازح ويرمي أحدنا الأخر بالوسادة، ويركض أحدنا خلف الآخر؟ هل نُمضي وقتا ممتعا معاً ؟ فالوقت الممتع الذي نقضيه معا بالبيت، يغرس فينا قيما تترسّخ، وتتأصل مع استمرار هذه الأجواء الممتعة. وهذا ما يجعل الطفل فخورا بأسرته، ويحرص على قضاء وقت أطول معها، كما وتصبح الأسرة فيما يتعلق به، لها الأولوية الأولى. وبالطريقة نفسها نتحدث عن المدرسة، فكلما كانت ممتعة غرست القيم ويتشربها الأبناء، ويتم فعل الانتماء لها. يتعلم أطفالنا قيمنا التي نعمل بقوة على فضح كل ما يخالفها في مجتمع أوسع. فالأطفال يتشربون القيم والأعراف الاجتماعية عن طريق ما يدور من حوار، وجدل حول القضايا المتعددة بين الأصدقاء والأسر الممتدة والكتب والتلفزيون.. وغيرها . وعلى سبيل المثال،ً ما الذي دار من حوار حول ما قالته الطالبة أمل في المدرسة؟ وما تبع ذلك من حوار في البيت، وبين الأصدقاء، وما كُتب حوله من مقالات، وما دارت حوله من ندوات تليفزيونية؟ لقد قالت: إنها ذهبت في أحد الأيام مع والدتها إلى المستشفى، ولاحظت أن معظم الأطباء من الذكور، لقد كانت والدتها ترغب في أن تعالجها طبيبة، لكن لم يكن ذلك ممكنا. لقد حفرت هذه القضية في نفس أمل قضية المرأة ذات الصلة بقيم التمييز القائم على الجنس، وتكافؤ الفرص، والعدالة بين الجنسين، وحقوق المرأة.. إلخ . كما تحمست للمطالبة بها والدعوة لتقدم المرأة، ونيلها حقوقها الأسرية والعامة. يتعلم أطفالنا قيمنا بوساطة تفسيراتنا للعالم، وما يدور به من قضايا، وما تحمله الطبيعة من أسرار.
حقيقة لا نستطيع أن نتحكم بكل ما يدور في المجتمع، كما لا يمكننا أن نعرف أو نتوقع ما الذي يراه أطفالنا أو يسمعوه في الشارع والمدرسة والحديقة .. إلخ؟ وكثيراً ما يقع لهم ما لا نرغب لهم في أن يروه أو يسمعوه. ولكن الحقيقة المؤكدة أنهم يقدمون لنا الفرصة الذهبية لتوضيح وجهة نظرنا فيما يخبروننا به مما شاهدوه أو سمعوه. مع أننا في الحقيقة أيضا أننا لم نخترّ لهم المرور بهذه الخبرات. إلا أن الفرصة الذهبية تكمن فيما نقدمه لهم من شروح، ووجهات نظر، وكلما كانت إيجابية ومقنعة وتنسجم مع القيم التي نرغب فيها لهم، وأن يتمثلوها وتصبح موجهة لهم ولسلوكهم، كان ذلك أفضل على طريق بناء القيم لديهم. مقالات ذات صلة رحيل هنا و رحيل هناك…بقلم صقر قريش 2023/09/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: القيم السلوك الأردن الوطن تعليم منظومة فی البیت

إقرأ أيضاً:

الدباشي: نحتاج “إيلون ماسك ليبي” يقود وزارة للكفاءة الحكومية

رأى  إبراهيم الدباشي، سفير ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي، أن ليبيا تحتاج إلى شخصية ليبية مثل “إيلون ماسك” لقيادة وزارة للكفاءة الحكومية.

وقال الدباشي في منشور على فيسبوك؛ “فكرة الرئيس الأمريكي ترامب لإنشاء وزارة للكفاءة الحكومية بدت للوهلة الأولى وكأنها غير واقعية في بلد متقدم في مجال الحوكمة والشفافية والمحاسبة، ولكن اتضح أنها أداة مهمة ودورها فعال، خاصة عندما يقودها شخص لا ينتظر من منصبه أي منفعة شخصية ويحظى بدعم مطلق من الرئيس مثل إيلون ماسك، الذي وفر المليارات للخزانة الأمريكية في فترة وجيزة”.

وأضاف؛ “ما يقوم به ماسك يدفعني إلى القول بأنه لا توجد دولة تحتاج إلى وزارة للكفاءة الحكومية كما تحتاجها ليبيا. فليبيا التي ورثت في 2011 مؤسسات مهلهلة ولا ضوابط أو قواعد تسير عليها، أُبتُليت بقيادات غارقة في الجهل ويتملكها الفساد، حولت مؤسسات الدولة إلى مجرد أدوات لرؤسائها لنهب المال العام وتحويله إلى حساباتهم في الخارج أو تبييضه في شراء العقارات وتأسيس الشركات الناهبة، وهو ما يستدعي وجود ماسك ليبي حالما يمن الله علينا بقيادة تخشى الله وتقيه فينا”.

 

وتابع؛ “ولنرى بعض ما يمكن أن يقوم به ماسك الليبي لنعرف حجم الثروة التي يمكن أن نوفرها!،  إلغاء كل الامتيازات المالية والمادية كالسيارات والعلاوات وغيرها للوزراء وأعضاء الأجهزة التشريعية ومن في حكمهم والاكتفاء بالمرتبات اقتداءً بدول متقدمة في مجال الحوكمة الرشيدة مثل سنغافورة”.

وأكمل؛ أن ماسك الليبي يمكنه أيضًا؛ “تقليص عدد العاملين في كل أجهزة الدولة والشركات والمؤسسات العامة إلى الحد الضروري لإنجاز العمل بما في ذلك تقليص فائض العاملين بالمؤسسة الوطنية للنفط”.

وواصل؛ أنه يمكنه “وقف الهدر في العملة الصعبة بتقليص عدد العاملين في البعثات الدبلوماسية الليبية، ووقف الإيفاد للدراسة في الخارج في كل التخصصات غير العلمية، وحصر الإيفاد على المتفوقين وفي المجالات التي لا يمكن دراستها في الداخل”.

وأيضًا يمكنه “تطبيق جدول المرتبات الموحد على جميع العاملين في الأجهزة والمؤسسات العامة والتمييز بينهم بعلاوات مهنية لا تتجاوز 50% من المرتب الأساسي، مع إضافة مبلغ مناسب لمرتبات المهندسين وخبراء النفط من حساب الشركاء الأجانب ( شركات النفط الأجنبية العاملة في ليبيا)”.

وكذلك يمكنه “مراجعة عقود المشاريع المختلفة واسترجاع المبالغ الزائدة عن القيمة الحقيقية من الشركات المنفذة والتي كانت مجرد قنوات للفساد والاستيلاء على المال العام بالابتزاز”، كما يمكنه “التقيد الصارم بالقوانين واللوائح المالية ومنع التكليف المباشر لتنفيذ أي مشروع مهما كانت قيمته”.

وتابع، ويمكنه “منع شراء السيارات للمؤسسات العامة والاكتفاء بسيارة واحدة للبريد لكل وحدة إدارية وبيع كل السيارات العامة المخصصة للمسؤولين في مزادات عامة”، و”التدقيق في شهادات التعيين في اجهزة الدولة وفصل ذوي الشهادات المزورة ومحاسبتهم”.

وأيضا يمكنه “إلغاء المؤسسات والأجهزة ومراكز البحوث التي لم تنتج أي مخرجات ذات قيمة والتي لا مبرر لوجودها”، و “وقف التعيينات في أجهزة الدولة إلي حين استيعاب كل العمالة المستغنى عنها في أنشطة اقتصادية ومنشآت مستحدثة، وحصر صلاحية التعيين في مجلس الوزراء”.

وأشار إلى أن ماسك الليبي يمكنه كذلك؛ “وقف استخدام الفنادق والمنشآت السياحية لأغراض شخصية وتحميل الدولة تكاليفها، ووقف تحمل الدولة لتكاليف سكن المسؤولين والموظفين مهما كانت الأسباب”.

ولفت إلى أنه “لا شك أن الحكم الرشيد الذي يقوم على الشفافية والمراقبة والمحاسبة مفتاح التقدم والازدهار في أي بلد، وإنشاء جهاز للكفاءة الحكومية يقوده شخص قادر ونظيف اليد سيوفر لنا المليارات التي يمكن استخدامها في تحديث البنية التحتية ومشاريع تنموية تدر مليارات مضاعفة وتوظف الآلاف من الليبيين الذين يقتاتون حاليًا على المال الحرام من مرتبات لا يقابلها عمل”.

وختم موضحًا؛ “ولكن إلى أن نصل إلى الحكم الرشيد هل سيقبل أصحاب القرار بتعيين ماسك ليبي؟ وهل سيقبل الفاسدون الأقوياء بوجوده؟  الجواب حتمًا لا في غياب قوة تفرض القانون وترعى المصلحة العامة؟”.

الوسومالدباشي

مقالات مشابهة

  • مسلسل النص الحلقة 6.. صدقي صخر يتعلم أساليب النشـ ل من أحمد أمين
  • إطلاق مبادرة عيون أطفالنا..مستقبلنا لفحص وعلاج مشاكل الإبصار لطلبة الابتدائية بالشرقية
  • التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار
  • أمريكا ترفض خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة
  • الدباشي: نحتاج “إيلون ماسك ليبي” يقود وزارة للكفاءة الحكومية
  • انتخابات البلديات على الأبواب ماذا نحتاج؟!
  • رمضان فرصة تربوية.. كيف نُشجع أطفالنا على الصيام ؟
  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • الزراعة السورية: نحتاج للتمور العراقية وهذه أبرز التحديات التي نواجهها
  • صوت الناس.. أهالي عين شمس يستغيثون من الكابلات المكشوفة: حياة أطفالنا في خطر