إعجابها بجارها الطبيب.. أسرار وحكايات من حياة برلنتي عبد الحميد
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
اعتبر العديد من النقاد الفنانة برلنتي عبد الحميد، أنها منافسة هند رستم، لتميزها في أدوار الإغراء في السينما، وكانت بدايتها في السينما من خلال فيلم "ريا وسكينة" عام 1952، إخراج صلاح أبو سيف.
بسبب انفصالهما.. محاولة انتحار طليق برلنتيتزوجت الفنانة برلنتي عبد الحميد من المنتج محمود سمهان، وكانت العصمة في يدها، الذي أنتج لها فيلم "حياة غانية" عام 1957، لكنها طلقت نفسها نظرًا لما نشب بينها وبينه بسبب غيرته المبالغ فيه عليها، بالإضافة إلى أنه طلب منها اعتزال الفن والتفرغ للمنزل، وبعد طلاقها حاول الانتحار بقطع شرايين يده، لكن تم إنقاذه من قبل شقيقه.
شاركت الفنانة برلنتي عبد الحميد في بطولة عدد قليل للغاية في الأعمال الدرامية، لأسباب كثيرة منها أن العمل التلفزيوني كان شاقًا للغاية، حيث يتطلب التفرغ الكامل لتصوير الحلقات الدرامية بشكل متواصل دون توقف، بسبب عدم توفر المونتاج وقتها، كما أنها اعتزلت التمثيل إثر زواجها من المشير عبد الحكيم عامر عام 1956.
أسرار من حياة برلنتي عبد الحميد
وكشفت برلنتي عبدالحميد، عن العديد من أسرار حياتها في مذكراتها المنشورة بعنوان "المشير وأنا".
وقالت: "كان مولدي بحي باب الشعرية، في بيت جدي حيث كنا نعيش أنا وأمي وأبي، الابن الوحيد لجدي، وقد ظللنا في هذا البيت حتى بلغت الرابعة تقريبًا، ثم انتقلنا للإقامة في حي السيدة زينب، تاركين بيت جدي".
وتروي الفنانة الراحلة عن جدها الذي كان يعيش في حي "باب الشعرية"، وبصفته أحد المتصوفة من أبناء محمد أبوخليل ومن أقرب المريدين، وهو ما جعلها تتربي في بيت يُهتف فيه باسم الجلالة دومًا في حلقات الذكر التي كانت تقام في بيت جدها.
كان انتقال برلنتي عبدالحميد من حي باب الشعرية إلى حي السيدة زينب، بمثابة انتقال من حياة إلى حياة أخرى مختلفة تمامًا، بالإضافة إلى أنها انتقلت من طفولتها إلى صباها.
ومن الوقائع التي لا تنساها الفنانة برلنتي عبدالحميد في تلك الفترة، كانت بمثابة "الكي" بالنار، وحدث بسبب أنه كان يسكن في البيت المقابل لبيتهم، طبيب شاب، لفت نظرها بأناقته وحسن هندامه، وقوته، وذات يوم كانت تقف في شرفة بيتهم تنظر إلى الطريق، فرأت شخصًا مهندمًا، يخرج من البيت المقابل، يلتف حوله رجال، فسألت أحدهم، من هذا الرجل؟ فقالوا: الدكتور، فاندهشت وكررت سؤالها: لماذا؟ فردوا: أكل كبده الخمر.
كانت هى المرة الأخيرة التي ترى فيها جارها الطبيب الذي أثار إعجابها، قالت: "ضاع الدكتور، استقر في وجداني أنه من الحماقة الإدمان، وحملت في قلبي كراهية وحذرًا منها، وتعاملت معها فيما بعد معاملتي لرفيق من طبائعه الغدر والأذى، ولم أجد من يشاركني الرأي، بل ويحمل ضد الخمر آراء أشد صرامة وجهامة سوى المشير عبدالحكيم عامر".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها
كتب: معن بن علي الدويش الجربا
عبر التاريخ قرأنا وسمعنا عن قصص وملاحم لانتصارات حققتها شعوب مستضعفة على قوى عالمية استعمارية عظمى، رغم ما تملكه هذه القوى من فائض جبار للقوة وفارق مهول في التسليح والتكنولوجيا، ولكن ما أن يتحقق هذا الانتصار حتى يبدأ العد العكسي باتجاة الضعف لهذه المقاومة تدريجيا مع مرور الزمن، فيغتنم العدو الفرصة السانحة للانقضاض عليها من جديد.. فكيف يحدث هذا؟!
لا يمكن أن تحقق الشعوب المستضعفة انتصارات على القوى العالمية الاستعمارية الكبرى إلا إذا توافرت عدة شروط. الشرط الأول (الحق) وهو شعور هذا الشعب المستضعف بأنه صاحب حق، حيث إن هذا الشعور يكسبه قوة معنوية عالية. الشرط الثاني (التضحية) وهو إمكانية هذا الشعب للتضحية، وعادة ما تكون هذه الإمكانية في أعلى درجاتها في الحالات الإيمانية الدينية. الشرط الثالث (مبدأ: ليس لدي ما أخسره)، وهي معادلة ترسلها هذه الشعوب المستضعفة للقوى العالمية بأنكم تخسرون أكثر مما نخسر، لأننا ليس لدينا ما نخسره. الشرط الرابع (الصبر)، حيث إن القوى العالمية لا تتأثر بالخسائر إلا على المدى الطويل.
إذا توفرت هذه الشروط، فإنه في الأغلب تستطيع هذه الشعوب المستضعفة تحقيق النصر على المستعمر، ولكن مع مرور الوقت يتغير شرط من أهم الشروط في معادلة النصر، الذي ذكرناها أعلاه وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). فعادة، بعد أن تحقق هذه الشعوب المناضلة النصر، تبدأ بعملية بناء الدولة والمجتمع وتحقق نهضة في جميع المجالات: اقتصادية وعمرانية وغيرها. ومن هنا، تعود القوى العالمية الاستعمارية للانقضاض مرة أخرى على هذا الشعب حيث إن هذا الشعب أصبح لديه ما يخسره، وسوف يضطر أن يفاوض.
بعد شرح النظرية، فمن الجيد العودة للواقع اليوم، وهو ما يحدث في منطقتنا العربية والإسلامية، وخصوصا محور المقاومة. لا شك أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 شكل تحولاً استراتيجياً في نظرية المقاومة ضد الكيان المحتل، حيث تحولت المقاومة من حركات نضال قومي عربي علماني، تمثلت في الحركة الناصرية في مصر والحركة القومية في سوريا والعراق، إلى حركة نضال عربي إسلامي، حيث اجتمع العنصر القومي بالعنصر الإسلامي، فأكسب المحور قوة فولاذية صلبة ليس من السهل كسرها، بعكس حركات النضال العلمانية.
سنلاحظ بعد عام 1979 انطلقت حركات المقاومة الإسلامية في الوطن العربي، خصوصاً في فلسطين ولبنان، وهو نتاج انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وبذلك تشكل محور عربي إسلامي حقق نجاحات وانتصارات مذهلة خلال ما يقارب نصف قرن تقريباً.
بعد الانتصارات التي حققها هذا المحور، انطلقت التنمية في كل المجالات، وحقق هذا المحور تقدماً كبيراً في التنمية، لدرجة أن العدو بدأ يراهن على هذا الشرط الذي ذكرناه سابقاً، وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). حيث بدأ العدو يلوح بتدمير كل التنمية التي حققها محور المقاومة خلال النصف قرن الماضية، وهنا مربط الفرس وهنا تهزم المقاومات في العالم.
بالتأكيد، من المهم جداً أن تحافظ الشعوب على مكتسباتها من التنمية والتقدم الحضاري، ولكن عندما يحاول العدو استغلال ذلك كنقطة ضعف، فمن المهم إيصال إشارات قوية وحقيقية للعدو بأننا على استعداد أن نعود لنقطة الصفر لنبدأ النضال من جديد، كما فعلنا سابقاً، ونعيد معادلة (سوف تخسرون أكثر مما نخسر). عندها فقط سوف يفكر العدو ألف مرة قبل أن يهاجم، لأنه يعرف أن العودة للمعادلة السابقة سيكون هو الخاسر الأكبر فيها.
الخلاصة منطقتنا تمر بمرحلة مصيرية ووجودية، واذا لم يشعر العدو بأننا على استعداد تام لدفع اي ثمن مهما كان لتحقيق النصر فإنه سيقدم على تنفيذ خطته لتدميرنا.. انا لا اشك مطلقا أن منطقتنا العربية والإسلامية ستنتصر إذا حققت هذه المعادلة، بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.