جهود بوتين للتخلص من هيمنة الدولار..صعوبات ونتائج عكسية
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
اصطدمت جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستغناء عن هيمنة الدولار الأمريكي بعقبات فاقمتها العقوبات الغربية الكبيرة على روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا منذ فبراير (شباط) عام 2022.
وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، لا تزال مليارات الدولارات من أرباح مبيعات النفط الروسي عالقة في البنوك الهندية، ما يمثل ضربة لمحاولات بوتين لوقف استخدام الدولار الأمريكي في التجارة.ويتم عادة تداول السلع مثل النفط والذهب والقمح في جميع أنحاء العالم بالدولار الأمريكي، العملة الاحتياطية في العالم. نتائج عكسية وقالت المجلة الأمريكية: "كان النظام المالي الروسي معزولاً بشكل أساسي بسبب العقوبات الغربية التي فرضت بعد قرار بوتين بدء الحرب في أوكرانيا، مما جعل بلاده غير قادرة على إجراء المعاملات بالدولار، وبالتالي الحد من التجارة".
وأضافت "حاول بوتين الالتفاف على ذلك من خلال بيع النفط لدول مثل الصين والهند بعملتيهما المحليتين، اليوان والروبية على التوالي، مما أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تقويض قوة الدولار الأمريكي في الخارج".
#روسيا والصين تتخليان عن الدولار في التعاملات الاقتصادية https://t.co/uZMan9sNwm
— 24.ae (@20fourMedia) September 9, 2023 وتابعت "مع ذلك، يبدو أن المحاولات الأخيرة لإلغاء اعتماد التجارة الثنائية مع الهند بالدولار قد أدت إلى نتائج عكسية على موسكو".وأصبحت روسيا واحدة من أكبر موردي النفط للهند وحققت مبيعات بمليارات الدولارات، وقد أدى ذلك إلى تراكم ما يصل إلى مليار دولار شهرياً من أصول الروبية في البنوك الهندية التي لا يمكن الوصول إليها بسبب القيود التي يفرضها بنك الاحتياطي الهندي". قوة الدولار وقال الخبير الاقتصادي تيموثي آش، إن "الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي فُرضت بعد ذلك على روسيا أعادت التأكيد على قوة الدولار.
وأضاف "ببساطة لا يوجد حل سريع لروسيا والصين وآخرين، في حين لا يزال الأمر على مستوى العالم هو الدولار الأمريكي، أعتقد أن روسيا تكتشف فقط سبب ثقة الجميع بالدولار، فهو قابل للتحويل بحرية، في حين أن الروبية ليست كذلك".
وبحسب أديتيا بهان الباحث من مؤسسة أوبزرفر، فإن الهند تدير حساب رأس مال قابل للتحويل جزئياً، وهو ما يستلزم إمكانية مبادلة الروبية الهندية بالعملات الأجنبية والعكس".
توسعة بريكس.. مرحلة اقتصادية جديدة تهدد الدولار https://t.co/wHc6V63y9B pic.twitter.com/13L17fneLd
— 24.ae (@20fourMedia) August 24, 2023 وتشكل المخاوف بشأن استقرار سعر الصرف العقبة الرئيسية وراء إحجام الحكومة الهندية عن جعل الروبية قابلة للتحويل بالكامل.وأضاف "تشكل الأسعار المستقرة الشرط المسبق الأكثر أهمية لتدويل العملة، وهناك مصدر قلق آخر يتمثل في أن تدويل الروبية الهندية قد يحد من قدرة بنك الاحتياطي الهندي على إدارة المعروض النقدي المحلي والتأثير على أسعار الفائدة وفقاً لظروف الاقتصاد الكلي السائدة".
ونتيجة لهذه القيود، قد يتم احتجاز ما يصل إلى 39 مليار دولار في حسابات البنوك الهندية.
خيارات ضيقة وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مايو (أيار) الماضي: "هذه مشكلة، نحن بحاجة إلى استخدام هذه الأموال، ولكن يجب تحويل هذه الروبيات بعملة أخرى، وهذا قيد المناقشة الآن".
وبحسب المجلة الأمريكية، في شهر سبتمبر (أيلول)، بدا أن لافروف يعترف بأن موسكو قد تخلت عن إنقاذ مخزونها من الروبية الذي تبلغ قيمته المليارات من الهند.
وقالت إن "الخيار الوحيد المتاح أمام روسيا لاستخدام هذه الأموال في الوقت الحالي يتلخص في إنفاقها أو استثمارها في الهند، ولكن هناك علاقة تجارية غير متوازنة بين نيودلهي وموسكو، حيث تبيع الهند القليل لروسيا".
#بريكس.. خطوة إضافية نحو عالم متعدد الأقطاب وإنهاء نفوذ الدولار #تقارير24https://t.co/mQrnvIUk7K pic.twitter.com/Hybtec09HB
— 24.ae (@20fourMedia) August 21, 2023 وأضافت "إلى جانب النفط، تعد روسيا واحدة من أكبر موردي الأسلحة والمعدات العسكرية للهند. وفي الفترة بين أبريل (نيسان) 2022 وفبراير (شباط) 2023، وصلت واردات الهند من روسيا إلى 41.56 مليار دولار، بما في ذلك زيادة بأكثر من 900% في واردات النفط الخام على أساس سنوي، وفي الوقت نفسه، بلغت صادراتها إلى روسيا 3 مليارات دولار فقط".المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا بوتين الدولار الدولار الأمریکی
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام
أعلن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، يوم الجمعة أن روسيا مستعدة لضمان حياة الجنود الأوكرانيين في منطقة كورسك الغربية إذا قررت كييف طلب استسلامهم، وذلك بعد مناشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجنب وقوع "مجزرة" وشيكة.
يأتي ذلك بعد ورود تقارير تفيد بأن القوات الأوكرانية محاصرة بالكامل في المنطقة.
في هذا السياق، دعا ترامب، الذي نشر تغريدة عبر منصة "تروث سوشال"، بوتين إلى إنقاذ الجنود الأوكرانيين الذين وصفهم بأنهم "محاصرون بالكامل" و"في خطر داهم"، محذرًا من أن إراقة دمائهم ستكون "مجزرة رهيبة" لن يشهد العالم مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف ترامب: "لقد طلبت بشكل قوي من الرئيس بوتين أن يُنقذ حياة هؤلاء الجنود".
من جانبه، أكد بوتين في اجتماع مع مجلس الأمن الروسي أنه قرأ مناشدة ترامب، وأنه إلى يفهم تلك الدعوة لاتخاذ إجراءات إنسانية.
وتابع سيد الكرملين: "إذا ألقى الجنود الأوكرانيون أسلحتهم واستسلموا، سيتم ضمان حياتهم ومعاملتهم بشكل لائق وفقًا للقوانين الدولية والقانون الروسي". وأوضح أن تنفيذ هذه المناشدة يتطلب أمرًا من القيادة العسكرية الأوكرانية بشأن استسلام الجنود.
على الجانب الآخر، حذر ديمتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن كييف ستواجه "الدمار" إذا رفضت قواتها الاستسلام، مشيرًا إلى أن الجنود الأوكرانيين سيتم "تدميرهم بلا رحمة".
منذ أغسطس الماضي، أصبحت منطقة كورسكمسرحًا رئيسيًا للصراع بعد أن استعادت القوات الأوكرانية أجزاءً من الأراضي الروسية. وتواصل القوات الروسية محاولات استعادة هذه المناطق، بينما تواصل الولايات المتحدة الضغط على موسكو لقبول وقف إطلاق النار.
فيما نفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية التقارير التي تحدثت عن محاصرة قواتها، مؤكدة أن هذه الادعاءات هي جزء من دعاية روسية تهدف إلى الضغط السياسي. وأشارت إلى أن الوضع على الجبهة لم يتغير بشكل جوهري بعد الاشتباكات التي جرت يوم الجمعة.
بدوره، أشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بالهجوم الأوكراني في منطقة كورسك، مؤكدًا أن العملية العسكرية نجحت في تحويل الأنظار بعيدًا عن الجبهات الأخرى. وأضاف أن قواته تمكنت من التراجع إلى مواقع أكثر أمانًا، مما سمح لها بمواصلة تنفيذ مهامها بنجاح.
في سياق متصل، أفاد الناشط الأوكراني سيرهي ستيرننكو بأن القوات الروسية نفذت عمليات إعدام لعدد من أسرى الحرب الأوكرانيين في كورسك، حيث أشار إلى مقتل خمسة أسرى على الأقل الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك في وقت تكثف فيه روسيا عملياتها العسكرية في المنطقة.
من جانبه، اتهم بوتين القوات الأوكرانية بارتكاب جرائم ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، واصفًا هذه الأفعال بـ "الإرهاب" وفقًا لتصنيف مكتب المدعي العام الروسي.
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعادة السيطرة على بلدة غونشاروفكا في كورسك. في الوقت نفسه، أكد حرس الحدود الأوكراني نجاحهم في صدّ محاولة دخول مجموعة استطلاعية روسية عبر الحدود في منطقة سومي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووي 337 مسيرة أوكرانية فوق سماء روسيا تخلف خسائر مادية وبشرية تقرير: صفقة وشيكة بين سوريا روسيا تضمن احتفاظ موسكو بقاعدتي حميميم وطرطوس فما المقابل؟ فلاديمير بوتينروسيادونالد ترامبكورسكالحرب في أوكرانيا