كتب ـ عبدالله الشريقي:

احتلفت بورصة مسقط أمس بتدشين الدليل الاسترشادي للإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ليكون بمثابة خطوط تسترشد بها الشركات للتعامل مع المعلومات والبيانات المتعلقة بأسس الاستدامة، وهو ما ينسجم مع توصيات مبادرة الأمم المتحدة للبورصات المستدامة، والاتحاد العالمي للبورصات، وإرشادات الإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة الصادرة عن دول مجلس التعاون الخليجي.


كما دشنت بورصة مسقط منصة على موقعها الإلكتروني بهدف بث الإفصاحات المتعلقة بأداء الشركات في الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، تعزيزا للشفافية والتزاما لتحقيق النمو المستدام للشركات المدرجة.
وعززت بورصة مسقط جاذبيتها الاستثمارية وباتت على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل استقطاب التدفقات الاستثمارية المحلية والأجنبية وذلك من خلال تدشينها لمنصتها الخاصة بالحوكمة الثلاثية (ESG) والتي تم تصميمها بهدف تشجيع الشركات المدرجة على الإفصاح عن المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، التي تساعد وتشجع الشركات المدرجة في جعل المعلومات البيئية والاجتماعية ذات الصلة متاحة للمستثمرين والجمهور بصفة عامة.
رعى حفل التدشين معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين في القطاعين العام والخاص وذللك في فندق جراند ملينيوم بالخوير.
وقال سعادة عبدالله بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال: إن تدشين بورصة مسقط الدليل الاسترشادي يأتي إلزاما بالمعايير الحوكمة ومتطلبات الأمم المتحدة في مجال البيئة والحوكمة والمجتمع وهذا يأتي للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ للوصول إلى الحياد الصفري في عام 2050م وذلك للسعي لتحقيق هذا الهدف. كما أن هذه المبادرة جاءت من هذا المنطلق ليكون قطاع رأس سوق المال في سلطنة عمان معاييره في هذا الجانب مستوفيه لجميع هذه المتطلبات.
وأضاف: قامت بورصة مسقط بوضع دليل للتسهيل للشركات عما هو مطلوب منها لتحقيقه حيث أصبحت الشركات الآن لديها المعرفة في هذا المجال والوصول الى تحقيق هذه المتطلبات وأن نكون في مصاف الدول الأخرى التي تسعى إلى نفس الجهد كما أن هناك تنسيقا بين سلطنة عمان وبين دول مجلس التعاون الخليجي لكي يكون هناك معايير موحدة في هذا القطاع.
من جانبه قال محمد بن محفوظ العارضي رئيس مجلس إدارة بورصة مسقط: إن الاهتمام المتزايد في أوساط المستثمرين في جميع أرجاء المعمورة بقضايا التنمية المستدامة والتي تلبي احتياجات المستثمر الحالي دون المساس باحتياجات الأجيال المقبلة فقد انضمت بورصة مسقط مؤخرًا إلى مبادرة الأمم المتحدة للبورصات المستدامة بوصفها بورصة شريكة، بهدف بناء ثقافة مالية مستدامة وشاملة من خلال انتهاج أفضل الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة وبما يتماشى مع توجهات رؤية عُمان 2040 لتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام.
وأضاف: تعد بورصة مسقط واحدة من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني التي تقود المجتمع المالي نحو تحقيق استثمارات مستدامة وذلك لوجود شريحة واسعة من الشركات المدرجة فيها، حيث وضعت البورصة ضمن خطتها الاستراتيجية أولوية تحسين بنيتها الأساسية والتي تستند بشكل أساسي على تعزيز الشفافية والإفصاح وتزويد المستثمرين بكافة الأدوات والمؤشرات المالية التي تخدم تطلعاتهم وتلبي احتياجاتهم الاستثمارية. مشيرا إلى أن البورصة تسعى إلى القيام بدور ريادي لترسيخ مفاهيم الاستدامة من خلال توعية ودعم وتمكين الشركات المدرجة للإفصاح عن الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة بشفافية وكفاءة وتقديم كافة المعلومات التي تمكّن المستثمرين من اتخاذ قرارات استثمارية متوافقة مع توجهاتهم وقيمهم.
من ناحيتها قالت ماجدة بنت شيخان المعمرية رئيس قسم أول الاستثمار المستدام ببورصة مسقط: قامت البورصة بوضع مجموعة من المعايير الرئيسة للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG ) والتي تم توحيدها مع البورصات الخليجية نهاية عام 2022م وهي 29 معيارا توزعت بين ثلاثة محاور ومن منطلق اهتمام بورصة مسقط بتشجيع الشركات على الاستثمار الاجتماعي تم إضافة المعيار رقم 30 لتصبح 30 معيارا للإفصاح والشفافية تمثل محورا أساسيا من محاور جاذبية الأسواق المالية أمام المستثمرين الأجانب الذين يفضلون الأسواق التي تتمتع بمستوى مرتفع من الإفصاح والشفافية الأمر الذي يعزز فرص نمو التدفقات الأجنبية الواردة للبورصة. وأضافت المعمرية: ستمكن منصة الافصاح عن الحوكمة الثلاثية المستثمرين والمهتمين من الاطلاع على التقارير الدورية والمؤشرات التي ستقوم على البيانات المفصح عنها من الشركات المدرجة، وهو ما يعزز ممارسات الاستثمار المسؤول من خلال دعم المستثمرين للوصول إلى بيانات المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات عالية الجودة حيث أن البورصة أخذت بعين الاعتبار بأن تشمل المنصة الافصاح عن الـ «الثلاثين» معيارا ​وسيكون الافصاح في العام 2024م طوعيا وبدء من العام 2025م الزميا، كما سيكون الافصاح سنوي يتزامن مع الافصاحات المالية السنوية بالإضافة إلى ذلك ويمكن للشركات إضافة تقرير الاستدامة الذي تعده الشركات حاليا وهناك تقرير الحوكمة الذي تنشره الشركات مع التقارير المالية السنوية.
وعلى هامش حفل التدشين اقيمت جلسة نقاشية بعنوان (أهمية الإفصاح عن معايير الحوكمة الثلاثية ESG والاستدامة. حيث قال أحمد بن علي المخيني الخبير بمكتب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال الحوكمة الثلاثية تعزز من متانة وسلامة الأسواق المالية وتكون المحرك الاقتصادي لتكوين الثروات كما أن تطبيق معايير الحوكمة الثلاثية البيئية والاجتماعية والحوكمة لها أثر عميق بأداء الشركات فضلا إلى أنها تعزز سمعتها محليا ودوليا لتحقيق الجاذبية الاستثمارية وبناء الشراكات ،مؤكدا على أن الهيئة تكف حاليا على مراجعة ميثاق حوكمة الجهات التي تشرف عليها وفق منظور الحوكمة الثلاثية لتكون المرجع الأساس والدليل الذي يعزز تطبيق ممارساتها ويضمن التزامها بأفضل المعايير الدولية وبما يتناسب مع طبيعة السوق المحلي.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاولي الشرکات المدرجة بورصة مسقط من خلال

إقرأ أيضاً:

الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي «استراتيجيات، فرص، وحوكمة»

في عالمنا متسارع التغير، يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذريًا في كيفية اتخاذ قرارات الاستثمار، وإدارة المحافظ، وتحسين العوائد. ورغم أن الإمكانيات الكاملة لهذه التقنية لن تتحقق على المدى القريب، إلا أن الذكاء الاصطناعي يُظهر بالفعل قدرات واعدة في تعزيز اتخاذ قرارات أذكى ورفع كفاءة خلق القيمة. المستثمرون اليوم يستفيدون من الذكاء الاصطناعي للبحث عن «ألفا»، أي العوائد الاستثمارية الإضافية، وبناء قدرات مؤسسية تُمهّد لمرحلة أداء متطور في المستقبل.

لطالما اعتمد اتخاذ القرار الاستثماري على البيانات والحُكم البشري. وتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي طرقًا جديدة كليًا للعمل، من خلال تبسيط الإجراءات وكشف فرص كان من الممكن أن تغيب عن التحليل التقليدي.

إن قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة وتوليف البيانات على نطاق واسع يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في مجال اكتشاف الصفقات، من خلال التعرف على الاتجاهات الخفية في السوق والفرص الواعدة. ويمكن للتحليلات المتقدمة أن ترصد الصناعات الناشئة أو الأصول التي لم تُقيَّم بعد بشكل مناسب، قبل أن ينتبه إليها المنافسون، مما يمنح المستثمرين ميزة تنافسية مهمة. وعند استخدام الذكاء الاصطناعي في مرحلة التحقق من الجدارة، يمكن أن يوفر رؤى أعمق عبر تحليل قواعد البيانات والمخاطر السوقية والجيوسياسية، بالإضافة إلى قياس المزاج العام في السوق، مما يتيح رؤية شاملة للاستثمارات المحتملة.

وبعد إتمام صفقة الاستحواذ، يمكن لإدارة المحافظ في الوقت الفعلي، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، أن تُسهم في تحقيق قيمة أكبر. وتُتيح هذه المرونة للمستثمرين تعديل استراتيجياتهم بشكل ديناميكي، والمحافظة على القيمة في الشركات ضمن محافظهم الاستثمارية. إن استخدام الذكاء الاصطناعي عبر دورة الاستثمار بأكملها لا يعزز الكفاءة فقط، بل يضمن أيضًا فعالية القرارات، من خلال الاعتماد على رؤى قوية واستشرافية للمستقبل.

من المكاسب التشغيلية

إلى إيجاد القيمة الاستراتيجية

من أجل صياغة استراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي وإدارة محفظتها الاستثمارية، تواصل «مبادلة» دراسة التوجهات الكبرى والاضطرابات والمتغيرات الناشئة التي تشكل ملامح الاقتصاد العالمي. وقد تناولت ورقة بحثية حديثة، أُعدّت بالتعاون مع صندوق (إم. جي. إكس) المتخصص في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وشركة «باين آند كومباني»، تحت عنوان «الذكاء الاستثماري: صندوق الاستثمار المستقبلي»، كيف تتعامل كبرى شركات الاستثمار حول العالم مع الذكاء الاصطناعي. وقد كشفت الورقة أن الاستخدام الحالي للذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولية، إذ يُستخدم أساسًا لتعزيز كفاءة الأداء البشري، إلا أن الإمكانيات المتاحة لاستخدام هذه التقنية تبقى هائلة.

فمن بين 30 شركة استثمار مباشر استطلعت آراؤها، يبلغ إجمالي أصولها تحت الإدارة 3.2 تريليون دولار، لا يتوقع سوى 2% من الشركاء العموميين تحقيق قيمة كبيرة قائمة على الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام، بينما توقّع 93% منهم تحقيق فوائد تتراوح بين متوسطة وكبيرة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. الشركات الرائدة في هذا المجال بدأت بالفعل في التقدم على منافسيها من خلال تكوين فرق متخصصة من علماء البيانات. وقد بدأت بعض هذه الفرق منذ أكثر من عقد من الزمن، مما أتاح لها إنشاء بيئة رقمية متكاملة وتفعيل مجموعة من العناصر الأساسية لبناء ميزة تنافسية في إدارة الاستثمار. وعندما طُرِح السؤال حول: أين تكمن أعظم فرص خلق القيمة عبر الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي؟ أشار المستثمرون إلى تحسين أداء الشركات الموجودة ضمن محافظهم الاستثمارية. ووفقًا للدراسة، فإن 18% من الصناديق بدأت فعليًا في تحقيق قيمة تشغيلية من خلال تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي داخل هذه الشركات. وتتخذ العديد من الصناديق نهجًا فاعلًا من خلال تقديم أدوات ومنصات تتيح لتلك الشركات متابعة تحركات المنافسين والتعرف على فرص الاستحواذ السريعة، وثمة أيضًا صناديق تعمل على إقناع شركات محفظتها بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخدامات محددة، وتوفّر لها الفرق المختصة والأدوات اللازمة والتدريب المطلوب لتنفيذ ذلك.

بناء شركات استثمارية

مدعومة بالذكاء الاصطناعي

السؤال الأهم الذي يشغل كبار مسؤولي الاستثمار حول العالم هو: كيف يمكن الاستعداد للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي؟ والإجابة تبدأ بوضع استراتيجية بيانات مناسبة وبنية أساسية قوية، إلى جانب أنظمة حوكمة صارمة وآليات للتحقق من مصادر البيانات وضمان الالتزام بالمعايير. إن الشركات الاستثمارية تمتلك كميات ضخمة من البيانات، والقدرة على إدارتها بفعالية يمنحها ميزة تنافسية كبيرة.

من المتوقع أن تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات هيكلية في طبيعة عمل المؤسسات. حيث ستصبح الفرق أصغر حجمًا وأكثر تركيزًا على المناصب القيادية، كما ستتطور المهارات المطلوبة من الموظفين، إذ سيعمل خبراء في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع محترفي الاستثمار. ويُتوقّع أن يشهد دور خبراء الاستثمار أنفسهم تطورًا كبيرًا، وقد بدأت العديد من الصناديق بالفعل في تدريب فرقها لاكتساب الكفاءة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فإن الإمكانيات التحويلية للذكاء الاصطناعي يجب أن تقترن بتبنٍّ مسؤول وأخلاقي للتقنية، فالحوكمة المتينة والأطر الأخلاقية هي عناصر أساسية لتعظيم فرص الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وتقليل المخاطر المترتبة على الآثار الجانبية غير المتوقعة.

الذكاء الاصطناعي

باعتباره محركًا استراتيجيًا

ومع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي التوليدي لمشهد الاستثمار، سيتّسع الفارق بين الرواد والمتأخرين. أولئك الذين يحتضنون الإمكانيات الكاملة لهذه التقنية، إلى جانب التزامهم بالحوكمة المسؤولة، سيحققون فرصًا غير مسبوقة في إيجاد القيمة. وفي «مبادلة»، لا نرى الذكاء الاصطناعي باعتباره تطورًا تقنيًّا فحسب، بل فرصة لتعزيز التكامل بين الغاية والربحية، وتسريع بناء مستقبل أفضل وأكثر مرونة للأجيال القادمة.

إن الطريق إلى الأمام يتطلب قيادة جريئة، وتعاونًا فعّالًا، وتركيزًا لا يتزعزع على التأثير بعيد المدى. وسيساعد ذلك القطاع المالي في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحويله إلى ميزة تنافسية حقيقية وفارقة. ومع اعتبار الذكاء الاصطناعي محركًا استراتيجيًا، تصبح آفاق الابتكار والمرونة بلا حدود.

هذه المقالة جزء من الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.

مقالات مشابهة

  • بورصة مسقط تكسب 26.4 نقطة .. والتداول 4.9 مليون ريال
  • الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي «استراتيجيات، فرص، وحوكمة»
  • "سياحة النواب" توصي بتفعيل منصة إلكترونية موحدة لتقديم طلبات ترخيص شقق الإجازات
  • سياحة النواب توصي بتفعيل منصة إلكترونية موحدة لتقديم طلبات ترخيص شقق الإجازات
  • إطلاق الدليل الاسترشادي للنفاذ الرقمي ضمن جهود تحسين الخدمات الحكومية
  • النقل والاتصالات تطلق الدليل الاسترشادي للنفاذ الرقمي
  • ‏مجموعة stc ترعى مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025 وتطلق منصة تدريبية لدعم الكفاءات الوطنية
  • مؤشر بورصة مسقط يغلق مستقرا مع ارتفاع ملحوظ في الاستثمار الأجنبي
  • “هيئة العقار” تُرخص (71 ) منصة عقارية إلكترونية
  • منذ بدء العمل بنظام الوساطة العقارية.. “العقار” ترخّص لـ71 منصة إلكترونية برخصة “فال”