زلزال المغرب.. راعي غنم: "كان علي الاختيار بين إنقاذ والدي أو ابني"
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
يروي الطيب آيت إجنباز المواطن المغربي الذي يعمل راعيا للغنم، مآساته في زلزال المغرب الذي ضرب المملكة مساء الجمعة الماضية، حيث وجد نفسه في مأزق كبير تحتم عليه الاختيار بين انقاذ ابنه البالغ من العمر 11 عاماً أو والديه.
ويقول راعي الغنم، وهو من مجتمع صغير في جبال الأطلس، لقد حدث كل شيء بسرعة كبيرة عندما وقع الزلزال ركضنا جميعاً نحو الباب كان والدي نائماً فصرخت على أمي لتأتي، لكنها بقيت في انتظاره".
ويضيف في روايه لشبكة "بي بي سي" أنه على الجانب الآخر، لم يتمكن من رؤية سوى زوجته وابنته، وبينما كان في طريقه عائداً إلى المبنى المنهار، وجد الطيب ابنه ووالديه محاصرين تحت الأنقاض، كان يرى يد ابنه وهي تحفر بين الأنقاض، كان يعلم أن عليه التصرف بسرعة، واتجه نحو ابنه آدم، وحفر يائسًا بين الأنقاض لسحبه.
وتابع والدموع في عينيه "عندما التفت إلى والدي، المحاصرين تحت الأحجار، قلت إن الوقت قد فات، وكان علي أن أختار بين والدي وابني".
وأضاف "لم أستطع مساعدة والدي لأن الجدار سقط على نصف أجسادهم إنه أمر محزن للغاية رأيت والدي يموتان"، ويشير الطيب إلى البقع الموجودة على بنطاله الجينز ذو اللون الفاتح، قائلاً إن هذا هو دماء والديه.
وقال إن جميع ملابسه موجودة في منزله، ولم يتمكن من تغيير ملابسه منذ وقوع الزلزال، وتعيش الأسرة حاليا مع أقارب لها في خيام مؤقتة بالقرب من منزلهم السابق وكل أمواله كانت في المنزل.
ويقول: "يبدو الأمر وكأنك ولدت من جديد في حياة جديدة. بلا أهل، ولا منزل، ولا طعام، ولا ملابس، وعمري الآن 50 عامًا ويجب أن أبدأ من جديد".
لا يستطيع البدء في التفكير في كيفية المضي قدمًا، لكنه يتذكر الدروس التي علمه إياها والديه. لقد قالوا دائمًا: تحلى بالصبر، واعمل بجد، ولا تستسلم أبدًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زلزال المغرب راعي غنم جبال الأطلس تحت الأنقاض
إقرأ أيضاً:
الحرب دمرت المباني.. كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار غزة؟
إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير تبدو مهمة ضخمة ومعقدة، خاصة مع اقتراب الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد أكثر من 15 شهراً من الصراع العنيف.
حواوشي وسجق ولانشون.. التحفظ على 6 أطنان لحوم داخل محلين بالجيزةالحصيلة البشرية لتلك الحرب كانت مأساوية، حيث استشهد أكثر من 46 ألف فلسطيني وأصيب نحو 110 آلاف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
في الوقت نفسه، فلا يزال هناك آلاف الضحايا تحت الأنقاض التي تمنع قوات الاحتلال وصول فرق الإسعاف إليهم، بعد تدمير الحرب المنازل
تكلفة إعادة الإعمارووفقاً لدراسة لمؤسسة راند البحثية الأمريكية، فإن عملية إعادة إعمار غزة ستتكلف أكثر من 80 مليار دولار، فقط إزالة الأنقاض ستحتاج إلى أكثر من 700 مليون دولار، مع تعقيدات إضافية بسبب وجود القنابل والألغام والصواريخ غير المنفجرة.
تسببت الحرب في تدمير واسع للبنية التحتية في غزة، حيث تضررت أكثر من 70% من المساكن بين تدمير كلي وجزئي، بالإضافة إلى المستشفيات والمرافق العامة والمصانع.
كما أن الحرب خلفت آثاراً اجتماعية مدمرة، حيث فقد أكثر من 17 ألف طفل والعديد من الأسر عائليها، في وقت يظهر فيه أن 25% من الشهداء كانوا من الرجال في سن العمل.
الوقت اللازم لإعادة البناء
التحقيقات تشير إلى أن عملية إعادة البناء قد تستغرق وقتاً طويلاً، حيث أظهرت تقديرات الأمم المتحدة أن استعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة قد يستغرق ما يصل إلى 80 عاماً في أسوأ السيناريوهات، بينما في أفضل الأحوال، مع تسريع وتيرة الإعمار وتوريد مواد البناء بشكل أسرع، يمكن أن يكتمل البناء بحلول عام 2040.
إعادة إعمار غزة ستكون تحدياً هائلًا يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية، بالإضافة إلى معالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي خلفتها هذه الحرب.