هدم مقابر في القاهرة.. محو لتراث وتشريد لأحياء وتأجيج لغضب شعبي
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
تواصل السلطت المصرية عملية هدم مقابر في مدينة الموتى بالعاصمة القاهرة، وهو ما يمحو جانبا مهما من التراث المصري، ويشرد فقراء يعيشون في المنطقة، ويؤجج الغضب الشعبي في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة.
ذلك ما خلصت إليه الكاتبة المصرية شهيرة أمين في مقال بـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن "المقابر تعود إلى العصر الإسلامي وتقع عند سفح تلال المقطم، وتضم مجموعة رائعة من الأضرحة والمقابر التاريخية".
وتابعت أن "تاريخ بعض المقابر يعود إلى العصر المملوكي في القرن الثاني عشر إلى القرن السادس عشر، والبعض الآخر بمثابة المثوى الأخير للعلماء والشخصيات الثقافية والحكام وأفراد العائلات المالكة والنخبة".
واستدركت: "الآن، تحول جزء كبير من المقابر إلى أنقاض، مع استمرار الجرافات في هدم الأضرحة، كجزء من خطة حكومية "لتحديث القاهرة" وإفساح المجال للطرق والجسور لربط وسط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهي مدينة قيد الإنشاء شرق القاهرة المزدحمة".
و"منذ توليه الرئاسة عام 2014، أنفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من 500 مليار دولار على مشاريع التنمية الحضرية، التي تشمل بناء العاصمة الجديدة والمدن الذكية وشبكات الطرق الواسعة، مما جعل تطوير البنية التحتية سمة مميزة لرئاسته"، بحسب شهيرة.
وأضافت أنه "بينما يشيد المؤيدون بإصلاح البنية التحتية على مستوى البلاد باعتباره ضروريا وفي الوقت المناسب، يرفض المنتقدون مشاريع السيسي العملاقة "المغرورة"؛ بحجة أنها جاءت بتكلفة باهظة بالنسبة للمصريين".
وأردفت: "ويشير المتشككون إلى أن هذه المشاريع تمثل عملا مربحا للمقاولين العسكريين الذين ينفذون الجزء الأكبر من أعمال البناء. بينما، يصر السيسي على أن دور الجيش في هذه المشاريع مجرد دور إشرافي".
اقرأ أيضاً
هدم مقابر تاريخية.. مخاوف التهجير تلاحق الأموات قبل الأحياء في مصر
صرخات احتجاج
و"أثارت عمليات الهدم المستمرة لمقابر العصور الوسطى صرخة احتجاج من دعاة الحفاظ على التراث ومواطنين أعربوا عن أسفهم لمحو تراثهم الثقافي وجزء من تاريخهم، لكن صرخاتهم لم تلق آذانا صاغية، إذ يستمر تدمير الموقع التراثي بلا هوادة"، كما تابعت شهيرة.
وقالت إن "الحكومة دافعت عن خطتها للتحديث وأصرت على أن تطوير شبكات الطرق وإزالة المناطق العشوائية يصب في المصلحة العامة وأن الآثار في القاهرة التاريخية، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو حيث تقع مدينة الموتى، ستبقى سليمة".
واستدركت: "لكن دعاة الحفاظ على التراث الثقافي غير مقتنعين، ويحذرون من أن العديد من الأضرحة التاريخية في موقع الدفن غير مسجلة كآثار، مما يعرضها لخطر الهدم، ويطالبون بحماية القاهرة التاريخية والحفاظ عليها لقيمتها المعمارية، ويقترحون تطويرها كمنطقة جذب سياحي".
وشددت على أن "الجسور، التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد لسنوات، تعد من السمات المميزة لجمهورية السيسي الجديدة، في حين جرى قطع العديد من أشجار الشوارع لتمهيد الطريق أمام مشاريع بناء طرق ضخمة، كما تم هدم حدائق عامة لتوفير مساحة لبناء لكافيتريات ومواقف سيارات".
اقرأ أيضاً البرادعي ينتقد هدم مقابر أثرية في مصر.. وتفاعل بمواقع التواصل
مساكن لفقراء
وأعرب منتقدون، وفقا لشهيرة، عن مخاوفهم بشأن مصير الآلاف من الأسر ذات الدخل المنخفض التي تعيش وتعمل بين المقابر منذ عقود.
وأوضحت أن هذه الأسر "تعتمد على صدقات أقارب الموتى. وتدمير المقابر يعني أن تلك الأسر الفقيرة يجب أن تبحث عن سكن بديل ومأوى ووسائل أخرى للبقاء على قيد الحياة".
وزادت بأنه "منذ 2 سبتمبر/أيلول (الجاري)، توقفت عمليات الهدم في منطقة الإمام الشافعي وتم إغلاق الموقع التراثي أمام الزوار، بما في ذلك دعاة الحفاظ على البيئة، وسط تواجد أمني مكثف في المنطقة".
و"من المرجح أن تكون هذه التحركات نتيجة لعاصفة وسائل التواصل الاجتماعي حول حملة التدمير التي تقوم بها الحكومة"، كما أردفت شهيرة.
واستدركت: "لكن، من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان المسؤولون قد غيروا رأيهم بشأن عمليات الهدم أم ينتظرون أن يتبدد الغضب قبل استئناف تدمير القاهرة التاريخية".
وشددت على أن هذه "الاستراتيجية الأخيرة ستكون خاطئة، ومن الحكمة أن تستجيب الحكومة لدعوات النشطاء لوقف هدم موقع الدفن بشكل دائم"، محذرة من أنه "مع نفاد صبر المصريين إزاء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والظروف المعيشية الصعبة، فإن آخر ما تحتاجه الحكومة هو قضية أخرى تؤجج الشعب".
اقرأ أيضاً
كاتبة مصرية تسلط الضوء على تدمير الحدائق والأحياء التاريخية بعهد السيسي (صور)
المصدر | شهيرة أمين/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر مقابر هدم تراث فقراء غضب هدم مقابر على أن
إقرأ أيضاً:
أيادي بلادى .. الثقافة تُطلق "ملتقى القاهرة للحرف التراثية والتقليدية بحديقة الأندلس التاريخية
أيادي بلادى .. ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي. وتفعيلًا لمنهجية الدولة المصرية إزاء الحفاظ على الهوية التراثية، ودعم الصناعات اليدوية، انطلقت اليوم فعاليات "ملتقى القاهرة للحرف التراثية والتقليدية "أيادي بلادي"، والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية، ومحافظة القاهرة بحديقة الأندلس التاريخية وسط القاهرة.
افتتحت الملتقى آنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، و الدكتورة منال عوض ، وزيرة التنمية المحلية،و المهندس شريف الشربيني - وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، والدكتور إبراهيم صابر - محافظ القاهرة، وبحضور المهندس محمد أبو سعدة - رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأمير تادرس، مستشار وزير الثقافة.
وزير الثقافة: فرصة لإبراز التنوع الكبير للحرف التراثيةوبهذه المناسبة، قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: "إن مشاركة الوزارة بالملتقى يعد فرصة لإبراز التنوع الكبير للحرف التراثية التي تعبر عن الهوية المصرية"، موضحًا أن استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي، الذي يقام خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024، يعد خطوة جديدة تؤكد مكانة مصر الدولية على صعيد استضافة وتنظيم الفعاليات الدولية،مشيرًا إلى أن المشاركة تهدف إلى تعريف ضيوف مصر من جميع أنحاء العالم على ما تملكه من رصيد ثري ومتفرد من الحرف التقليدية التي تمتد لقرون.
ويشارك بالملتقى عدد كبير من قطاعات وزارة الثقافة، ممثلة في قطاع صندوق التنمية، والهيئة العامة لقصور الثقافة، قطاع الفنون التشكيلية، بمجموعة من الحرف اليدوية والتراثية، منها صناعة الجلد والديكوباج والفخار والنقش على النحاس، وفن الخيامية والتطريز اليدوي والنسيج والحلي، وغيرها، كما تشارك أكاديمية الفنون بمجموعة من العروض الفنية.