شيخ الأزهر: التعليم من الأسس اللَّازمة لترسيخ الحوار بين الأديان في المجتمعات
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الاثنين بمقرِّ إقامة فضيلته بالعاصمة الألمانية برلين، المطران جورج باتزنج، رئيس مجلس الأساقفة الألمان، بحضور المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
وقال فضيلة الإمام الأكبر، إن اللقاءات التي تجمع فضيلته بقادة الأديان وعلمائها هي لقاءات غاية في الأهمية، لإيمان فضيلته أنه لا يمكن النزول بالسلام إلى الجماهير إلا قبل أن تسبقها خطوة الحوار والسلام بين الأديان، ومن أجل ذلك تحرك الأزهر والفاتيكان ونشأت صداقة حقيقية بين الإمام الطيب والبابا فرنسيس، مكَّنت من فتح قنوات الحوار، وإطلاق مشروعات عالمية مشتركة كان أبرزها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي استغرق العمل عليها عامًا كاملًا من العمل الدؤوب حتى خرجت العالم في الرابع من فبراير عام ٢٠١٩، ولاقت قبولًا دوليًّا ورواجًا شعبويًّا، وتم اعتماد يوم توقيعها يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية.
وأضاف الإمام الأكبر أن الأزهر استمرَّ في الانفتاح الإيجابي للحوار مع مختلف الهيئات والمؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها كمجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وكنيسة كانتربري، وكان نتاج هذا الحوار أن تقاربت وجهات النظر وأصبح لدينا القدرة على الاستفادة من الحوار في تقديم الخير للناس .
الأزهر لديه تجربة رائدة مع الكنائس المصرية ممثلة في بيت العائلة
مضيفًا فضيلته أن الأزهر لديه تجربة رائدة مع الكنائس المصرية ممثلة في بيت العائلة المصرية الذي يترأسَّه شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية بالتناوب كل سنة أشهر، وقد ساعد هذا البيت على تفادي وقوع النزاعات الطائفية والقضاء على كل مسبباتها.
شدد شيخ الأزهر على أن التعليم يأتي في مقدمة الأسس اللازمة لغرس الحوار بين الأديان في المجتمعات، والممثلة في احترام الآخر وقبوله، خاصة في مراحل التعليم الأولى، لذا بادر مجلس حكماء المسلمين في العمل على تعميم وثيقة الأخوة الإنسانية وتضمين نصوص منها في المناهج الدراسية لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية عالميًّا.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس الأساقفة الألمان، عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقديره لجهود فضيلته في ترسيخ قيم الأخوة والسلام والحوار بين الأديان، مؤكدًا أن كلمة شيخ الأزهر في اللقاء الدولي للسلام الذي عقدته جمعية "سانت إيجيديو" حملت رسائل مهمة ومصدر إلهام لبذل المزيد من أجل ترسيخ الأخوة والسلام.
مضيفًا أننا نريد استنساخ تجربة "وثيقة الأخوة الإنسانية" الرائدة والفريدة، والاستفادة من خبرات الأزهر في وضع أسس الحوار الإسلامي المسيحي بين المؤسسات الدينية داخل المجتمع الألماني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الأكبر العاصمة الألمانية خطوة الحوار الجماهير الأخوة الإنسانیة بین الأدیان شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
«الشيخ محمد المراغي في مرآة صحيفة الأهرام» ندوة بمعرض الكتاب
شهدت قاعة العرض بجناح وزارة الثقافة المصرية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة ضمن محور «التراث الحضاري» لمناقشة كتاب «الشيخ محمد المراغي في مرآة صحيفة الأهرام»، من إشراف وتقديم الدكتورة إلهام ذهني، أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، وتأليف الباحثة نهلة خلف الميري، بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب والوثائق القومية، والصادر عن مركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب والوثائق القومية.
أدار الندوة الباحث صالح عمر، بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب والوثائق القومية، الذي أكد أن الإمام محمد المراغي حظي باحترام الملوك والرؤساء وكبار الشخصيات والعلماء، كما حصل على التقدير الأعظم من الشعب المصري الأصيل الذي أدرك قيمته العلمية وحسه الوطني.
من جانبها أكدت الدكتورة إلهام ذهني، أن كتاب «الشيخ محمد المراغي في مرآة صحيفة الأهرام» يعتبر مهمًا جدًا، وخاصة أن الباحثة نهلة خلف الميري بذلت جهدًا كبيرًا في التأليف، مشيرة إلى أن الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي يعد واحدًا من كبار علماء الأزهر، لم يكتف بدوره الديني فقط، بل كان مصلحًا اجتماعيًا بارزًا ووطنيًا مخلصًا.
وأضافت أن المراغي سار على خطى الإمام محمد عبده وتأثر بمنهجه، وكان يطمح إلى النهوض بالأزهر إيمانًا منه بمكانته الدينية في العالم العربي والإسلامي.
جانب من الندوةكما أكدت «ذهني» أن الباحثة قدمت العديد من النماذج لدور الإمام الفقهي والديني، وفقًا لما رصدته الأهرام، ومنها تعديل المجالس الحسبية، ونقل اختصاصاتها إلى القضاء الأهلي، وحرصه على تطوير قانون الأحوال الشخصية، ومشكلته مع الزواج العرفي، والأوقاف، ودعوته للتمسك بالأخلاق والفضيلة، واهتمامه بالطلاب.
وأشارت إلى أن الصحيفة رصدت العديد من جولات الإمام للجمعيات الخيرية وافتتاحه للعديد من المساجد، موضحة أنه من أهم ما رصدته الأهرام موافقة الإمام على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية حتى يستطيع العالم أن يقف على فضائل الإسلام وأحكامه، بالإضافة إلى أعظم ما سجله في الرسالة التي كتبها حول الإخاء الإنساني بمناسبة مؤتمر الأديان الدولي، حيث دعا إلى دراسة الأديان دراسة مقارنة ضمن مناهج الأزهر.
وأضافت «ذهني» أن الباحثة اكتشفت أن الأهرام لم تقتصر على رصد دور الإمام الديني فقط، بل أظهرت حسه الوطني واهتمامه بمدينة القاهرة، إذ دعا في عام 1940 إلى اعتبارها مدينة مقدسة.
وأوضحت أن الإمام كان يخشى على المدينة من إلحاق الأذى بتراثها أو تدميره، خاصة خلال فترة الحرب العالمية الثانية التي كانت مصر مسرحاً لها، وعزا دعوته هذه إلى أن المدينة تضم الأزهر الشريف والعلوم الدينية والثقافة الإسلامية بالإضافة إلى آثارها الرائعة وأجساد آل البيت والأولياء الصالحين.
وفي السياق ذاته، أشارت الباحثة نهلة خلف الميري إلى أن كتاب «الشيخ محمد مصطفى المراغي في مرآة الأهرام» يلقي الضوء على محطات مهمة في حياة شيخ الأزهر الإمام المراغي، منذ توليه المشيخة لأول مرة عام 1928، مروراً بحفاوة الإعلان عن ذلك الخبر الذي انتشر في العالم الإسلامي بأسره، ثم استقالته التي أثارت ردود أفعال ومناقشات واسعة على مختلف الأصعدة.
وأضافت أن هذه الدراسة اهتمت بمتابعة ورصد مختلف المواقف، ليس فقط ما يتعلق بالفترة السابقة، ولكن أيضاً فيما بعد، خاصة عند عودته وتوليه المنصب فترة ثانية عام 1935، حتى وفاته عام 1945.
وأشارت «الميري» إلى أن الدراسة سلطت الضوء أيضاً على بعض نماذج من دوره الفقهي والمجتمعي، وأظهرت ما تمتع به العالم الجليل من مكانة وأهمية اتضحت معالمها في رثاء الإمام الذي نشرته جريدة الأهرام.
اقرأ أيضاً«تاريخ مشترك وإبداع متجدد».. ندوة العلاقات الثقافية بين ليبيا والجزائر بمعرض الكتاب
مبادرة «أنتي الأهم» تنظم ندوة عن الروح الرياضية ونبذ التعصب بمعرض الكتاب 2025
غدا.. افتتاح النسخة الثانية من معرض تعميق التصنيع بأرض المعارض