الزيادة السكانية فـي مصر والاستفادة من التجارب الناجحة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
استشهد وزير الصحَّة المصري بتجربتَيْ إيران وتركيا في مواجهة الزيادة السكَّانيَّة، وكيف نجح البَلدانِ الإسلاميَّان في السيطرة على زيادة الإنجاب، حيث كان عدد السكَّان متقاربًا في الدوَل الثلاث: مصر وإيران وتركيا حتَّى العام 1980م في حدود أربعين مليون نسمة. واليوم بعد مرور (43) عامًا وصل عددُ المصريِّين (107) ملايين، بَيْنَما لَمْ يتجاوز عدد السكَّان في إيران وتركيا (83 ـ 86) مليونًا.
تُلقي الحكومة المصريَّة باللائمة على الزيادة السكَّانيَّة غير المنضبطة؛ باعتبارها السَّبب الرئيس في زيادة معدَّلات الفقر، ونقص الخدمات الصحيَّة والتعليميَّة، وترى أنَّها تُحقِّق معدَّلات نُموٍّ معقولة، ولكن الزيادة السكَّانيَّة المتفاقمة تلتهمها، بَيْنَما نجد العكس في إيران وتركيا، فالمرشد الأعلى للثورة الإسلاميَّة يدعو الإيرانيِّين للإنجاب ويحذِّر من شيخوخة الدَّولة الإيرانيَّة، حيث الفئة العمريَّة فوق ستِّين سنةً يزداد عددُها، بَيْنَما يقلُّ عددُ المواليد. ولا يفوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مناسبةً إلَّا ويدعو الأتراك إلى الإنجاب، ويحذِّرهم من مصير دوَل أوروبا الغربيَّة التي لا تجد أيادي عاملة تدير حركة الإنتاج، وتلجأ للتجنيس أو المهاجرين لتعويض الخلل الديمو جرافي.
في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خرجت أصوات تعارض وجهة النظر الحكوميَّة بتحميل الزيادة السكَّانيَّة، السَّبب فيما تُعانيه مصر من أزمات، وأكَّدوا أنَّ الأرقام الحكوميَّة تؤكِّد انخفاض معدَّلات الإنجاب السنويَّة خلال الـ(10) سنوات الماضية من (2.47%) عام 2014 إلى (1.38%) في 2021م، والتي ترجعها الحكومة لزيادة الوفيات في عامَيْ كورونا، كما أظهرت المؤشِّرات الحكوميَّة ارتفاع سنِّ الزواج، وأنَّ الزيادة السكَّانيَّة محصورة في (4) من المحافظات الأكثر فقرًا في صعيد مصر، وأنَّ القضاء على الفقر والأُمِّيَّة وتحسين الخدمات الصحيَّة والتوعية الإنجابيَّة في هذه المحافظات كفيل بالقضاء على معدَّلات الإنجاب العالية.
كما يستشهد المعارضون باليابان التي لا تملك ثروات طبيعيَّة، ولدَيْها (125) مليون ياباني يُمثِّلون ثروتها الحقيقيَّة، وكيف أنَّ الصين تراجعت عن سياسة الطفل الواحد بعد عقدٍ من تطبيقها؛ لمعاناتها من عجز في الأيدي العاملة ولجوئها إلى الفلبين وفيتنام لجلْبِ العمَّال.
بل استشهدوا بتجارب إفريقيَّة، مثل إثيوبيا (118) مليون نسمة، التي استطاعت تحقيق معدَّلات نُموٍّ اقتصادي يقارب (10%) لمدَّة عشر سنوات متوالية، ورغم الحروب والنزاعات العرقية، نجحت في تخفيض معدَّلات الفقر. وكذلك رواندا وبورندي، اللتان يصل معدَّل الزيادة السكَّانيَّة فيهما (4%) سنويًّا، ونجحا في تحقيق معدَّلات نُموٍّ مرتفعة في آخر عشر سنوات، بعد سنوات من الحروب الأهليَّة والمجازر الجماعيَّة والمجاعات.
لا شكَّ أنَّ التوازن مطلوب لتحقيق الاستقرار السكَّاني، ولا بُدَّ أن يتحلَّى المواطن بالوعي اللازم لاتِّخاذ القرار المناسب، الذي يصبُّ في صالح أُسْرته، في ظلِّ الموارد المتاحة، ومحدوديَّة الدَّعم الحكومي، والتضخُّم المتلاحق في أسعار السِّلع والخدمات. لَمْ يَعُد الوضع مِثل زمان، عِنْدما كان هناك تعليم حكومي لائق، ورعاية صحيَّة مجانيَّة، وكساء شَعبي، حتَّى الترفيه.. أتذكَّر أنَّنا أثناء الدراسة الثانويَّة والجامعيَّة، كنَّا نقضي شهرًا في معسكرات صيفيَّة بالإسكندريَّة وبلطيم شاملة الإقامة والمأكل وزيًّا رياضيًّا بالمجَّان.
محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: إیران وترکیا ب ی ن ما
إقرأ أيضاً:
تصدع بين أحزاب التحالف الحكومي في البيضاء عقب انتخاب نائب لرئيس مقاطعة سيدي عثمان
يسود توتر سياسي ملحوظ بين أحزاب التحالف في جهة الدار البيضاء سطات، الأحرار والاستقلال عقب انتخاب مستشار من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عضوا في المكتب المسير لمقاطعة سيدي عثمان بمدينة الدار البيضاء، خلفا للراحل عبد الحق مبشور.
وقد أثار هذا الانتخاب حفيظة وغضب حزب الاستقلال، الذي اعتبره إقصاء و »حكرة » لمستشارته المنتدبة لنفس المهمة. وعبر مصطفى حيكر، رئيس فريق حزب الاستقلال بمجلس جماعة الدار البيضاء، عن استياء حزبه من هذا الإقصاء، واصفا ما حدث بأنه « إقصاء وحكرة داخل التحالف الثلاثي ».
ورد محمد حدادي، رئيس مقاطعة سيدي عثمان والمنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على تصريحات حيكر ببيان توضيحي نشره على صفحته في فيسبوك، نهاية الأسبوع الجاري، وأكد حدادي في بيانه أنه لم يتمكن من حضور الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لأسباب صحية، وأنه اطلع على تصريحات حيكر التي انتقد فيها التحالف السياسي المحلي وعلاقته بالتحالف السياسي الحكومي.
وأوضح حدادي أن التحالفات المحلية لا تلتزم دائما التحالفات الحكومية، وأن المنتخبين المحليين قد يلجأون إلى تشكيل تحالفات بديلة لأسباب شخصية ومصلحية.
وشدد على أن الحليف الحكومي على الصعيد المحلي هو أشد الخصوم، ويتميز بالفجور في الخصومة، ويعمل بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل تقويض محاولات تكوين مكتب مسير منسجم ومتكامل، « وهذا ما عانيناه بشدة على صعيد مقاطعة سيدي عثمان »، في إشارة منه إلى حزب الإستقلال.
وأكد حدادي أن انتخاب عبد اللطيف مستكفي، المستشار الاتحادي، جاء نتيجة لتنازلات وتوافقات بين أعضاء المجلس، وأنه كان تصرفا أخلاقيا من المجلس.
وكان مصطفى حيكر، رئيس فريق حزب الاستقلال خلال مداخلته أثناء الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة الدار البيضاء، الجمعة الفائت اعتبر أن ما حدث في سيدي عثمان لا يعكس الاعتراف بحزب الاستقلال كأحد مكونات التحالف، وأنه لا يرقى إلى مستوى اللياقة الأدبية والأخلاقية التي يجب أن تسود بين الحلفاء. كما تساءل عن وجود قيادة حزبية للتحالف، مؤكداً أن حزبه كان دائما منضبطا ومع ذلك يتم تهميشه.
كلمات دلالية الدار البيضاء تحالف الأغلبية حزب الاستقلال