جريدة الوطن:
2024-08-12@19:18:24 GMT

«بريكس» بين المقابل والمكاسب وحسابات المصالح

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

«بريكس» بين المقابل والمكاسب وحسابات المصالح

أثبتت التجارب خطأ الاعتماد على نصائح الأدوات التنمويَّة الغربيَّة، خصوصًا وأنَّها نصائح تفصل بَيْنَ نُمو الدوَل والبُعد الاجتماعي لدَيْها، وتعتمد على عمليَّة لا تزيد عن إصلاح مالي يخفض الدَّعم والمسؤوليَّات الاجتماعيَّة للدَّولة دُونَ إصلاح اقتصادي حقيقي يخلق نُموًّا حقيقيًّا ينعكس على حياة المواطن. ورغم وضوح ذلك كان اللجوء لصندوق النَّقد والبنك الدولييْنِ ضرورة ملحَّة لعدم وجود بديل، وأيضًا لربطٍ خبيث من الدوَل الغربيَّة بَيْنَ موافقة تلك الجهات على القروض والإعلان بقدرة الدوَل على الالتزام بسداد ديونها، فكان مَن يبغى التنمية عَلَيْه أوَّلًا اللجوء لتلك الأدوات الغربيَّة والالتزام بنصائحها ظنًّا بأنَّ الموافقة ستُعطي جدارة اقتصاديَّة تُمكِّنه من النُّمو وتحقيق الأهداف الوطنيَّة.

وبرغم ذلك ظهرت نماذج اقتصاديَّة عالَميَّة رفضت الانصياع لتلك المُسلَّمات، وحرصت على تقديم نماذج اقتصاديَّة بديلة، لكنَّها ظلَّت رهانًا صعبًا أن يعتمدَ عَلَيْه الجميع؛ بسبب بسيط هو تبعثر تلك الجهود وعدم وضعها في إطار مؤسَّسي لا يكتفي بصنع أفكار بديلة، لكنَّه يسعى إلى تعميمها عالَميًّا، لِيكُونَ بديلًا عن المؤسَّسات الغربيَّة التي أكَّدت السوابق حرصها على ضمان التفوق الغربي، وظهرت تكتُّلات اقتصاديَّة بدأت بالتعاون البَيْني لتحقيق أهدافها الخاصَّة، لكنَّها لَمْ تصل؛ لكونها بديلًا يُمكِن الاعتماد عَلَيْه، إلَّا أنَّه في الأوان الأخير نمَتْ منظَّمة (بريكس)، وعَبْرَ مجموعة من الخطوات أعطت بريقًا من الأمل بأنَّها قَدْ تكُونُ هذا البديل، خصوصًا مع بدء تدشين بنك التنمية التابع لها، والإعلان عن فتح باب العضويَّة.
وتحدَّثنا في المقال السَّابق عن الإقبال الذي شهدته المجموعة من حيث طلبات الانضمام والذي بلغ (24) طلبًا، والذي تُوِّج بالموافقة على انضمام (6) دوَل هي مصر والسعوديَّة والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا، لِتعَبِّرَ (بريكس) عن مصالحها بوضوح؛ كون تلك الدوَل تُعُّد من الدوَل المصدِّرة للطَّاقة التقليديَّة، كما أنَّها تمتلك مُقوِّمات كبرى في قِطاع الطَّاقة المُتجدِّدة، لذا تحرص دوَل المجموعة القديمة على التعاون المباشر لضمان مصادر الطَّاقة، ناهيك عمَّا تُمثِّله تلك الدوَل كأسواق استهلاكيَّة قادرة على استيعاب القدرات الإنتاجيَّة لدوَل (بريكس) الخمس، بالإضافة إلى ما تملكه تلك الدوَل من مواقع جغرافيَّة تجعل الاستثمار بها فرصة في كافَّة المناطق التجاريَّة حَوْلَ العالَم.
ما سَبقَ يؤكِّد أنَّ أهداف (بريكس) تنطلق من مصالحها، وهذا ليس عيبًا، لكن يجِبُ على الأعضاء الجُدد ـ خصوصًا العرب مِنْهم كمصر والسعوديَّة والإمارات ـ إدراك ذلك بعناية، وتعظيم الاستفادة من الانضمام، عَبْرَ وضع استراتيجيَّة ترتكز على المصلحة المشتركة وتعمل على تعميم الفائدة. ولعلَّ الاهتمام الشَّعبي المصري الذي نراه ونسمعه، يعكس الأولويَّات المصريَّة، خصوصًا معضلة العملة الصعبة، حيث أعلنت (بريكس) عن سَعْيِها لوقف هيمنة الدولار عَبْرَ اعتماد العملات المحليَّة أو إيجاد شكلٍ ما لعملة موَحَّدة تستخدم في التجارة البيئيَّة بَيْنَ دوَل المجموعة، وفي الحالة المصريَّة فإنَّ ذلك سيوفِّر بديلًا للدولار لأكثر من 40% من فاتورتها الاستيراديَّة، وهو ما سيُخفِّف العبء عن الاقتصاد المصري، ويزيح كثير من الأعباء التي يتحملها المواطن بشكلٍ يومي نتيجة نقص الدولار. ويبقى أن يدركَ المصريون ـ حكومةً وشَعبًا ـ أنَّ التعاون مع المجموعة الصَّاعدة لا بُدَّ ألَّا يقتصرَ على الحلول المؤقَّتة لمشاكلنا الآنية، لكن يجِبُ أن يتخطَّى ذلك عَبْرَ بَلْوَرة رؤية وطنيَّة جاذبة للاستثمار الجادِّ، الذي سيصنع الفارق في المستقبل القريب، فالتركيز مع دوَل المجموعة على المشاكل الحاليَّة، يقلِّل من فرص التنمية الاقتصاديَّة المأمولة. باختصار فالمجموعة كغيرها من التكتلات تقوم على المصالح، لذا عَلَيْنا إدراك ماذا سنقدِّم وما هو المقابل.

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: خصوص ا الدو ل

إقرأ أيضاً:

روبليف يواجه بوبيرين في نهائي مونتريال

 
مونتريال (أ ف ب)

أخبار ذات صلة سابالينكا.. «الانهيار»! ذهبية في «أولمبياد باريس» بفارق «مئة كسر من الثانية»!


تأهّل الروسي أندري روبليف المصنّف ثامناً عالمياً إلى ثاني مباراة نهائية في دورات «ايه تي بي» هذا العام، بعد فوزه على الإيطالي ماتيو أرنالدي 6-4، 6-2 في نصف نهائي دورة مونتريال لماسترز الألف نقطة.
وضرب روبليف المتوّج بدورة مدريد في مايو الماضي، موعداً مع الأسترالي أليكسي بوبيرين الفائز على الأميركي سيباستيان كوردا 7-6، 6-3.
كان عام 2024 متقلباً بالنسبة لروبليف، حيث انفجر مرات عدّة على الملعب بسبب إحباطه من أدائه واستُبعد في فبراير الماضي في دبي بسبب تصرفاته العدوانية تجاه حكم الخط.
لكن الروسي الذي تخلى عن أولمبياد باريس، استعداداً لملاعب أميركا الشمالية الصلبة التي ستستمر الأسبوع المقبل في سينسيناتي، قال إنه اتخذ القرار الصحيح بشأن جدول المباريات.
أضاف «هذه كانت الخطة، أن أكون جاهزاً لبطولة الولايات المتحدة، أعتقد أنه بما أنني في نهائي مونتريال، فإن الأمر ينجح».
وهذه المرة السادسة التي يبلغ فيها روبليف نهائي دورة ماسترز، علماً أن الطريق لم يكن سهلاً، إذ تمكّن من التغلّب على الإيطالي يانيك سينر المصنّف أوّل في ربع النهائي.
وعلّق بعد مواجهة أرنالدي في نصف النهائي «يُمكن أن يضرب الكرة بقوة ومن أي مكان، الرياح لم تساعد».
وأضاف «بعد التأخير (لمدة ساعتين) بسبب هطول الأمطار، لعبت بشكل أفضل بكثير، كنت مركّزاً وتمكّنت من السيطرة واللعب بطريقة أكثر هجومية».
وكسر روبليف إرسال منافسه الثاني ولم يخسر أي إرسال حتّى نهاية المباراة التي شهدت كسر إرسال أرنالدي مرتين في المجموعة الثانية أيضاً.
وفي المباراة الثانية، احتاج بوبيرين إلى ساعة و33 دقيقة للحسم بعد مجموعة أولى طالت لساعة، حيث تبادلا كسر الإرسال مرتين، وصولاً إلى شوطٍ فاصل كان ساحقاً من جانب الأسترالي.
وجاءت المجموعة الثانية أسهل مع كسر إرسال كوردا الأوّل ثم الأخير.
قال بوبيرين المصنّف 62 «الوصول إلى هذا النهائي يعني لي الكثير، إنه شعور رائع وإنجاز مذهل، يجب أن أصفق لنفسي».
وأردف ابن الـ25 عاماً «كانت المجموعة الأولى متقلبة، مع بعض الكسر هنا وهناك، لكنني بقيت قوياً ذهنياً، وأخذت الزخم إلى شوط كسر التعادل، كنت بحاجة حقاً للفوز في مجموعتين فقط. لا أعرف إذا كانت ساقاي ستتحملان المجموعة الثالثة».
وسبق أن تغلّب بوبيرين على روبليف في مونتي كارلو لكنه يعلم أن المواجهة ستكون صعبة.
وقال «يلعب بشكلٍ قويّ على أرض الملعب، إنه سريعٌ جداً».
وكانت مباريات ربع النهائي التي تأجّلت بسبب الأمطار، شهدت فوز بوبيرين على البولندي هوبرت هوركاتش 3-6، 7-6، 7-5، كما خسارة الألماني ألكسندر زفيريف الرابع أمام كوردا 7-6، 1-6، 6-4.

مقالات مشابهة

  • العلاقات الأوروبية الشرق الأوسطية.. المصالح الاقتصادية والسياسية صاحبة «اليد العليا»
  • خبير اقتصادي: تراجع أسهم شركات التكنولوجيا عالميا فرصة جيدة لشراء الأسهم
  • روسيا توجه الدعوات إلى 126 دولة لحضور منتدي البلديات الدولي
  • خبير اقتصادي: جهود حكومية لزيادة أعداد المصانع وتمكين التكنولوجيا في القطاع
  • باحث اقتصادي: الدولة تطور العمالة لمواكبة أساليب التكنولوجيا الحديثة
  • روبليف يواجه بوبيرين في نهائي مونتريال
  • مرجع اقتصادي: لا اسف على تعثر موسم السياحة لهذه الاسباب
  • حلم السنوار وحسابات نتانياهو.. إلى أين يتجه وقف إطلاق النار بعد الدعوة العاجلة؟
  • أسعار عملات دول بريكس مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 11-8-2024
  • خبير اقتصادي: قرار «المركزي» بفتح حسابات للأجانب خطوة لتعزيز الشمول المالي