جريدة الوطن:
2024-10-03@14:37:38 GMT

قراءة بوثائق علماء العراق قبل الاحتلال وبعده

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

قراءة بوثائق علماء العراق قبل الاحتلال وبعده

من المناسب ونحن نتوقف عِنْد محطَّات مضيئة في دَوْر ومَسيرة علماء العراق أن نقلبَ صفحات تلك المحطَّات قَبل غزو العراق واحتلاله، التي أضاء جانبًا كبيرًا مِنْها الدكتور مثنى حارث الضاري رئيس القِسم السِّياسي في هيئة علماء المُسلِمين في العراق حتَّى لا يطويها النسيان؛ لأنها ـ كما يوضِّح الضاري في كتابه الموسوم (موقف علماء العراق من غزو العراق واحتلاله) الذي صدر حديثًا أنَّ الوثائق التي كشف جانبًا كبيرًا مِنْها، وسلَّط الضوء على محطَّات تاريخيَّة، كانت شاهدًا على موقف علماء العراق قَبل الاحتلال وبعده.


وتنبع أهمِّية الوثائق من كونها أبرزت دَوْر علماء العراق في رفض مبرِّرات غزو العراق واحتلاله، والموقف الوطني المسؤول الذي نهضت به هذه الشريحة من العراقيين الذين وجدوا في احتلال بلادهم مقَدِّمة لتخريب العراق، وتدمير النسيج الاجتماعي، وحاضر ومستقبل العراق، وأنَّ مخرجات الغزو والاحتلال كانت كارثيَّة وضعت العراق في الخانق الذي يتخبط به منذ احتلاله وحتى الآن.
وفي معرض إشارته إلى مقَدِّمات تشكيل رابطة العلماء العراقيين في الخارج، يقول الضاري: إنَّها كانت بداية لنهضة واصطفاف وطني جامع ضم َّنخبة من علماء العراق الذين تصدَّروا المشهد السِّياسي يشار إليهم بالبنان ـ اسمًا ومكانةً ومنصبًا ـ تنادوا للعمل والحفاظ على العراق أرضًا وهُوِيَّة، وتوافقوا على إصدار فتوى تاريخيَّة لمواجهة تداعيات الغزو والاحتلال وبما يُعزِّز من ترسيخ الموقف الوطني الجامع وتفادي آثاره الخطيرة على المُجتمع والمنطقة عمومًا.
ويكشف الضاري في معرض التوقف عِنْد مسار التحضير والإعداد لِتشكيلِ رابطة علماء العراق وأهمِّيتها في إبراز دَوْر العلماء في رفض مبرِّرات الغزو والاحتلال الذي ترافق مع صدور العديد من الفتاوى الشرعيَّة التي كانت عنوانا لاستنهاض طاقة الشَّعب والأُمَّة، لا سِيَّما وأنَّ فكرة التأسيس كانت في ظرف حسَّاس وبالغة الخطورة على العراق والأُمَّة، الأمْرُ الذي تطلَّب من نخبة من العلماء القيام بدَوْرهم الشرعي وهم يرون نازلة الغزو والاحتلال قادمة ولا مفرَّ من مواجهتها بالصبر والاستعداد، كما يوضِّح الضاري.
وحسنًا فعل الدكتور مثنى حارث الضاري عِنْدما سعَى لتوثيق مَسيرة علماء العراق وحفظ تراثهم وإبراز دَوْرهم الوطني؛ لِتطَّلعَ الأجيال على هذا الدَّوْر، وإماطة اللثام عن جوانب مضيئة في حياتهم التي ستبقى شاهدًا على دَوْر هذه النخبة من أبناء العراق الغيارى. وعِنْدما نقلِّب أوراق الوثائق التي تضمَّنها كتاب (موقف علماء العراق من غزو العراق واحتلاله) نستطيع القول إنَّها كانت مقَدِّمة ومهَّدت لِتشكيلِ هيئة علماء المُسلِمين في العراق بتاريخ 14 نيسان 2003 كرافعة وطنيَّة وامتداد لمحاولات وجهود مضنية لنخبة من علماء العراق الأجلَّاء في صدارة هذا المسعى رفع رايته الراحل الشيخ حارث سليمان الضاري، ومن بعده إخوة استلموا المسؤوليَّة ساروا على نهج ودَوْر المؤسِّس الذي وضع بصمته على مسار وهُوِيَّة وطنيَّة جامعة أثبتت أنَّها كيان كبير ومظلَّة لكُلِّ العراقيين.

أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي:(34) تريليون ديناراً خسائر العراق بسبب العطل التي تجاوزت (140) يوماً في السنة

آخر تحديث: 3 أكتوبر 2024 - 10:10 صبغداد/ شبكة اخبار العراق- تحدث الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، اليوم الخميس، عن الكلف المالية للعطل في العراق، مشيراً إلى أن مجموع الرواتب السنوية للموظفين وغيرهم يصل إلى 90 تريليون دينار.وأكد المرسومي، في تصريح صحفي، أن مجموع أيام الجمعة والسبت في السنة هو 104 أيام، بينما يبلغ مجموع العطل الرسمية 16 يوماً، بالإضافة إلى حوالي 20 يوماً من العطل غير الرسمية، مما يجعل مجموع العطل الرسمية وغير الرسمية 140 يوماً، وبالتالي، فإن عدد أيام العمل الفعلية في السنة يبلغ 225 يوماً.وأوضح المرسومي أن الكلفة اليومية للعطل الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك يومي الجمعة والسبت، تبلغ 246 مليار دينار، فيما تصل الكلفة السنوية للعطل الرسمية وغير الرسمية إلى 34 تريليون دينار. كما أشار إلى أن الكلفة السنوية للعطل الرسمية وغير الرسمية، باستثناء يومي الجمعة والسبت، تقدر بحوالي 9 تريليونات دينار، بينما تصل الكلفة السنوية للعطل غير الرسمية إلى حوالي 5 تريليونات دينار.وفي استنتاجاته، أكد المرسومي أن العراق هو الدولة الأولى في العالم من حيث عدد العطل الرسمية وغير الرسمية، حيث تسجل أعلى المعدلات عالمياً، في حين توجد فقط 8 عطلات رسمية في إنجلترا وويلز. كما أشار إلى أن العطل بنوعيها تسبب خسائر مالية كبيرة للعراق، وخاصة العطل غير الرسمية التي تُمنح لأسباب متعددة، مثل المطر وارتفاع درجات الحرارة والزيارات، مما يعادل تلك الخسائر الموازنة السنوية لسوريا.وخلص المرسومي إلى توصية بحصر صلاحية منح العطل الرسمية وغير الرسمية برئاسة مجلس الوزراء.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي:(34) تريليون ديناراً خسائر العراق بسبب العطل التي تجاوزت (140) يوماً في السنة
  • من اغتيال هنية إلى نصر الله.. هل كانت ضربات إيران حتمية ضد الاحتلال؟
  • كيف أفشل حزب الله خديعة الغزو البري لجنوب لبنان؟
  • المالكي الذي سلم العراق لداعش يقول “سنحرر القدس “قريباً
  • الطاقة النيابية:قانون الطاقة الجديد سيساهم في مكافحة التغير المناخي
  • لغز الفراعنة والنبوءات المجهولة.. هل كانت الأهرامات بوابة إلى عوالم أخرى؟
  • إسرائيل تستعد لمرحلة جديدة في حربها مع حزب الله.. ماذا يخبئ الغزو البري للبنان؟
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة
  • الغزو البري على لبنان يبدأ.. إسرائيل تدفع بقواتها نحو الجنوب وسط توتر متصاعد
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان