تقرير أمريكي يسلط الضوء على المجد الضائع لزراعة التبغ في كوردستان
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ سلّط موقع "المونيتور" الأمريكي الضوء على العراقيل والتحديات التي تواجه زراعة التبغ وصناعته في إقليم كوردستان، والتي وصفها بأنها بمثابة صورة عن "انهيار الزراعة بشكل عام"، وذلك لأسباب عديدة، من بينها الآثار التي خلفتها جرائم الإبادة الجماعية والاستيراد بالإضافة إلى نقص الدعم من جانب الحكومة.
واستعرض التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، ما يجري في حقل ستار المزارع أحمد سليمان الذي يملك حقلاً للتبغ صار جاهزاً للحصاد في أعلى واد جبلي في إقليم كوردستان، حيث أنه الآن مع تراجع درجات الحرارة وحلول الخريف، تتجه أوراق شتلة التبغ الخضراء إلى الإصفرار، بينما يستعد أفراد العائلة والجيران إلى الانتشار في قطعة الأرض للبدء بقطف الأوراق وتجفيفها.
جزء أساسي من الاقتصاد
وأشار التقرير إلى أن التبغ كان فيما مضى يشكل جزءاً رئيسياً من الاقتصاد حيث كانت تعتمد عليه مصانع السجائر المملوكة للحكومة في أربيل والسليمانية، والتي كانت تصنع ماركات محلية مشهورة مثل "سومر" و"الجمهورية"، لكن الآن لم يعد هناك سوى عدد قليل من المزارعين الذي يعملون في زارعة التبغ في مزارع صغيرة في الجبال المحيطة بسوران ورانية، في حين أن مصنع السجائر في السليمانية أنتج للمرة الأخيرة في العام 2005، وتحول المجمع الصناعي الكبير، إلى ساحة للمعارض الفنية والثقافية.
ونقل التقرير عن سليمان (40 عاماً) والذي يقيم في خانقا، إلى الشمال الشرقي من أربيل، قوله "نحن نزرعها لأنه يمكن التحكم بها ونعرف كيفية القيام بذلك".
وبرغم ذلك، يقول التقرير إن سليمان لم يتمكن في العام الماضي، سوى من بيع جزء صغير من محصول التبغ لأنه لم يتمكن من الحصول على سعر جيد من تاجر الجملة.
وبلغ سعر الكمية التي باعها نحو 10 الآف دينار عراقي (7.60 دولار) للكيلوغرام الواحد، بينما بقيت الكمية الأخرى مخزنة في مستودع مجاور، وهو لا يعرف السعر الذي قد يحصل عليه هذا العام.
ونقل التقرير عن سليمان قوله إن "جميع هذه الحقول، كانت عبارة عن تبغ، لكن الآن هناك مجرد حقل واحد".
اندثار زراعة التبغ
أما نوري أحمد (63 عاماً)، فأنه يستذكر كيف كان التبغ يزرع في أنحاء إقليم كوردستان كافة.
ولفت التقرير إلى أن أحمد كان خلال ثمانينيات القرن الماضي، يقوم بزراعة المحصول في ضواحي السليمانية بالقرب من الأراضي التي أقيم عليها المجمع السكني "مدينة كورد".
وأوضح أحمد الذي يدير الآن متجراً في سوق السليمانية "لقد كانت منطقة جيدة جداً للزراعة ولزراعة التبغ، وكان العديد من الناس يقومون بذلك، ولكن ذلك لم يعد يحصل الآن".
وذكر التقرير أن حكومة إقليم كوردستان تأمل في إعادة تنشيط القطاع الزراعي كوسيلة لتنويع اقتصادها والحد من اعتمادها على النفط، لكن الديناميكيات التي دمرت زراعة التبغ على نطاق واسع ما تزال مؤثرة، مضيفاً أن جريمة الأنفال في العام 1988، التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الكورد، دمرت ما لا يقل عن ألفيّ قرية ريفية، وكان العديد من القتلى والنازحين من مزارعي التبغ.
وتابع التقرير أنه فيما بعد حرب الخليج، تعرض العراق لضربة قوية بسبب العقوبات الدولية بينما عانى إقليم كوردستان من آثار "الحظر المزدوج"، بما في ذلك من جانب النظام البعثي في بغداد.
ولفت التقرير إلى أنه خلال تلك الفترة جرت عمليات نهب في ظل الفوضى التي تسبب بها الاقتتال الحزبي الكوردي، وطالت المصانع، ولم يكن بالإمكان استبدال الآلات التالفة والمفقودة، ما جعل إقليم كوردستان يفقد قدرته الصناعية على تحويل السلع الزراعية إلى منتجات ذات مستوى جيد.
الاستيراد
وأضاف التقرير أنه بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003، تمت إعادة فتح العراق أمام العالم، وامتلأت أسواق السجائر بواردات دخان تتميز بسلاسة ومتعة أكبر، ما جذب المستهلكين وأبعدهم عن الخلطات النقية ولكن الحادة لتبغ السجائر المصنعة محلياً في شركات مملوكة للحكومة.
وتابع التقرير، أنه في ظل ذلك، فقد انهار سوق التبغ المزروع محلياً، التي كانت تتسم أساساً بالضعف.
واعتبر التقرير أنه بالنسبة إلى البعض في السلطة، فإن ذلك لم يكن خسارة كبيرة، إذ كان ينظر إلى الزراعة على أنها شيء من الماضي، بينما صناعة النفط المزدهرة تمثل المستقبل، وبدأ الناس من المناطق الريفية ينزحون إلى المدن الكبرى بحثاً عن وظائف خلقتها الثروة النفطية الجديدة.
الدعم الحكومي
ونقل التقرير عن الشاب فرهنك عبد القادر (20 عاماً) أنه سيقوم بمساعدة سليمان في حصاد محصول التبغ الخاص به في غضون أيام قليلة، وقال وهو يتكئ على عصا تحمل بعض أوراق التبغ التي نضجت مبكراً، إن المزارع في المنطقة اعتادت زراعة العديد من أنواع التبغ، بما في ذلك الأنواع التي من شأنها أن تحقق أسعاراً مرتفعة في السوق.
ونقل التقرير عن عبد القادر قوله وهو يشير إلى حكومة الإقليم "لكننا الآن لم نعد نزرعها، والحكومة لا تقوم بأي شيء من أجل المنتج المحلي والمزارعين المحليين".
ولفت التقرير إلى أن ما قاله عبد القادر يعكس مشاعر شائعة بين العاملين في المزارع والأسواق، مضيفاً أن الواردات الرخيصة من إيران وتركيا تتسبب في تقويض الأغذية المزروعة محلياً، مشيراً إلى أن المزارعين قاموا خلال مناسبات عديدة، بإلقاء منتجاتهم في الطرقات كتعبير عن الاحتجاج لأن منتجاتهم مثل التبغ الذي يحاول سليمان أن يبيعه، لا تحقق أسعاراً جيدة.
وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أن رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني أطلق في العام 2022، مبادرة نالت اهتماماً إعلامياً كبيراً، هدفها تنويع الاقتصاد والحد من الاعتماد على النفط، بما في ذلك الترويج لبيع الرمان في أسواق دول الخليج، مذكراً بتصريح لبارزاني قال فيه "نحن بحاجة لمساعدة ودعم مزارعينا حتى يتمكنوا من تطوير قطاع الزراعة وتحويل منتجاتهم الزراعية إلى مصدر دخل ليس فقط لأنفسهم، ولكن للحكومة وإقليم كوردستان".
وبحسب التقرير، فإن مبادرة الدعم التي أعلن مسرور بارزاني عنها ما تزال في بداياتها وهي تركز على مجموعة صغيرة من الفواكه والخضروات التي سيتم بيعها خارج إقليم كوردستان، مضيفاً أنه لم يتضح حتى الآن عدد المزارعين الذين استفادوا من مبادرة مسرور بارزاني، بسبب افتقار برنامح المبادرة إلى الشفافية.
وبرغم ذلك، استبعد التقرير أن تحصل صناعة التبغ على دعم من الحكومة في وقت قريب، على الرغم من مكانتها كمحصول موروث رئيسي.
ونقل التقرير عن متحدث باسم وزارة الزراعة في حكومة الإقليم، قوله إنه ليس لديه معلومات عن خطط لمساعدة مزارعي التبغ.
واعتبر التقرير أن فهم السبب وراء توقف زراعة التبغ يسلط الضوء على التحديات النظامية التي تواجه إعادة بناء القطاع الزراعي الذي كان يتميز بالقوة فيما مضى، مضيفاً أن الواردات الأرخص ثمناً، تؤدي إلى تقويض المنتجات المحلية وتحل محلها، في حين أن المزارعين الذين يزرعون المحاصيل الأساسية، لا يحصلون على الدعم الكافي من الحكومة، بينما أصبحت الأيدي العاملة الآن تعمل في المدن وليس في الأرياف.
ونقل التقرير عن أحمد قوله وهو جالس في متجره، إنه سيكون من الصعب تفعيل الزراعة في إقليم كوردستان في ظل التحديات الحالية، موضحا أن "الشجرة عندما يتم اقتلاعها، لا تنمو مرة أخرى".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي اقليم كوردستان الاستيراد زراعة التبغ غياب الدعم إقلیم کوردستان زراعة التبغ التقریر أن فی العام
إقرأ أيضاً:
رسميًا.. أسعار السجائر في مصر بعد زيادة الطوابع الضريبية اعتبارًا من الغد
يبحث الكثير عن أسعار السجائر في مصر ، بعدما أعلنت وزارة المالية عن تطبيق زيادة جديدة في أسعار الطوابع الضريبية "البندرول" المثبتة على عبوات المشروبات الكحولية المستوردة، بالإضافة إلى منتجات السجائر والتبغ بأنواعها المحلية والمستوردة، على أن يبدأ العمل بهذه الزيادة اعتبارًا من غدٍ الثلاثاء 25 مارس 2025.
تفاصيل الزيادة الجديدة في أسعار الطوابع الضريبيةكشف إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الزيادة الجديدة تشمل رفع سعر البندرول على المشروبات الكحولية بواقع 25 قرشًا، ليصل إلى 1 جنيه بدلاً من 75 قرشًا، بينما ارتفع سعر البندرول على السجائر والتبغ المحلي والمستورد بمقدار 5 قروش، ليصبح 20 قرشًا للطابع الواحد بدلاً من 15 قرشًا.
قرار رسمي من المالية برفع أسعار الطوابع على الكحوليات والسجائر
هل تجربة السجائر دون حدوث ضرر للجسم عليها ذنب؟.. علي جمعة يرد
لو بتعملها بطلها فورا.. احذر من تدخين السجائر بعد الصيام في رمضان
موعد أخطر سيجارة على حياة الإنسان.. جمال شعبان يحذر المدخنين| شاهد
رغم الزيادة في أسعار الطوابع الضريبية، أكد إمبابي أنه لن تكون هناك أي زيادات جديدة في أسعار السجائر خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن أي تحريك للأسعار سيتم فقط وفقًا للقانون، وليس بقرار من الشركات المصنعة.
وأوضح أن قانون رقم 177 لسنة 2023 يمنح وزير المالية الحق في زيادة أسعار شرائح السجائر بنسبة 12% سنويًا ولمدة خمس سنوات، ما يعني أن أي زيادات جديدة لن تحدث قبل نوفمبر 2025.
تراجع مبيعات السجائر والمعسل بنسبة 30% خلال رمضانوفي سياق متصل، كشف إمبابي عن انخفاض مبيعات جميع أصناف السجائر والمعسل بنسبة 30% خلال شهر رمضان، موضحًا أن هذا التراجع يرجع إلى قِصَر ساعات التدخين بسبب طول فترة الصيام، ما أدى إلى انخفاض معدل الاستهلاك اليومي للمدخنين.
وأضاف أن المنتجات الدخانية متوفرة بكميات كبيرة في الأسواق، ما ساهم في الحد من أي ممارسات احتكارية من قبل التجار. كما أشار إلى أن أسعار السجائر والمشروبات الكحولية لا تزال مستقرة عند مستوياتها الأخيرة دون أي زيادات جديدة.
أسعار السجائر اليوم في الأسواق المصريةتزايدت عمليات البحث عن أسعار السجائر في مصر، خاصة بعد التحركات الأخيرة التي شهدها السوق يوم 5 نوفمبر 2024، عندما قامت شركة الشرقية إيسترن كومباني برفع الأسعار بنسبة 12% تنفيذًا لأحكام ضريبة القيمة المضافة وتعديلات قانون التأمين الصحي الشامل رقم 2 لسنة 2018.
وجاءت الأسعار الحالية للسجائر كالتالي:
بوكس 10 | 27 جنيهًا |
كليوباترا كينج سايز | 38.7 جنيه |
كليوباترا سوفت كوين | 38.7 جنيه |
كليوباترا بوكس (أبيض/ألوان) | 38.7 جنيه |
كليوباترا سوبر | 38.7 جنيه |
بوسطن / بلومنت | 38.7 جنيه |
مونديال (أحمر - أزرق - سيلفر) | 38.7 جنيه |
مونديال سويتش | 38.7 جنيه |
كليوباترا بلاك | 38.7 جنيه |
ماتوسيان سوبر | 38.7 جنيه |
فابسروي / بال مال | 60 جنيهًا |
وفي تصريحات سابقة خلال نوفمبر 2024، أوضح إبراهيم إمبابي أن الزيادة التي أقرت حينها جاءت بعد موافقة وزارة المالية على رفع الحد الأقصى للشرائح الضريبية للسجائر، وفقًا لما ينص عليه قانون الضريبة على القيمة المضافة رقم 177 لسنة 2013، والذي يسمح بزيادة سنوية تصل إلى 12%.
كما أعلنت شركة فيليب موريس في مايو 2024 عن زيادة في أسعار بعض منتجاتها، حيث تم تحديد السعر الرسمي لعبوة التبغ المسخن "TEREA" بأنواعها بـ64 جنيهًا، وهي زيادة تأتي في إطار التعديلات الدورية التي تجريها الشركات المصنعة لمواكبة التغيرات في تكاليف الإنتاج والضرائب.
أسعار منتجات "فيليب موريس" في الأسواقجاءت الأسعار الرسمية لمنتجات الشركة كالتالي::
ميريت (Merit): 95 جنيهًامارلبورو (Marlboro): 89 جنيهًامارلبورو كرافتد (Marlboro Crafted): 74 جنيهًاإل آند إم (L&M): 69 جنيهًاHEETS Selections (التبغ المُسخن): 69 جنيهًاHEETS Dimensions (التبغ المُسخن): 69 جنيهًاTEREA (التبغ المسخن): 69 جنيهًاTEREA Capsules (التبغ المسخن): 74 جنيهًاقائمة أسعار التبغ المُسخن في مصرسعر عبوة التبغ المسخن “HEETS Selections” بأنواعها 69 جنيها.
سعر عبوة التبغ المسخن “HEETS Dimensions” بأنواعها 69 جنيها.
سعر عبوة التبغ المسخن “TEREA” بأنواعها 69 جنيها.
سعر عبوة التبغ المسخن “TEREA Capsules” بأنواعها 74 جنيها.
حتى الآن، لم تعلن وزارة المالية أو الشركات المنتجة عن أي زيادات جديدة في أسعار السجائر أو المعسل خلال الفترة المقبلة، فيما يؤكد الخبراء أن أي تحريك للأسعار سيكون وفقًا لمقتضيات القوانين الضريبية وليس بقرارات عشوائية من الشركات المصنعة.
رغم تطبيق الزيادة الجديدة في أسعار البندرول، فإن سوق السجائر والمشروبات الكحولية في مصر لا يزال مستقرًا، وسط وفرة في المعروض.
ومع استمرار فرض ضوابط ضريبية واضحة، من المتوقع أن يحافظ السوق على استقراره السعري خلال الأشهر المقبلة، مع التزام الشركات المنتجة بالقوانين الضريبية الجديدة التي تنظم عمليات التسعير والتداول.