سيد درويش.. عمر قصير وأثر كبير بتطور الموسيقى وتجديدها
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
على الرغم من وفاة سيد درويش في شبابه عن عمر ناهز 31 عاماً، وكان عمره الإبداعي 12 عاماً، إلا أنه كان غزير الإنتاج، ولحّن عشرات الأدوار والطقاطيق والأوبريتات، بالإضافة للحفلات التي كان يحييها في مقاهي الإسكندرية والقاهرة، ونجح في ترك أثر كبير في تطور الموسيقى العربية وتجديدها.
خرج سيد درويش في موسيقاه من الإطار الديني ومن عالم الموشحات الذي كان سائداً في عصره ومن قبله، وركز على المسرح والأوبريت، وأبدع في أوبريتاته الشهيرة مثل "العشرة الطيبة" و"الباروكة" و"الست هدى" وغيرها، فترك لنا ألحاناً وأناشيد وطنية كان لها صدى عميق عند جميع الناس بكافة فئات أعمارهم ومهنهم وكانت أغانيه لطوائف العمال، تمجيداً للإنسان المصري البسيط، وتشخيصاً صادماً لأنماط ارتبطت بالاستعمار والاستغلال.
واعتبر درويش رمزاً من رموز الإصلاح الاجتماعي، ومن رموز الوطنية والثورة على الظلم، ما جعل سعد زغلول يعتبره زعيماً وطنياً، فقد عرف بإحساسه بآلام شعبه وأحلامه، التي عاشها كإنسان بسيط يعشق بلاده، واستوحى شعاراً مأخوذاً عن مصطفى كامل "بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي". وقد فتحت موسيقاه آفاقاً جديدة في الموسيقى المصرية والعربية وابتعدت بالغناء عن التعقيد، فقد بناها على أسس بسيطة وعميقة في الوقت نفسه، ونجح في ترجمة حياة الناس وأحاسيسهم إلى ألحان، وشكّل وعياً جديداً في الموسيقى الشرقية وفي مفهوم السمع.
لقد تميز بجاذبية أسلوبه فلم يغنّ قصيدة يأسٍ بلحن راقص، كما كان يحدث سابقاً على سبيل المثال، ما جعله منافساً للفنانين الكبار في تلك الفترة، بل متقدماً عليهم، ويمتاز سيد درويش أنه لم يستهدف التطريب فقط، وأن أسلوبه نادر وجذّاب، وما زالت ألحانه بعد قرن من الزمن حيّة كأنها ولدت بالأمس، بينما اندثرت، تقريباً، أعمال أقرانه في تلك الفترة.
ولم يعرف فنان مرتبط بالشعب وحب الناس واستمتاعهم بأغانيه حتى اليوم، مثلما عرف سيد درويش، فقد تحدثت أغانيه عن الفقر والفوارق الطبقية وتحرير المرأة ووحدة الشارع بجميع طبقاته وأديانه، لقد عبر عن روح الشارع وآماله بموسيقى جميلة متماسكة عصرية، وربما مازالت أغانيه ملهمة للشارع، لأننا مازلنا نعاني بشكل أو بآخر في عالمنا العربي، بالإضافة طبعاً وأساساً إلى جمال موسيقاه وعصريتها.
كان سيد درويش يحكي بموسيقاه قصصاً ليجعلها أغاني خالدة، وقرّب الجملة الموسيقية إلى ذهن المتلقي من دون أن يُسطح موسيقاه، أو يتنازل عن جودتها، فقد اختار لأغنيته اللحن المعبر بنغمه وإيقاعه عن المعنى، واختار لها الصوت المناسب لتكون مشهداً متحركاً ناطقاً، فظلت هذه الأغاني خالدة.
ويعتبر الباحثون أن تجربة درويش امتداد لنهضةٍ كبرى، وعبقريته شكّلت الفارق، فقد بث في المسرح روحاً جديدة تواكب الحالة الثورية حينها، وفي ألحان رواياته هناك أكثر من 200 لحن لم تتكرر فيها جملة واحدة، وفيها اختلاف بالمواقف ما يكفي لعرض كافة حالات الشعور الإنساني، ما يعكس غنى الموضوعات التي تطرق لها والتي اقتفى بها شعور الإنسان و"خاطب الجماعة كما خاطب الفرد، وخطا خطوات كبيرة نحو عالم الإنسانية الواسع".
ونلاحظ أن عدداً من أعمال سيد درويش مازالت تغنى اليوم بتقنيات جديدة وحديثة، مع المحافظة على اللحن الأول والخام الذي ألّفه، وقد يقول أحد الباحثين إن عبدالوهاب وفريد وأم كلثوم أيضاً وغيرهم، ما زالت أعمالهم خالدة، لكن درويش عاش قبلهم بعقود، وسبقهم في الرحيل قياساً بأعمارهم التي توفوا فيها، وهم كانوا أكثر حظاً باستخدام تقنيات تسجيلية وموسيقية لم تكن متوفرة له، وهذا فارق جوهري.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سيد درويش الموسيقى العربية سید درویش
إقرأ أيضاً:
ياسمين صبري تتألق بفستان قصير وتكشف عن حروق على ساقها .. صور
خاص
أثارت الفنانة المصرية ياسمين صبري، قلق جمهورها ومتابعيها خلال الساعات الماضية، بعدما ظهرت بفستان قصير كشف عن تفاصيل الحرق الذي تعرضت له مؤخرًا .
وتعرضت ياسمين لحرق في قدمها اليمنى، بعد سقوط ماء مغلي عليها، الأمر الذي استدعى إجراء فحوصات عاجلة وتلقي العلاج اللازم.
وخلال حضورها حفل مجوهرات لإحدى العلامات الشهيرة، اختارت فستانًا قصيرًا من اللون البيج الفاتح مزينًا بالنقوش، لائم شكل جسدها الأنثوي .
وبدت آثار الحرق على ساقها واضحة من تحت الجوارب الشفافة التي ارتدتها، بينما حرصت على تغطية الجرح، لحمايته من التلوث.
وفي سياق متصل؛ تشارك ياسمين صبري في فيلم “الأرض السوداء” مع الفنان كريم عبد العزيز، إذ يعد هذا العمل التعاون الثاني بين ياسمين وكريم والمخرج بيتر ميمي بعد نجاح فيلم “بيت الروبي” الذي حقق إيرادات ضخمة .