موقع 24:
2025-05-01@04:36:46 GMT

سيد درويش.. عمر قصير وأثر كبير بتطور الموسيقى وتجديدها

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

سيد درويش.. عمر قصير وأثر كبير بتطور الموسيقى وتجديدها

على الرغم من وفاة سيد درويش في شبابه عن عمر ناهز 31 عاماً، وكان عمره الإبداعي 12 عاماً، إلا أنه كان غزير الإنتاج، ولحّن عشرات الأدوار والطقاطيق والأوبريتات، بالإضافة للحفلات التي كان يحييها في مقاهي الإسكندرية والقاهرة، ونجح في ترك أثر كبير في تطور الموسيقى العربية وتجديدها.

خرج سيد درويش في موسيقاه من الإطار الديني ومن عالم الموشحات الذي كان سائداً في عصره ومن قبله، وركز على المسرح والأوبريت، وأبدع في أوبريتاته الشهيرة مثل "العشرة الطيبة" و"الباروكة" و"الست هدى" وغيرها، فترك لنا ألحاناً وأناشيد وطنية كان لها صدى عميق عند جميع الناس بكافة فئات أعمارهم ومهنهم وكانت أغانيه لطوائف العمال، تمجيداً للإنسان المصري البسيط، وتشخيصاً صادماً لأنماط ارتبطت بالاستعمار والاستغلال.

بسيطة وعميقة

واعتبر درويش رمزاً من رموز الإصلاح الاجتماعي، ومن رموز الوطنية والثورة على الظلم، ما جعل سعد زغلول يعتبره زعيماً وطنياً، فقد عرف بإحساسه بآلام شعبه وأحلامه، التي عاشها كإنسان بسيط يعشق بلاده، واستوحى شعاراً مأخوذاً عن مصطفى كامل "بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي". وقد فتحت موسيقاه آفاقاً جديدة في الموسيقى المصرية والعربية وابتعدت بالغناء عن التعقيد، فقد بناها على أسس بسيطة وعميقة في الوقت نفسه، ونجح في ترجمة حياة الناس وأحاسيسهم إلى ألحان، وشكّل وعياً جديداً في الموسيقى الشرقية وفي مفهوم السمع.
لقد تميز بجاذبية أسلوبه فلم يغنّ قصيدة يأسٍ بلحن راقص، كما كان يحدث سابقاً على سبيل المثال، ما جعله منافساً للفنانين الكبار في تلك الفترة، بل متقدماً عليهم، ويمتاز سيد درويش أنه لم يستهدف التطريب فقط، وأن أسلوبه نادر وجذّاب، وما زالت ألحانه بعد قرن من الزمن حيّة كأنها ولدت بالأمس، بينما اندثرت، تقريباً، أعمال أقرانه في تلك الفترة.

روح الشارع

ولم يعرف فنان مرتبط بالشعب وحب الناس واستمتاعهم بأغانيه حتى اليوم، مثلما عرف سيد درويش، فقد تحدثت أغانيه عن الفقر والفوارق الطبقية وتحرير المرأة ووحدة الشارع بجميع طبقاته وأديانه، لقد عبر عن روح الشارع وآماله بموسيقى جميلة متماسكة عصرية، وربما مازالت أغانيه ملهمة للشارع، لأننا مازلنا نعاني بشكل أو بآخر في عالمنا العربي، بالإضافة طبعاً وأساساً إلى جمال موسيقاه وعصريتها.
كان سيد درويش يحكي بموسيقاه قصصاً ليجعلها أغاني خالدة، وقرّب الجملة الموسيقية إلى ذهن المتلقي من دون أن يُسطح موسيقاه، أو يتنازل عن جودتها، فقد اختار لأغنيته اللحن المعبر بنغمه وإيقاعه عن المعنى، واختار لها الصوت المناسب لتكون مشهداً متحركاً ناطقاً، فظلت هذه الأغاني خالدة. 

شعور إنساني

ويعتبر الباحثون أن تجربة درويش امتداد لنهضةٍ كبرى، وعبقريته شكّلت الفارق، فقد بث في المسرح روحاً جديدة تواكب الحالة الثورية حينها، وفي ألحان رواياته هناك أكثر من 200 لحن لم تتكرر فيها جملة واحدة، وفيها اختلاف بالمواقف ما يكفي لعرض كافة حالات الشعور الإنساني، ما يعكس غنى الموضوعات التي تطرق لها والتي اقتفى بها شعور الإنسان و"خاطب الجماعة كما خاطب الفرد، وخطا خطوات كبيرة نحو عالم الإنسانية الواسع".
ونلاحظ  أن عدداً من أعمال سيد درويش مازالت تغنى اليوم بتقنيات جديدة وحديثة، مع المحافظة على اللحن الأول والخام الذي ألّفه، وقد يقول أحد الباحثين إن عبدالوهاب وفريد وأم كلثوم أيضاً وغيرهم، ما زالت أعمالهم خالدة،  لكن درويش عاش قبلهم بعقود، وسبقهم في الرحيل قياساً بأعمارهم التي توفوا فيها، وهم كانوا أكثر حظاً باستخدام تقنيات تسجيلية وموسيقية لم تكن متوفرة له، وهذا فارق جوهري.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سيد درويش الموسيقى العربية سید درویش

إقرأ أيضاً:

ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر

عبد الرحمن الراشد
هناك القليل حول «مراجعات» الرئيسِ الراحل عبد الناصر للغته وفلسفته وسياسته عربياً، وتحديداً حيال التعامل مع القضية الفلسطينية.

التسجيلُ الصوتي الذي ظهر على موقع عائلتِه على «يوتيوب»، نحو 17 دقيقة، كان صادماً ومهماً للغاية في إعادة رواية التاريخ.

بسببه هناك الكثير يستحق أن نتجادلَ بشأنه وهذا أهم ما فعله التسجيل الجديد، المراجعة. عبد الناصر مات مبكراً، وعاش معظم شبابه وزعامته يقود الشارع العربي بالشعارات التي نجحت في مواجهة العدوان الثلاثي، حيث تدخلت الولايات المتحدة وأجبرت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على الانسحاب من سيناء وقناة السويس. لم يحقّق بعد ذلك انتصارات، واستمر الرئيس الراحل وراء شعاراته حتى صار عملياً رهينة الغول الذي خلقه، الشارع المتطرف الذي كان يطلب المزيد من الخطب والبيانات الحماسيّة. حرب 1967 وقعت لسبب فعلاً تافه، فقد منع السفن الإسرائيلية القادمة من ميناء إيلات. لم يظن أنَّ ذلك سيقود لحرب مدمرة. وفي 6 ساعات خسر كل قواته الجوية وخسر سيناء التي هي أكبر من فلسطين 3 مرات!

أخبار قد تهمك إعلام إسرائيلي: فحص طرد مشبوه في مكتب نتنياهو 29 أبريل 2025 - 9:22 مساءً عون: إسرائيل تعيق انتشار الجيش اللبناني في الجنوب 29 أبريل 2025 - 5:19 مساءً

نسمع حواراً مهماً. عبد الناصر عمره 52 والقذافي 30 عاماً. عبد الناصر كان حريصاً على تثقيف العسكري الثوري المتحمّس، لأنّه مرَّ بنفس التجربة. صدمه بصراحته الكاملة، قال عبد الناصر أخطر ما يمكن أن يقال آنذاك إنه مع الحل السلمي ومع الاعتراف بإسرائيل!

حقيقة هذه هي المرة الأولى التي نسمعها، كانت هناك أقوال تنسب لعبد الناصر في مفاوضاته مع روجرز، مبعوث واشنطن. لكن هذه بصوته وفي نقاش متكامل السياق. سياقه التاريخي ظهور مزايدين على عبد الناصر وهم أحمد حسن البكر، الرئيس العراقي، ونور الدين الأتاسي الرئيس السوري، وهواري بومدين الرئيس الجزائري، وسالم ربيع، حاكم اليمن الجنوبي الماركسي، له 7 أشهر منذ انقلابه على رفيقه قحطان الشعبي. وبالطبع القذافي الذي له سنة واحدة بانقلابه على الملك إدريس السنوسي. كانوا يمثلون جبهة الحرب الكلامية.

كلهم يريدون الحرب إنَّما كما قال عبد الناصر: «إحنا ناس استسلاميين وانهزاميين.. عايزين قتال وتحرير اتفضلوا». عاوزين مجرد كلام، وتحدى القذافي أن يذهب ويعرض عليهم، قال إنه مستعد لأن يفتح لهم الجبهة ويعطيهم خمسين مليون جنيه فوقها، وقال القذافي إنه مستعد للتفاوض ولو كان مكان الأردن كان فاوض واعترف بإسرائيل. عبد الناصر مثل الملك حسين كانا يخشيان الاغتيال. هذا هو الشارع الذي رباه عبد الناصر ولم يعرف كيف يتخلص منه، لهذا لجأ للمفاوضات السرية مع واشنطن بناءً على قناعاته الجديدة. عبد الناصر حكم نحو 14 سنة ولسوء الحظ تُوفي قبل أن يحدث التغيير المطلوب. خلفه السادات وسار على دربه بخلاف ما كنَّا نظن أنَّه انقلب على سياسة رئيسه.

لن يفاجئنا لو ظهر تسجيلٌ لزعيم «حماس» الراحل يحيى السنوار، الذي قاد غزة إلى مأساة اليوم، يعترف فيه بما اعترف به عبد الناصر. أمر لا يستبعد البتة. الهزائم دروس للذين لا يتعظون من قراءة التاريخ.

للحديث بقية عن توقيت التسريب، ومراجعات عبد الناصر الأخرى، ولماذا لم نتعلم رغم كثرة الأخطاء والكوارث؟

*كاتب سعودي
نقلاً عن: aawsat.com

مقالات مشابهة

  • ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر
  • بفستان قصير .. مي عمر تخطف الأنظار بإطلاله جذابة
  • نادي سينما أوبرا الإسكندرية يعرض ٤ أفلام قصيرة بمسرح سيد درويش
  • "عُمران" تبرم شراكة استراتيجية مع "محسن حيدر درويش" لتطوير منتجع "آلي نيفاس" في مسندم
  • بفستان قصير.. ريهام عبد الغفور تخطف الأنظار بإطلالة شبابية
  • بفستان أسود قصير.. ياسمين الخطيب تتألق في أحدث ظهور لها
  • شعر قصير عن عيد الاستقلال الأردني الـ 79 للأطفال
  • المؤتمر الحكومي يسلط الضوء على منجزات رؤية المملكة 2030 وتوجهات منظومة البلديات والإسكان وأثر القرارات الأخيرة على السوق العقاري
  • إيران تختطف نتنياهو في فيلم قصير.. ضيف غير رسمي (شاهد)
  • أسطورة خالدة| مفيدة شيحة: محمد صلاح رجل فولاذي أسكت الألسنة