زنقة 20. أمزميز

تسبب التوافد الكبير لألاف السيارات بشكل عشوائي على منطق الحوز التي تضررت من الزلزال المدمر، في عرقلة عملية إنقاذ المصابين عبر سيارات الإسعاف نحو المستشفيات.

و علم منبر Rue20 من مصادر بعين المكان، أن عدداً كبيراً من سيارات الإسعاف وجدت صعوبة جمة للتنقل بشكل سلسل وسريع من منطقة أمزميز، مولاي ابراهيم، أسني وعدد من دواوير عمالة الحوز، باتجاه المستشفى الجامعي بمراكش على الخصوص.

الى ذلك، أكد رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، في تصريح لمنبر Rue20 أن التوافد الكبير والعفوي للمغاربة للتضامن مع المتضررين رسم صورة جميلة عن المغاربة، لكن في المقابل يتسبب هذا التوافد في عرقلة عمل المصالح الطبية والخاصة بنقل المصابين نحو المستشفيات.

و أضاف المتحدث، أنه عاين أمس الأحد بمنطقة أمزميز، توقف سيارات إسعاف بسبب عرقلة السير على الطرقات، من خلال الطوابير الطويلة للسيارات التي تقصد المنطقة وعلى متنها المساعدات الغذائية.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

بين فوضى السلاح وتيه العقل السياسي

يعيش السودان مرحلة من أكثر مراحله تعقيدًا في تاريخه الحديث، حيث تتداخل خيبات الماضي مع انسداد الأفق الحاضر، وتتضاعف معاناة الناس اليومية أمام عجز النخب السياسية عن تقديم بديل واقعي. السؤال اليوم لم يعد "من يحكم السودان؟" بل "كيف نخرجه من هذه العتمة المتواصلة؟".
منذ انقلاب الفريق إبراهيم عبود في 1958، مرورًا بنميري والبشير، وحتى انقلاب البرهان في 2021، ظل الجيش يتدخل في السياسة تحت شعارات مختلفة، لكن النتيجة دائمًا واحدة: تعطيل المسار المدني، وتآكل مؤسسات الدولة. في كل مرة يُطرح الجيش كمنقذ، لكنه سرعان ما يصبح جزءًا من الأزمة، إن لم يكن جوهرها.
غير أن المشكلة لا تكمن في العسكر وحدهم؛ فالقوى المدنية بدورها أظهرت هشاشة واضحة، وانقسامات عميقة، وغياب مشروع وطني متماسك. بعد ثورة ديسمبر المجيدة، تضاءلت آمال الناس بسبب صراعات النخب، وتعطيل العدالة الانتقالية، والضعف التنفيذي الذي مهّد لانقلاب جديد.
وتزداد الصورة قتامة حين نضيف إلى المعادلة الدور الذي لعبه الإسلاميون منذ 1989، حيث بنوا نظامًا شموليًا قائمًا على التمكين وتفكيك مؤسسات الدولة. وحتى بعد سقوطهم، ظل تأثيرهم ممتدًا في شكل تحالفات خفية ومقاومة لأي تحوّل ديمقراطي، ما عمّق أزمة الانتقال
أما التفكير السائد داخل المؤسسة العسكرية، فقد تشكّل على مدار عقود في بيئة ترى نفسها وصية على الدولة، لا خادمة لها. العقل العسكري في السودان اعتاد النظر إلى المدنيين كمصدر للفوضى، وإلى نفسه كضامن وحيد للاستقرار، مما جعله يرفض التنازل عن السلطة الحقيقية حتى في ظل أنظمة انتقالية. هذا النمط من التفكير يعكس تراكماً تاريخيًا من التداخل بين النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية، وهو ما يفسّر إصرار الجيش على البقاء في المشهد وعدم قبوله الخضوع الكامل للسلطة المدنية.
ويبدو أن أحد أخطر مظاهر الأزمة هو تغلغل "الأنا السياسية" داخل العقل القيادي في السودان، حيث باتت المصالح الذاتية والأجندات الحزبية تتقدّم على المصلحة الوطنية. هذا النوع من التفكير تغذّيه ثقافة تقوم على الشخصنة والولاء الضيق، وتكريس الزعامة الفردية على حساب المؤسسات. كما أن ضعف التربية الديمقراطية، وانعدام آليات المحاسبة، وفشل النخب في بناء دولة قانون ومواطنة، كلها عوامل ساهمت في تعميق هذا النهج الأناني.
لكن، رغم هذا الواقع المعقد، فإن باب الأمل لم يُغلق. يمكن للعقلين العسكري والمدني أن يلتقيا في منتصف الطريق إذا توفرت الإرادة الحقيقية، وتقدم كل طرف بتنازلات شجاعة. المطلوب إعادة تعريف دور الجيش بوضوح، وجعل مهامه الأمنية تحت مظلة مدنية دستورية. كما أن القوى المدنية مطالبة ببناء كتلة سياسية موحدة ذات برامج واضحة وقيادات مؤهلة، قادرة على نيل ثقة الشارع أولًا ثم المؤسسة العسكرية ثانيًا. يجب تجاوز منطق المحاصصة، والانخراط في تسوية تضمن تفكيك النفوذ السياسي والاقتصادي للمؤسسة العسكرية تدريجيًا، ومن جهة أخرى، لا بد من إصلاح الحياة الحزبية، وتوسيع قاعدة المشاركة، وفتح حوار وطني واسع يشمل الجميع بلا إقصاء.
السودان لن يخرج من عتمته الحالية إلا إذا ارتفع الجميع فوق جراحهم وطموحاتهم الخاصة، وقدموا مصلحة الوطن على كل ما عداها. النور ممكن، لكنه لن يأتي إلا بالاعتراف، والتنازل، والتفكير خارج الصندوق.

بقلم: محمد الأمين حامد

rivernile20004@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: فوضى تعم شوارع أوروبا بسبب انقطاع الكهرباء
  • مصرع طالبة تحت عجلات القطار في بني سويف
  • اتهامات عرقلة الإستثمار تلاحق المركز الجهوي بمراكش
  • تركيا.. زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب منطقة سيفريجه
  • بين فوضى السلاح وتيه العقل السياسي
  • فيديو - توقيف ناشطين مناهضين لإسرائيل بعد محاولتهما عرقلة ماراثون لندن
  • محمد إدريس: غرب القاهرة مستقبل واعد.. والمتحف الكبير مركز قوة جديد للقطاع العقاري
  • تمركز 5 سيارات إسعاف بمحيط حريق مصنع ألعاب أطفال فى مدينة 6 أكتوبر
  • ارتفاع أعداد المصابين جراء انفجار الميناء في بندر عباس جنوب إيران لـ281 شخصًا
  • جمعيات النقل المدرسي بإقليم الحوز تشتكي من الاكتظاظ وتلوّح بالانسحاب من التسيير إذا لم تتدخل الجهات الوصية :