صنعاء (عدن الغد) الشرق الأوسط:

أطلقت الميليشيات الحوثية باليمن حملة في العاصمة صنعاء بهدف جمع معلومات تفصيلية عن السكان، عبر مسؤولي الأحياء التابعين لها، في خطوة وصفت بـ«الاستخبارية»؛ حيث تكثف الجماعة أعمال التجسس ورصد المعارضين لها، وإحصاء الأملاك والعقارات بغرض الجباية.

المصادر أفادت «الشرق الأوسط» بأن البيانات التي تجمعها الجماعة الحوثية تشمل أسماء الأشخاص وأرقام الهواتف والمنطقة المنحدرين منها وطبيعة السكن في صنعاء بالملك أم بالإيجار، إلى جانب رصد دقيق لممتلكات السكان من العمارات والعقارات والمحال التجارية والمقتنيات الخاصة، بما في ذلك المجوهرات والأسلحة الشخصية والجنابي الثمينة (الخناجر).

 

عاطلون عن العمل ينامون أمام ساحة مؤسسة تجارية في صنعاء (الشرق الأوسط)

 

وضمن التوجه الجديد للجماعة لشن حملة جباية جديدة بحق اليمنيين في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها، دعماً لاحتفالاتها السياسية والطائفية في ذكرى «المولد النبوي» وذكرى انقلابها، قالت المصادر إن الميليشيات شكلت لجاناً تحت اسم «مجتمعية» في نحو 10 مديريات في صنعاء، لتولي مهام النزول الميداني لجمع البيانات والمعلومات التفصيلية عن السكان وممتلكاتهم وحصرها، ثم رفعها كاملة إلى مشرفي المناطق.

اللجان الحوثية –حسب المصادر- بمعيتها نماذج من استمارات حصر السكان وجمع بياناتهم التفصيلية، بما في ذلك المعلومات الشخصية الدقيقة عن كل أسرة ومعيلها ومسقط رأسها وحجم ممتلكاتها، وأخرى على صلة بالمنازل والعمارات التي يوجد فيها أكثر من شقة سكنية؛ حيث تطلب من ملاكها الإفصاح عن معلومات شاملة عنها وعن الساكنين فيها.

مهام استخبارية

السكان في صنعاء وصفوا نشاط الجماعة الحوثية في الأحياء بـ«الاستخباري»؛ حيث يبدي «عبد الله. ع» الساكن في الحي السياسي بصنعاء قلقه البالغ عقب زيارة لجنة حوثية إلى منزله، طالبة منه معلومات شخصية عنه وأفراد عائلته وممتلكاتهم، وأخرى تتعلق بجيرانه وغيرهم من القاطنين في الحي ذاته الواقع بنطاق مديرية الوحدة في صنعاء.

 

تجمع سيارات أجرة في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء (الشرق الأوسط)

 

ويقول عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استنزف الانقلاب والحرب الحوثية جميع مدخراتنا مع انقطاع الرواتب وانعدام الخدمات وتفشي الجوع والفقر والبطالة، والآن تأتي الجماعة لتطلب منا بعد كل هذا العناء تقديم معلومات عن ممتلكاتنا ومقتنياتنا». وأضاف متسائلاً: «ما علاقة توفير الجماعة الحوثية -حسب زعمها- المساعدات للسكان والأسر في صنعاء، بتقديم معلومات دقيقة عن مقتنياتهم».

وبينما تزعم الميليشيات الحوثية أن ذلك التحرك من أجل توفير المساعدات اللازمة للمواطنين والأسر في صنعاء، ولحمايتهم وتأمين ممتلكاتهم، يؤكد مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الهدف من وراء هذه الخطوة هو القيام بعملية فرز جديدة على أساس مناطقي في العاصمة صنعاء وضواحيها، وكذا تشديد الرقابة على السكان ورصد تحركاتهم، خشية اندلاع أي انتفاضة.

المصدر كشف أيضاً أن الجماعة تسعى لتنفيذ حملة تجنيد إجبارية؛ حيث تستبق ذلك بالقيام بعملية جمع معلومات تفصيلية عن عدد الذكور في سن الشباب، في أحياء ومناطق صنعاء وضواحيها، لإرغامهم على الالتحاق بمعسكرات التدريب، أو إلزام أسرهم بدفع مبالغ فدية لتجنيد آخرين من الأرياف.

 

شاحنة مرور تقطع أحد شوارع صنعاء ضمن حملة جباية حوثية (الشرق الأوسط)

 

مصادر أخرى رجحت أن الجماعة الحوثية تسعى من وراء ذلك إلى فرض إتاوات جديدة على مختلف الشرائح المجتمعية في العاصمة، في مقدمتهم مالكو المنازل والعمارات، عبر فرض جبايات تحت أسماء الضرائب والزكاة وتمويل ودعم المناسبات والمجهود الحربي للجماعة.

ويأتي التحرك الانقلابي متوازياً مع استمرار الجماعة في البحث عن أي وسيلة تمكنها من الحصول على الأموال، وهو ما أوصل كبار قياداتها ومشرفيها للثراء الفاحش؛ حيث تمكنوا من امتلاك العقارات والشركات في العاصمة المختطفة صنعاء، وغيرها من المناطق الأخرى الخاضعة تحت قبضتهم.


 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة الشرق الأوسط فی العاصمة فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

معهد دراسات الأمن القومي: إسرائيل يجب أن ترد على دعم روسيا لأعدائها

حذر معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل من تداعيات تصاعد النفوذ الروسي في مناطق النزاع، مشيرًا إلى أن الكرملين يعزز شراكاته مع جهات مزعزعة للاستقرار في إطار صراعه المتواصل مع الغرب.

وأكد المعهد أن على إسرائيل الاستعداد للتحرك ضد المصالح الروسية في أي منطقة تدعم فيها موسكو جهات معادية للدولة العبرية.

وفي تقرير حديث، أشار المعهد إلى أن جهات تدعمها روسيا تنشط في الشرق الأوسط وتشارك فعليًا في صراعات مسلحة مع إسرائيل، ما يجعل من الدعم الروسي لها تهديدًا غير مباشر للأمن القومي الإسرائيلي.

وأوضح التقرير أن استراتيجية روسيا القائمة على دعم جهات فاعلة غير حكومية أو دول ذات توجهات معادية للغرب، تلقي بظلالها على استقرار المنطقة، وتضع إسرائيل أمام تحديات أمنية جديدة تتطلب إعادة تقييم لعلاقاتها مع موسكو وتحركًا استباقيًا لمواجهة التهديدات المحتملة.

طباعة شارك إسرائيل معهد دراسات الأمن القومي في إسرائي روسيا وإسرائيل الشرق الأوسط المصالح الروسية في الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط
  • الجبير يبحث مع المبعوث الصيني مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • الفزي يقترح إنشاء اتحاد شرق أوسطي لكرة القدم لمنافسة أوروبا.. فيديو
  • معهد دراسات الأمن القومي: إسرائيل يجب أن ترد على دعم روسيا لأعدائها
  • الشرق الأوسط: ديناميكيات قديمة وآفاق جديدة
  • هنا الزاهد سفيرة الشرق الأوسط لـ ماركة عالمية
  • تقرير: 83% من المقاولات المغربية تنشط في القطاع غير المهيكل
  • أعضاء بالحزب الديمقراطي يطالبون ترامب بوقف الهجمات في اليمن