حدث في المغرب وتركيا وسوريا.. ما سر "الوميض الأزرق" قبل الزلزال؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
زلزال المغرب.. أثارت ظاهرة "ومضات الضوء الأزرق" التي ظهرت في وقت قريب من وقوع زلزال في المغرب جدلاً واسعًا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
اعتبر البعض أن هذا الوميض مجرد علامة غريبة ليس لها تفسير، في حين قام بعض العلماء بتفسيرها على أنها نتيجة لتكسير الصفائح الصخرية أو الطبقات المصاحبة للزلازل.. فما سر الوميض الأزرق؟
يأتي ذلك بالتزامن مع ربط الكثيرين بين ظاهرة "الوميض الأزرق" في السماء وحدوث الزلازل في مناطق مثل المغرب وتركيا وسوريا.
أعلن مرصد الزلازل الأورومتوسطي عن وقوع هزة أرضية بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر في منطقة تبعد 80 كيلومترًا جنوب غرب مراكش بالمغرب.
وشهدت ضواحي مراكش، هزات ارتدادية متتالية بقوة تتراوح بين درجتين وأربع درجات على مقياس ريختر بعد الزلزال العنيف الذي وقع في اليوم السابق وبلغت قوته سبع درجات، وأسفر عن وفاة الآلاف وإصابة الآلاف الأخرين.
وأكدت وزارة الداخلية المغربية، أن 2012 شخصًا لقوا حتفهم، وأصيب 2059 آخرين، بينهم 1404 في حالة حرجة.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، بلغت قوة الزلزال 6.8 درجة وكان مركزه على بعد حوالي 72 كيلومترًا جنوب غرب مراكش.
ما سر الوميض الأزرق؟يعرف الضوء الأزرق الذي يظهر في السماء لحظة وقوع الزلزال باسم "الوميض البركاني" أو "البرق الزلزالي"، وهو ظاهرة مؤقتة تحدث نتيجة الكسر الذي يحدث في الصفائح أو الطبقات الصخرية.
ويحدث هذا الكسر بسبب احتكاك شديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، خاصة إذا كان مساحة الاحتكاك كبيرة تصل إلى 3 أو 6 أمتار، حيث يزيد تأثير الاحتكاك عندما يكون الكسر في صخور صلبة أو بازلت، ما ينتج عنه حرارة عالية ووميض.
ويعتبر هذا الضوء أو الوميض أمرا طبيعيا بعد حدوث الكسر، إضافة إلى سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذه الكسر، ولا يحدث الوميض الأزرق في كل الزلازل، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق.
ما علاقة الوميض الأزرق بالزلازل؟انتقد الدكتور محمد النجار، عالم الجيولوجيا المصري، الربط بين ظهور الوميض الأزرق وحدوث الزلازل، مؤكدا أن هذا الربط هو نوع من الإسقاط العشوائي، حيث لا توجد دلائل علمية فورية تربط بينهما وفقًا لمبادئ العلم، سواء كان الوميض ضوءًا أم صوتًا انفجاريًا أو تأثيرًا على الحيوانات.
وفي تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أوضح النجار أن جميع هذه الأمور والعلامات هي مجرد افتراضات شخصية من قبل بعض الأفراد، ولا علاقة لها بحدوث الزلازل، مشيرا إلى أن الزلازل تحدث في المناطق التي تفتقر إلى التوازن في القشرة الأرضية، ومن بين هذه المناطق منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
يعود ذلك إلى حقيقة أنه كان جزءًا من الأرض عندما كانت أوروبا وأفريقيا متصلتين، ولكن الأرض هبطت بمرور الزمن، مما أدى إلى تشكل العديد من الكسور الجيولوجية.
وحث الخبير الجيولوجي على أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع المناطق الساحلية للبحر المتوسط، حيث أن وجود الكثير من المباني حول الحوض يزيد من عدم التوازن ويؤدي إلى حركة القشرة الأرضية وزيادة حدوث الزلازل.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تنطبق أيضًا على الدول الأفريقية الموجودة على طول الصدع الأفريقي الذي ظهر بعد انفصال أفريقيا وآسيا، مؤكدا أنه يجب المراقبة الدقيقة ووضع علامات توجيهية مبنية على التحليلالعلمي لحالة الأرض واحتمالية حدوث الزلازل، بدلاً من الاستنتاجات المستندة إلى علامات غير ذات صلة بالظاهرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوميض الأزرق زلزال المغرب أخبار زلزال المغرب تفاصيل زلزال المغرب الومیض الأزرق زلزال المغرب
إقرأ أيضاً:
تركي يختار حياة الكهف بعد زلزال كهرمان مرعش
في أعقاب الزلزال المدمّر الذي ضرب مدينة كهرمان مرعش التركية في السادس من فبراير/شباط 2023، بقوة 7.8 درجات، فقد العديد من السكان منازلهم وأصبحوا بلا مأوى. من بين هؤلاء، رجل قرر اتخاذ خطوة غير تقليدية للتأقلم مع الوضع الجديد. بعد أن دمّر الزلزال منزله، اختار هذا الرجل الانتقال للعيش في كهف قريب، معتبرا إياه حلا عمليا وسريعا لتوفير مأوى له ولعائلته في ظل الظروف الصعبة.
View this post on InstagramA post shared by İhlas Haber Ajansı (@ihacomtr)
قرّر علي بوز أوغلان، البالغ من العمر 55 عامًا، العيش في كهف جبلي. رفض عرض السلطات بتوفير مسكن مؤقت، مفضّلًا الكهف للتغلّب على خوفه من الزلازل والابتعاد عن الناس. قال بوز أوغلان: "لا يستطيع الجميع العيش في الكهف، لكنني أفعل ذلك لأنني شخص مختلف".
وأضاف: "هذا الكهف موجود منذ آلاف السنين ولم يتضرّر، وأيامي تسير بشكل جيد جدًا".
تغيرت حياة معظم سكان المدينة بين عشية وضحاها بسبب الزلزال الذي وصف بأنه كارثة القرن.
بعد أن دُمّر منزله بالكامل في منطقة دفنة جراء الزلزال، عانى علي بوز أوغلان من صعوبات نفسية دفعته للاستقرار في كهف بمنطقة سامانداغ. هذه الحياة، التي بدأها قبل عامين، أصبحت ملاذا آمنا له.
يصل بوز أوغلان إلى كهفه بواسطة دراجته النارية، ويلبّي جميع احتياجاته بنفسه. ورغم عرض السلطات المحلية توفير مسكن مؤقت له، فإنه رفض ذلك، مفضّلًا البقاء في الكهف حيث وجد السلام والهدوء.
وأوضح بوز أوغلان: "عرض عليّ حاكم منطقة دفنة توفير حاوية سكنية في أي مكان أريده، لكنني لم أغادر الكهف لأنني وجدت السلام هنا".
إعلانأشار علي بوز أوغلان إلى أنه رغم صعوبة الحياة في الكهف، فإنه وجد سعادته هناك. وأوضح أن الكهف يستقبل العديد من الضيوف، حيث أقام زوجان من غازي عنتاب معه في الكهف. وأضاف: "لا توجد نوافذ في الكهف، لذا يبقى دافئًا في الداخل ولا أشعر بالبرد أبدًا". كما وصف مواجهته للثعابين، قائلاً: "رأيت ثعبانًا في سريري قبل 3 أشهر".
وأشار بوز أوغلان إلى أنه يلبي جميع احتياجاته في الكهف، ويخطط لحل مشكلة الكهرباء باستخدام ألواح شمسية. وأضاف أنه سعيد بالعيش على اتصال مع الطبيعة. وقال: "أنا متزوج ولدي 3 أطفال. ليس كل شخص يستطيع أن يعيش حياة الكهف، لكنني أفعل ذلك لأنني شخص مختلف".
تعكس هذه الخطوة قدرة الإنسان على التكيف مع التحديات والبحث عن حلول مبتكرة في مواجهة الأزمات. قد يبدو العيش في الكهف غير مألوف للكثيرين، لكنه وفر لهذا الرجل الحماية والمأوى في وقت الحاجة.
منطقة زلزالية نشطةتقع تركيا في منطقة نشطة بالزلازل ضمن منطقة الحزام الألبي، وهي منطقة ممتدة لأكثر من 15 ألف كيلومتر، تبدأ من جاوة وسومطرة والهند مرورا بجبال الهيمالايا، ثم جبال إيران، والقوقاز، والأناضول انتهاء بالبحر المتوسط. ويحدث 17% من أكبر الزلازل في العالم في هذا الحزام.