برغم تداول مسلسل سفاح الجيزة سيناريو غير واقعى للأحداث الحقيقية لحياة ونشأة سفاح الجيزة، إلا أن وجود عمق الأحداث أحدث ضجة غير عادية فى وسائل السوشال ميديا، وأصبحت قصة حياة السفاح الحقيقى غير منظورة أمام الجميع، بل بالعكس إن بعض المشاهدين تعاطفوا مع السفاح فى بعض الأحوال وهذا ما يشكل أثرا موحشا فى الدراما العكسية التى طالما كانت الموجه الأول للبيئة المحيطة بالحدث.
وهنا أحذر من موجات عنف ما بين الأزواج والعائلات، حيث انتشر في بعض الأعمال الدرامية ما يدمر القيمة الحقيقية للإنسان الطيب المسالم، وأضرمت فى تخيل الأحداث فتيلا من المواد المشعة فى رأس المشاهد، فتحولت الأحداث من مجرد سيناريو درامي يستوعب عقول المشاهدين ويوجههم إلى الالتفاف حول أبنائهم للتربية الصحيحة وعدم مجاراة مشاكل الزمن المتعاقبة، إلى قصة خيالية تقضى على أصول وثوابت المجتمع.
وهنا نرصد العمل الدرامى فى سطور، حيث ظهر علينا البطل الرئيسى للمشاهد فى صورة سفاح، تدور حوله مجموعة من الشخصيات الملوثة بخطيئة الزمن ما بين رغبات وشهوات، ويستثمر كل هذه الرغبات والشهوات فى انتقام غابر من أقرب المقربين، سواء من علاقاته الفاحشة كما ظهر فى المسلسل، وحتى فى من وثق فيه من جهة أخرى لاستثمار أمواله، مرورا بقتل عمته السيدة المسنة لمجرد أنها أهانت والدته فى عمل وحشى، وكأننا فى غابة مليئة بالعنف والقسوة فى القلوب، وكل من رأى هذه المشاهد سواء مشاهدين أو نقاد أحدثوا انبهارا غير عادى بالمسلسل، إلا عدد بسيط سخط على أحداث المسلسل الذى لم يرصد له مشاهد توعوية تحدث نقلة نوعية فى عقول المشاهدين، وهنا أنقل إليكم الظروف النفسية التى يعانى منها زوجات وأزواج وعائلات ما بين السطور فى طبقات اجتماعية كثيرة، أصبحت الزوجات وبعد إن كانت مشاكلها فى عدم الأمان والاهتمام فقط، زاد عليها شغل التحريات لتتقمص الزوجات الآن دور رجال الشرطة فى البحث داخل أرشيف زوجها المغلوب على أمره من هو؟ وهل اسمه حقيقى أم منتحل لشخصيات متعددة؟ وكأننا أصبنا الزوجات والمطلقات فى عقولهم باضطراب سيكولوجى دائم، وأصبح الزوج والشباب ترى فى حركاتهم وأعينهم وحتى مع تغير نغمات هواتفهم شخصية "سفاح الجيزة" وكأنه وإن كان بمزح يلعب دور رعب على أسرته والمقربين منه، مع الحب الشديد للشهرة والتريند، يمارس يوميًا أسوأ أنواع العنف من الرجال ضد أسرهم بسبب هذا السيناريو الذى أغرق وضرب صلب العادات والتقاليد والمودة والرحمة فى نقاط قوتهم البائسة.
عندما تكتبون سيناريو عن حادث حاولوا وبكل الوسائل مع إخراج المشاهد، تقديم محتوى يرسم دلالة إجرامية ولا يكسر صورة المشاهد عن الشخصيات السوية التى تكافح من أجل أبنائها وحياتها، فالمجرم مهما كان ذكاؤه فالأخير لا بد أن يكون صاحب رغبات وشهوات منعدمة الضمير، وما رأيته من أحداث يؤكد تعاطف كبير مع صناع الدراما مع شخصية سفاح الجيزة، ربما تنقلب الأمور فى نهاية المسلسل، ولكن ما تعلمناه طوال حياتنا وخبراتنا أن الانطباع الأول يدوم، ولا شىء يتغير مهما حصل حتى ولو كانت دوافع منتجى العمل وأبطاله والعاملين به تقديم عمل فنى يحدث ضجة وتريند، كان لا بد من نشر صورة توضيحية أولية عن حجم الإجرام والعقاب الشديد له من قبل البيئة المحيطة به، والقصاص العادل فى تتر المسلسل، وتصميم صورة اللاعاطفة مع مثل هذه الحالات التى طالما شوهت عقول مشاهديها، وحطمت ثوابت ما بين النشء والشباب والعائلات بكافة الطبقات الاجتماعية.
فاليوم إذا بحثنا عن سفاح الجيزة الحقيقى لن نرى صورة واقعية عن المجرم الخائن الغادر بالمقربين منه، ولكن سنرى من وجهة النظر الدرامية أحداث نشأة وأعوام منصرمة عن قصة شاب تحمل الكثير من الأعباء النفسية والعنف ليصل إلى ما وصل له سفاح الجيزة الحقيقى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سفاح الجيزة مسلسل سفاح الجيزة سفاح الجيزة الحقيقي سفاح الجیزة ما بین
إقرأ أيضاً: