نجاة عبد الرحمن تكتب: إعدام الأمومة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
الأمومة شيء عظيم، حيث تعد الأم هي نواة بناء الأمم، فاذا كانت الأم غير مهيئة وغير صالحة ستتأثر الأمة نتيجة خروج أجيال غير سوية، مما يهدد الأمن القومي لأى دولة وليست مصر فحسب، دوما الأعداء يعملون على تفتيت وتفكك المجتمع من الداخل من خلال تفكك الاسرة التى هى نموذج مصغر للدولة .
بعد تحقيق نصر اكتوبر فى السادس من اكتوبر عام 1973 واقرار معاهدة كامب دافيد فى 17 سبتمبر عام 1978 بدأت بلاد العدو تعد العدة لوضع مخطط طويل الأمد لتفكيك المجتمع المصري من الداخل وكانت نقطة الانطلاق تبدأ من الاسرة عن طريق عدة عوامل اعتمدت عليها دول الاعداء اولها والذى جاء مواكباً مع بداية تنفيذ المخطط هو سفر الاب لدول الخليج مع بداية عصر الانفتاح الاقتصادي لتحقيق مستوى معيشة مرفهة بدأ يحدث شرخ فى جدار الاسرة لغياب عمودها الأساسي واصبحت العلاقة بين الاسرة ورب الاسرة محفظة نقود، فنشأ الابناء بعيدا عن الاب الذى يمثل القدوة ترعرعوا فى حضن ام غير كاملة الآهلية النفسية والاجتماعية ام كان كل همها شراء اكبر كم من المشتريات غير عابئة بحسن رعاية وتربية الابناء الا من رحم ربي .
وهناك كم من الزوجات فضلن الانفصال لبعد الزوج بحثا عن شريك اخر وعدم قدرتها على تحمل المسئولية بمفردها .
ثم توالت العوامل المساعدة لتفكيك الاسرة سعيا لخلخلة المجتمع من الداخل عن طريق انشاء منظمات كان هدفها الأساسي هو زرع الندية وترسيخ مبدأ الاختلاف والثورة على اتفه الأسباب بين الزوجين وتضخيمها وجعلها قضية رأى عام لتحقيق الهدف الأساسي الذى انشأت من اجله تلك المنظمات الممولة وهو تفكيك الاسرة المصرية، ثم جاء قانون الخلع لتصبح أداة فى يد الزوجة لنهب اموال الزوج و بذهب الابناء الى الجحيم .
علينا ان نعترف بأن قانون الخلع ساهم فى ارتفاع معدلات الطلاق لأتفه الاسباب وتشريد الابناء دون ذنب يرتكب، مما يدلل على ان المجتمع النسائى غير كامل الآهلية النفسية ولَم يبلغ مرحلة الرشد، حتى تستطيع المرأة ان تحدد مصير اسرة بجرة قلم القاضي، حصولا على حكم "الخلع" وهو حكم بإعدام مصير ومستقبل اسرة وتشريد ابناء فى عمر الزهور وتحويلهم لقنابل موقوته تهدد امن المجتمع واستقراره بحثا عن اثبات من الاقوي المرأة ام الرجل " وطظ " فى الابناء .
لذا اقترح ان يكون الخلع بضوابط يحددها القانون، وعلى الاسرة حديثة الزواج عدم الإنجاب سوى بعد مضى عام او عامان حتى تكون الرؤية اتضحت لكلا من الزوجين وبيان قدرتهما على العيش سويا واستكمال مسيرة الحياة معا، حتى لا يأتوا بأبناء تشرد بالشوارع .
عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان؛ قاموا ببناء سور الصين العظيم .. اعتقادا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه نظرا لارتفاعه، و خلال المئة عام الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية فى حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب.
لقد انشغل الصينيون ببناء السور وغفلوا بناء الحارس ، فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه مجتمعنا اليوم اذا اردنا حماية امننا القومي .
يقول أحد المستشرقين:
إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي:
1/أهدم الأسرة
2/ أهدم التعليم.
3/ أسقط القدوات والمرجعيات.
*لكي تهدم اﻷسرة:عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت" وقد كان اصبحت الام اليوم تتخلى عن دورها الأساسي نحو بناء اسرة قوية وإخراج نماذج نافعة للمجتمع بحثا عن تحقيق ذاتها بين المكاتب والمناصب الحزبية .
ونتيجة لغياب دور الام داخل الاسرة اصبح المعلم لايمثل قدوة حسنه لطلابه وانحدر مستوى التعليم نتيجة لفقدان المعلم هيبته نتيجة للدروس الخصوصية التى يلجأ لها الابناء لعدم تفرغ الام للقيام بدورها، فإذا اختفت اﻷم الواعية الصالحة واختفى المعلم المخلص لعمله ورسالته انحدر المجتمع وتفكك، فالأم والمعلم شريكان فى بناء المجتمع وإفراز جيل قوي بستطيع ان يبنى ويشيد ويقود سفينة الوطن نحو مستقبل مشرق ومستقر .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
علي بن تميم: «عام المجتمع» رؤية حكيمة تجاه بناء مجتمع مزدهر
قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:«يجسّد إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، رؤية القيادة الحكيمة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر، ودعوة راقية لكي يعمل الجميع معاً يداً بيد لتعزيز الروابط في المجتمع، وإطلاق الإمكانيات والمواهب مدفوعين بحس المسؤولية المشتركة في خدمة الوطن».
وأضاف: «هذا الإعلان يأتي في وقت شديد الأهمية والدقة من مسيرة النهضة المتفردة التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بعد أن اكتملت مرحلتا التأسيس والتمكين؛ ليعزز أثر وحضور هذه القيم والمبادئ الإنسانية العليا ويجعلها محوراً رئيسياً من محاور صنع المستقبل».
وأضاف:«قطعت دولة الإمارات شوطاً طويلاً في ما يتعلّق بتعزيز مكانة المجتمع، ما جعلها نموذجاً يقتدى به، يستمد أهميته من بنيانه المتين القائم على أصول راسخة من القيم والمبادئ الإنسانية بما يسمح له بأن يتفاعل مع العالم مؤثراً ومتأثراً بما فيه الصالح والخير لكل الإنسانية».
وتابع رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:«إن المجتمعات التي تُبنى على أسس قوية تكون أكثر استقراراً، وقدرة على مواجهة مختلف التحديات، كما أنها تحافظ على إرثها الفكري، والمعرفي، والثقافي، وتمرره للأجيال المقبلة ليكون لها قدرة في المستقبل على قيادة البلاد نحو آفاق أكثر ازدهاراً وتطوراً، متسلّحة بالقيم، والعلم، والمعرفة. كما أن هذا الإعلان يسهم أيضاً في تعزيز مكانة دولة الإمارات باعتبارها بيئة حاضنة للعديد من الثقافات، توفّر لهم حياة مستقرة بجودة عالية، وتشجّع على الابتكار والإبداع؛ لهذا نمضي في مركز أبوظبي للغة العربية قدماً بترجمة رؤى القيادة الحكيمة من خلال إطلاق المزيد من المبادرات، والبرامج النوعية، ومبتكرات الصناعات الثقافية والإبداعية، ومستجدات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ونضع كل هذا في خدمة هذا التوجّه الذي يُعلي من قيمة المجتمع، لتؤدي دورها في ترسيخ ثقافة الإبداع، وتكريس حضور اللغة العربية بوصفها لغة ثقافة وعلوم وفنون، وركيزة أساسية للهوية الثقافية والمجتمعية الأصيلة».
وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: «إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2025»عام المجتمع«تأكيدٌ جديدٌ على نهج القيادة الحكيمة المؤمن بأن بناء الإنسان هو أساس كل تنمية».
وأضاف:«إن تجربة دولة الإمارات التنموية تعد بحق أهم تجارب التنمية في العالم التي قامت على احترام منظومتها الاجتماعية والثقافية والفكرية من دون تخل عن موروث الآباء والأجداد، ويأتي هذا الإعلان لدمج هذا المنجز الحضاري الكبير داخل مكتسبات الوطن ليكون حاضراً في السير نحو المستقبل بمزيد من النجاح والازدهار»
وتابع:«تقع اللغة العربية في القلب من فكرة المجتمع؛ فهي أساس تكوينه الثقافي والحضاري ووسيلته للتعبير عن قيمه ومبادئه، ومركز أبوظبي للغة العربية خلال سعيه لتحقيق أهدافه في تعزيز حضور اللغة العربية يضع نصب عينيه الوصول إلى كافة أطياف المجتمع ومكوناته على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم، انطلاقاً من إيمان راسخ بأنّ اللغة العربية هي الركيزة الأساسية لهوية وثقافة المجتمع، وسوف تتنوع مساهمات المركز خلال عام المجتمع في سبيل تعزيز مكانة، وقيمة اللغة العربية، وتفعيل دورها المهمّ والفاعل في تحقيق تماسك المجتمع من خلال تمكينها، وإطلاق المزيد من المبادرات، والبرامج التي تخدم هذا التوجّه بالتعاون مع مختلف الشركاء المحليين، والعالميين، كما سنواصل جهودنا الحثيثة في تنظيم واستضافة الفعاليات الثقافية، والمجتمعية، التي تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية، وترتقي بمكانة اللغة العربية الوعاء الذي يعبّر عن وعي المجتمع، ونهضته الفكرية، والتنموية».
وأضاف:«يؤدي مركز أبوظبي للغة العربية دوراً مهماً في تعزيز ثقافة، ووعي المجتمع، وترسيخ مكانة اللغة العربية في نفوس جميع أفراده، ونحن على يقين بأن على الأجيال الشابة مسؤولية كبيرة في بناء، وقيادة مستقبل الدولة، وهذا يتحقق بالتعاون المثمر بين جميع الجهات والذي سيعكس مدى قوة وتلاحم مجتمعنا، وعليه سنعمل في المركز على مواصلة جهودنا، والتزامنا تجاه مجتمعنا، وتفعيل دورنا بتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة في بناء مجتمع متماسك، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحضارته العربية، وقيمه، وهويته الوطنية الأصيلة».