في الهند، يدفع تمكين المرأة الأمة نحو القيادة العالمية. من التمكين الاقتصادي إلى التعليم والأدوار القيادية، تقود المرأة التقدم الشامل. يجسد رئيس الهند، شريماتي دروبادي مونمو، هذا التحول. التزام الدستور الهندي بالمساواة بين الجنسين واضح، حيث تلعب النساء أدوارا محورية في مختلف القطاعات. تعمل مبادرات مثل Pradhan Mantri Mudra Yojana و Pradhan Mantri Ujjwala Yojana على تمكين المرأة اقتصاديا وبيئيا.

‎علاوة على ذلك، فإن الوجود المتزايد للمرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وريادة الأعمال والمناصب القيادية يسلط الضوء على كفاءتها. يتماشى تركيز الهند على التنمية التي تقودها المرأة (WLD) مع الأهداف العالمية، مع التركيز على القيادة النسائية في التغيير المجتمعي والاقتصادي والسياسي. تعزز رؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي هذه الجهود، مع التركيز على تنمية المهارات والمساواة والتمكين الاقتصادي. على الصعيد العالمي، تكتسب WLD زخما، حيث تدافع رئاسة الهند لمجموعة العشرين عن هذا النهج التحويلي. تعرض الإحصاءات الملهمة في الهند إمكانات المرأة لقيادة وتشكيل مستقبل أكثر إشراقا للجميع … يكتب ديفيا راني.

‎مع ازدهار النساء، يزدهر العالم أيضا. يصبح تمكينهم الاقتصادي حافزا للنمو. إن قدرتهم على الحصول على التعليم تدفع التقدم على نطاق عالمي. وجود قيادتهم يزرع الشمولية. علاوة على ذلك، فإن أصواتهم بمثابة منبع للدافع للتحول البناء. الطريقة الأكثر تأثيرا لتعزيز المرأة هي اعتماد نهج تنموي تسترشد بالمرأة. تحرز الهند تقدما سريعا في هذا الاتجاه.

‎تمثل رئيسة الهند، شريماتي دروبادي مورمو، نموذجا مقنعا لنفسها. بعد الخروج من تربية قبلية متواضعة، تقود الآن الديمقراطية الأكثر شمولا في العالم وتضطلع بدور القائد العام لثاني أكبر قوة دفاع على مستوى العالم. ضمن هذه الأرض المغذية للديمقراطية، منح الدستور الهندي “الحق في التصويت” بنزاهة لجميع المواطنين، بغض النظر عن الجنس، منذ نشأته. وبالمثل، تم تمديد امتياز المشاركة في الانتخابات أيضا دون تحيز.

‎لعبت الممثلات المنتخبات أدوارا محورية في دفع التحولات الاقتصادية والبيئية والمجتمعية. والجدير بالذكر أنه في الهيئات المحلية الريفية في جميع أنحاء الهند، 46٪ من 1.4 مليون ممثل منتخب هم من النساء. لقد مارست تعبئة المرأة من خلال مجموعات المساعدة الذاتية تأثيرا هائلا من أجل التغيير. وسط الوباء، ظهرت مجموعات المساعدة الذاتية وممثلات النساء المنتخبات هذه ركيزة ثابتة للدعم المجتمعي. أخذوا إنتاج الأقنعة والمطهرات مع نشر الوعي حول الحد من العدوى. تفتخر الهند بأكثر من 80٪ من التمثيل النسائي بين الممرضات والقابلات، اللواتي وقفن بشجاعة كطليعة خلال الوباء. تثير إنجازاتهم شعورا بالفخر.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

إقرأ أيضاً:

8 مارس وضرورة التوثيق لنضال المرأة السودانية

8 مارس وضرورة التوثيق لنضال المرأة السودانية

تاج السر عثمان بابو

1

أشرنا في مقال سابق إلى أن يوم المرأة العالمي 8 مارس يمر في ظروف تكتوي فيها المرأة بنيران الحرب اللعينة، كما سردنا فيه نضال المرأة السودانية ودورها في ثورة ديسمبر 2018، ونضالها المستمر ضد انقلاب 25 أكتوبر الذي قاد للحرب الجارية حاليا بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.

ويبقى من المهم مواصلة وتوسيع توثيق تاريخ ونضال المرأة السودانية في مختلف الجوانب.

أذكر أنني أصدرت كتاباً بعنوان “تطور المرأة السودانية وخصوصيتها” عن دار عزة للنشر 2007 م، بهدف متابعة مسيرة المرأة السودانية التي لا تنفصل عن كل أنشطة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتوثيق لمسيرة المرأة السودانية التي تُعتبر الكتابة عن تاريخها ومسيرتها شحيحة، كما هو واضح من الرصد لمصادر الدراسات عن المرأة السودانية التي تيسر لنا الاطلاع عليها كما في قائمة المصادر والمراجع في نهاية الكتاب، وهنا اتفق مع ملاحظة د. مختار عجوبة  الذي أشار الى أن “الأدبيات التي كُتبت إلى نهاية السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، سواء في مجال الاقتصاد أو الاجتماع أو التاريخ أو الأنثروبولوجيا انصبت جميعها على الرجال” (راجع مختار عجوبة: المرأة السودانية ظلمات الماضي واشراقاته ، دار عزة 2008، ص 5)، أي أن المرأة السودانية مهمشة حتى في كتابة تاريخها ومسيرتها من أجل التحرر والانعتاق.

لا شك كما اشار الكتاب أن النساء لعبن دورا مركزيا في السودان القديم لايقل عن دور الرجال في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، فهن الآلهات والمحاربات (الكنداكة) والملكات، والملوك لا يردون لهن شفاعة، ودور الملكة الأم كان واضحا في السودان القديم، واستمر دورها في الفترات التاريخية المختلفة قوة وضعفا كما اوضحت الدراسة، حتى بداية الحركة الوطنية الحديثة في بداية الحكم الثنائي الانجليزي- المصري، فشاركت في مظاهرات ثورة 1924م وشجعت بالزغاريد وحماية المتظاهرين، وتأمين وثائق ثوار 1924، وكانت العازة محمد عبد الله زوجة علي عبد اللطيف أول إمرأة سودانية تشارك في المظاهرات والنشاط السياسي في تاريخ الحركة السياسية الحديث. اضافة لصالون السيدة “فوز” التي لعبت دورا كبيرا في تأمين نشاط الثوار من خلال صالونها الأدبي والثقافي (للمزيد من التفاصيل عن السيدة فوز، راجع د. حسن الجزولي: نور الشقائق، دار مدارك للنشر 2012م).

مؤكد بعد مرور أكثر من اربعة عشر عاما من صدور الطبعة الأولى حدثت متغيرات أهمها الدور الكبير الذي لعبته المرأة السودانية في ثورة ديسمبر 2018 امتدادا لدور (الكنداكات) منذ السودان القديم، َكما أوضحنا في مقال سابق.

2

لا شك في أن تحرير المرأة السودانية، وانتزع حقوقها رهين بوقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، ومواصلة الثورة والصراع من أجل استكمال وتحقيق أهدافها في: الحرية والعدالة والسلام، وتحقيق مهام الفترة الانتقالية في مختلف الجبهات الاقتصادية والسياسية والثقافية والنوعية، فتحرير المرأة كان ولازال مرتبطا بتحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والثقافي والديني والإثني والنوعي. علما بأن تقدم المجتمع كما أشار ماركس يُقاس بمدى تقدم وتحرر المرأة، وأن عمل النساء في حد ذاته تقدمي باعتباره الشرط المسبق لتحرير النساء من الحدود الضيّقة للمنزل والأسرة، والطريق الوحيد لتحرر النساء وجميع فئات المجتمع المضطهدة يمر عبر القضاء على النظام الرأسمالي، ويتطلب الوحدة بين الرجال والنساء في النضال ضدها، والوقوف ضد صراع المرأة ضد الرجل، وأن التحولات الاجتماعية العظيمة مستحيلة دون مشاركة النساء في الثورة.

كما أن عملية تحرير المرأة لا ننظر إليها فقط من الزاوية الاقتصادية، بل من الجانب الثقافي المكمل الذي يتمثل في الصراع ضد المفاهيم البالية التي تكرّس دونية المرأة الممتدة من اضطهاد القرون في مجتمعات العبودية والإقطاع والشكل الحديث للاستغلال الرأسمالي الذي انبثق مع فجر الرأسمالية، والتي تحتاج لصراع فكري متواصل ضدها.

صحيح أن المرأة في نضالها الطويل حققت نجاحات مثل: الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية، والتمثيل في المجالس التشريعية والوزارية والوظائف العليا في الإدارة والخدمة المدنية والعسكرية، ورئاسة بعض الدول، ومواثيق أعلنت عنها الأمم المتحدة رصدناها في الكتاب.

لكن إعلان المواثيق شئ وتحقيقها فعليا على أرض الواقع شئ آخر، مما يتطلب الصراع من أجل تحقيقها.

كما أنه لا يكفي تحقيق انجاز (الكوتا) أو التمييز الايجابي للنساء، ورغم أنه مكسب انتزعته المرأة في نضالها الطويل، لكن يجب مواصلة النضال من أجل تغيير الأنظمة الديكتاتورية والقمعية التي تضطهد الكادحات من النساء في المصانع والمزارع، وتبقيهن في سجن الجهل والأمية وثقل العادات الضارة بصحتهن وجسدهن والعمل المنزلي المفسد للعقل والجسد، والاستغلال الرأسمالي الفظيع للنساء العاملات لاستحواذ أكبر فائض قيمة منهن، وتقليل أجورهن بعدم تحقيق الأجر المتساوي للعمل المتساوي، ومصادرة حقهن في العمل النقابي، وإجبارهن على العمل لساعات طويلة بما فيها أثناء الليل، وتحقيق المساواة الفعلية مع الرجال، وتحريرهن من الاستغلال والعبودية، ورفض اعتبار المرأة سلعة ولترويج الإعلانات الجنسي وتجارة البشر للاستغلال الجنسي.

الوسومالتمييز الإيجابي للنساء الحرب الحكم الإنجليزي- المصري العازة محمد عبد الله اليوم العالمي للمرأة تاج السر عثمان بابو ثورة 1924 حسن الجزولي دار عزة صالون فوز علي عبد اللطيف نور الشقائق

مقالات مشابهة

  • أمل عمار: مصر تعيش العصر الذهبي للمرأة بفضل الإرادة السياسية
  • آخر تفاصيل طريق التنمية.. عقد اجتماعات تخض التعارضات بـ3 محافظات
  • «العالمية للألمنيوم» تناقش فرص عمل النساء
  • هيئة الأمم المتحدة للمرأة: التقدم نحو المساواة بين الجنسين في السياسة لا يزال محدودًا في 2025
  • في يوم المرأة العالمي..النساء الروسيات على خطوط المواجهة
  • 8 مارس وضرورة التوثيق لنضال المرأة السودانية
  • في رمضان .. نساء غزة بين أنقاض الحرب ومعركة البقاء
  • بحضور نهيان بن مبارك.. الهند تتوج بـ«أبطال الكريكيت»
  • يوم المرأة العالمي.. آمال وتحديات
  • دور المرأة في ثورة 1919.. كيف كسرت المصريات الحواجز