مكافحة الإسلاموفوبيا .. خفض وتيرة العداء للإسلام .. اندماج إيجابي بمجتمعات أوروبا| رسائل شيخ الأزهر في ألمانيا
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
يشارك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في أعمال المؤتمر الدولي للسلام، الذي تنظمه جمعية "سانت إيجيديو" في الفترة من 10 إلى 12 سبتمبر الحالي، في زيارة تضمنت عدة لقاءات بقيادات ألمانية ووفد المسلمين ببرلين.
وقال شيخ الأزهر خلال لقاء الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إنَّ الأزهر الشريف حريصٌ على نشر قيم السلام والأخوة الإنسانية محليًّا وعالميًّا، فعلى المستوى العالمي أطلق الأزهر عدة مبادرات يأتي في مقدِّمتها بيت العائلة المصرية، بالتعاون مع الكنائس المصرية، وقدمنا نسيجًا وطنيًّا مترابطًا ومحصنًا ضد الكراهية والتعصب.
وأضاف أن الأزهر خَطَا خطوات كبيرة في تعزيز قيم السلام عالميًّا، وقد كانت درة تاج هذه الجهود والمبادرات توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع قداسة البابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019، في رسالةٍ تحمل الخير للعالم كلِّه، مشيرًا إلى أن الذي يمعنُ النظر في لغة الوثيقة لن يقدِرَ على التفرقة ما إذا كانت كُتبتْ بأقلام مسلمة أو مسيحيَّة، وأنها كانت جهدًا خالصًا توحَّدت فيه رؤية الأزهر والفاتيكان من أجل مصلحة الإنسان وسعيًا وراء سعادته، وتجنب معاناته، وأنَّ الوثيقة تضمنت نصوصًا واضحةً لحماية البيئة وأماكن العبادة، وحقوق الأطفال والنِّساء واللَّاجئين والمهاجرين والفقراء والشعوب الأكثر تهميشًا والأقل حظًّا.
وأشار شيخ الأزهر إلى أنَّ الأزهر يقف على مسافةٍ واحدةٍ من المساس بأي دينٍ من الأديان، ولا يفرق في ذلك بين المقدسات الإسلامية أو مقدسات الأديان الأخرى، فكما وقف الأزهر في وجه حوادث حرق القرآن الكريم -كتاب الله- كان له موقفٌ واضحٌ أيضًا تجاه حرق الكنائس والاعتداء على المسيحيين في باكستان، مؤكدًا أن كِلَا الموقفين نابعين من اعتقاد حقيقي وراسخ بأنَّه لا سبيل للخروج من أزمات الإنسان المعاصر إلا بالحوار وأن تسودَ ثقافة التقارب والتعايش والاندماج، وأن يحلَّ الحوار محل التعصب والكراهية.
كما أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لما قدَّمته ألمانيا من دعم كبير للاجئين وترحيبها بهم واستضافتها للملايين لتضرب المثل في الأخوَّة الإنسانية العابرة للقارات في مشهدٍ حضاريٍّ نابعٍ من إيمان كامل وعقيدة واضحة تجاه هؤلاء الذين تركوا أوطانهم وعائلاتهم بسبب الحروب والصراعات.
مكافحة الإسلاموفوبيا وخفض وتيرة العداء للإسلاممن جانبه، أعرب الرئيس الألماني عن شديد ترحابه بشيخ الأزهر في ألمانيا، مؤكدًا اعتزازه بهذه الزيارة التي جاءت في وقت مهم، وتقديره الشخصي ومتابعته لما يقوم به شيخ الأزهر من جهودٍ كبيرةٍ لتعزيز قيم التعايش والأخوة والمساواة بين الجميع، وكذا تقديره للعلاقة الأخوية التي تجمع شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، وأنَّ هذه العلاقة رسمَتِ الطريق ومهَّدته للمضي قدمًا في التقارب وفتح قنوات الحوار والتواصل بين مختلف الثقافات والأديان.
كما أكَّد الرئيس الألماني حرصَ بلاده على مكافحة الإسلاموفوبيا وخفض وتيرة العداء للإسلام والمسلمين، ولذا بادرت بإدانة حوادث حرق القرآن في عدة مناسباتٍ، ورفضها لما يقوم به البعض من ممارسات متطرفة تجاه الإسلام والمسلمين، مؤكدًا استعداده الشخصي للعمل سويًّا مع شيخ الأزهر من أجل تعزيز جهود القضاء على كل أوجه التعصب والكراهية وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة.
وقدَّمَ الرئيس الألماني الشكر للإمام الأكبر علي المبادرات المهمة التي يقودها لنشر التعايش وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات؛ مثل: وثيقة الأخوة الإنسانية، ونموذج بيت العائلة المصرية، وبيت العائلة الإبراهيمية.
كما التقى شيخ الأزهر بمقر إقامته بالعاصمة الألمانية برلين، محمود فرزندة، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث قال إن حال المسلمين اليوم من فرقة وتشتت يرجع إلى نزعات لا إسلامية حذر منها القرآن الكريم في قوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا"، وقد أدى هذا التنازع إلى تشقق الصف الإسلامي وتفرق المسلمين وافتقارهم للرؤية الإسلامية والهدف الإسلامي الموحد الذي نستطيع الرجوع والاحتكام إليه رغم الاختلاف.
وأضاف شيخ الأزهر أن أخطر التحديات الإسلامية المعاصرة هي كيفية إقناع صناع السياسات ومتخذي القرارات بأن هناك مصلحة إسلامية عليا لا بد أن تكون محلَّ اتفاق بين الجميع مهما اختلفت المصالح الذاتية، مشيرًا إلى أن علماء الإسلام تحدثوا كثيرًا عن أهمية الوحدة الإسلامية، إلا أن القوى السياسية دائمًا ما تحرك الأمور عكس ما ترتضيه لغة المنطق والعقل، وترك المصلحة العليا المشتركة والمقايضة بها في مقابل بعض السياسات الذاتية المتفرقة.
وأكد شيخ الأزهر أن أبرز التحديات العالمية المعاصرة تتمثل في انتزاع القيم الدينية والأخلاقية بل والإنسانية من أي وجه للتقدم العلمي، حتى أصبحنا نعاني من أزمة حقيقية، وهي الاغتراب وإقصاء الدين من حياة الإنسان، مشددًا على أن الخروج من هذا المأزق لن يكون إلا بتبني أصحاب القرارات العالمية العليا لإطار أخلاقي وإنساني ملزم، وتغليب مصلحة الإنسانية على تلك المصالح الذاتية.
وشدد فضيلة الإمام الأكبر على أن الأزهر الشريف متمسك بوحدة المسلمين، وأنه لن يتوانى عن المضي قدمًا في بذل كل ما في وسعه من أجل فرض هذا المشروع على الخريطة الإسلامية مهما كلفه الأمر من الانخراط في كثير من المشقة والتحديات.
وفي لقائه وفدًا من ممثلي المجتمعات المسلمة في ألمانيا، وذلك لبحث أهم القضايا التي تواجه المسلمين في ألمانيا وسبل دعم الأزهر العلمي والدعوي لهم ومساعدتهم على الاندماج الايجابي في المجتمع الألماني وتقديم الصورة الحقيقة للإسلام.
وقال الإمام الأكبر إن الأزهر الشريف يحمل على عاتقه مهمة دعم مسلمي الغرب، وذلك من خلال تكثيف التواصل مع الجاليات المسلمة في أوروبا والدول الغربية، وتقديم الدعم والمشورة في كل ما يحتاجونه في شؤون الدين والدعوة، لافتًا إلى أن الأزهر قد أنشأ مركزا عالميا للرصد والإفتاء يعمل ب ١٣ لغة؛ ليكون بمثابة قناة الأزهر للتواصل مع العالم، خاصة مع المراكز الإسلامية والمساجد الكبرى في أوروبا.
ورحب شيخ الأزهر باستضافة الأئمة الألمان وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتصميم منهج وبرنامج خصيصى لهم على يد نخبة من كبار أساتذة الأزهر وعلمائه؛ ليناسب طبيعة المجتمع الألماني، وصقلهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع قضايا المرأة والتعايش السلمي وقبول الآخر والاندماج الإيجابي داخل مجتمعاتهم.
كما أكد فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لأبناء المسلمين في ألمانيا للدراسة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا بجامعة الأزهر، لا سيما في التخصصات الشرعية والعربية، بالإضافة إلى استعداد الأزهر لإيفاد شباب وعلماء الأزهر إلى مساجد ألمانيا وأوروبا للمساهمة في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في الغرب، فضلًا عن استعداده لإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية لدعم أبناء المسلمين في ألمانيا في تعلم وإجادة لغة القرآن الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر مجلس حكماء المسلمين الأخوة الإنسانية مكافحة الإسلاموفوبيا بيت العائلة المصرية الرئیس الألمانی الأزهر الشریف الإمام الأکبر شیخ الأزهر فی ألمانیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
نهائي مثير بين شتوتغارت وبيلفيلد في كأس ألمانيا
كان تأهل شتوتغارت وأرمينيا بيلفيلد، المنافس بدوري الدرجة الثالثة، لنهائي كأس ألمانيا بمثابة أنباء سيئة للفرق التي تسعى للتأهل للبطولات الأوروبية في الموسم المقبل.
ضمن بايرن ميونخ، متصدر جدول الترتيب، اللعب في دوري أبطال أوروبا، بينما اقترب باير ليفركوزن، صاحب المركز الثاني، من ضمان اللعب في دوري الأبطال، ولكن الفرق العشرة التي تأتي خلفهم تفصلهم 11 نقطة، مع تبقي سبع مباريات، وسيلعبون كلهم من أجل حجز مقاعدهم في دوري الأبطال، والدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر.
#شتوتغارت يضرب موعداً مع أرمينيا بيليفيلد في نهائي #كأس_ألمانيا عقب الفوز على #لايبزيغ بنتيجة 3-1 في المربع الذهبي
???? بيليفيلد فجر مفاجأة مدوية بإقصاء #باير_ليفركوزن حامل اللقب بالفوز عليه 2-1 #24Sport pic.twitter.com/bvmVznKstF
في السابق، كان التواجد في المركز السابع يكفي للعب في أوروبا، وفي العام الماضي، كان المركز الثامن كافياً، بسبب إضافة مكان في دوري أبطال أوروبا، بناءً على الأداء، وهو أمر شبه مستحيل هذا الموسم.
وحالياً، ربما يكون المركز السادس هو آخر المراكز المؤهلة للعب في أوروبا.
وتملك ألمانيا أربعة مقاعد للعب في دوري الأبطال بشكل ثابت لأصحاب المراكز الأربعة الأولى بالدوري، واثنين للدوري الأوروبي وواحد لدوري المؤتمر.
وأحد مقاعد الدوري الأوروبي ستذهب لبطل كأس ألمانيا. وإذا كان الفائز بالكأس من بين المتواجدين في أول خمس مراكز بالدوري، سيحصل صاحب المركز السادس على المقعد الثاني في الدوري الأوروبي، فيما سيلعب صاحب المركز السابع بدوري المؤتمر.
وكان بطل الكأس يتواجد دائماً في أول ست مراكز في "البوندسليغا" في أغلب السنوات الماضية، وهو ما سمح لصاحب المركز السابع في الدوري من اللعب في أوروبا.
ولكن ربما لن يحدث هذا خلال الموسم الحالي، لأن شتوتغارت يتواجد في المركز الـ11 فيما لا يتواجد بيلفيلد في "البوندسليغا" من الأساس.
ويتواجد لايبزيغ في المركز السادس، ولكن بفارق الأهداف أمام فرايبورغ. ويبتعد عنهما أوغسبورغ بفارق ثلاث نقاط، فيما يبتعد فريقا فولفسبورغ بروسيا دورتموند عن فرايبورغ ولايبزيغ بفارق أربع نقاط، فيما يبتعد شتوتغارت بفارق خمس نقاط، ويبتعد فيردر بريمن بست نقاط في المركز الثاني عشر.
ومع تأهل بايرن لدوري الأبطال واقتراب ليفركوزن، يتبقى مركزان فقط مؤهلان لدوري الأبطال، حيث يتواجد إينتراحت فرانكفورت في المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط أمام لايبزيغ، وبفارق خمس نقاط أمام بروسيا مونشنغلادباخ وبفارق ست نقاط أمام لايبزيغ وفرايبورغ.
ولدى دورتموند وفرانكفورت طريق إضافي للعب في أوروبا، من خلال الفوز بدوري الأبطال والدوري الأوروبي، على الترتيب، حيث يتواجدان في دور الثمانية. ويتأهل الفائزان مباشرة إلى دوري الأبطال بغض النظر عن مركزيهما في الدوري.
ولكن، في حال فوزهما بالبطولتين الأوروبيتين وأنهيا الدوري في المركزين الخامس والسادس، ستفقد ألمانيا مقعداً بالدوري الأوروبي، ومقعد دوري المؤتمر، بسبب تصعيدهما لدوري الأبطال.
وفي هذا السيناريو، سنظل نرى سبعة فرق ألمانية تشارك في البطولات الأوروبية، ولكن أربعة فقط سيتأهلون، من أصل 6 فرق يمكن أن يتأهلوا من "البوندسليغا".